اختيار الموقع            تسجيل دخول
 

تسجيل دخول للنظام
  كود المستخدم
  كلمة السر
نسيت كلمة السر؟
دوريات النشر الإلكتروني



المجلة التربوية لكلية التربية بسوهاج :
 المجلة التربوية لكلية التربية بسوهاج :
  تفاصيل البحث
 
[9000997.] رقم البحث : 9000997 -
مفاهيم الأمن الفكري المتضمنة في منهج التربية الوطنية بالمرحلة الثانوية / ” دراسة تقويمية ”
تخصص البحث : قسم التربية
  المجلة التربوية لكلية التربية بسوهاج : / 38 - أكتوبر 2014م
  نجاة عبده عارف اسماعيل - مؤلف رئيسي
  الأمن الفكري - المناهج وطرق التدريس - التربية الوطنية- المرحلة الثانوية
  نظرا للدور البارز الذي تقدمه المؤسسات التعليمية في تطوير المجتمعات التي تحترم القيم وتنبذ العنف وتسعي إلي التعايش السلمي والتسامح ،ولما يتميز به العلم من قوة البرامج التي يقدمها وتأثيرها في تحقيق غايات المجتمع ،فقد قامت بعض الدول بعمل شراكة بين سلطاتها المختلفة ومسئولي التعليم بجميع مستوياته لجعل المدارس والجامعات أكثر استعداد لمقاومة الأفكار المتطرفة والعنف بأشكاله المختلفة ،وذلك من خلال موضوعات تعزز فهم الثقافات المختلفة ،وتقبل الآخر، وتنمي المواطنة، وتعمل علي تأمين عقول النشء من الأفكار الدخيلة (Counter Terrorism Implementation Task Force.2006.9)
والتعليم الثانوي لشدة ارتباطه بأحوال المجتمع الذي يقوم فيه يتأثر بما يجري في المجتمع من أحداث، وما يبرز فيه من أفكار ،وما يحيط به من أزمات ،وما يسوده من فلسفات، وما يطرأ عليه من تغيرات ،وما يتعرض له من عوامل تؤثر في مساره الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي ( زيد بن زايد ،2008 ،66)
وبالتالي فإن المرحلة الثانوية تُعد من أهم المراحل التعليمية المهتمة بالحفاظ علي الأمن والاستقرار، لأن استثمار عقول الطلاب واجب وطني، كما أن تحقيق الأمن الفكري لهذه الفئة يجني ثماره المجتمع بأكمله، فطالب هذه المرحلة إذا ما تم توجيهه الوجهة الصحيحة نشأ نشأة سليمة تقي المجتمع من أمراض فكرية قد تؤدي به إلي الضياع ، ونظراً لأهمية تحقيق الأمن الفكري لدي هؤلاء الطلاب فهم شباب المستقبل وقادته ،وللظروف التي تحيك بالبلاد من تحديات عصيبة ومخاطر فكرية ،إلا أنه يمكن مواجهة ذلك من خلال إعادة التفكير في مناهج الدراسات الاجتماعية عامة والتربية الوطنية خاصة عن طريق تعزيز المناهج بالمفاهيم التي تحقق مزيداً من الأمن الفكري القادر علي تغيير كافة العادات العقلية السيئة والمفاهيم الخاطئة ومكافحة الفكر المُضلل وصولا لإعمال العقل في كل ما يُعرض علي المتعلم من قضايا وأحداث.
ومناهج الدراسات الاجتماعية منوط بها إعداد الناشئة ،وهي تعد المحور الرئيس في تحقيق أهداف البقاء المجتمعي الآمن فكريا ،وتحقيق الحاجات النفسية للمتعلم، وتعمل علي تأصيل الحاجات الثقافية والإنسانية، إضافة إلي تنمية مهارات التفكير السوي التي تمكن المتعلم من القدرة علي الإحاطة بالمعارف القديمة والمفاهيم الجديدة والربط بينها، وتجاوز عقبات التعبير التي تؤثر في صناعة القرار في المواقف المتباينة بما يحقق مزيدا من الأمن الفكري وفق رؤية ريادية (متعب شديد ، 2009 ، 17).
والتربية الوطنية كأحد فروع الدراسات الاجتماعية تتناول موضوعات تسهم في تحقيق الأمن الفكري ،وذلك لطبيعتها الوطنية والقومية التي تعزز مفاهيم الولاء والانتماء لدي الطلاب (عبدالناصر راضي ،2013، 35) ، ويعد التهاون في التربية الوطنية السليمة أحد أسباب انعدام الولاء والانتماء للوطن ، فيصبح الوطن عبارة عن أرض تسكن ، وقد يتفاقم الأمر إلي كراهية ورغبة في الانتقام منه إذا ما تعرض الفرد لضغوط اجتماعية ، اقتصادية ،دينية ، سياسية، مما ييسر علي الجماعات المضللة فكريا ضمه إليها،وهذا يتفق مع ما يراه عبدالخالق يوسف (2004 ، 4) في أن أساس المواطنة وعي الإنسان بأنه أصيل في بلاده وليس مجرد مقيم يخضع لنظام معين دون أن يشارك في صنع القرارات داخل هذا النظام، وعلي أساس هذه المشاركة يكون الانتماء إلي الوطن .
لذا يحتاج طلاب هذا المنهاج إلي زيادة الارتباط بالوطن ، وتعميق الإحساس بالمسئولية تجاهه ،وهذا يأتي من خلال زيادة الاهتمام بمفاهيم الأمن الفكري.
وعلي الرغم من أن الأمن الفكري يعد من القضايا القديمة الحديثة ، إلا أن الأحداث الجارية علي الساحة المصرية تؤكد أن العقل البشري عرضه للانزلاق في براثن الوهم والخطأ ما لم يصاحبه تنقية فكرية مستمرة خاصة بعد تصاعد عمليات العنف تجاه أجهزة الدولة ومفاصلها، وما تبثه وسائل الإعلام والاتصال المختلفة، وما يُصدر من فتاوى وأحكام علي البعض بالكفر واستباحة دماءهم، والخشية من مسايرة هذه الاتجاهات أدي إلي اهتمام الدراسة الحالية بإجراء مثل هذا النوع من الدراسات لما يترتب علي قضية الأمن الفكري من مخاطر سياسية ودينية وأمنيه واجتماعية واقتصادية تؤدي إلي الإخلال بالأمن الوطني في جميع المجالات ،فالأمن الفكري يعد جزء من منظومة الأمن العام في المجتمع لأنه أساس استقرار المجتمعات ،وبناء عليه أصبحت الحاجة ماسة إلي الحصانة الفكرية والعقلية للطلاب بما يمكنهم من مواجهة أي فكر دخيل يهدد أمنهم الفكري ،وذلك باستثمار المقررات الدراسية في تعزيز الأمن الفكري والمحافظة عليه .
من هذا المنطلق يظهر الدور الريادي الفاعل الذي تضطلع به مناهج التربية الوطنية في تعزيز الأمن الفكري الذي زادت الحاجة إليه خاصة بعد التوترات التي توالت عقب أحداث 30 يونيو 2013م.
  Download Paper


 







Powered by Future Library Software.All rights reserved © CITC - Mansoura University. Sponsored by Mansoura University Privacy Policy