Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تأثير الحروب والأحداث السياسية على فن الجرافيك وخاصة في العراق =
المؤلف
جبار، محمد عبد الحميد،
هيئة الاعداد
باحث / محمد عبد الحميد جبار
مشرف / زينب مراد الدمرداش
مشرف / زهيرة ابراهيم محمد
مشرف / حنان سمير عبد العظيم أحمد
الموضوع
الجرافيك - فن - العراق.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
195 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
تربية فنية
تاريخ الإجازة
10/10/2023
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الفنون الجميلة - التصميمات المطبوعة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 112

from 112

المستخلص

مع اشتداد أجواء الحرب على مر العصور تتأثر كافة مناحي الحياة في البلدان التي تستعر فيها المعارك ويعاني أهلها ويلات الدمار والدماء ولا يعلو صوت فوقها، ومنذ أقدم العصور استخدم الإنسان الفن كوسيلة لتسجيل الأحداث وتوثيقها، بينها أحداث الحرب، وتشهد على ذلك آثار تركتها الحضارات السابقة.
ومع مطلع القرن العشرين شهدت مدارس الفنون المختلفة تطوراً كبيراً، وبدأ الفنانون في اعتماد أساليب فنية جديدة، إلا أن اندلاع حربين عالميتين في النصف الأول من القرن كان له بالغ الأثر في الحركة الفنية في العالم، ومن بعدها مع توالي أحداث العنف في النصف الثاني من القرن العشرين في بقاع شتى من الأرض.
تبلور ما يمكن أن يتم توصيفه بـ ”فنون الحرب”، بمرور السنوات توالى ظهور أعمال الفنانين في كل مناحي الفنون البصرية تحول بعضها لأيقونات ورموز عالمية يعرفها الناس في العالم كله وتمثل أحد أوجه تأثير الحروب في حياة الناس في كل مكان ( ).
متاحف متعددة أقيمت لتخليد ذكرى أحداث بعينها كان لها دوي عالمي، ومراكز وقاعات فنية اهتمت بإقامة معارض تعكس جانباً من الفنون التي أبدعها الفنانون استلهاماً من أجواء الحروب.
ومن أشهرها المعرض الذي نظمه متحف الفنون في جامعة ويليامز عام ٢٠٠٦م(*) تحت عنوان ”العذاب الجميل: التصوير والتجارة بالآلام” (:Beautiful Suffering Photography and the Traffic in Pain)، وارتكز على تقديم صور رصدت المعاناة الإنسانية في أحداث مختلفة للحروب برؤية مجموعة من المصورين إلى جانب جمع الصور وتوثيقها في كتاب إضافة إلى معرض الحرب الأهلية والفن الأميركي الذي نظمه متحف سميثونيان للفنون في واشنطن Smithsonian American Art Museum عام ۲۰۱۳م، وجمع بين تقديم اللوحات التشكيلية والصور الفوتوغرافية التي رصدت هذه الفترة، وميز هذا المعرض ”أن جميع الأعمال التي عرضت فيه تم تنفيذها أثناء فترة الحرب عندما لم يكن من الواضح كم من الوقت سوف تستمر وأي جانب سيفوز ( ).
كما نظمت قاعة الفن الاتحادية في بون بألمانيا معرض رواد الفن التشكيلي خلال فترة الحرب العالمية الأولى بمناسبة مرور ۱۰۰عام على اندلاعها، حيث لوحظ أن معظم الكتب والمصادر تتناول وضع الفن حتى وقت اندلاع الحرب عام ۱۹۱٤م، وبعدها تقفز إلى ما بعد عام ١٩١٨م، مع أن الفنانين واصلوا عملهم سواء على جبهات القتال أو خلفها واستخدموا أحياناً وسائل بدائية والمعرض الذي نظمته أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة (Pennsylvania Academy of the Fine Arts) عام ۲۰۱۷م بعنوان ”الحرب العالمية والفن الأميركي”، وكان مخصصاً لاستكشاف طرق تفاعل الفنانين الأميركيين مع الحرب العالمية الأولى بالتزامن مع الذكرى المئوية لتدخل الولايات المتحدة الحرب.( )
من العلامات العربية الجديرة بالتنويه كذلك ما جرى في العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦م، عندما نظم بعض الفنانين والمهتمون بالفن مهرجانات تعبر عن الحالة التي تمر بها البلاد، ومن هؤلاء الفنانين الصحافي كمال الملاح، الذي نظم في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه مهرجاناً أقيم في سرادق أمام قهوة الباشا بحي عابدين لمدة 10 أيام علقت فيه الصور ووضعت التماثيل ليشاهدها الزوار.
بالطبع كان هناك وجود للفنانين العرب في أحداث وفعاليات متعلقة بالفن المستوحى من الأحداث السياسية، أشهرها معرض الفنان السوري عبد الله العمري في بروكسيل عام ٢٠١٦م بعنوان ”سلسلة الضعف”، حيث حول قادة العالم إلى لاجئين في لوحات تشكيلية معبرة تعكس الواقع وتجعل القادة في مكان الشعوب التي تعاني ويلات اللجوء، ومعرض الفنان الذي أقيم في أميركا ورصد فيه ملامح من عائلات اللاجئين من خلال حقائب السفر، وما تحمله من تفاصيل وحكايات تمثل جانباً كبيراً من روح العائلات وهويتهم.
في السياق نفسه أقامت جمعية خريجي الفنون الجميلة معرضاً للأعمال الفنية التي تعبر عن الكفاح الشعبي في محطة السكة الحديد ببورسعيد المدينة التي كانت مستهدفة من العدوان ليكون أول ما يراه سكانها حال عودتهم إلى المدينة، وفي حديقة الأزبكية بوسط القاهرة أقامت جريدة المساء معرضاً فنياً عن كفاح الشعوب ظل يتنقل بين باقي ميادين العاصمة لفترة طويلة.
من أهم الأعمال التي شكلت أيقونات للفنون المتأثرة بالحرب استلهام فنان النهضة الألمانية الأشهر البرخت Albrecht دورر فكرة الحرب في عديد من أعماله ولعل أهمها سلسلة مطبوعاته حول ”سفر الرؤيا” Apocalypse، التي حفلت بإشارات بصرية رمزية إلى حرب الفلاحينThe Peasants War التي اجتاحت عموم ألمانيا عام١٥٢٤م ، ويبعد الفنان الإسباني الرائد فرانشيسكو جويا Francesco Goya أحد أشهر الفنانين العالميين الذين استلهموا الحروب في أعماله ، إذ تفرد بمجموعة كبيرة من المطبوعات الجرافيكية ، التي استلهم فيها فظائع الحرب خلال الغزو الفرنسي لإسبانيا ، وهي المجموعة التي عرفت باسم ”كوارث الحرب” Los desastres de la Guerra ، كما كانت لوحة الثالث من مايو (أيار) عام ۱۸۸۸م واحدة من أهم فرائد جويا Francesco Goya وإحدى أيقونات الفن العالمي الشهيرة ، واستلهم فيها مشهد إعدام ثوار الاستقلال الإسبان على يد القوات الفرنسية الغازية ( ).
لا شك أن الحربين العالميتين الأولى والثانية كان لهما أثر هائل في أعمال عديد من مشاهير فناني العالم، بينهم الفنان الإنجليزي جون سنفر سارغنت John Singer Sargent ، الذي عبر عن الحرب العالمية الأولى بأسلوب مسرحي بانورامي.
أما أشهر من خلدوا فظائع الحرب في تلك الفترة، فقد كان الفنان الأشهر بابلو بيكاسو Pablo Picasso الذي كانت أشهر أعماله قاطبة في هذا السياق لوحة الغورنيكا التي صور فيها مأساة البلدة الإسبانية التي تحمل الاسم نفسه، وخربها قصف الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، كما عبر بيكاسو كذلك عن إدانته لمذابح كوريا في لوحته مذبحة كوريا عام ١٩٥١م.
وكان للفوتوغرافيا دور لا ينكر في الاشتغال فنياً ووثائقيا على وقائع الحرب ، فعلى المستوى الفني هناك عمل الفنانة الفوتوغرافية لي ميلر Lee Miller (23 أبريل 1907 - 21 يوليو 1977) الذي التقطته لنفسها داخل حمام أدولف هتلر”، عشية هزيمته في الحرب العالمية الثانية”.