الفهرس 
موقف الشيخ عبد الله من النفوذ البريطاني 1950-1958ميوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 238 |  |  |
| | | from | 238 | | |
المستخلص
الملخص
مر الكويت بمرحلة تاريخية دقيقة خلال فترة حكم الشيخ عبد الله السالم فيما بين عامي 1950إلى1965شهدت تحولات داخلية وإقليمية ودولية هامة أثرت على مستقبل المنطقة بأسرها عامة والكويت خاصة.
داخليا شهد الكويت تدفق النفط بكميات كبيرة فكان أكبر بلد عربي مصدر له خلال تلك الفترة مما أثر على نموه الداخلي وعلى العلاقة بين فئات الشعب والأسرة الحاكمة وعلى علاقات الكويت الإقليمية والدولية. وسعى الشيخ عبد الله السالم حتى منتصف الخمسينيات إلى تأكيد مكانته الداخلية واستيعاب القوى الشعبية لاسيما فئة التجار ومقاومة التغلغل الاقتصادي البريطاني الذي تجسد في خمس شركات كبرى سيطرت على النشاط الاقتصادي المحلي ووضع أسس نشاط اقتصادي خارجي بعيدا عن النفوذ البريطاني بينما بقيت الخلافات مع العراق لا تتجاوز مجرد مناوشات سياسية تنحصر في طلب الع ارق إيجاد منفذ بحري على الخليج في ظل تحكم بريطانيا في البلدين برزت بوضوح مع محاولات العراق ضم الكويت لحلف بغداد خلال النصف الأول من العام 1956م
ومع أزمة السويس في خريف العام ذاته توترت الأجواء الإقليمية وأظهر الرأي العام الكويتي عداء متناميا ضد بريطانيا وتنامى تيار القومية العربية ووجد الشيخ عبد الله السالم نفسه في وضع داخلي دقيق استغله بذكاء في مساومة بريطانيا لإجبارها على وقف توغلها الاقتصادي وإبداء قدر من المرونة إزاء تمكين الكويت من وضع سياسة عربية مناسبة واستكمال وسائل التنمية الاقتصادية بينما استشعر أهمية توفر دعم خارجي مؤثر ومستمر يحمي نظامه من الخطر الداخلي المتمثل في نمو المعارضة ورنا إلى تأكيد وضع الكويت كدولة مستقلة تتمتع بمؤسسات حكم داعمة للأسرة المالكة وتحسين أوضاع السكان اجتماعيا وربط مستقبلهم بمستقبل الأسرة والحصول على تأييد المجتمع الإقليمي والدولي.
ومع ثورة العراق يوليو 1958وانحسار النفوذ البريطاني هناك تفجرت المشكلات وواجه أطماعا من البلد الجار الذي لم يفتأ عن السعي الدؤوب لضمان ما رآه محققا لأمنه الداخلي والإقليمي بضم الكويت في مراحل تالية. وأدرك الشيخ عبد الله السالم خطورة الموقف الإقليمي في ظل علاقات مبهمة مع بريطانيا وأخرى قليلة الفعالية في المحيط العربي والدولي وواجه إصرارا بريطانيا على ضمان استمرار حاجته لدور بريطانيا في بقائه على رأس الحكم وتأكيد أمن الكويت ضد أي خطر خارجي واستمرار تدفق النفط والاحتفاظ بالودائع الكويتية بالأسواق المالية البريطانية في لندن وغيرها، وعانى الشيخ عبد الله من كيفية التوفيق بين هذه المعضلات الداخلية والإقليمية والخارجية.