Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
السياسة الأمريكية تجاه إيران (1979-2003) /
المؤلف
يونس, محمد عبد الغني السيد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد عبد الغني السيد يونس
مشرف / صلاح أحمد هريدي
مشرف / فايزة محمد حسن ملوك
مناقش / محمد عمر عبدالعزيز عمر
مناقش / عاصم محروس عبدالمطلب
الموضوع
ايران.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
مج. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر
تاريخ الإجازة
6/12/2021
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية الاداب - فسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 475

from 475

المستخلص

لاشك أن مِلَفّ العلاقات الأمريكية الإيرانية واحد من أهم مِلَفّات العلاقات الدولية الذي كان له –ولازال- أكبر الأثر في مسار العلاقات الدولية في العصر الحديث، حيث لعبت العَلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران دوراً محورياً في مسار الأحداث داخل منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945) وحتي الوقت الراهن، ولازالت تلك العَلاقة تثير الكثير من الموضوعات الشائكة على الساحة الدولية، بل وسوف تستمر في ذلك على المدي القريب والبعيد.
ويعود ذلك للأهمية الإقليمية والجغرافية لإيران التي دفعت الولايات المتحدة إلي الاهتمام بها منذ أواخر القرن التاسع عشر، حيث أدركت الولايات المتحدة الأمريكية الأهمية التي تحظي بها إيران داخل المنطقة، فإيران تحتل موقعاً جغرافياً فريداً أثار بانتظام وعلى امتداد حقب تاريخية متعاقبة أطماع القُوَى الاستعمارية بها، لتأثيرها على أمن المنطقة كليًّا وعلى حرية الحركة والملاحة في هذا الجزء من العالم المؤدي إلى المحيط الهندي خاصة إذا ما علمنا أن إيران تتميز ببيئات وتركيبات جغرافية متنوعة، وفي وسطها هَضْبَة صحراوية كبرى تمثل 50% من مساحة البلاد وتحيط بها الجبال من جميع الجهات، وتبلغ مساحة إيران حوالي 1,648,000 كم²، أما عدد السكان فيبلغ حسب إحصائيات عام ٢021م – حوالي 83,992,949 مليون نسمة، يتمركزون حول الأطراف الغربية والجَنُوبية الشمالية من البلاد، ويبلغ طول ساحلها على الخليج العربي ١٠٢١ كم. 
لذا لعبت السياسة الأمريكية دوراً بارزاً في إيران منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لاسيما بعد تراجع النفوذ البريطاني ودخول كل من الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة الأمريكية كبديل للنزاع على الوجود والهيمنة في مناطق الصراع، وكانت إيران بحكم الموقع الاستراتيجي والطاقات التي تمتلكها من أكثر مناطق العالم تعرضا للهيمنة، إمَا من قُوَى دولية تتطلع للاستثمار بخيراتها، أو من قُوَى دولية تطمع بمصادرة قرارها وفرض وصاية دولية سياسية وأمنية عليها، وشكلت السياسة الأمريكية أهم القُوَى الدولية التي صاغت مشاريعها السياسية بما يخدم مصالحها في إيران والمنطقة.
وسعت إيران إدراكاً منها لأهمية موقعها، لتحقيق أهداف تلك السياسة، مقابل تفوق عسكري دائم، الذي عدته إيران أساسا للهيمنة على منطقة الخليج العربي حيث رسمت السياسة الأمريكية استراتيجيتها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، التي فرضت تمركز القوات المتحاربة على الأراضي الإيرانية، ثم واجهت إيران الرفض السوفيتي للانسحاب منها، وعلى أثرها أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة الاحتواء لمنع التوغل السوفيتي في إيران والمنطقة التي كان من أهم عناصرها مبدأ ”ترومان” عام 1947، ومشروع مارشال عام 1947، وبرنامَج النقطة الرابعة والخاص بالمساعدات التقنية للدول النامية والصادر عام 1949.
ثم تحولت السياسة الأمريكية إلى مرحلة الوجود الفعلي في إيران، بعد قيام الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس إيزنهاور Dwight D. Eisenhower (1953–1961) بإسقاط حكومة مصدق (1951 - 1953)، وإفشال عملية تأميم النفط الإيراني عام1951، واتجهت إلى سياسة تكوين الأحلاف والمعاهدات، حيث ساهمت في نشأة حلف بغداد عام 1955 الذي أصبح حلف السنتو CENTO عام 1959 بعد الانسحاب العراقي منه، كما شاركت في نشأة جهاز المخابرات الإيرانية (السافاك)، وأعقب ذلك إعلان الرئيس إيزنهاور لمبدئه عام 1957؛ وذلك في إطار مقاومة التوغل السوفيتي في المنطقة، وضمان المصالح الأمريكية.
وفي مرحلة السبعينات تشكلت عَلاقة خاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، لاسيما بعد انحسار الوجود البريطاني، حيث أوكلت الولايات المتحدة الأمريكية لإيران دور شرطي الخليج العربي، وذلك ضمن مبدأ الدعامة المزدوجة، بالإضافة إلى السُّعُودية، وتمكنت إيران بواسطة تلك السياسة الحصول على المعدات العسكرية والتجهيزات اللازمة؛ لتقوية الجيش الإيراني، بالرغم من معارضة جهات أمريكية لحجم ذلك التسليح، كما أصبحت إيران الأداة العملية لتنفيذ السياسة الأمريكية في المنطقة، وتمكنت بواسطة ذلك الدور السيطرة على الجزر العربية، في إطار المساعي الإيرانية للهيمنة على المنطقة.
وبرز النفط كأساس حدد طبيعة السياسة الأمريكية تجاه إيران، لاسيما بعد نشأة الأُوبك، وتزعم الشاه التيار المنادي برفع أسعار النفط ضمن الأوبك، حيث تمكن الشاه من تغيير امتيازات التعاقدات النفطية، بواسطة اتفاقية طِهران عام ۱۹۷۳، وإلغاء الكونسرتيوم النفطي في إيران، وكان لحظر النفط العربي إثر حربي عام1967م و1973م دور فعال في ذلك. 
ثم كانت الأحداث التي أدت إلى انتهاء مبدأ الدعامة المزدوجة، نتيجة للاحتلال السوفيتي لأفغانستان، وسقوط حكم الشاه، وقيام ثورة الخميني عام 1979، واحتجاز الرهائن الأمريكية في طِهران، حيث أعلن جيمي كارتر Jimmy Carter عن مبدأه عام 1979 الذي جاء فيه أن أي محاولة تقوم بها قوة خارجيه للسيطرة على الخليج ستعتبر هجوما ضد المصالح الأمريكية، وسيتم الرد عليها بكل الوسائل المطلوبة، التي كانت قوات الانتشار السريع الأداة الفعلية لتنفيذه، وانتهى عهد إدارة الرئيس كارتر بالحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).
وقد شكل انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩ وسقوط نظام الشاه نقطة تحول مهمة في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه إيران، إذ تحولت الأخيرة من حليف استراتيجي للدول الغربية عامة، والولايات المتحدة الأمريكية بصورة خاصة إلى دولة ذات ثقل ووزن إقليمي ومركز جذب واستقطاب للسياسات المعادية لها.
ومما عزز من تلك الرؤية الأمريكية قناعة دولتها أنه ليس بمقدورها أن تترك مصالحها الحيوية (النفط) في المنطقة بأيدي غير أمينة على مصالحها أو تتركه عرضة للظروف والمفاجآت، لاسيما في ظل انعدام الثقة بينها وبين النظام الجديد في إيران الذي نشأ بعد الثورة الإسلامية بقيادة الخميني عام ١٩٧٩.
حيث ستظل العلاقات الأمريكية – الإيرانية محكومة منذ عقود بهاجس الشك وسيطرة التوتر على تفاعلاتها، فمهما تعددت دعوات الحوار أو محاولات التقارب لإنهاء القضايا الخلافية بينهما، فإنها لا تسفر عن أي تقدم؛ وينظر إلى العلاقات الأمريكية-الإيرانية على اعتبار أنها من أهمِّ العوامل التي تؤثر في منطقة الخليج العربي استراتيجياً، وقد ازدادت أهمية إيران في السياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق، وفي الجانب الإيراني، فإن قضية علاقات الجمهورية الإسلامية مع الولايات المتحدة أضحت أهم قضايا السياسة الخارجية بالنسبة إلى طهران، ومن القضايا المركزية في السياسة الداخلية الإيرانية.
كما أن الوضع الراهن والمسار المستقبلي للعلاقات الإيرانية-الأمريكية من القضايا التي تشغل دول الخليج العربي، فعلى امتداد أربعة عقود ونيف تتأرجح العلاقات الأمريكية الإيرانية بين حالتي اللاسلم واللاحرب، وتتغذى من التوترات الإقليمية وتعيش على وقع الأزمات التي لا تنتهي بين الطرفين، كأزمة الرهائن الأمريكيين عام 1979م، والحرب العراقية الإيرانية(1980-1988م)، والملف النووي الإيراني، وغزو الكويت عام 1990م، وغزو العراق 2003م.