Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سقوط الدولة الزيرية:
المؤلف
أبو المعاطي ، شيماء محمد طارق السيد
هيئة الاعداد
باحث / شيماء محمد طارق السيد أبو المعاطي
مشرف / آمال محمد حسن
مناقش / صفي علي محمد
مناقش / ابراهيم محمد على مرجونه
مناقش / محمود احمد محمد قمر
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
294ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

المستخلص

انتقل الفاطميون إلى مصر عام 360هـ / 970م، بعد أن أسسوا دولتهم بالمغرب العربي وظلوا بها أكثر من نصف قرن، وسلموا أمور المغرب إلى قبيلة بربرية كبرى تُدعى صنهاجة بقيادة زعيمها زيري بن مناد الصنهاجي لكي يحكم المغرب الإسلامي، واعتبر هذا الحدث حدا فاصلاً في تاريخ المغرب العربي؛ لأنه كان بداية عهد يحكم فيه البربر أنفسهم ويستقلون بحكم بلادهم، نجح بلكين بن زيري في تأسيس قواعد إمارته، غير أن هذه الإمارة الجديدة واجهت العديد من المشكلات الداخلية والثورات التي أشعلتها قبيلة زناتة من أجل السيطرة على حكم المغرب، حقق بلكين استقرارا كبيرا في البلاد إلى أن مات سنة 373هـ / 984م، وخلفه ابنه المنصور بن بلكين الذى استعمل سياسة العنف واللين معاً لحل مشكلات الإمارة الداخلية وتدخل الخلافة الفاطمية في شئونها فنجح في تصفية خصومة بالحكمة والترهيب.
أحس الفاطميون النية لدى الحكام الزيريون في الاستقلال فبدأوا يثيرون ضدهم القبائل المعادية لهم في المغرب غير أن المنصور نجح في اخفاق تلك المحاولات، فترتب على ذلك تغيير العلاقة بين الفاطميين والزيريين التي كانت في ظاهرها علاقة ود وفي حقيقتها عداء، وعندما مات المنصور سنة 387هـ / 997م خلفه ابنه باديس وفي عهده زادت الصراعات الداخلية بين قبيلة صنهاجة وزناتة فضطر باديس أن يترك أمر زناتة في الغرب لعمه حماد بن بلكين ليتفرغ لمحاربة زناتة في الشرق، ولكن نجاح عمه في تحقيق الانتصار ضد خصومه طمعه في الاستقلال بحكم المغرب الأوسط في نهاية حكم باديس، فحاربه الأخير إلا أنه مات فجأة سنة 406هـ / 1015م.
تولى الأمر بعد باديس ابنه المعز الذى واجه أمور كان لها تأثير كبير في مستقبل الدولة لعل أهمها عجز المعز عن توحيد الشمال الإفريقي بعد انشقاق عم أبيه حماد بن بلكين واستقلاله بالمغرب الأوسط، كما كان تولية المعزبن باديس في سن صغير كان نقطة ضعف في أسلوب الحكم والإدارة، وإن كان تولية الحاكم في سن صغير ووجود وصى عليه يدير شئون البلاد حتى يصل لسن الرشد سمة العصر إلا أنه كان سبب في ضعف السلطة المركزية للدولة لأنها طمعت أقارب المعز بن باديس ووزرائه في الانقلاب على الحكم، ونشأ المعز بن باديس محبا للمالكية والسنة حاول منذ تولية الحكم أن يغير مذهب دولته الشيعي ، ففي سنة 407هـ/ 1016م شجع بطريقة غير مباشرة بقتل عدد كبير من مخالفى السنة والجماعة في موقعة درب المعلى إلا أن ظروف دولته لم تسمح بالاعلان القطيعة في ذلك الوقت لسببين: أولهما محاولة عمه حماد في الاستقلال بالمغرب الأوسط في ظل سيادة المعز، أما السبب الآخر قوة الدولة الفاطمية في ذلك الوقت حيث أنها تستطيع تأليب القوى السياسة داخليا وخارجيا عليه، وظل المعز يتأهب الفرصة المناسبة لإعلان استقلاله عن الخلافة الفاطمية حتى سنة 441هـ/ 1049م كانت الدولة الفاطمية تعانى تدهور في أوضاعها بسبب حروبها في الشام ونقص منسوب نهر النيل وما عُرف بالشدة المستنصرية، وكان المعز بن باديس يعيش فترة من ازدهار فاستغل تلك الفرصة وأعلن انفصاله عن الخلافة الفاطمية نهائياً من حيث قطع الخطبة لهم والدعاء على المنابر والخطبة باسم الخلاة العباسية وسك عملة جديدة ، ولكن الفاطميين لم يستسلموا للمعز بن باديس، فأرسل الخليفة الفاطمي القبائل العربية الهلالية إلى المغرب العربي بعد أن أقنعهم بمحاولة امتلاك المغرب، وأرسل إلى المعز خطابا بذلك.
تقدمت هذه القبائل إلى المغرب واستطاعت أن تقضى على حضارة القيروان بعد هزيمة المعز بن باديس في حيدران أمامهم، فكانت بداية النهاية للدولة الزيرية في إفريقية فمن الناحية السياسية أصبحت إفريقية مقسمة إلى طوائف كما حدث في الأندلس بعد سقوط الخلافة الأموية، ومن الناحية الاقتصادية تركت هذه الهجرات آثارا اقتصادية كبيرة حيث تدهورت التجارة بسبب عدم تأمين الطرق التجارية البرية والبحرية، كما كان لغياب عنصر الأمان هذا له تأثير كبير على الأحوال الاجتماعية، وأيضا تأثرت الأحوال العلمية والثقافية بالهجرة الهلالية فهاجر العديد من العلماء إلى المغرب الأوسط والأندلس بسبب عدم احساسهم بالأمان.
ظلت الدولة الزيرية تعاني الضعف والانهيار من كل الجوانب السياسية والحضارية حتى استطاع النورمان احتلال العاصمة المهدية واحتلال المدن التى تقع على الساحل الإفريقى كله، وبذلك سقطت الدولة الزيرية في عهد الأمير الحسن بن علي سنة 543هـ / 1148م، الذي ظل في المغرب الأوسط عند أبناء عمومته من بني حماد ، حتى نجح عبد المؤمن بن علي في استرداد تلك المدن الإفريقية من أيدي النصارى ورفع لواء الإسلام مرة أخرى عليها سنة 555هـ /1160م، ليعود الأمير الحسن بن على مرة ثانية إلى المهدية .
تم بفضل ما توافر من مادة علمية تغطية جوانب الدراسة التي جاءت مقسمة إلى مقدمة و تمهيد وخمسة فصول، فضلًا عن مقدمة تضمنت أهمية الدراسة، وخاتمة حوت أهم نتائجها، بالإضافة إلى عدد من الملاحق وثبت بالمصادر والمراجع.
عرضنا في التمهيد الأوضاع العامة للدولة الزيرية قبيل السقوط، وخصصنا الفصل الأول للحديث عن: الأوضاع السياسية للدولة الزيرية وأثرها على تدهور أحوالها، وتضمن الفصل الثاني: دراسة عن الأحوال الاقتصادية وأثرها على انهيار الدولة الزيرية، من حيث انعكاس الاضطرابات والصراعات على الأحوال الاقتصادية، وأثر الهجرات الهلالية على الأوضاع الاقتصادية، خصصنا الفصل الثالث للحديث عن الأوضاع الاجتماعية للدولة الزيرية وأثرها على تدهور أحوالها، حيث تناولنا أثر الصراعات الداخلية والخارجية على التكوين الاجتماعي ، وتأثير الهجرات الهلالية في المجتمع الزيري من حيث المأكل والملبس والاحتفالات، وتناولنا في الفصل الرابع: أثر الصراع بين الفرق المذهبية في تدهور أحوال الدولة الزيرية وما ترتب عليه من هجرة العلماء إلى مصر وصقلية، فضلا عن تدهور الحياة العلمية بعد دخول الهجرات الهلالية وهجرة العلماء إلى المغربين الأوسط والأقصى وإلى والأندلس، وعرضنا في الفصل الخامس: مظاهر الفوضى والاضطراب في إفريقية بعد انتقال العاصمة إلى المهدية، بإضافة إلى الاضطرابات الخارجية واحتلال المهدية ، وأيضا أحوال إفريقية بعد سقوط الدولة الزيرية.