الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 232 |  |  |
| | | from | 232 | | |
المستخلص
إن الأمة التى تريد أن ترتقى إلى قمة العظمة النفسية والعبقرية الفكرية عليها أن تراعى أشواقها الروحية وتعمل على تعهدها وإنضاجها واتخاذها منطلقا إلى حيث تتشعب بها الحياة ويأخذها التاريخ. وكما أن التصوف _ وهو المعنىٌ بالجانب الروحي _ كان وما يزال يمثل إشكالية كبرى مطروحة على الساحات الإسلامية , فإن الرهبنة كذلك تمثل إشكالية على الساحة المسيحية . فتعبير كونهما إشكالية مجالاً للأخذ والرد , والقبول والرفض , والبناء والنقد , إذ لم يكن فى فترة من الفترات موضع قبول من الجميع كما لم يكن موضع رفض من الكل . ولا شك أن كثيراً من الممارسات الخاطئة قد ارتكبت باسم التصوف فى الإسلام والرهبنة المسيحية , لكن على الرغم من كل ذلك فإنه لا يجب أن نحمل التصوف والرهبنة كل هذه التبعات لأن الممارسات الخاطئة للأفراد لا يجب أن تتحملها المبادىء والنظريات . ومن هنا تمثلت أسباب اختيار الباحث لهذا الموضوع في الآتي :- 1_ أن دراسة التصوف بشكل عام من الدراسات المهمة والضرورية فى مجال الفكر الإسلامي , ولا ريب فى ذلك فالتصوف يرتقى إلى أعلى مراتب الفكر الإنساني , فالمتصوف عادة لا يحمل فكراً عادياً كباقي الناس , ولا ينظر الى الأشياء المادية نظرة عادية . ولذلك كان للمتصوفة أثراً كبيراً فى الحياة الإسلامية , بل وتعدى ذلك ليشمل الحياة الإنسانية عموماً من خلال أفكار واسهامات اولئك المتصوفة الذين أقاموا ثورة روحية في الإسلام . 2- حاجة المجتمع إلى معرفة الجانب الروحي وتطبيقه فى عصر طغت عليه المادة والآلية . 3- إظهار أن كل ما جاء فى المنهج الصوفي من تعاليم إيمانية تعمل على الارتقاء بالنفس البشرية وتقوى الحياة الروحية. 4- التعرف على منهج النصارى في الرهبنة والأسباب التى دعت إلى ظهورها .