Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تيار الوجدان في النثر الروسي والمصري الحديث :
المؤلف
فؤاد، محمد هشام.
هيئة الاعداد
باحث / محمد هشام فؤاد
مشرف / محمد عباس محمد
مشرف / ماجد مصطفى الصعيدي
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
243 ص. ؛
اللغة
الروسية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الألسن - اللغات السلافية
الفهرس
Only 14 pages are availabe for public view

from 243

from 243

Abstract

مما لا شك فيه أن الأدب هو جسر للتواصل بين الثقافات المختلفة؛ إذ إنه يلعب دورًا مهمًا في بناء العلاقات الوثيقة بين شعوب العالم أجمع ومختلف الثقافات. فهو يخلق دائماً منظومة معرفية متكاملة قائمة على التشابه والاختلاف، والتأثير والتأثر بين أدباء ومبدعي الأمم. والأدب المقارن لدى المدرسة الفرنسية يُعنى بدراسات الأدب القومي في علاقاته التاريخية بغيره من الآداب المتمثل في التأثير والتأثر، أما لدى المدرسة الأمريكية فلا يُشتَرَط وجود علاقات تاريخية، بل يُعني بدراسات التشابهات والاختلافات بين الآداب. وكذلك في المدرسة السُلافية التي رأت أن تطور المجتمعات هو تطور حتمي؛ ولذا فيتبعه تطور البِنى الأدبية للمجتمع، وكذلك المدرسة العربية عامة والمصرية خاصة اللتان تأثرتا بشكل أكبر بالمدرسة الفرنسية وقامت على دراسة علاقات التأثير والتأثر أكثر من التشابهات والاختلافات.
ولا يمكن أن نغفل القيمة الإنسانية للمذاهب والتيارات الأدبية المختلفة ودورها في رسم حرية الإنسان ورصد واقعه؛ فالأدب هو رصد للحياة، ومرآة لها، ويُعَد إدراكًا لحقيقة الحياة بإيجابياتها وسلبياتها؛ ولذا فلابد وأن تكون لكل مرحلة أدبية خصائصها الفنية المختلفة التي تميزها عن المراحل التي سبقتها والتي تلتها أيضًا.
وقد ظهر تيار العاطفية (الوجدان) sentimentalism في أوروبا في الربع الأول من القرن الثامن عشر ليكون مُجابِهًا لتيار الكلاسيكية الذي لا يعترف إلا بالعقل كترمومتر للعلاقات الإنسانية. وقد أسهمت الأعمال الأدبية لجان جاك روسو (1712-1778)، وجوته (1749-1832)، وريتشاردسون (1689-1761) في ظهور هذا الاتجاه الأدبي في روسيا في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، ليبلغ ذروته الأدبية على يد الأديب نيكالاي كارامزين (1766 - 1826) الذي افتتح بعمله الفني ”ليزا المسكينة” (1792) الحقبة العاطفية الروسية - وقد تطور هذا الاتجاه فيما بعد على أيدي: ، ن. ا. لفوف (1705 - 1802)، ج. ب. كامينيف (1772 - 1803)، ا. ي. إيزمايلوف (1773-1830) وآخرين، وظهر هذا التيار الأدبي متأخراً في مصر بفضل الكاتب المصري محمد حسين هيكل الذي أسس لهذا المذهب بروايته الفريدة ”زينب” (1914). ثم تطور هذا الاتجاه على يد كُتاب العاطفية المصريين محمود تيمور (1894-1973)، محمد عبد الحليم عبدالله (1913-1970)، يوسف السباعي (1917-1978)، إحسان عبد القدوس (1919-1990)؛ حيث إن هذا النوع النثري الجديد يناسب الذوق العام الذي كان يرى أن التعبير عن المشاعر وإظهار العاطفة جانبان مهمان من فضيلة الإنسان.
ولما كان الأدب يتصف دوماً بالعالمية، وشموله لكافة التجارب الإنسانية متجاوزاً الحدود الجغرافية، وعوائق التواصل والتلاحم والتقارب والانتشار؛ فإن فكرة هذا البحث هي نِتاج لتلاقي ثقافتين: إحداهما روسية والأخرى مصرية في حقل الأدب العاطفي، فيمثل الأولى الكاتب الروسي نيكالاي ميخايلافيتش كارامزين (1766-1826)، والثانية الأديب المصري محمد حسين هيكل (1888-1956)، وقد تأثرت هاتان الثقافتان بثقافة أخرى ثالثة، هي الثقافة الفرنسية التي أسست لمبادئ تيار العاطفية وبخاصة أعمال الأديب الفرنسي جان جاك روسو(1712-1778) وآخرين. وقد شغلت هؤلاء الأدباء قضية إنسانية من الدرجة الأولى وهي قضية الحب، وما يعوق التواصل بين المحبّين وبين تحقيق رغباتهم التي تتلخص في سعيهم إلى الرقي وتحقيق السعادة.
فلا يخفى على أحد التأثير الواضح للكاتب الفرنسي جان جاك روسو على كلا الأديبين، فما أن نقرأ أعمالهما التأسيسية لتيار العاطفية – في بلد كل منهما - حتى تقفز إلى أذهاننا في الحال رواية Julie ou La Nouvelle Heloise ”جولي أو هلويزة الجديدة” (1761) لجان جاك روسو. ونجد أن الأعمال العاطفية لدى ن. كارامزين وحسين هيكل تدور حول أفكارٍ عِدة قد اسْتُعيِرَت من ”جولي” بطلة عمل روسو، فنجد أن طرق الزواج التقليدية والطبقية ولجوء المحبوبين إلي الطبيعة حاضرة وبقوة بالإضافة إلي القيمة الرمزية لموت البطل العاطفي في معظم الأحيان لدى الأدباء العاطفيين في أعمالهم. ونرى عناوين تلك الأعمال –التي سوف نناقشها في بحثنا- وقد استحوذت عليها أسماء بطلاتها كجولي لدى جان جاك روسو ويوليا وليزا لدى نيكالاي كارامزين وزينب عِند محمد حسين هيكل، وقد أثبت المؤلفون العاطفيون في أعمالهم أن الفلاحين لديهم أيضًا قلوبٌ تحب وتعشق وتعاني حيرة الاختيار بين المبادئ ونزوات وتقلبات العاطفة.
وهنا لابد وأن نذكر أهمية الدراسات والأبحاث في مجالات النقد والتراجم والمقارنة التي أثرت بها كلية الألسن وأساتذتها وباحثوها الثقافة المصرية خصوصا في قسم اللغة الروسية، فيما بين الروسية والعربية، على سبيل المثال لا الحصر: ”بين روسيا والشرق العربي” (2011) و”قصص وحكايات للبنين والبنات من زمن فات” (2015) لـ د. محمد عباس محمد (رحمه الله) و د. نادية إمام سلطان، وكذلك ”مسرحيات أنطون تشيخف ذات الفصل الواحد” (2016) لـ د. نادية إمام سلطان، و”مؤثرات عربية وإسلامية في الأدب الروسي” (1991) و ”الرواية الروسية في القرن التاسع عشر” (1981) د. مكارم الغمري، والعديد من الدراسات والأبحاث والترجمات الأخرى.
أهمية البحث:
تكْمُن أهمية البحث في أن موضوعه – تيار الوجدان في النثر الروسي والمصري الحديث- لم يُعالَج بشكلٍ مُوَسع وبالقدر الذي يستحقه، فمن خلال بحثنا واطلاعنا على كل ما تناول هذا الموضوع لم نرَ من يشير إلى التجربة الأدبية الواحدة والمشتركة التي دفعت الكاتبين، نيكالاي كارامزين، ومحمد حسين هيكل في إبداع أعمالهما العاطفية؛ انطلاقا من حُب الوطن وعشق الأرض التي احتضنتهما في كنفها، وكذلك مجتمع القرية بعاداته وتقاليده التي كانت الدافع الحقيقي والمحرك الرئيسي لكليهما في إبداع أعمالها خصوصا التي تمت مناقشتها في البحث. وكذلك تقف أهمية الموضوع على التأثير الكبير الذي أحدثته الثقافة الفرنسية والأدب الفرنسي في تشكيل التجربة الأدبية والمشوار الإبداعي لكلا الكاتبين، والذي كانت ضمن أهم نتائجه التأثر الكبير بالأديب والمفكر الفرنسي جان جاك روسو، الذي كان الباكورة الحقيقية لإخراج أعمال مثل قصتيّ ”ليزا المسكينة”، و ”يوليا” لدى نيكالاي كارامزين، و رواية ”زينب” لمحمد حسين هيكل إلى النور.
الإضافة العلمية للبحث:
● يُعد بحث «تيار الوجدان في النثر الروسي والمصري الحديث» (دراسة مقارنة بين ”ليزا المسكينة”، و ”يوليا” للكاتب الروسي نيكالاي كارامزين، و ”زينب” لمحمد حسين هيكل) الأول من نوعه في مُقارنة تجربتين فريدتين في حقل تيار العاطفية ”الوجدان” بين أديبين أحدهما روسي والآخر مصريّ.
● يعتبر البحث من أهم الدراسات التي تناولت دراسة مقارنة في مرحلة الماجستير في قسم اللغات السُلافية، وكذلك الأول من نوعه الذي يتطرق إلى إبداعات الأديب المصري محمد حسين هيكل، وروايته ”زينب” التي تُعَد باكورة الأعمال الروائية والسردية العربية والتي أسست لحقل الرواية الفنية فيما بعد، وهنا لا نغفل رسالة الماجستير القيّمة التي قدمتها الباحثة السيدة منى الدسوقي عن إشكالات الترجمة الخاصة برواية زينب إلى الروسية، وكانت بعنوان ”رواية زينب لمحمد حسين هيكل” والتي قامت بترجمتها إلى الروسية الناقدة والمستعربة الدكتور أولجا فرولوفا (1931 - 2018)، دراسة تحليلية 1973”، والتي قدمت للباحث عوناً في رؤيته لعمل زينب المكتوب بالعربية وكذا النص المُترجَم.
● يمثل البحث إضافة مهمة لما تم إنتاجه والإشارة إليه في الدراسات والأبحاث في حقل تيار العاطفية/الوجدان الذي لم يأخذ نصيبه بالدراسة والتفسير والفهم فيما أبدعه الكُتاب والأدباء المصريون في الحقبة الأدبية التي تلت مرحلة محمد حسين هيكل، والتي كانت عمادًا رئيسيًا في الإنتاج الروائي والقصصي في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين.
● ترتكز كذلك أهمية البحث وفعاليته، في الإشارة إلى الدور الثريّ الذي أحدثته الثقافة الفرنسية في نشوء وظهور تيار العاطفية في روسيا ومصر على أيدي نيكالاي كارامزين، ومحمد حسين هيكل والتي كانت حجر الأساس لمزيد من الإسهامات العاطفية في كلٍ من مصر وروسيا بعد ذلك.
● تناول البحث عدة قضايا أهمها الخلط بين تياريّ العاطفية والرومانسية لدى النقاد والمتخصصين في مصر، وعدم الوعيّ حينها بسمات التيار الأدبي -أي العاطفية- الذي سبق الرومانسية وكان حجر الأساس والمُمَهِد لظهوره، وكذلك قضية تقاطع التيارات الأدبية وتماسها داخل حدود العمل الأدبي الواحد.
أهداف البحث:
تتلخص أهداف الدراسة في النقاط الآتية:
1- إظهار أهمية فرع الأدب المُقارن والدراسات المُقارنة في التبادل الثقافي والتاريخي بين الأمم والمجتمعات التي لم تتوقف إبداعاتها وإنتاجاتها داخل حدود الدولة الواحدة عبر علاقات التأثير والتأثر.
2- الكشف عن سمات العمل الأدبي العاطفي عند الأديب الروسي نيكالاي ميخايلافيتش كارامزين، والأديب المصري محمد حسين هيكل.
3- إظهار التأثير الكبير الذي لعبته الثقافة الفرنسية ودور الأديب الفرنسي جان جاك روسو في ظهور تيار العاطفية في روسيا ومصر.
4- مناقشة قضية ”الحب” وكيفية تناولها في الثقافة الروسية والثقافة المصرية عبر نموذجيّ ”الريف” و ”القرية”.
5- تسليط الضوء على الظروف التاريخية والسوسيولوجية (علم دراسة المجتمع) (التي تؤكد أن البقاء للأقوى في الطبيعة والمجتمع فعلى الإنسان أن يتفاعل مع الحياة لكي يستمر بقاؤه وعطاؤه) التي تحيط بشخصيات قصتيّ ”ليزا البائسة” و”يوليا” للأديب الروسي نيكالاي ميخايلافيتش كارامزين، ورواية ”زينب” للأديب المصري محمد حسين هيكل.
منهج البحث:
يعتمد الباحث في دراسته على ثلاثة مناهج رئيسية:
● المنهج المُقارَن للمدرسة الأميركية القائم على التوازيات، حيث يُفترض وجود تشابهات هامة في آداب الشعوب في درجات واحدة من التطور الاجتماعي، بغض النظر عن وجود تأثيرات متبادلة أو صلاتٍ مباشرة بين هذه الآداب والثقافات، على عكس المدرسة الفرنسية التي تضع شرط الصلات التاريخية كشرط رئيسي لعقد المُقارنة.
● كما اتبع الباحث المنهج التحليلي عبر تحليل بنية الأعمال المُناقَشة والتقنيات الفنية والسردية كالزمان والمكان وتحليل شخصيات الأبطال ومركزية الكُتاب مؤلفي الأعمال والتي تندمج جميعها مع الصراعات الرئيسية في النصوص التي كانت المادة الرئيسية والموضوع الأساسي للبحث.
● المنهج النقدي السوسيولوجي الذي حرص على تتبع موقع الكُتاب مؤلفي الأعمال من البيئة التي تطرقت إليها موضوعات البحث، وكذلك في عرض القيم الثقافية والمجتمعية التي كانت تشكل وعيّ ووجدان المجتمعين الروسي والمصري؛ فقد تجاوزت الثلاثة أعمال التي يحتويها البحث كونها نصوصًا أدبية، بقدر اشتراكها في الكشف عن التطور الاجتماعي والتاريخي للمجتمعين الروسي والمصري في أحد أهم حقبات التاريخ.
المادة العلمية والمصادر:
يعتمد الباحث على النصوص الأصلية والمُتَرجَمة للأعمال الأدبية الثلاثة: قصتا ”ليزا البائسة” و”يوليا” للأديب نيكالاي كارامزين، ورواية ”زينب” للأديب محمد حسين هيكل، بالإضافة إلى المراجع المختلفة للأدباء والنُقاد والمفكرين الروس والمصريين في المجال ذاته، وكذلك الدوريات والنشرات الأدبية المتخصصة في مجال النقد الأدبي والأدب المقارن، كما يستعين الباحث بشبكة المعلومات الدولية ”الانترنت”
هيكل البحث:
يتكون بحث «تيار الوجدان في النثر الروسي والمصري الحديث» (دراسة مقارنة بين ”ليزا المسكينة”، و ”يوليا” للكاتب الروسي نيكالاي كارامزين، و”زينب” لمحمد حسين هيكل) من مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وقائمة بالمراجع التي تمت الاستعانة بها في إثراء ودعم الدراسة.
تتناول المقدمة موضوع البحث وأهميته ومنهجيته وكذلك الأهداف والإضافات العلمية للبحث
يشتمل الفصل الأول ”الملامح الفنية لتيار العاطفية بين الأدبين الروسي والمصري” على ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول: ”أهمية الدراسات الأدبية المقارنة القائمة على مبادئ المدرسة الأمريكية.”
يتناول الجزء الأول نشأة علم الأدب المقارن وتطوره وأعلامه في كلٍ من روسيا ومصر، وأهمية وموضوعات هذا الفرع من العلوم في الكشف عن العلاقات الثقافية والتاريخية والأدبية بين الشعوب، ودور الأعمال الأدبية في تحقيق التواصلات والصلات بين الأمم.
الجزء الثاني: ”العاطفية تيارًا أدبيًا في روسيا ومصر”
تناول الباحث في هذا الجزء تيار العاطفية بالتأصيل والعرض لأهم سماته في روسيا ومصر، والسمات الرئيسية العامة للأعمال الأدبية العاطفية وكذلك للبطل العاطفي محور هذه الأعمال، وما يُفرِق التيار ذاته عن تيارات أدبية أخرى كالكلاسيكية والرومانسية، وطريقة استقبال كل أمة لهذا التيار الجديد التالي لمرحلة الكلاسيكية.
الجزء الثالث: ”مسار حياة وإبداع نيكالاي ميخالافيتش كارامزين ومحمد حسين هيكل.”
تعرض الباحث لنشأة الأديبين نيكالاي كارامزين ومحمد حسين هيكل وتطور مسارهما الثقافي والفكري والمحطات الإبداعية لكليهما، وكذلك تناول تجاربهما الحياتية في السفر والإطلاع على الإنتاجات الغربية خاصة الفرنسية، والتي لعبت دورًا كبيرًا ومهمًا في إخراج الكثير من المؤلفات والأعمال السردية ذات الصيت والتأثير على الأجيال التي تلت كليهما.
ويتضمن الفصل الثاني: قضية الحُب لدى كُتاب العاطفية في الأدب الروسي والمصري جزئين:
الجزء الأول: ”إشكالية الحب لدى الفلاحين والنُبلاء في قصتيّ ”ليزا المسكينة” و ”يوليا” للأديب نيكالاي كارامزين، وفي رواية ”زينب” لمحمد حسين هيكل.”
تم تناول مفهوم وتعريف واصطلاح الحب فلسفيا واجتماعياً، وكذلك دور قضية ”الحب” في تأسيس وازدهار الكثير من الحِقَب الفكرية وفي إثراء الكثير من الأعمال الأدبية والإبداعية. على أنه كانت القضية ذاتها النواة الموضوعية التي انطلق منها كُتاب العاطفية/الواجدان في العموم، والتي انتهجها نيكالاي كارامزين ومحمد حسين هيكل بشكلٍ خاص، وكيف كانت مشكلة الحب الأساس البيّن الذي قامت عليه صراعات الأعمال التي تُناوَلَت بالبحث والاستقصاء، وفي التناقضات - التي نتجت عنها هذه الصراعات - واختلاف الطبقات والفجوات الثقافية والفكرية المرتبطة بها، في تحريك مسار القصص ومصائر الأبطال ونهايات العلاقات العاطفية التي جسدتها الأعمال المُناقَشَة.
الجزء الثاني: ”تأثير رواية ”جوليا” أو ”هلويزة الجديدة” للكاتب الفرنسي جان جاك روسو على أعمال نيكالاي ميخالافيتش كارامزين ومحمد حسين هيكل.”
شرح الباحث ظروف نشأة وكتابة رواية ”يوليا” أو ”هلويزة الجديدة” لجان جاك روسو وأثر الرواية في إثارة عقول القُراء عبر العصور، وكذلك في تشكيل الوعي بالثقافة الفرنسية وبقضايا المجتمع الفرنسي التي تشابهت بشكل ما مع القضايا التي كانت ترزح تحت وطأتها المجتمعين الروسيّ والمصريّ. تم تناول موضوع الرواية الاستثنائيّ والتقنيات السردية التي أسس لها جان جاك روسو عبر عمله والتي تأثر بها كل من نيكالاي كارامزين، وكذلك محمد حسين هيكل؛ بدءًا من الشكل حيث بنية العنوان واللغة العاطفية وشيوع المناظر الطبيعية التي تعد من أهم عناصر تيار العاطفية والقالب السردي الذي كُتِب به العمل، مرورًا بالمضمون حيث صفات الأبطال العاطفيين، والتأكيد على أن ”العاطفة” أساس الصراع الذي ينتج عن تناقضات هذه العواطف والعلاقات واصطدامها بواقع القرية وعادات الريف بمنظورٍ اجتماعي، وكذا موقع الكاتب العاطفي داخل الأعمال والمسافة التي تُقربه وتفصله في آنٍ واحد عن الأبطال ووصولًا إلى النهاية المأساوية في بعض الأحيان. وعرض البحث للتفرُد الذي مُني به نيكالاي كارامزين ومحمد حسين هيكل في إسباغ عناصر البيئة الروسية وطبيعة الريف المصرية في احتفائهما بالأرض وعشقهما لوطنهما وهيامهما بطبيعة بلديهما وفي مونولوجات الأبطال التي نطقت باسم البيئة والمجتمع الممثل لكل عمل، وكذلك النهايات المتشابهة لمعظم الأعمال العاطفية بموت البطلة، ذلك السلوك الذي يعد إثمًا كبيرًا في العقائد الدينية، إلا أنها كانت بمثابة اعتراض من جانب البطلة ضد الأعراف والتقاليد الاجتماعية التي حالت دون تحقيق السعادة لها.
الفصل الثالث: التشابُهات والاختلافات بين قصتي ”ليزا المسكينة” و ”يوليا” للأديب الروسي نيكالاي كارامزين، ورواية ”زينب” للأديب المصري محمد حسين هيكل، قد تضمن جزئين:
الجزء الأول: ”السمات النموذجية للتشابه والاختلاف بين قصتيّ ”ليزا المسكينة” و ”يوليا” للأديب نيكالاي كارامزين، وفي رواية ”زينب” لمحمد حسين هيكل.”
تناول الباحث في هذا الفصل سمات التشابه بين الأعمال الثلاثة من حيث تأثرها برواية ”يوليا” أو ”هلويزة الجديدة” للأديب الفرنسي جان جاك روسو من جهة، والتشابه في بنية العناوين بين عمليّ ”ليزا المسكينة” و ”يوليا” لنيكالاي كارامزين، ورواية ”زينب” لمحمد حسين هيكل، وذلك من جهة أخرى. وقد عرض الباحث للتشابه باديء ذي بدء انطلاقاً من بنية العناوين التي حملت النصوص الثلاثة، إلى التجارب والعلاقات العاطفية التي كانت بين إراست وليزا في قصة ”ليزا المسكينة”، وبين يوليا وأريس في قصة ”يوليا”، وكذلك بين زينب وحامد وإبراهيم وعزيزة في رواية ”زينب”. كذلك تم تناول دور العادات والتقاليد المتشابهة في ذلك الوقت بين المجتمعين الروسي والمصري، وكذا نموذج ”القرية” كنسقٍ اجتماعيّ وما أنتجه من أكواد أخلاقية كانت تحول واستمرار علاقات المحبين والاعتراف بشرعية هذه العلاقات، الذي شكل صراعات متشابهة داخل النصوص التي تم تحليلها. مرورًا بالتكنيك السرديّ وتطور الصراع والسمات المتماسة والمتقاطعة لشخصيات الأبطال واصطداماتهم وعذاباتهم وتكلل علاقاتهم العاطفية بالفشل، وبالنهاية البائسة الحزينة، ويأس الأبطال وهروبهم إلى الطبيعة كملجأ لهم، والتي كانت أحد أهم التشابهات في الأعمال الثلاثة؛ حيث مثلت أعمال كارامزين لوحات فنية ناطقة تجول في خلجات ونفوس الشخصيات من جهة، وقد كانت قصيدة غنائية نثرية وعملٍ أدبيّ آخر داخل رواية ”زينب” لمحمد حسين هيكل من جهة أخرى. وكذلك قام الباحث بإلقاء الضوء على التباينات التي أفردها كل كاتب في عمله؛ مؤسسًا لشخصيته الأدبية الاستثنائية والتي يُضاهيها تفرُد عنصر البيئة/القرية/الريف في اختلاف التجربتين أساس الأعمال في روسيا ومصر، وكذلك في تحركات الأبطال وسلوكياتهم التي استمدت تقنيات دفاعها عن حبها وعلاقاتها وفق هويتها التي أسس لها كل مؤلف.
الجزء الثاني: ”سمات الأبطال العاطفيين في إبداعيّ ”ليزا المسكينة” و ”يوليا” للأديب نيكالاي كارامزين، وفي إبداع ”زينب” لمحمد حسين هيكل.”
عرض الباحث في هذا الفصل سمات وصفات الأبطال في الأعمال الثلاثة، كونهم أبطال عاطفيين يعانون الحيرة والتيه والصراع بين الواقع الذي يرفض الاعتراف بعلاقاتهم ومشاعرهم تجاه محبوبيهم من جهة، وكونهم أبطال تفرد كل منهم بصفات مختلفة قد ميزت كل نموذج لدى نيكالاي كارامزين ولدى محمد حسين هيكل عن أبطال جان جاك روسو قد قاما بإثراء الأدبين الروسي والمصري بها، وقد أشرنا إلى الجديد الذي أضافه محمد حسين هيكل ونيكالاي كارامزين في سمات كل بطل ليتمظهر بشكل واضح ودال على البيئة الريفية أو الحضرية التي نشأ فيها كل بطل.
وفي الخاتمة: رصد الباحث النتائج التي توصل إليها وقد تضمنت الآتي:
● القيمة الكبيرة لدراسات الأدب المُقارَن الذي يُعد ضمن علوم الأدب في الكشف عن العلاقات الثقافية والتاريخية والأدبية بين الشعوب، ودور الأعمال الأدبية في تحقيق التواصلات والصلات بين الأمم وفي إلقاء الضوء على التشابهات والاختلافات وإبراز إشكالات وقيمة علاقات التأثير والتأثر بين التجارب الأدبية والإبداعية المختلفة.
● أهمية ظهور تيار ”العاطفية” كتيارٍ أدبي قام بإحداث ثورة في عالم الأدب على التيار سابقه؛ أي ”الكلاسيكية”، وكذلك كونه حلقة وصل ومُمَهِداََ لظهور تيار ”الرومانسية” فيما بعد، والخصائص الفنية للبطل العاطفيّ كأنموذجٍ فريد بدا متناقضاً مع المِزاج العام الذي قام عليه الأبطال الكلاسيكيين.
● قد لعبت الثقافة الإنجليزية والفرنسية دوراً محورياً في نشوء وظهور تيار ”العاطفية” في كلٍ من روسيا ومصر، وكذلك مثلت الأعمال الإبداعية الرائعة والسرديات الكُبرى في أوروبا مكانةً مهمة في تأسيس الأعمال الأدبية العاطفية في الثقافة الروسية والمصرية، إلا أنها تطورت بعد ذلك في البلدين لتعكس شخصية البيئة الروسية والطبيعة المصرية والشخصية الوطنية لكل بلد.
● أسهمت الثقافة الفرنسية والنشأة الأدبية المميزة لدى نيكالاي كارامزين ومحمد حسين هيكل في تشكيل مرحلة مهمة في تاريخ روسيا ومصر في عالم الفكر عمومًا وفي عالم الأدب بشكلٍ خاص، والتي كانت السبب الرئيسي في إخراج قصتيّ ”ليزا المسكينة” و ”يوليا” لدى نيكالاي كارامزين، ورواية ”زينب” لدى محمد حسين هيكل.
● قام الأديب الروسي نيكالاي كارامزين بالإعلان الصريح عن بزوغ تيار ”العاطفية” في أوج تطوره وازدهاره في تاريخ الأدب الروسي عبر قصصه وأعماله، وكذلك الأديب محمد حسين هيكل، أسس بروايته ”زينب” لبدء مرحلة الإنتاج الروائي والسردي والقصصي في تاريخ الأدب المصري والعربي عبر رواية ”زينب”، الذي أدى لاقتفاء الكثير من الأدباء والمؤلفين لأثرهما في إنشاء مزيد من الإنتاجات الإبداعية في العقود التالية خاصة في حقل ”أدب الوجدان”.
● تم التوصل إلى خلط الثقافة المصرية بين تياريّ العاطفية والرومانسية من حيث سمات كل منهما، وربما عدم إدراك مفهوم ”العاطفية” كتيارٍ أدبيّ متفرد بذاته منفصلا عن عنصر ”العاطفة” كأساس وركيزة تتضمنها الأعمال الرومانسية في العموم، فغاب التصنيف الصحيح للاتجاه ذاته، ولم نتوصل لأية تنظيرات أو دراسات عربية أو مصرية قامت بالعرض أو بالتصنيف لتيار العاطفية كونه اتجاه مختلف عن الرومانسية، في حين تعُج الكثير من المؤلفات الأدبية التالية لمرحلة محمد حسين هيكل بسمات العاطفية.
● في العقد الأخير من القرن التاسع عشر وفي العقود التالية بدءًا من القرن العشرين، لاحظنا ظاهرة أدبية أساسية في معظم الأعمال السردية والقصصية، وهي تقاطع التيارات الأدبية وتماسها داخل حدود النص الواحد، فالعمل الأدبيّ إن تم تصنيفه على أنه عملٌ عاطفيٌّ لا يمنع من احتوائه على سماتٍ واقعية ورومانسية ورمزية وطبيعية وخيالية في بعض الأحيان، وكانت رواية ”زينب” خير دليلٍ يؤيد وجهة النظر هذه، هو اختلاف كثير من مستشرقي الأدب الروس ونقاد الأدب ومنظريه في كون رواية ”زينب” واقعية أم عاطفية، وقد أثبتنا أنها تُصَنَف عملًا عاطفيًا، ولا مانع من القول أنها عملٌ واقعيٌّ كذلك.
● كانت قضية ”الحب” هي المعيار الرئيسي الذي تقوم عليه الأعمال الأدبية العاطفية، ولا يوجد عمل عاطفي لا يحتوي على إشكالية الحب، التي تلعب دوراً فاعلًا ورئيسيًا، في توجيه مصائر الأبطال، وفي توجيه صراعاتهم، وفي تعقيد مسار الأحداث وفي تشكيل النهاية الحزينة التي تكون نتاجاً طبيعياً لفشل العلاقات وعدم تكللها بالنجاح وبالزواج.
● ازدهرت العاطفية وبدت قيمتها في مجتمعات مثل المجتمع الروسي والمصري في الحقبة التي كُتِبَت فيها أعمال مثل ”ليزا المسكينة” و ”يوليا” و ”زينب”، حيث شاع غلبة صوت العادات والتقاليد وثقافة القرية أكثر من تغليب عوامل العاطفة وحرية اختيار الزوج/المحبوب و الزوجة/المحبوبة وعدم الاعتراف بالعلاقات الطبيعية خارج حدود الزواج وبوجود الحُب كنواة لتأسيس العلاقات الإنسانية.
● كانت الثقافة الفرنسية، ورواية ”يوليا” أو ”هلويزة الجديدة” للأديب الفرنسي جان جاك روسو المرجع الرئيسي الذي استقى منه الأديب نيكالاي كارامزين والأديب محمد حسين هيكل نماذجهم الأدبية وشخصيات أعمالهم التي تمت مناقشتها، وبدت تشابهات كبيرة بينها جميعًا؛ بدءًا من العنوان الرئيسي لكل عمل الذي شمل اسم البطلة، وكذلك في وجود البطل المتردد الذي أصبح مصدرًا ليأس البطلة، والذي يتصف بعدم المبادرة وغياب عنصر الحسم لديه الذي زاد من تعقُد العلاقات وقوة رابطة التقاليد في توجيه نهايات العلاقات، ووصولًا إلى شيوع توصيفات الطبيعة وتدخل الكاتب في تقييم شخصيات القصة بعض الأحيان.
● رغم التأثر الكبير الذي أحدثه جاك روسو في نفوس وثقافة نيكالاي كارامزين ومحمد حسين هيكل، الذي دعاهم لتأليف الأعمال التي تم بحثها، إلا أن كل أديب أظهر شخصيته الأدبية وعبقريته الفنية وموهبته الفذة في التفرد في العديد من النواحي الإبداعية داخل كل عمل، فلغة كارامزين في أعماله مختلفة وأكثر غنائية في ”ليزا المسكينة” وبطله ”إراست” أكثر ضررا من البطل سان برو في رواية ”هلويزة الجديدة” للمفكر الفرنسي جاك روسو، والأم دورها بارز وجليّ في حياة ليزا، والبطلة نفسها تتفاعل مع البيئة والمجتمع بشكل أكبر عبر عملها ببيع الزهور عن نموذج ”يوليا” النبيلة في رواية روسو. وفي قصة ”يوليا” نجد نيكالاي كارامزين يؤسس لنوع جديد من القصة ”القصة التنويرية” مع إسباغ صفات جديدة على البطل العاطفي، وتناول المجتمع من وجهة نظر ليبرالية وتنويرية، وأثر هذه القيم في فهمها الخاطئ من قِبَل معتنقيها (نموذج الأمير ”N”) الذي يؤدي إلى الإضرار بنفسية وحياة الطرف الآخر المُحِب. أما حسين هيكل فقد قام بالإضافة إلى محيط الأبطال بشكلٍ عَرَضيّ لتظهر علاقات ثانوية أخرى إلى جانب العلاقات الرئيسية: ”حامد وعزيزة”، ”زينب وحسن زوجها”، ”زينب وحامد”، بالإضافة إلى تفوق الكاتب المصري محمد حسين هيكل على الكاتب الروسي نيكالاي كارامزين والأديب الفرنسي جان جاك روسو في توجيه عناصر الطبيعة في اتجاه السرد بشكلٍ مكثف دون كللٍ أو ملل من القارئ وفي اعتماد في كثير من الأحيان على اللغة العامية لإظهار واقعية أحداث العمل بشكلٍ أكبر وواضح.
● لاحظنا بشكل كبير احتفاء نيكالاي كارامزين بالطبيعة الروسية وبصور القرية الروسية، إلى الدرجة التي كان الكثير من أبطاله -ضمنهم من تناولته الدراسة بالبحث مثل يوليا وليزا- يفضلون عالم الريف والهدوء والحياة على فطرتها وسجيتها على حياة المدينة المزدحمة وبطبيعة الحياة الحضرية ذات الإيقاع السريع التي تُفسِد أخلاق من نشأ في كنفِها من الأبطال كإراست في موسكو والأمير ن. وكذلك كان الغرض الرئيسي من إنشاء عمل ”زينب” هو الاحتفاء بطبيعة الوطن ومناظره الريفية وقد عبر الكاتب عن هذا المضمون في المقدمة التي استهل بها روايته، فدارت كل أحداث روايته في الريف المصري الذي استقيناه من متابعة تفاصيل العمل.
● كانت الطبيعة عملًا أدبيًا آخر داخل الأعمال المُناقَشة خصوصا لدى محمد حسين هيكل، فلدى نيكالاي كارامزين كانت لوحات فنية مبتكرة ومشاركة لمعاناة البطل العاطفي وكانت له الملجأ والهروب من مشكلاته ومن ضياع علاقته بمحبوبه/محبوبته، وفي رواية ”زينب” كما صرح الناقد المصري عبد المحسن طه بدر (1932 - 1990) أنها قصيدة غنائية وعمل متفرد داخل العمل الرئيسي، وكما ذكر الأديب المصري يحيى حقي (1905 - 1992) أن الطبيعة لدى محمد حسين هيكل، جعلت رواية ”زينب” أهم الأعمال الأدبية التي تحتوي على وصفِِ مستوعبِِ للريف المصري عبر تاريخ الأدب.
● كان نموذج المؤلف ومركزيته داخل العمل أهم السمات الرئيسية للإبداع في الأعمال الثلاثة، فتدخل نيكلاي كارامزين في السرد ليشرح بصورة نفسية أكبر لمعاناة أبطاله، بل ولانتقاد شخص مثل إراست، والأمير ن، وللصراع الذي كانت تعانيه يوليا بين حبها للأمير وبين التزامها الأخلاقيّ والأسري تجاه زوجها وابنتها. وكذلك شروحات محمد حسين هيكل داخل العمل وتدخله أحيانا في السرد كان أهم العناصر المميزة لرواية ”زينب” وساهم بشكل كبير في إلقاء الضوء على التجربة الشعورية التي مر بها أبطال العمل.
● نجح الأديبان في رسم صور شخصياتهم الرئيسية والثانوية بشكل عميق ومتماشي مع السمات الأساسية للبطل العاطفي الذي يعاني التيه والحيرة واليأس والتناقض بين ما يشعر به وبما يحمله من حب وعاطفة تجاه الطرف الآخر أو المحبوب وبين عادات وتقاليد الواقع التي تمنع استمرار مثل هذه العلاقات، وكانت نماذج ليزا، وإراست، ويوليا، وأريس، والأمير ن، وزينب، وحامد وعزيزة وإبراهيم خير معبر عن صورة البطل العاطفي المُشابه لنماذج جان جاك روسو من جهة، وكانت مرآة تعكس الشكل الوطني والمجتمعي المناسب للمجتمعين الروسي والمصري من جهةٍ أخرى، وذلك عن طريق اختلاف العناصر البلاغية والبيانية في العمل الأدبي وبأسلوب المؤلف الرفيع الذي اتسم بالإبداع وتضمين الكثير من التشبيهات والغوص في عمق المشاعر والعواطف وتحليل لحظات الفرح والسعادة أو الألم والمعاناة للأبطال، سواء جاء التعبير مباشراََ من خلال الوصف الدقيق بالتفصيل وتجسيد شخصيات الأبطال في المؤلفات الأدبية والتي بدت جلية عند قراءة المتلقي، أو فيما وراء النص من حيث اكتشاف ما تمثله رمزية المكان ”القرية” والزمان ”تغيرات الطبيعة” وتقنية الحوار ”لغة الجسد واللغة التي تميز بها كل بطل”.