Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تصور مقترح لتنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في ضوء التغيرات الثقافية المعاصرة في مصر /
المؤلف
مهران، ناصر رفعت علي.
هيئة الاعداد
باحث / ناصر رفعت علي مهران
مشرف / فيصل الراوي رفاعي
مشرف / أحمد حسين الصغير
مناقش / عبدالمعين سعدالدين هندي
مناقش / ياسر مصطفى علي الجندي
الموضوع
مدارس التعليم الثانوى.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
224 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
أصول التربية
الناشر
تاريخ الإجازة
29/5/2021
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية التربية - أصول التربية.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 249

from 249

المستخلص

مقدمة الدراسة:
يعد التعليم الثانوي من أهم المراحل التعليمية وذلك لكونه همزة وصل بين مرحلتي التعليم الأساسي والعالي، وقد دعت هذه المرحلة رجال التربية إلى الاهتمام بها ومحاولة تجديد نظامها؛ لكي تحقق الأهداف المستقبلية وتأخذ في الاعتبار التغيرات الثقافية والاجتماعية والتطورات التكنولوجية الحديثة، من خلال المناهج والأنشطة التربوية التي توجه طلابها إلى السلوك القويم وتعزيز قيم التكافل والإحساس بالمشكلات المجتمعية والعمل على حلها.
حيث تؤدي المدارس الثانوية غير الحكومية دورًا هامًا في النهوض بالعملية التعليمية في مصر من خلال مساعدة الحكومة في تقديم الخدمات التعليمية، وما توفره من إمكانيات مادية وبشرية وأساليب تكنولوجية حديثة؛ لذا يجب أن تعمل المدارس الثانوية غير الحكومية بعلاقة تكاملية في المجتمع من خلال تشجيع الطلاب على المشاركة في أعمال تطوعية في العطلات، وإكسابهم ثقافة العمل التطوعي وخدمة المجتمع المحيط، وتقديم المساهمات المادية والمعنوية، وأن توفر المدرسة برامج عمل تطوعي تهدف إلى تنمية ثقافة العمل التطوعي وروح الانتماء لدى الطلاب، والتنسيق مع المؤسسات التطوعية في المجتمع لتوفير أعمال يمكن الطلاب من خلالها اكتساب ثقافة العمل التطوعي ، وأن يتم تشجيع الطلاب المشتركين في تلك الأعمال وتكريمهم.
ويجب أن يكون للمدارس الثانوية غير الحكومية في مصر دورٌ في إكساب الطلاب ثقافة العمل التطوعي وتحمل المسئولية المجتمعية للمجتمع والوطن؛ وربط المدرسة بالبيئة والمجتمع من خلال الانخراط المجتمعي، ويكون ذلك بمثابة رد الجميل لهذا المجتمع، والتحول من العمل على تحقيق المصالح الذاتية الخاصة إلى المصالح العامة والمساهمة في حل المشكلات والمعضلات التي تواجه المجتمع؛ نتيجة للظروف الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية التي تعصف بالمجتمع والتي تعجز الدولة بمفردها عن حلها.
حيث يعد العمل التطوعي بعدًا هامًا من أبعاد التنمية المجتمعية في تقديم الخدمات للمجتمع، ويفرض العمل التطوعي نفسه بقوة عند معالجة المشكلات التي تواجه المجتمع ويصعب على الدولة بمفردها في إيجاد حلول جذرية لها من خلال تقديمات الخدمات للمجتمع، وهو يعبر عن الصلة بين الفرد والمجتمع التي يحيط به.
لذا فإن نشر ثقافة العمل التطوعي بين طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية لها انعكاسات إيجابية على الطلاب أنفسهم وعلى المجتمع وكما تترك أثار تربوية على أخلاقهم وسلوكهم مع الآخرين، ولهذا ينبغي التركيز على بنائه الطلاب بناءً سليمًا على أسس تربوية وعلمية سليمة وخصوصًا في مرحلة الشباب، ولعل مشاركة الطلاب في خدمة مجتمعهم تساعدهم على تحمل المسؤوليات والمهمات التي تولد لديهم مشاعر الانتماء للمجتمع.
ومن هنا نبعت فكرة البحث لتنمية وتدعيم ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية في مصر.
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:
تولَّد الإحساس بالمشكلة نتيجة أهمية العمل التطوعي في تنمية المجتمعات وتنمية قدرات الأفراد، إلا إنَّ نسبة مشاركة أفراد المجتمع المصري فيه محدودة، فعدم رغبة بعض الأفراد في المشاركة التطوعية في الأعمال التي تهتم بتنمية المجتمع، ولجوء بعض الأفراد لتفضيل المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
كما أنَّ المدارس الثانوية غير الحكومية أصبحت في الآونة الأخيرة تبحث عن الأهداف الربحية الاستثمارية؛ وهذا لم يعد مقبولًا في العصر الحاضر دون استجابة هذه المؤسسات لمسئوليتها المجتمعية، وأصبح لزامًا عليها إذا ما أرادت الاستمرار والنجاح أن تتفاعل مع المجتمعات المحلية والبيئة المحيطة بهدف حل المشكلات والأزمات التي أحدثتها التغيرات الاجتماعية المعاصرة في المجتمع، وهناك تباين بين فئات المجتمع المصري يجعل الحاجة ملحة لإحداث التكامل بين هذه الفئات، وأن يقدم من يمتلك الخدمات لمن يحتاجها؛ لأنَّ لكل فريق حقًا على الآخر في مساعدته، وبالتالي يأتي التكافل والتكامل الاجتماعي متجسدًا في مساهمة طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في الأعمال التطوعية.
حيث شهدت السنوات السابقة تحولات هائلة تظهر هذه التغيرات في العديد من الجوانب التي لها تأثيرها الكبير على الثقافية المدنية للطلاب، ومن أهمها الانتماء وسلوكيات الطلاب نتيجة التغريب الثقافي الذي يتعرض له باستمرار، فأصبحت ثقافة المجتمع مغايرة عما كانت عليه من قبل، وتتمثل التغيرات في تعرض المجتمع لكثير من الضغوط التي تستهدف التأثير في بنية المجتمع، لذا برز مفهوم المشاركة المجتمعية للقطاع الخاص في تحمل مسئوليتها في التنمية المستدامة حيث تتحول الأعمال الخيرية من دائرة الصدقة والإحسان والتبرع إلى إدماج مساهماتها في برامج التنمية المستدامة.
وتعد المدارس الثانوية غير الحكومية من أبرز المؤسسات التربوية والتعليمية التي تتحمل مسؤوليات كبيرة في خدمة المجتمع المحيط بها ونشر ثقافة العمل التطوعي؛ إذ إنها تقوم بدورٍ مهمٍ في ترسيخ مفاهيم المشاركة المجتمعية وتدريب الطلاب على ممارستها من خلال العديد من والوسائل والأنشطة والآليات التي تحدث تغييرًا إيجابيًا في مستوى الطلاب، ومن ثم فإنَّ الدراسة الحالية تهتم بوضع تصور مقترح لتنمية ثقافة العمل التطوعي في ضوء التغيرات الثقافية المعاصرة لطلاب المدارس الثانوية غير الحكومية.
ويمكن تحديد مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيس الآتي:
ما التصور المقترح لتنمية ثقافة العمل التطوعي في ضوء التغيرات الثقافية المعاصرة لطلاب المدارس الثانوية غير الحكومية؟
وفي ضوء هذا التساؤل يمكن صياغة عدد من الأسئلة الفرعية كما يأتي:
وفي ضوء هذا التساؤل يمكن صياغة عدد من الأسئلة الفرعية كما يأتي:
1- ما التغيرات المعاصرة وانعكاساتها على ثقافة العمل التطوعي في مصر؟
2- ما الإطار الفكري والفلسفي لثقافة العمل التطوعي في المدارس الثانوية غير الحكومية؟
3- ما واقع ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في مصر؟
4- ما التصور المقترح لتنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في مصر؟
أهداف الدراسة:
استهدفت الدراسة الحالية محاولة تقديم تصور مقترح لتنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في ضوء التغيرات الثقافية المعاصرة في مصر، وفي إطار تحقيق هذا الهدف كان لزامًا عليها تحقيق الأهداف الفرعية الآتية:
1- دراسة مفهوم ثقافة العمل التطوعي وسبل تفعيله لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية.
2- التعرف على واقع ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في مصر.
3- الوقوف على أهم العوامل المؤثرة على ثقافة العمل التطوعي.
4- التعرف على رؤية الطلاب للدوافع التي تدفعهم للمشاركة في مؤسسات العمل التطوعي.
5- التعرف على المعوقات التي تعوق تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية.
6- العلاقة بين المستوى الثقافي والاجتماعي وثقافة العمل التطوعي، وآليات النهوض بالعمل التطوعي لطلاب المدارس الثانوية غير الحكومية
أهمية الدراسة:
ترجع أهمية الدراسة إلى أنها تركز على موضوع هام وهو دور المدارس الثانوية غير الحكومية في تدعيم ثقافة العمل التطوعي وتحفيز الطلاب على العمل التطوعي بما يسهم في المساعدة على حل المشكلات التي تواجه المجتمع نتيجة للتغيرات المعاصرة.
1- تعريف الطلاب بأهمية التطوع والإحساس بالمسؤولية والتنشئة الاجتماعية السليمة وغرس قيم التعاون والمشاركة، اكتساب مهارات وقدرات حياتية جديدة تسهم في البناء النفسي والاجتماعي.
2- تهدف إلى المساهمة في تكامل الطلاب عقليًا وروحيًا واجتماعيًا ليكونوا مواطنين صالحين ايجابيين في تنمية مجتمعاتهم.
3- تحفيز الطلاب للبحث عن المشكلات التي تحيط بالمجتمع، والعمل على حلها من خلال العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية.
4- إكساب الطلاب القيم والعادات السلوكية ليتعلم كيف يخدم مجتمعه ووطنه من خلال النشاط المدرسي لتنمية ثقافة العمل التطوعي.
5- وضع تصور مقترح لتنمية ثقافة العمل التطوعي لطلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في ضوء نتائج الدراسة الميدانية.
منهج وأدوات الدراسة:
‌أ. منهج الدراسة:
تعتمد الدراسة الحالية على المنهج الوصفي؛ نظرًا لملائمته لطبيعة الدراسة وأهدافها، حيث تستهدف الدراسات الوصفية تقرير خصائص المشكلة ودراسة الظروف المحيطة بها، أي كشف الحقائق الراهنة مع تسجيل دلالتها وكشف ارتباطها بمتغيرات أخرى، ولا تقف عند مجرد جمع البيانات والحقائق، بل تصنيف هذه الحقائق وتلك البيانات وتحليلها وتفسيرها بالصورة التي هي تُمليها كميًا وكيفيًا بهدف الوصول إلى نتائج نهائية يمكن تعميمها ( ).
ويستخدمه الباحث في تقديم عرض وصفي لجوانب ثقافة العمل التطوعي إلى جانب وصف لواقع مشاركة الطلاب في العمل التطوعي، سوف يستخدم الباحث المنهج الوصفي في البحث الحالي وفقًا للخطوات الآتية:
1- استقراء ما كتب في الأدب التربوي عن التغيرات الثقافية المعاصرة المؤثرة في العمل التطوعي، ومن خلال نتائج الدراسات والبحوث في هذا المجال، وكذلك محاولة تقديم مجموعة من الآليات التي يمكن من خلالها التغلب على المعوقات التي تحول دون مشاركة الطلاب في العمل التطوعي في المدارس الثانوية غير الحكومية في مصر.
2- ما كتب في الأدب التربوي عن الفلسفة التربوية للمدارس الثانوية غير الحكومية لتدعيم ثقافة العمل التطوعي.
3- دور المدارس الثانوية غير الحكومية (مديرين- معلمين- أخصائي ومشرفي نشاط- طلاب) في تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس.
‌ب. أدوات الدراسة:
استبانة من إعداد الباحث يتم تطبيقها على المديرين والوكلاء والمعلمين والأخصائيين (مشرفي النشاط) والطلاب بالمدارس الثانوية غير الحكومية للتعرف على ”واقع ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية” الخاصة واللغات والإنترناشونال بمحافظة سوهاج.
حيث يستخدم الباحث استبانة للتعرف على واقع ثقافة العمل التطوعي وتتضمن - العوامل المؤثرة على المشاركة- المعوقات التي تحول دون القيام بالعمل التطوعي- آليات النهوض بالعمل التطوعي لطلاب تلك المدارس، ويتم توجيه هذه الاستبانة إلى إدارة المدرسة والمعلمين والأخصائيين (مشرفي الأنشطة) والطلاب للتعرف على مدى توافر ثقافة العمل التطوعي.
‌ج. عينة الدراسة:
حدد الباحث عدد (500) مفردة من السادة المديرين والوكلاء والمعلمين والأخصائيين (مشرفي النشاط)، والطلاب وذلك بمدارس المرحلة الثانوية العامة ” الخاصة عربي ولغات ودولي” بمحافظة سوهاج. وتم الحصول وتجميع عدد (485) مفردة، وتم استبعاد عدد (15) استبانة من الاستبانات التي تم تجميعها لعدم الجدية من المفحوصين في الإجابة على فقرات الاستبانة، وبذلك أصبح العدد النهائي للاستبيانات عدد (485) تحتوي على (7) مدير، (8) وكيل، (139) معلم، (57) أخصائي، (274) طالب يمثلون عينة الدراسة الحالية.
‌د. حدود الدراسة:
(1) الحدود الموضوعية:
اقتصرت الدراسة على موضوع تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في مصر، والتغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة وانعكاساتها على العمل التطوعي، والإطار الفكري والفلسفي لثقافة العمل التطوعي.
(2) الحدود المكانية:
اقتصرت الدراسة الميدانية على العينة من الإدارات التالية:
(إدارة سوهاج التعليمية- إدارة أخميم التعليمية- إدارة المنشاه التعليمية- إدارة ساقلتة التعليمية- إدارة البلينا التعليمية- إدارة دار السلام التعليمية) وذلك بالمدارس الثانوية غير الحكومية بمحافظة سوهاج؛ وذلك لأنها دراسة تخدم العملية التعليمية والمؤسسات التطوعية فما ينطبق على المدارس الثانوية غير الحكومية بالمحافظة ينطبق على باقي محافظات الجمهورية
(3) الحدود البشرية:
سوف تقتصر الدراسة على عينة من المديرين والوكلاء والمعلمين والأخصائيين (مشرفي النشاط) والطلاب بالمدارس الثانوية غير الحكومية.
(4) الحدود الزمنية: تم تطبيق الدراسة خلال الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2020 /2021م.
خطوات السير في الدراسة:
للإجابة عن تساؤلات الدراسة الحالية وتحقيق أهدافها جاءت خطة السير في الدراسة الحالية متضمنة عدة فصول هي: الفصل الأول: الإطار العام للدراسة والفصل الثاني: التغيرات المعاصرة وانعكاساتها على ثقافة العمل التطوعي في مصر، والفصل الثالث: ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية لتنمية ثقافة العمل التطوعي، الفصل الرابع: إجراءات الدراسة الميدانية ونتائجها، والفصل الخامس: خلاصة النتائج والتصور المقترح لتنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية.
أهم نتائج الدراسة:
أولاً: استنتاجات من الإطار النظري:
لجأت المجتمعات المتقدمة والأخذة في التقدم إلى البحث عن أساليب جديدة تسهم بفاعلية في تنمية المجتمع، وتقديم الخدمات التطوعية من خلال المنظمات المدنية ولا سيما المؤسسات التعليمية، وذلك لتفعيل دور تلك المؤسسات التعليمية في القيام بالأدوار المنوطة بها لخدمة المجتمع، والعمل على تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب تلك المؤسسات؛ مما يجعل طلاب المدارس أكثر قدرة على التكيف مع تحديات العصر.
حيث أظهرت الدراسة الحالية فيما يخص أهم التغيرات الثقافية المعاصرة المؤثرة في ثقافة العمل التطوعي في مصر، من خلال ما توصلت إليه من الدراسة الحالية من نتائج، حيث تعرض المجتمع المصري لمجموعة من التغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية أدت إلى تغيرات في العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، وكما أثرت على البناء الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، فالتغيرات التي تحدث تفوق ما تم في قرون كاملة في الماضي، وأدت إلى انتشار القيم السلبية في المجتمع مثل انتشار التعامل على أساس المصالح الشخصية وانتشار اللامبالاة، وأصبحت المجتمعات تبحث عن طرق ووسائل جديدة لمواجهة المشكلات والتحديات التي أفرزتها تلك التغيرات المختلفة. وتمثلت التغيرات في التغيرات الثقافية (الثورة العلمية والتكنولوجية، الثورة المعلوماتية والعصر الرقمي ”الانفجار المعلوماتي”) أما التغيرات الاجتماعية مثل (المشكلة السكانية، البطالة، الفقر والتفاوت النسبي في الدخل)، وتمثلت التغيرات الاقتصادية في (الخصخصة، خلل السياسات الاقتصادية، ضعف الإنفاق العام الاجتماعي)، أما التغيرات السياسية مثل (ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م، وثورة الثلاثين من يونيو 2013 م)، ومن ثم؛ يقع على عاتق المدارس الثانوية غير الحكومية في ظل تلك التغيرات المتتالية في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية مسئولية إعداد طلابها للتعامل مع المجتمع المحيط، والمشكلات التي تواجه المجتمع المصري، وعليه فلابد من الاهتمام بإكساب الطلاب ثقافة العمل التطوعي كقيم وسلوكيات ومهارات؛ لتجعل هذه المؤسسات تطور برامجها وأهدافها لتفهم قضايا ومشكلات المجتمع، والعمل على إكساب الطلاب مهارات وخبرات في إيجاد حلول لها، وهذا لن يتحقق إلا من خلال التربية التي تهتم بإكساب الطالب القدرة على المشاركة في حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية.
كما أظهرت الدراسة الفلسفة التربوية للمدارس الثانوية غير الحكومية لتدعيم ثقافة العمل التطوعي لطلابها، حيث تقوم المدارس الثانوية غير الحكومية في مصر بدورٍ مكملٍ للمدارس الحكومية، بسبب عدم قدرة المدارس الحكومية على ملاحقة الطلب على التعليم لجميع أبناء الشعب بالمجان، مما أدى إلى تشجيع الدولة للمدارس غير الحكومية وزيادة نسبتها، وتعمل الدولة على مساندتها، وتقديم الدعم الفني والتقني لها، لمساعدتها في أداء رسالتها وتطويرها، وتتعدد المدارس غير الحكومية في مصر، حيث يوجد في مصر مدارس غير حكومية عربي ولغات ودولي.
ويعد التعليم غير الحكومي في مصر أحد جناحي التنمية التعليمية والاجتماعية، ويؤدي دورًا هامًا في مساندة التعليم الحكومي وأصبح منافسًا له بهدف تصويب مسيرته ورفع مستواه، إذ يتم تشجيع إنشاء المدارس غير الحكومية لخلق منافسة بين مؤسسات التعليم الخاصة وبين المؤسسات العامة؛ مما ينعكس بدوره في شكل الارتقاء بمستوى التعليم وجودته.
وقد تطورت فلسفة العمل التطوعي وأصبح العمل التطوعي لا يتوقف على تقديم مساعدات خيرية، بل يهدف إلى إحداث تطوير في حياة الأفراد والمجتمع، والبذل والتضحية من أجل الآخرين، والتكافل الاجتماعي من أجل التنمية المستدامة، بهدف الرفع من مستوى الحياة وأسلوب العمل والمعيشة في المجتمع، كما تتعدد مجالات العمل التطوعي التي تلبى حاجات الطلاب وميولهم والمرحلة العمرية.
كما يهدف العمل التطوعي للمدارس الثانوية غير الحكومية لحل العديد من المشكلات التي تواجه المجتمع من خلال دور (الطلاب والمعلمين والإدارة المدرسية والمنهج والأنشطة) في تشجيع طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية على العمل التطوعي، وذلك بما لديهم من طاقات تساعدهم على القيام بالأعمال التطوعية نظرًا لما يمتلكونه من نشاط وحيوية، ووقت فراغ في العطلات الصيفية أو من خلال الأنشطة غير الصفية؛ مما ينمي لديهم القدرة على حسن استغلال أوقات الفراغ والتعرف على مشكلات المجتمع.
ثانيًا: استنتاجات من الإطار الميداني:
يمكن تلخيص نتائج الدراسة الميدانية وما توصلت إليه عملية تطبيق استبانة الدراسة كما يأتي:
المحور الأول: دور الأنشطة التربوية في تنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية:
جاءت استجابات أفراد العينة بأكثر الأنشطة التربوية دورًا في تنمية ثقافة العمل التطوعي تتمثل في دور نشاط الكشافة، ودور أسرة الصحافة في وضع لافتات لتشجيع الطلاب على التعاون، ودور المكتبة في المدرسية في تنمية وعي الطلاب بمفهوم ومجالات العمل التطوعي، وإقامة المدرسة لأنشطة تشجع الطلاب على العمل التعاوني والتطوعي.
كما جاءت أقل الأدوار تحقيقًا في دور جماعة الهلال الأحمر بالمدرس في حث الطلاب على التبرع بالدم، وتنظيم زيارات لمؤسسات الرعاية الاجتماعية، وإقامة المدرسة حملات للحث على نظافة البيئة.
المحور الثاني: دور المنهج في تدعيم ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية:
كانت استجابات أفراد العينة بخصوص دور المنهج في تنمية ثقافة العمل التطوعي بأكثر المقترحات أهمية تتمثل في غرس المنهج لدى الطلاب الوعي بالمسئولية الاجتماعية والمدنية، يحث المنهج الطلاب على مساعدة الآخرين، ينمي المنهج الثقة بالنفس وتحمل المسؤولية، يشجع المنهج الطلاب على شغل وقت الفراغ في أعمال مفيدة، ينمي المنهج لدى الطلاب روح التنافس البناء لخدمة المجتمع.
كما جاءت أقل الأدوار تحقيقًا في دور المنهج تتمثل في يتضمن المنهج دراسة موضوعات عن العمل التطوعي أهميته في خدمة المجتمع، يشجع المنهج الطلاب على تقديم العون أثناء الكوارث الطبيعية والأزمات، يغرس المنهج قيم ثقافة العمل التطوعي لدى الطلاب.
المحور الثالث: دور طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية أنفسهم في تنمية ثقافة العمل التطوعي:
كانت استجابات أفراد العينة بخصوص دور الطلاب بأكثر المقترحات أهمية تتمثل في يساعد الطلاب كل الأشخاص دون التمييز على أساس العرق أو الدين، يقدم الطلاب أعمالٍ تطوعية مع زملائهم، ويشارك الطلاب في الندوات التي تحث على العمل التطوعي، ويقدم الطلاب خدمات للوقاية من الأمراض المعدية، يُسهم الطلاب في تقديم مساعدات للمحتاجين.
كما جاءت أقل الاستجابات تحقيقًا في يسهم الطلاب في محو أمية المتسربين من التعليم، يتبرع الطلاب لمعونة الشتاء الخاصة بالتضامن الاجتماعي، يشترك الطلاب في أعمال تطوعية أثناء الحوادث أو الأزمات.
المحور الرابع: دور المعلمين في تدعيم ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية:
كانت استجابات أفراد العينة بخصوص دور المعلمين في تنمية ثقافة العمل التطوعي بأكثر المقترحات أهمية تتمثل في يكسب المعلمون من خلال حصص النشاط قيم العمل التطوعي، يشرح المعلمون فوائد العمل التطوعي التي تعود على الفرد والمجتمع، ينمي المعلمون المشاركة الإيجابية لدى الطلاب في خدمة مجتمعهم، يسهم المعلمون في توعية الطلاب بأهمية التكافل المجتمعي، يكلف المعلمون الطلاب بأنشطة تسهم في غرس قيم العمل التطوعي.
كما جاءت أقل الاستجابات تحقيقًا في يُسهم المعلمون في توعية الطلاب بمجالات العمل التطوعي، يوضح المعلمون مفهوم العمل التطوعي وأهميته من خلال بعض الموضوعات الدراسية، ينظم المعلمون برامج تطوعية في المجتمع المحيط، يوضح المعلمون للطلاب أنشطة المؤسسات التطوعية ودورها في حل العديد من المشكلات
المحور الخامس: دور الإدارة المدرسية في تدعيم ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية:
كانت استجابات أفراد العينة بخصوص دور الإدارة المدرسية في تنمية ثقافة العمل التطوعي بأكثر المقترحات أهمية تتمثل في تقيم الإدارة المدرسية حفلات لتكريم الطلاب الذين يشاركون في العمل التطوعي، تعمل الإدارة المدرسية على تفعيل الأنشطة لتشجيع الطلاب على العمل التطوعي، تقيم المدرسة الندوات لحث الطلاب وتشجيعهم على العمل التطوعي.
كما جاءت أقل الاستجابات تحقيقًا في تُشْرك المدرسة طلابها في حملات محو الأمية، تقيم الإدارة المدرسية شراكة مع المؤسسات المجتمعية التطوعية، تنظم المدرسة زيارات للمؤسسات التطوعية لمعرفة أهدافها وجهودها، تذلل الإدارة المدرسية الصعوبات التي تواجه اشتراك الطلاب في العمل التطوعي، توفر الإدارة المدرسية للطلاب التدريب المناسب لاهتماماتهم في العمل التطوعي.
المحور السادس: ما المعوقات التي تحول دون مشاركة طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في العمل التطوعي:
كانت أكثر المعوقات التي تحول دون مشاركة طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في العمل التطوعي من وجهة نظر العينة تتمثل في تَخوف الأسرة من تأثير الأنشطة التطوعية على التحصيل الدراسي للأبناء، انشغال الطالب في هذه المرحلة بالدراسة أكثر من أي شيءٍ آخر، اقتناع الطلاب بأنَّ هناك تأثير سلبي للعمل التطوعي على التحصيل الدراسي، انشغال الطلاب بالدراسة طوال العام، ضعف التنسيق بين مؤسسات العمل التطوعي والمدرسة، تعارض مواعيد الدراسة مع العمل التطوعي، عدم وجود درجات على النشاط التطوعي.
كما جاءت أقل الاستجابات تحقيقًا في قلة الأنشطة المقدمة من المدرسة عن العمل التطوعي، قلة وعي بعض الطلاب بأهمية العمل التطوعي، ضعف الحوافز المعنوية للمشاركين بأنشطة العمل التطوعي.
التصور المقترح:
تضمن التصور المقترح لتنمية ثقافة العمل التطوعي لدى طلاب المدارس الثانوية غير الحكومية في مصر ما يأتي: فلسفة ومنطلقات التصور المقترح، أسس التصور المقترح، أهداف التصور المقترح، محاور التصور المقترح ومن بينها: (محور الأنشطة، محور المنهج، محور الطلاب، محور المعلمين، محور الإدارة المدرسية) ومعوقات التنفيذ وكيفية التغلب عليها، متطلبات تنفيذ التصور المقترح.