Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أساليب تنمية الأمن الفكري للشباب في المجتمع المصرى :
المؤلف
المتولى، أمل محمود محمد حسن.
هيئة الاعداد
باحث / أمل محمود محمد حسن المتولى
مشرف / عبدالله السيد عبدالسلام
مناقش / محمد فاروق رضوان
مناقش / علي يحيى ناصف
الموضوع
الشباب - أحوال اجتماعية - مصر. الأمن الفكري - مصر. الاستقرار في المجتمع. مراكز الشباب - مصر.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
331 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم علم الاجتماع.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 346

from 346

المستخلص

الأمن الفكري أهمية كبيرة في تنمية البناء الثقافي، وصيانة النسيج الاجتماعي من كل الانحرافات الفكرية التي قد تواجهه في أغلب الأحيان. وقد مر مجتمعنا ببعض الموجات الفكرية الخاطئة التي أثرت في مفاهيم بعض شبابه، وجرتهم إلى ركوب اتجاهات مضادة لوطنهم؛ ما أدى ببعضهم إلى الخروج على الدولة وعلى المجتمع، وأصبحوا ضحايا لهذه المفاهيم والأطروحات غير السوية. والأمن الفكري هو أن يعيش الناس في بلدانهم وأوطانهم وبين مجتمعاتهم آمنين مطمئنين على مكونات أصالتهم، وثقافتهم النوعية، ومنظومتهم الفكرية. هو أن يعيش المسلمون في بلدانهم آمنين على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية، ومنظومتهم الفكرية المنبثقة من الكتاب والسنة. هو سلامة فكر الإنسان وعقله وفهمه من الانحراف والخروج عن الوسطية، والاعتدال، في فهمه للأمور الدينية، والسياسية، وتصوره للكون بما يؤول به إلى الغلو، أو إلى الإلحاد والعلمنة الشاملة، هو الاطمئنان إلى سلامة الفكر من الانحراف الذي يشك تهديدا للأمن الوطني أو أحد مقوماته الفكرية، والعقدية، والثقافية، والأخلاقية، والأمنية. وقد تطرق كثيرون إلى مفهوم الأمن الفكري الذي يقصد به: سلامة العقل من الانحرافات الفكرية والعقدية؛ حيث تقع المسؤولية الكاملة على عاتق الدولة والمجتمع في تنمية الأمن الفكري وتعزيزه لدى الأفراد، وحمايتهم من الغزو الفكري، والأفكار الضالة الهدامة الخارجة عن الدين. والواقع الآن يحاكي تجسيدة حية لضرورات تبني صناعة الأمن الفكري لدى الطلبة في شتى الميادين وعلى مختلف الأصعدة التربوية والعلمية والبحثية والمجتمعية داخل أروقة الجامعة، من خلال اقامة الندوات والمحاضرات الفكرية للطلبة داخلها، واستضافة المتخصصين في محاربة الأمن الفكري من قادة الرأي في الأردن ليتواصلوا مع الطلبة في حوار فكري عميق يستند على مبدأ تبادل الآراء والخبرات. وفي نهاية المطاف فإن الجامعات تأتي في مقدمة المؤسسات المجتمعية المنوط بها تحقيق الأمن الفكري لدى طلبتها, وذلك لمسئولياتها ودورها الكبير والقائم على إعداد المواطن الصالح, والعناية بعقله وفكره وحمايته من التطرف والغلو والتفريط, فالجامعات منوطة بها تحصين طلبتها من الأفكار المتطرفة, وعليها واجب بناء شخصية الطلبة وصقلها بما يتوافق مع القيم الاجتماعية والأخلاقية ضمن منهاج حقيقي ومدروس, بحيث يتم انتقاء محتوياته بشكل دقيق، ويتم إعداده من قبل خبراء ومتخصصين. وقد ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من الدعوات الجادة التي تدعو إلى ضرورة مشاركة كافة أفراد المجتمع ومؤسساته في توفير الأمن الشامل داخل المجتمع انطلاقا من أهمية ذلك الموضوع، وتوضح تلك الدعوات ما أشار إليه خضور، إلى أن المفهوم الشامل للأمن يتمثل في أنه: كل متكامل لا يمكن تجزئته في المجتمع، حيث أن المفهوم الضيق للأمن بمضمونه الشرطي أو الجنائي قد توارى لاتساع النظرة والإدراك لشمولية الأمن ليشمل جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والغذائية. ومن هنا لابد من تكاتف الجميع لكي نعزز هذا المفهوم من خلال أغلب مؤسسات الوطن، وخصوصا التعليمية منها، والأسرية، فلو تركنا الأحوال على سجيتها من دون أي معالجات أو تدخلات فإننا بالنتيجة لا نستطيع حماية أبنائنا من الغزو الفكرية الهدام وعواقبه الوخيمة على الجميع. كما أن للأسرة دور هام في تحقيق الأمن الفكري من حيث ترسيخ مبادئ الوسطية والاعتدال في معتقداتهم وأفعالهم وأقوالهم، وتنمية روح الانتماء والمواطنة لديهم في مراحل نموهم المختلفة, وتحصين الأبناء ضد التأثر بدعاة الانحراف الفكري، وفي مواجهة ما يبث من انحرافات فكرية عبر وسائل الإعلام، ومراقبتهم للتعرف على توجهاتهم الفكرية من أجل تهذيبها في مرحلة مبكرة وتثقيف الأبناء أمنية ليدركوا أهمية استتباب الأمن باعتباره مطلبأ وحاجة إنسانية أولية. التعاون مع المؤسسات الدينية والتعليمية والأمنية، لتحقيق الأمن الفكري وفق الأهداف التي تنسجم مع الثوابت الدينية والوطنية. والمدرسة تقع عليها مسؤولية كبيرة في تحصين أبنائنا وشبابنا، وتوعيتهم ضد الانحرافات الفكرية؛ من خلال توضيح المفاهيم الإسلامية الصحيحة عبر المقررات الدراسية أو الحصص غير الصفية، والتركيز على أن الإسلام يدعو إلى الوسطية والاعتدال، فإذا تمكنا من ترسيخ هذا المفهوم في عقول شبابنا من خلال التحاور معهم سواء في المدرسة أو المنزل أو عبر وسائل الإعلام، فنحن بهذا نكون قد حققنا إنجازا كبيرا على مستوى الأمن الفكري في مجتمعنا. ولا يمكن كذلك إغفال الدور المحوري والرئيس أيضأ للمسجد في توضيح موقف دينا الإسلامي من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية، في كثير من القضايا وخصوصا قضية الجهاد، والتكفير، والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، فإذا تمكن خطباؤنا الأجلاء من توضيح تلك الجوانب توضيحة دقيقة، وشددوا على أن الجهاد له أحكامه؛ ومنها انعقاده بولي الأمر، وفقا لما تضمنته الشريعة من حق لولي الأمر لما لذلك من أثر في تحقيق الانضباط في كيان الدولة المسلمة؛ مما يمكن ولي الأمر من تأدية واجبه تجاه عامة المسلمين، فسوف نجني مكاسب كثيرة من خلال تغيير بعض المفاهيم الخاطئة لدى بعض شبابنا. كما تأتي أهمية دور الإعلام في الحفاظ على الأمن الفكري باعتباره أداة مهمة للتعبير عن آمال الشباب وطموحاته والبوح بما تختزنه الصدور من أحاديث وخواطر وما يجول في العقول من آراء وأفكار والانتفاع بها في حياة الشباب ومعالجة مشكلاتهم، فهو رسالة ودعوة قبل أن يكون فنأ وصناعة يعتمد على الصدق في القول والمباح في الفعل والنصح في الهدف والنفع في المضمون ويصان عن اللغط والفضول واللغو. وخصوصا في هذا الوقت الذي نعيش فيه مع التطورات التقنية الحديثة التي أدت إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى؛ حيث أصبحت سياسة الثقافة المنغلقة غير صالحة في هذه الأيام؛ مما يتطلب منا جميعا الارتقاء بلغة الحوار سواء في المنزل أو المدرسة أو العمل أو على المستوى الشخصي والتفاهم مع شرائح المجتمع وأطيافه المختلفة كافة بلغة حوارية راقية بما يعزز مجتمعنا ويحصنه من الثقافات السلبية التي تزيد من الانحراف الفكري. كما تتجلى مسئولية المجتمع من خلال مؤسساته الرياضية المتمثلة في وزارة الشباب والرياضة في تنمية الأمن الفكري وعلاج مشكلة الفراغ لدى الشباب، حيث يتم ذلك من خلال إنشاء النوادي والمراكز والمتاحف العملية والثقافية التي تستكشف المواهب الشابة وتنمي القدرات وإيجاد الأماكن المناسبة لممارسة هواياتهم وشغل وقت الفراغ، والقيام به فردا أو جماعة مع أفراد صالحين سليمين في الفكر والمعتقد والسلوك يحقق أقصى درجات النجاح للشاب وللمجتمع لخدمة دينه ووطنه. إن الهدف الأساسي الذي قامت من أجله الأندية الرياضية بوجه عام (هو تكوين المواطن الصالح) القادر على خدمة دينه ووطنه وشغل أوقات فراغ الشباب بالبرامج الهادفة والمفيدة، وهو ما أكدته الأهداف العامة لوزارة الشباب والرياضة وما جاء في لائحة الأندية الرياضية من أهداف أساسية للأندية، والأنشطة الرياضية وما تتضمنه من برامج رياضية هادفة والتي تتمثل في الألعاب الرياضية، هو من أساليب العلاج النفسي والبدني والذي يضمن سلامة الأبدان والعقول من الأمراض الفتاكة وخاصة في هذا العصر الذي يتصف بقلة الحركة لاعتماد الإنسان على الآلات الحديثة والطفرة التكنولوجية الهائلة بكافة أشكالها، والرياضة هي من الأنشطة المحببة للقلب والتي تنمي صفة الروح الرياضية وحب الجماعة وعدم الانطواء والعزلة الاجتماعية التي يترتب عليه مشاكل نفسية كثيرة، والرياضة هي الملاذ الآمن لقضاء وقت الفراغ خاصة لدى الشباب وتفريغ الطاقات ولابتعاد عن رفقاء السوء مما يقود الشاب للجريمة وخاصة الانحرافات التي انتشرت في الآونة الأخيرة بسب الجهل في الدين وعدم التمسك بجماعة المسلمين الذي نتج عنه انحرافات فكرية أوجدت التطرف والإرهاب، لان الشباب هم الفئة المستهدفة ولكي تلبي المؤسسات الرياضية الخاصة احتياجات الشباب لقضاء وقت الفراغ، ينبغ أن يمنح الموطنون والشباب بالأخص فرصة المشاركة في إدارة الأندية ومراكز الترويح خاصة ما يتعلق بتصميم البرامج واختيار نوع الأنشطة)، ولكن بشرط أن تكون المشاركة من قبل شباب متميزين بالإعداد الثقافي الجيد، لكي يتمكنوا من المشاركة الحقيقة في صنع القرار. هذا وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج وكان من بينها ما يلي: • كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن دور وزارة الشباب في تنمية الأمن الفكري تنمية الأمن الوطني. بشكل عام والفكري بشكل خاص، من خلال وضع الحلول المختلفة لمواجهة مشكلة التطرف الفكري للشباب، غرس قيم المواطنة والانتماء الوطني لدى فئات المجتمع، واختيار أفضل البدائل المتاحة لديها لحل مشكلة التطرف الفكري، وتعزيز مبادئ العدل والمساواة وتعميقها بين فئات المجتمع، نشر الوعي بها في ضوء تعاليم الدين السمح، وأخيرا ترسيخ مفهوم الوسطية والحوار الفكري • كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن دور وزارة الشباب والرياضة في توعية الشباب حول مختلف القضايا، ويتمثل هذا الدور في: تنظيم ورش عمل وندوات لزيادة فاعلية الشباب في مجتمع المعرفة، وتأصيل القيم الوطنية والمواطنة لدى الشباب، نشر ثقافة التأهيل النفسي وعلاج الإدمان الانحرافات السلوكية والتطرف والإرهاب، تحفزهم على التطوع والمشاركة المجتمعية، توعية الشباب وأسرهم بأهمية الأنشطة الترويحية والرياضية، تأصيل ثقافة العمل وأخلاقياته والتميز لدى الشباب، وأخيرة تساعدهم في التعليم والتدريب. • أوضحت نتائج الدراسة الميدانية أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية والترويحية في تنمية الأمن الفكري وهي كالتالي: يفرغ الانفعالات المكبوتة داخل الفرد من خلال ممارسة الأنشطة، رفع مستوى اللياقة البدنية، توفير المناخ الملائم للشباب لممارسة أنشطتهم اليومية، وتكسب الشباب القدرة على الإنجاز والابتكار والإبداع، وتنمية الثقة بالنفس يشبع الدافع للمنافسة والمغامرة، وأخيرة توطيد الصداقات والعلاقات الاجتماعية السليمة. • كشفت نتائج الدراسة الميدانية عن دور اللقاءات والندوات الثقافية التي تنظمها الشباب والرياضة في تنمية الأمن الفكري منها: يوفر عوامل الأمان والسلامة المرتبطة بممارسة الأنشطة والتفكير الآمن، ينمي المعارف والمعلومات المرتبطة حول قضايا الأمن الفكري، ويسمح لشباب بطرح الآراء والمناقشات المرتبطة بالأمن الفكري، تعديل الاتجاهات السلبية للشباب نحو المجتمع، واخيرا إكساب الشباب المهارات الوقائية اللازمة لمواجهة التطرف الفكري. • أظهرت نتائج الدراسة الميدانية دور مراكز الشباب والأندية الرياضية في تنمية الأمن الفكري، وفي مقدمتها إيجاد فرص التنافس في الأنشطة الرياضية والترويحية، وتشجيع الحوار الفكري والثقافي بين الشباب، زيادة تمثيل الشباب في الأنشطة الشبابية خصوصا المعسكرات، والتوسع في برامج الأنشطة الخاصة الشباب في مراكز وأندية رعاية الشباب، وأخيرا نشر الثقافة العلمية وتشجيع النشء والشباب على الابتكار. / كما خرجت الدراسة بالعديد من التوصيات منها ومن بينها ما يلي: • زيادة التنسيق والتعاون بين الأندية الرياضية ووزارة الشباب والأوقاف وكل المؤسسات المعنية بالشباب لترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال عبر برامج مشتركة بين تلك الجهات لنشر الوعي الثقافي والاجتماعي، والاقتصادي والسياسي، للتعامل مع ظاهرة التطرف الفكري. • تعزيز النوادي الأدبية والثقافية والرياضية والمراكز والجمعيات ومؤسسات المجتمع الأهلي وإعطائها ادوارة تجعلها متضامنة في المسؤولية العامة، وأن تشغل المواقع المناسبة على خريطة التنمية الفكرية والثقافية والسياسية والإبداعية. • ضرورة تبني الإعلام الرياضي بجميع أشكاله (المسموعة والمرئية، والمقروءة) على بث برامج توعوية وتثقيفية عن الانحرافات الفكرية قادرة على التأثير على فئة الشباب للحد من هذه الانحرافات. • تضمين المفاهيم المتصلة بالأمن الفكري، ولاسيما الوسطية والاعتدال في الإسلام في المناهج الدراسية، تراعى فيها سلاسة وجاذبية الطرح والأنشطة التطبيقية المرافقة. • ضرورة الاهتمام بتجديد الخطاب الديني، والعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة المنسوبة للدين الإسلامي بما يواكب مستجدات العصر، خاصة مع تزايد انتشار الأفكار المتطرفة.