Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الائتلاف وأثره في بلاغة النظم القرآني في اصطفاء التعبير باسم الله الرحيم أنموذجًا :
المؤلف
درويش، محمد السعيد عبد العليم.
هيئة الاعداد
باحث / محمد السعيد عبد العليم درويش
مشرف / رانية جمال عطية
مشرف / إيمان عبد السميع محمد
مناقش / ايمان فؤاد بركات
الموضوع
ادب ونقد
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
206 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
الناشر
تاريخ الإجازة
6/9/2022
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية الاداب - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 211

from 211

المستخلص

تشتمل الرسالة على
أولا: تعريف الائتلاف لغة واصطلاحًا ثانيا: تناول مصطلح النظم
ثالثا: المعاني الدلالية والمعجمية لاسم الله الرحيم رابعا: الآيات موضع الدراسة
أولا: مفهوم الائتلاف
- في اللغة: (ألف) فلان صارت أمواله ألفا ويقال فلان من المؤلفين وبينهما جمع والشيء وصل بعضه ببعض والكتاب جمعه ووضعه والعدد كمله ألفا وقلبه استماله(ائتلف) الناس اجتمعوا وتوافقوا” (1).
2-عند البلاغيين: ورد في الإيضاح الائتلاف هو: أن يجمع بين أمرٍ وما يناسبه لا بالتضاد(2)، فيأتي الكلام متناسقًا ومترابطًا خاليًا من التنافر والشذوذ بين أجزائه، وتأخذ كل كلمة بعنق صاحبتها، وللائتلاف أنواعٌ كثيرةٌ إلا ما كان على سبيل التضاد فإنه يعد من الطباق، فالتعريف قُيد بقوله: لا بالتضاد ليخرج الطباق؛ لأنه مبني على الجمع بين المعنى وضده.
”ويُطلق عليه أيضًا التناسب والتوفيق والتلفيق والمؤاخاة، وفي الاصطلاح هو أن يجمع في الكلام بين أمرٍ وما يناسبه، أو بين أمرين متناسبين أو أمورٍ متناسبةٍ مع إلغاء ذكر التضاد لتخرج المطابقة، سواءً كانت المناسبة لفظًا لمعنى أو لفظًا للفظ أو معنى لمعنى ، إذ القصد جمع الشيء إلى ما يناسبه من نوعه وما يلائمه من أحد الوجوه ”(3).
وللائتلاف أنواعٌ منها:
1- ائتلاف اللفظ والمعنى:
” ويراد به أن تكون ألفاظ المعنى المراد يلائم بعضها بعضا فتكون خاليةً من التنافر موصوفةً بحسن الجوار، بحيث إذا كان المعنى غريبًا كانت ألفاظه غريبةً وإذا كان المعنى مولدًا كانت ألفاظه مولدةً، وإذا كان متداولًا كانت الألفاظ معروفةً مستعملةً” (4) ، كقوله تعالى: ﴿ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ﴾ (5)، جيء بلفظ كسبت الذى يوحى بالسهولة والمرونة في جانب الحسنة لخفتها وسهولتها، كما جيء بلفظ الاكتساب الذي يوحي بالكلفة والمشقة والمبالغة في جانب السيئة لثقلها.
2- ائتلاف اللفظ مع اللفظ:
ويكون بملائمة الألفاظ بعضها البعض، بأن يُقرن كل لفظ بمثله بحيث يسير الأسلوب نمطًا واحدًا كقوله تعالى: ﴿ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ﴾ (1) فقد جمع بين الألفاظ المتناسبة الشمس والقمر، وكقول البحتري في صفة الإبل الانضاء :
كالقسي المعطفات بل الأســــــــــــــ ـــــــــــــهم مبرية على الأوتار
فقد جمع بين ( القسي والأسهم والأوتار)
3_ ائتلاف المعنى مع المعنى وهو ضربان :
أ _ ما يسمى بمراعاة النظير: وهو أن يشتمل الكلام على معنى يصح معه لفظان أحدهما ملائمٌ والآخر ليس كذلك فيُقرن بالملائم كقوله تعالى: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ (2)فإن اللطيف يناسب ما لا يدرك بالبصر والخبرة تناسب من يدرك شيئًا، فإن من يدرك شيئًا يكون به خبير فتناسب بداية الآية الكريمة مع نهايتها ، وقوله تعالى: ﴿ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ (3).
ب_ أن يشتمل الكلام على معنى له وصفان ملائمان، فيختار الأحسن منهما لما له من ميزةٍ، ويلحق بمراعاة النظير ما يسمى بإيهام التناسب، وهو الجمع بين معنيين غير متناسبين عبّر عنهما بلفظين لهما معنيان متناسبان لكنهما غير مقصودين(4)، كقوله تعالى: ﴿ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ﴾ (5) فليس المقصود بالنجم هنا النجم المعروف الكائن في السماء بل المقصود به نبات لا ساق له فتوهم من اللفظ الظاهر التناسب .
ومن خلال ما سبق نجد أن المعنى اللغوي والاصطلاحي للائتلاف يدوران حول معنى الاجتماع والاتفاق، ثم انتقل مجازيا إلى علم البلاغة ليدل على الجمع بين المعاني المتناسبة ومن هنا نجد التطابق بين المعنيين .
ثانيا: مصطلح النظم:
تناول الكثير من المتكلمين في مناقشة قضاياهم للإعجاز القرآني كلمة النظم وجندوا أنفسهم للدفاع عن القرآن الكريم ضد الملاحدة والطاعنين والمشككين مما كان سبب انشغال الفكر الإسلامي بها (6).
وعن المفهوم اللغوي في مصطلح النظم:
”ن ظ م: نظمت الدر ونظّمته، ودر منظوم ومنظّم، وقد انتظم وتنظّم وتناظم، وله نظم منه ونظام ونظمٌ، ومن المجاز: نظم الكلام. وهذا نظم حسن، وانتظم كلامه وأمره. وليس لأمره نظام إذا لم تستقم طريقته ” (1).
وجاء في لسان العرب لابن منظور النظم هو :
” نَظَمَ : النَّظْم: التأليف، نظمه ينظمه نظما ونظاما ونظمه فانتظم وتنظم، ونظمت اللؤلؤ أي جمعته في السلك، والتنظيم مثله، ومنه نظمت الشعر ونظمته، ونظم الأمر على المثل، وكل شيء قرنته بآخر أو ضممت بعضه إلى بعض، فقد نظمته، والنظام: ما نظمت فيه الشيء من خيط وغيره، وكل شعبة منه وأصل نظام، ونظام كل أمر: ملاكه، والجمع أنظمة وأناظيم ونظم، الليث: النظم نظمك الخرز بعضه إلى بعض في نظام واحد، كذلك هو في كل شيء حتى يقال: ليس لأمره نظام أي لا تستقيم طريقته، وقال: مثل الفريد الذي يجري متى النظم وفعلك النظم والتنظيم، ونظم من لؤلؤ، قال: وهو في الأصل مصدر، والانتظام: الاتساق”(2).
ثانيا: المعنى الاصطلاحي للنظم:
يقول عبد القاهر: ” ليس ” النظم” إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه ”علم النحو”، وتعمل على قوانينه وأصوله، وتعرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ عنها، وتحفظ الرسوم التي رسمت لك، فلا تخل بشيء منها”(3).
علاقة المعنى اللغوي بالمعنى الاصطلاحي:
من خلال المعنى اللغوي والاصطلاحي نجد ترابطًا والتئامًا بين المعنيين، فاللغوي يشير إلى ضم الشيء إلى الشيء، وتنسيقه على نمطٍ واحدٍ مثل تناسق وترابط حبات اللؤلؤ فيما بينها في سلك ونحوه أي في الأشياء الحسية كقول عنترة بن شداد من بحر الخفيف :-
عبيلة هذا درُ نظمٍ نظمته وأنت له سلكٌ وحسنٌ ومنهج (4)
ثم انتقل مجازًا إلى الكلام والتأليف في الشعر والنثر كقول معن بن أوس المزني من بحر الوافر :-
وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني (1)
وهذا ما ذهب إليه عبد القاهر في مفهوم النظم ، وربطه بقواعد النحو ومقياس العربية بالإضافة إلى ترتيب الألفاظ على حسب ترتيب المعاني في النفس ولذلك كان التقديم والتأخير .
ولذلك نجد ” أن النظم عند الإمام عبد القاهر هو عصب البلاغة وجوهر الفصاحة، وبه يقع التفاضل بين الكلام، والإعجاز لا يكون في الألفاظ، فالألفاظ مستطاعة، وإنما غير المستطاع هو النظم، أو هذا الترتيب الذي تحدى الله _سبحانه وتعالى_ العرب أن يأتوا بمثله، ولا يجوز التحدي بمستحيل، وإنما يكون التحدي المعقول بالمستطاع حتى إذا عجزوا عنه لزمتهم الحجة، وكذلك كان القرآن الكريم، أعجزهم فيه نظم الكلام وهو نظمٌ لم يخرج على قواعد اللغة والنحو التي استنبطها النحاة والبلاغيون من كلامهم هم وهذه عظمة التحدي عند عبد القاهر”(2).
وقد أشار الإمام الشوكاني إلى النظم في تفسيره المسمى (بفتح القدير الجامع بين فنى الرواية والدراية من علم التفسير) مضافا إلى القرآن في تسع وخمسين موضعا قاصدا به تلك الجمل والعبارات التي تتفق وتتلاءم فيما بينها لتحقق الغرض المنشود، والذى يحرص النص على توضيحه مع الحرص على اختيار الألفاظ التي تناسب المعنى وترتيب الأساليب على وفق موقعها من الكلام، وبيان صلتها بما قبلها، ومناسبتها فيما بعدها، فيقف الناظم على السابق واللاحق من الكلام فيكون كالعقد المنظوم على هيئة حسنة وصورة مقبولة تسر الناظرين بشرط أن يكون في قالب عربي يراعى فيه قواعد النحو والصرف متلائمًا مع سنن العرب في كلامهم والأدباء في نظمهم للمعاني والأغراض مما يُذهب بالكلام إلى دلالة البلاغة العالية، وبالمقارنة بين الشوكاني والإمام عبد القاهر نجد أن الشوكاني قد سار على هدي الإمام عبد القاهر في المنظور العام لقضية النظم” (3).
ثالثًا : المعنى اللغوي والاصطلاحي لمادة (رحم) :
ولمادة رحم معنيان؛ بلاغيٌ واصطلاحيٌ ونفصلهما كما يأتي:
أولا: المعنى اللغوي: ” ر ح م : (الرَّحمَة) الرقة والتعطف، و(المرحمة) مثله وقد (رحمه) بالكسر (رحمة) و(مرحمة) أيضا و (ترحم) عليه، و(تراحم) القوم (رحم) بعضهم بعضا، و(الرحموت) من الرحمة يقال: رهبوت خير من رحموت أي: لأن ترهب خير من أن ترحم، و(الرحم) القرابة والرحم أيضا بوزن الجسم مثله، و(الرحمن الرحيم) اسمان مشتقان من الرحمة ونظيرهما نديم وندمان وهما بمعنى ويجوز تكرير الاسمين إذا اختلف اشتقاقهما على وجه التأكيد كما يقال: فلان جاد مجد إلا أن الرحمن اسم مختص بالله تعالى فعادل به الاسم الذي لا يشركه فيه غيره، وكان مسيلمة الكذاب يقال له: (رحمان) اليمامة، و(الرحيم) قد يكون بمعنى المرحوم كما يكون بمعنى الراحم، و(الرحم) بالضمة الرحمة قال الله تعالى: ﴿ وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴾ [الكهف:81]، و(الرحم) بضمتين مثله” (1).
وجاء في لسان العرب لابن منظور: ” رحم: رحم: الرحمة: الرقة والتعطف، والمرحمة مثله، وقد رحمته وترحمت عليه، وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضا، والرحمة: المغفرة؛ وقوله تعالى في وصف القرآن: ﴿ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ أي: فصلناه هاديا وذا رحمة؛ وقوله تعالى: « وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ » أي: هو رحمةٌ لأنه كان سبب إيمانهم، رحمه رحمًا ورحمةً، حكى الأخيرة سيبويه، ومرحمةً، وقال الله_ عز وجل_ ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ﴾ أي أوصى بعضهم بعضًا برحمة الضعيف والتعطف عليه، وترحمت عليه أي قلت: رحمة الله عليه، ” (2).
ثانيًا: المعنى الاصطلاحي للرحيم: ” والرحيم خَاص فِي رَحمته لِعِبَادِهِ الْمُؤمنِينَ بِأَن هدَاهُم إِلَى الْإِيمَان وَهُوَ يثيبهم فِي الْآخِرَة الثَّوَاب الدَّائِم الَّذِي لَا يَنْقَطِع وَقد قَالُوا رحمان الْيَمَامَة وَإِنَّمَا قيل لَهُ ذَلِك على جِهَة الِاسْتِهْزَاء بِهِ والتهكم، فَأَما الْفَائِدَة فِي إِعَادَة هَاتين اللفظتين مَعَ الِاشْتِقَاق وَاللَّفْظ وَاحِد فَهِيَ لما ذَكرْنَاهُ من تزايد معنى فعلان فِي رحمان وعمومه فِي الْخلق كلهم أَلا ترى أَن بِنَاء فعلان إِنَّمَا هُوَ لمبالغة الْوَصْف يُقَال فلَان غَضْبَان وإناء ملآن وَإِنَّمَا هُوَ للممتلئ غَضبا وَمَاء فَلهَذَا حسن الْجمع بَينهمَا، وَفِيه وَجه آخر وَهُوَ أَنه إِنَّمَا حسن ذَلِك لما فِي التَّأْكِيد من التكرير” (3).
رابعا: الآيات المتضمنة اسم الله الرحيم، والتي سيكون معظمها محلًا للدراسة:
أولا: ما جاء بصيغة اسم الله الرحيم مقترنًا بالرحمن