Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المتطلبات اللازمة لاستخدام إدارة المعرفة في تحسين الأداء المهني للأخصائيات الاجتماعيات برياض الأطفال /
المؤلف
ربيع، أسماء مجدي.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء مجدي ربيع
مشرف / مرفت السيد خطيري
مشرف / حنان طنطاوي أحمد
مناقش / حنان طنطاوي أحمد
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
273 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
11/2/2024
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الخدمة الاجتماعية - مجالات الخدمة الاجتماعية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 273

from 273

المستخلص

مشكلة الدراسة وأهميتها:
يوصف العصر الحالي بأنه عصر المعرفة، فالمعرفة هي رأس المال الحقيقي الذي يفوق في أهميته وقيمته الموارد الطبيعية الأخرى، ويتسم هذا العصر بالاهتمام المكثف بالإنسان وتنميته واستثمار قدراته الذهنية أي باعتباره الأساس في تحقيق أي تقدم في فعالية المنظمة، وذلك الاهتمام بتكامل مصادر المعرفة وتنظيمها وتنميتها وارتفاع أهمية وقيمة الأعمال ذات المحتوى المعرفي، حيث أن المعرفة أصبحت تمثل النسب الأعلى في تكوين الناتج القومي الإجمالي للدول المتقدمة (القطارنة، 2014، ص17).
وتحتل المعرفة في مجتمعاتنا المعاصرة الآن واقعًا ملموسًا عن ذي قبل من حيث واقعها ومكوناتها العلمية؛ فهي تحتل مكانًا بارزًا في كافة التخصصات والعلوم الاجتماعية حيث تعد المعرفة هي القدرة على ترجمة المعلومات إلى أداة لتحقيق مهمة محددة وإيجاد شيء محدد (Drucker, 1998, p. 18)
وهذه القدرة لا تكون إلا عند البشر ذوي العقول والمهارات الفكرية والمعرفة ترتبط بالفهم الناتج عن التعلم والدراسة والخبرة، فجمع الحقائق والبيانات والمعلومات هو تحقيقا للمعرفة وبالتالي فالمعرفة قد تكون امتلاك للمعلومات والقدرة على التعبير عنها بمعنى أن كل ما هو معروف معلوم (أبو النصر، 2017، ص3).
وتشكل المعرفة اليوم أساس قوة المجتمعات وأساس نجاحها وتقدمها وأصبح هناك في المجتمعات المعاصرة ما يسمى بمجتمع المعرفة والذي يتميز بإنتاج المعرفة التي تعتبر أهم عامل في الإنتاج وتفوق رأس المال والجهد الذي يبذل في العمل، وتستهدف وجود بيئة تعلم مناسبة وبناء معرفة وأمور أخرى (السيد، 2017، ص18).
لذلك تحتل المعرفة دورًا كبيرًا في الارتقاء بالأفراد والمجتمعات باعتبارها مُعينًا متجددًا دائم النمو، حيث أن الجهود المنظمة والأنشطة المعرفية التي تقوم على اكتسابها وتعميمها تعتبر مساهمًا أساسيًا في عملية التنمية الإنسانية في جميع مجالاتها، وذلك بالنظر لما تمثله الأصول المعرفية للمجتمع من أهمية.
فالمعرفة تعد مصدر قوة استراتيجية في المجتمع المعاصر وأهم عامل اقتصادي في الإنتاج، حيث تكمن قوة أي مؤسسة حسب اكتسابها للمعرفة (Gantman, 2001, p 243)
كما تعتبر المعرفة عاملًا هامًا في نجاح كل من الفرد والمؤسسة على المدى البعيد حيث أصبحت المعرفة تحل محل العوامل غير الملموسة للمعرفة وتجعل قيمة المؤسسات تكمن في قدرتها على اكتساب المعرفة وتوليدها وتوزيعها وتطبيقها استراتيجيًا وعمليًا (هاشم، 2005، ص 59، 60).
وهذا ما أوصت به دراسة العتيبي، (2008) بضرورة نشر ثقافة المعرفة والرؤية المعرفية وأكدت على ضرورة رسم استراتيجية معرفية مناسبة.
ويعد مجال المعرفة الاجتماعية من المجالات التي تهتم بالأفراد فالمعرفة الاجتماعية طريقة تساعد الناس على اكتساب المعلومات وتنظيمها وتحليلها فهي تهتم بالانتباه والإدراك والذاكرة والتفكير واللغة في السياق الاجتماعي، وهذا ما يجعلنا نأخذ في الحسبان كيف تؤثر المواقف في السياقات الاجتماعية المختلفة في العمليات المعرفية داخل الناس (إبراهيم، 2015، ص16).
وقد اكتسبت المعرفة أهمية واضحة في العديد من المؤسسات باعتبار أن المعرفة أغلبها ضمني وتتوافر في أذهان وعقول الأفراد، وتعتمد على حسهم وخبراتهم ومهاراتهم وقدراتهم الفكرية (العقاب، 2009، ص 16).
وهذا ما أكدته دراسة المطاعي، (2008) والتي أكدت على أهمية المعرفة واستثمارها في جميع المؤسسات وخاصة التعليمية من خلال استخدام المعرفة في تنظيم وتوجيه الأنشطة المعرفية في بيئة العمل وتضمين هذه المعرفة لتحسين أداء العاملين.
لذلك تعتبر المعرفة هي البيئة التي تخلق الأصول المعرفية وتساهم في دعمها وصيانتها وتوزيعها وتخزينها وجمعها وتحسينها وأن يكون العاملين على معرفة بكيفية تحقيق إدارة المعرفة Weed, 2020, p. 10))
وتعتبر إدارة المعرفة من الموضوعات الجوهرية كأحد التطورات الفكرية المعاصرة ذات الأثر الفعال في نشر المعرفة على نطاق مختلف المجالات والمؤسسات.
وهذا ما أكدته دراسة أبو زيدي، (2018) على ضرورة تبني إدارة المعرفة كمدخل للتطور وتحسين الأداء الفردي والمؤسسي من خلال تحسين مستوى مخرجاتها وزيادة قدراتها على تلبية احتياجات المجتمع المحيط.
وتزداد أهمية إدارة المعرفة في المؤسسة مع زيادة حجم الدور الذي أصبحت تلعبه المعلومات والمعارف التي يمتلكها الأفراد داخل المؤسسة (السعداوي، 2011، ص3).
وهذا ما أوصت به دراسة أبو النصر، (2011) بأهمية إدارة المعرفة وضرورة تدعيم وتعزيز ثقافة وسلوكيات إدارة المعرفة وتوفير الموارد اللازمة لذلك، كما أوصت بالتدريب المستمر على نموذج إدارة المعرفة باعتباره يخلق قاعدة معرفية حديثة للمؤسسات.
ومن ناحية أخرى نجد أن أهمية إدارة المعرفة تظهر في أنها تميز القيمة في الأصالة والابتكار والقدرة على التكيف والذكاء والتعلم، كما تسعى إلى تفعيل إمكانيات المؤسسة في هذه الجوانب وتهتم أيضا بالتفكير النقدي والابتكار والعلاقات والأنماط والمهارات والتعاون والمشاركة، وتدعم التعلم الفردي وتعلم المجموعات وتقوي التعارض بين أفراد المجتمع وتشجع مشاركتهم في الخبرات والنجاحات وحتى الفشل (الصباغ، 2003، ص 10).
وهو ما أشارت إليه دراسة (keeley, (2004 والتي أكدت على أهمية إدارة المعرفة ومحاولة قياس مدى فعالية ممارسة إدارة المعرفة في تطوير التخطيط واتخاذ القرارات وصقل المهارات مما يفيد في تحسين الكفاءات في العديد من أنواع وأنماط المؤسسات التعليمية ومن بينها ”مؤسسات رياض الأطفال”.
حيث تعتبر إدارة المعرفة عملية منظمة للبحث عن المعلومات واختيارها وتنظيمها وتصنيفها بطريقة تزيد من مستوى فهم العاملين لها وتخزينها بشكل يحسن مستوى ذكاء المؤسسة ويوفر لها المرونة اللازمة في العمل ويحافظ على الأصول الفكرية من الضياع ويسهل عملية الاستفادة منها في حل مشاكل العمل والتعلم والتخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات.
وهذا ما أوضحته دراسة عثمان، (2015) أن مفهوم إدارة المعرفة يتضمن تحدي التوقيت المناسب للمعرفة وتنظيم المعرفة وتحديد مصادرها واتخاذ القرارات وتحقيق أهداف المؤسسة.
ويرى Skyrme, (1999) إدارة المعرفة على أنها أساس الإدارة النظامية والواضحة للعمليات المرتبطة بها والخاصة باستحداثها وتجميعها وتنظيمها ونشرها واستخدامها واستغلالها وهي تتطلب تحويل المعرفة الشخصية إلى معرفة تعاونية يمكن تقاسمها بشكل واضح من خلال المنظمة.
كما تتضمن إدارة المعرفة العمليات التي تساعد المؤسسات على توليد المعرفة واختيارها وتنظيمها واستخدامها ونشرها وتحويل المعلومات الهامة والخبرات التي تمتلكها المؤسسة والتي تعتبر ضرورية للأنشطة الإدارية المختلفة كاتخاذ القرارات وحل المشكلات والتعلم والتخطيط (القريوتي، 2005، ص5).
وهذا ما توصلت إليه دراسة طاشكندي، (2008) والتي أكدت أن عملية اكتساب المعرفة وتطويرها من أهم عمليات إدارة المعرفة وأكثرها ممارسة، يليها عملية نقل المعرفة واستخدامها، ثم عملية تنظيم المعرفة وتقييمها.
وتتضمن إدارة المعرفة العديد من الأنشطة والعمليات التي تهدف إلى التحكم بالمعرفة من خلال توليدها ونشرها وفلترتها وتوزيعها(Alavi, (1997 أما عمليات إدارة المعرفة كما أشار إليها (Heisig, (2000 فهي تشخيص المعرفة وتوليد المعرفة وتوزيع المعرفة وتطبيق المعرفة.
هذا وقد أوضحت دراسة Moffet & Parkinson, (2003) من خلال تحليل العلاقة بين الجانب الثقافي والتكنولوجي لإدارة المعرفة حيث اقترحت نموذج يوضح العوامل التي تؤثر في تبني إدارة المعرفة في المؤسسات وهي عوامل مرتبطة بالبيئة الخارجية مثل العولمة والتطور التكنولوجي، وعوامل مرتبطة بالبيئة الداخلية مثل المناخ التنظيمي التكنولوجي والأفراد والمعلومات.
كما أكدت دراسة عريوات، (2019) على أهمية تبني إدارة المعرفة بما يتناسب مع تحسين أداء جميع العاملين داخل المؤسسات التربوية والتعليمية، وذلك من خلال توفير بيئة عمل مناسبة تدعم تحقيق الاتصال القوي بين الجوانب الإنسانية والاجتماعية والمهنية بما يتماشى ويواكب التطورات العالمية ولا سيما مجتمع المعرفة.
ونجد أيضًا أن إدارة المعرفة في مؤسسات رياض الأطفال هي التي تنتج من تفاعل أفرادها ومن تعاملهم مع البيئة المحيطة بالمؤسسة، حيث تتشكل هذه المعرفة من حصيلة التجارب والخبرات والتوجيهات والمعلومات والدراسات والقرارات والسياسات والاستراتيجيات التي تكون القاعدة الفكرية التي توجه وتنظم كافة الأنشطة بالمؤسسة (أحمد، 2005، ص8).
حيث تسعى إدارة المعرفة لجعل مؤسسات رياض الأطفال أكثر فعالية وأكثر نجاحًا وذلك لتحسين الأداء وتعزيز التعاون بين الأخصائيات الاجتماعيات وبين العاملين وتمكين الابتكار وتعزيزه (Michuele, 2000, p 20).
وفي إطار استخدام إدارة المعرفة في رياض الأطفال يقع على عاتق الأخصائية الاجتماعية رعاية الأطفال وتلبية احتياجاتهم كما أنها تعمل كحلقة وصل بين ولي الأمر والإدارة وتساهم بأدوار متعددة داخل مؤسسة رياض الأطفال مما يتطلب العمل دومًا على رفع كفاءتها وتحسين أدائها المهني باستمرار (مكتب الخدمة الاجتماعية، 2002، ص 50).
ولهذا أوصت دراسة خطيري، (2000) بضرورة الاهتمام بإعداد الأخصائيات الاجتماعيات لكي يكن مؤهلات للعمل في رياض الأطفال في الأنشطة من جانب الإدارة مما يؤدي إلى نجاح العملية التربوية، وكذلك أوصت بإجراء البحوث على مشكلات رياض الأطفال على نطاق واسع ووضع المقترحات والبرامج لمواجهتها.
وقد تبنت العديد من المؤسسات بصفة عامة ومؤسسات رياض الأطفال بصفة خاصة تطبيق إدارة المعرفة نظرًا لأهميتها وتشجيع العاملين على فهمها والعمل بها.
لذلك ترى دراسة البلوشي، (2023) ضرورة تبني إدارة المعرفة داخل جميع المؤسسات التربوية والتعليمية وذلك لقدرتها على تحسين الأداء التنظيمي من خلال معالجة القضايا التي تواجه المؤسسة وذلك باستخدام مخزونها المعرفي الذي يساهم فيه كل فرد بما لديه من معرفة تدعم تحقيق أهداف وغايات تلك المؤسسات.
ويتطلب تطبيق إدارة المعرفة تهيئة بيئة المؤسسة للوصول إلى أقصى استفادة ممكنة من المعرفة بحيث تكون بيئة مشجعة على الإدارة الفعالة للمعرفة.
فقد أكدت دراسة غدير، (2016) أن متطلبات تطبيق إدارة المعرفة هي الثقافة التنظيمية والهيكل التنظيمي وتكنولوجيا المعلومات.
كما أوضحت دراسة بلخير، (2017) إلى أن من أهم متطلبات تطبيق إدارة المعرفة نشر ثقافة إدارة المعرفة عن طريق عقد ورش العمل والمؤتمرات.
وهو ما أكدت عليه أيضا دراسة Girad & Mclntyre, (2010) والتي توصلت إلى نموذج Inukshuk knowledge والذي يتضمن عناصر القيادة التكنولوجية والثقافة والعمليات والمقاييس وهو النموذج الأمثل الذي يتضمن كلًا من متطلبات ومقومات إدارة المعرفة التي تساهم بإيجابية في تحقيق المؤسسات لأهدافها.
وهو ما أوضحته دراسة عبد الوهاب، (2005) والتي أوصت بضرورة توافر متطلبات تطبيق إدارة المعرفة من ثقافة تنظيمية مناسبة للقيادة وتشجع على تبني إدارة المعرفة وإتاحة المعلومات للجميع بما يتفق مع إدارة المعرفة.
وعلى الجانب الآخر أوضحت دراسة مخلوف، (2014) أن العقبات التي تواجه تطبيق إدارة المعرفة تتمثل في عدم إدراك أهمية المعرفة والتشجيع عليها، وتجاهل الهدف الأساسي لإدارة المعرفة وهو الابتكار وارتفاع تكاليف تطبيق إدارة المعرفة.
ولذلك لابد من محاولة تلاشي تلك المعوقات، فمن المؤكد أن المعرفة في الآونة الأخيرة أصبح لها قيمة ومكانة متميزة كونها عصب التقدم في شتى المجالات، ولا يمكن للمؤسسات اليوم أن تتفوق على غيرها إلا بالاعتماد عليها، ولهذا فإن المؤسسات الآن تدرك أهميتها وكذلك قيمة ما تراكم لديها من خبرات وتجارب على مر السنين ثم نجدها تبحث عن أساليب تمكنها من إدارة تلك المعرفة لتحسين أدائها وأداء العاملين بها (دوسة، 2007، ص 25).
كما تتضح أهمية ربط إدارة المعرفة بالأداء، حيث أنه يعتبر من الموضوعات الهامة التي عززت من الجهود المبذولة لتقييم إدارة المعرفة وقياسها في الوقت الذي تشهد فيه البيئة الاجتماعية والاقتصادية تقلبات وتغيرات مستمرة تنعكس آثارها على مختلف المستويات العالمية والمحلية (الطيطي، 2010، ص 129).
وهذا ما أكدته دراسة الفارسي، (2010) حيث أشارت إلى دور إدارة المعرفة في تحسين مستوى الأداء وتعزيزه، كما أشارت إلى وجود علاقة ارتباط قوية بين إدارة المعرفة وتعزيز الأداء المهني.
فالأداء المهني هو بمثابة الجهود والأنشطة المهنية التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي، وتمكنه من القيام بتنفيذ المهام والتكليفات التي تلقى على عاتقه وإنجازها في أقل توقيت معتمدًا على ذلك بما لديه من معارف ومهارات وخبرات وقيم تمكنه من القيام بمهامه بالمؤسسة على أكمل وجه (أبو رية، 2005، ص 20).
فقد أكدت دراسة فايد، (2015) على ضرورة التأثير في معرفة الأخصائيين الاجتماعيين وإكسابهم معلومات معينة من شأنها أن تؤثر في مهاراتهم بالإيجاب وتنعكس على عملهم وكفاءتهم في تحسين أدائهم المهني بالمؤسسات المختلفة.
ومن هنا لا بد من الاهتمام بالأخصائيات الاجتماعيات برياض الأطفال والتعرف على أهم الاحتياجات وذلك للارتقاء بأدائهن المهني وسد تلك الاحتياجات وتمكين الأخصائية من تفعيل دورها بشكل أكبر(حسين؛ وبن طاش، 1999، ص 307).
وهذا ما أكدت عليه دراسة عبد الكريم، (2023) أن الأخصائيات الاجتماعيات بمؤسسات رياض الأطفال لابد أن يمتلكن المعرفة العلمية والأصول النظرية التي تساعدهن على التحليل العلمي السليم للمواقف المهنية التي يتعرضن لها وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن تطبيق إدارة المعرفة وتوظيفها يؤدي إلى الوصول لمرحلة التميز لديهن.
كما أشارت دراسة Mellor, (2004) إلى ضرورة استمرار تعليم وتدريب الأخصائيين الاجتماعيين من خلال تنظيم دورات تدريبية مع الالتزام باطلاعهم وتدريبهم على المستجدات من المعارف المهنية للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة.
فيعتبر الأداء المهني هو عصب الخدمة الاجتماعية لما يمثله من مكانة مهمة في تدعيم أداء الأخصائيين الاجتماعيين، وذلك من خلال تزويدهم بالمعارف والمهارات والمعلومات المختلفة والأكثر ارتباطًا بأساليب عملهم في مؤسسات رياض الأطفال وذلك لصقل مهاراتهم وتنمية قدراتهم ومساعدتهم على استثمار طاقاتهم وتطوير طرق أداء دورهم المهني مع إتاحة الفرص لتحسين أوضاعهم المهنية بشكل دائم (فييح، 2020، ص 16).
وهذا ما أوضحته دراسة (Viola & Biondo & Omosso, (2018 أن مهنة الخدمة الاجتماعية تعمل على تعزيز التماسك الاجتماعي والمسئولية الاجتماعية وتمكين الفرد والمجتمع على وجه الخصوص وترى الدراسة أن الأخصائيين الاجتماعيين لابد أن يمتلكون العديد من المهارات المهنية التي تزيد من فاعلية أدائهم المهني في مختلف نواحي العمل.
ويعتبر الأخصائي الاجتماعي المهني المسئول عن ممارسة الخدمة الاجتماعية في مجالاتها المختلفة والأداة التي من خلالها يتم تحقيق أهدافها من خلال الالتزام بفلسفة الخدمة الاجتماعية ومبادئها وأساليبها العلمية ولذلك فإن تنمية قدرات وإمكانيات الأخصائي الاجتماعي تأخذ بعدًا مهمًا من حيث الحاجة إلى الاهتمام بها (سويدان، 2014، ص 43).
وهذا ما أكدت عليه دراسة سليمان، (2020) أن الأداء المهني يحتاج إلى تحسين وتطوير مستمر حيث تعتبر متطلبات تحسين الأداء المهني من المفاهيم العصرية الحديثة، وتوصلت الدراسة إلى ضرورة تنظيم دورات تدريبية للأخصائيين الاجتماعيين على النماذج الحديثة، وتبادل الخبرات بين الأخصائيين الاجتماعيين عن طريق ورش عمل، وتطوير الجوانب المعرفية والقيمية والمهارية لهم.
ويتضح مما سبق أن تحسين الأداء المهني للأخصائيات الاجتماعيات العاملات بمؤسسات رياض الأطفال يمثل أمرًا جوهريًا للممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية وذلك للتعرف على نواحي القوة والضعف في الأداء الفعلي لهن، وعلى هذا النحو يعد الأداء جزء لا يتجزأ من الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية ولذلك فإن الاهتمام بتحسين أداء الأخصائيات الاجتماعيات ومؤشراته وإمكانية قياسه يدعم عمل الأخصائيات الاجتماعيات بما يحقق الأهداف المنشودة لمؤسسات رياض الأطفال.
وهذا أيضًا ما أكدته دراسة إبراهيم، (2001) حيث أشارت إلى أهمية تحقيق التنمية المهنية للأخصائيين الاجتماعيين عن طريق الدورات التدريبية لإحداث التنمية المهنية واستخدام المناقشة الحرة وعقد الندوات التي تعمل على تحسين الأداء المهني لهم.
كما هدفت دراسة (Arthur, (2007 إلى التوصل إلى معايير لتطوير أداء الأخصائي الاجتماعي وتوصلت إلى وجود معايير ترتبط بتطوير أداء الأخصائي الاجتماعي أهمها التركيز على أساليب التنمية المهنية.
فلابد من سعي الأخصائي الاجتماعي إلى تنمية الأداء المهني له حيث يتضمن ذلك تحديد مستوى أدائه المهني وتقييم الأساليب والتكنيكات التي يستخدمها مع العملاء ومدى التزامه بالقيم والمعارف المهنية، مما يؤدي إلى تحسين مهارات الأخصائي الاجتماعي ومعارفه ويكسبه خبرات جديدة بشكل يسهم في تنمية أدائه المهني (أبو المعاطي، 2004، ص 121).
وهذا ما أوضحته دراسة عبد الحميد، (2003) التي أكدت على أن الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين في حاجة إلى التطوير المستمر خاصة في ظل التغيرات الهائلة والمستمرة في المعارف الإنسانية وما يترتب عليه من تغيرات مستمرة في نظام العمل وهو ما يستوجب ضرورة إعداد وتنمية وتطوير الأداء المهني للكوادر البشرية لمواجهة تلك المتغيرات.
بينما أكدت دراسة (Mitsuko, (2002 على ضرورة الاهتمام بعملية الإعداد المهني للأخصائي الاجتماعي ليتمكن من التعامل مع متغيرات العصر الحديث والاستجابة لمتطلبات سوق العمل، كما أكدت أن هناك اتفاق حول أهم متطلبات الإعداد المهني والتي تتمثل في الاستعداد الشخصي والمهني والإعداد النظري وبين جودة الممارسة المهنية وجودة الإعداد المهني الذي حصل عليه الأخصائي الاجتماعي.
وتهدف الخدمة الاجتماعية إلى إعداد الأخصائي الاجتماعي إعدادًا جيدًا يتناسب مع متطلبات سوق العمل ولذا فقد حظى الأداء المهني باهتمام كبير من كافة المتخصصين في الهدمة الاجتماعية لمواكبة المتغيرات المجتمعية التي يتعرض لها المجتمع وهو ما جعل الكثيرون يحاولون تطبيق برامج تدريبية على الأخصائيين الاجتماعيين لرفع مستوى أدائهم، والتعرف على علاقة هذه البرامج بالأداء المهني ومدى تأثيره عليها.
كما أوضحت دراسة عبد اللاه، (2018) الاهتمام بتحديد الاحتياجات التدريبية للأخصائيين الاجتماعيين لصقل الجوانب المعرفية وتنمية المهارات المهنية، وتوصلت الدراسة إلى أهمية تنظيم دورات تدريبية وعقد ورش عمل لتحسين أدائهم المهني، كما أوضحت الدراسة أهمية تحديد الاحتياجات التدريبية لهم من أجل تصميم برنامج تدريبي يسهم في تحسين أدائهم المهني.
ومن خلال ما سبق يتضح أن تحقيق فاعلية الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي في أي مؤسسة مرتبط بشكل مباشر بالمعارف وإكسابها للأخصائيين وصولًا إلى جودة الخدمات التي يقدمونها، فمن الممكن أن يكون لديه المعرفة العلمية والأصول النظرية ولكن تنقصه القدرة على التوجيه العلمي والممارسة المهنية، ومن هنا تظهر الحاجة الماسة إلى إكسابه المهارات المهنية والقيم الاجتماعية اللازمة لإحداث التغيير المرغوب ولكي يتحقق ذلك لابد من التدريب المستمر وتحسين المهارات وتطوير الأداء ورفع الكفاءة المهنية للأخصائيين الاجتماعيين وتجديد معلوماتهم ومعارفهم وتزويدهم بالأساليب الحديثة في الممارسة والتي تستوجب التركيز على المعرفة وكيفية إدارتها بالمؤسسات المختلفة ومن بينها مؤسسات رياض الأطفال.
فقد توصلت دراسة رفاعي، (2019) أن تطوير الأداء المهني للأخصائيين الاجتماعيين وفق متطلبات مجتمع المعرفة يتم من خلال تطوير الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية في ضوء متطلبات العصر الرقمي.
وأكدت على ذلك أيضًا دراسة عبد المجيد، (2007) والتي استهدفت تحديد متطلبات تطوير الأداء المهني الأخصائيين الاجتماعيين بالمؤسسات من خلال المتطلبات المعرفية والمهارية والقيمية واقترحت تطوير تلك المتطلبات وتدعيم الأداء المهني للأخصائي الاجتماعي.
وأشارت دراسة راشد، (2023) إلى تحديد المتطلبات الرئيسية لتحسين الأداء المهني (المعرفية، القيمية، المهارية، الأدوات والوسائل) وتوصلت نتائج الدراسة إلى حاجة الأخصائي إلى العديد من المعارف المهنية وإلى القيم الحديثة التي تتناسب مع المتغيرات المستحدثة التي يعيشها المجتمع، وأيضًا احتياج الأخصائيين إلى عدد من المهارات والتي تتمثل في تكوين علاقات مهنية، ومهارات تكنولوجية حديثة.
وهذا ما أوضحته دراسة Fenderson, (2010) والتي استهدفت صقل وتنمية مهارات الأخصائيات الاجتماعيات العاملات في روضة الأطفال كما أوصت الدراسة بضرورة تحسين الأداء المهني الأخصائيات الاجتماعيات وتنمية جوانبهم المهنية وفق ما تتطلبه التغيرات المعرفية وما يمر به العالم من تحولات.
مما سبق يتضح أن الاهتمام بجودة الأداء المهني للأخصائيات الاجتماعيات العاملات بمؤسسات رياض الأطفال يعتبر من أولويات التطوير والتحديث في مهنة الخدمة الاجتماعية.
وهذا أيضًا ما أشارت إليه دراسة مبروك، (2012) والتي أوصت بضرورة صقل خبرات الأخصائيين الاجتماعيين وتعريفهم بالأساليب الحديثة للعمل واطلاعهم على كل ما هو جديد في مجال الممارسة المهنية في الخدمة الاجتماعية والاهتمام بجودة العمل المهني.
وتعكس أدبيات الخدمة الاجتماعية الحالية تبادل المعرفة على أنها عملية اجتماعية تتأثر إلى حد كبير بالعوامل الاجتماعية والثقافية للمؤسسة التي تحدد نجاح أو فشل أي جهود لإدارة المعرفة، لذلك تسعى مهنة الخدمة الاجتماعية بوصفها عملًا معرفيًا إلى تحسين الأداء المهني وصقل الأخصائيات الاجتماعيات بالمهارات والمعارف والقيم المهنية اللازمة لتحسين جودة خدمات المؤسسة (عبد الحميد، 2019، ص 367 :368).
وهذا ما أكدته دراسة Trevor, (2011) حيث هدفت إلى تقييم مدى فاعلية إدارة المعرفة وتحديد العوامل التي تؤثر عليها في مؤسسات الخدمة الاجتماعية وتوصلت إلى أهمية وفاعلية إدارة المعرفة في تحسين عمل تلك المؤسسات، وتطوير الأداء المهني للعاملين بها.
لذلك يتضح أن إدارة المعرفة يمكن أن تعد الأساس الفعال داخل المؤسسات المهنية للخدمة الاجتماعية عامة ورياض الأطفال خاصة؛ لكونها تركز في عملها على تحسين الأداء المهني والاجتماعي للأخصائيات الاجتماعيات العاملات في رياض الأطفال وذلك من خلال الأدوات والأساليب التي تسمح باكتساب المعرفة وتوفير المناخ المناسب الذي يمكن الأخصائيات الاجتماعيات من الإلمام بالمتطلبات المعرفية والقيمية والمهارية اللازمة لتحسين أدائهن المهني.
وتأسيساً على ما سبق وانطلاقاً من نتائج وتوصيات الدراسات السابقة المرتبطة بهذا الموضوع ومن خلال إجراء الباحثة للعديد من المقابلات المهنية للأخصائيات الاجتماعيات برياض الأطفال لاستطلاع مدى معرفتهن بأسس ومجالات إدارة المعرفة والتي توصلت الباحثة من خلالها إلى أن الأخصائيات الاجتماعيات لديهن العديد من المتطلبات المعرفية والمهارية والقيمية المرتبطة باستخدام إدارة المعرفة في تحسين الأداء المهني لديهن، لذا تتضح مشكلة الدراسة الحالية في تحديد المتطلبات اللازمة لاستخدام إدارة المعرفة ومتطلبات تحسين الأداء المهني للأخصائيات الاجتماعيات برياض الأطفال من أجل الوقوف على العلاقة بينهما.
ثانيًا: مفاهيم الدراسة:
1- مفهوم المتطلبات ”Requirements”
يُعرف المطلب في اللغة العربية بأنه: طلب الشيء ومحاولة إيجاده بعدما أُدغِمت التاء والطاء وشُددت ليقال مطلَّب بدلًا من مُتطلّب (ابن منظور، 1988، ص 2684)
ويشير معجم وبستر إلى المتطلب Requirement بأنه: الشيء الذي يُشترط توافره أو يحتاج إليه أو هو شرط مطلوب (Webster, 1997, p. 846).
كما تحدد المطلب في معجم Longman بأنه: شيء ما تحتاج إليه أو تبحث عنه لتحقيق غرض ما(longman, 2001, p. 564).
وأشار إليه معجم Oxford بأنه: شيء يستلزم وجوده والإزعان به (Oxford, 1993, p. 2557).
والمتطلبات اصطلاحا هي: تحديد الموارد القائمة أو التي يمكن إتاحتها والبرامج والجهود التعاونية لربط وتنسيق هذه الموارد حتى يمكن تجنب الازدواج والصراع والتنافس وتحديد مدى نطاق ونوعية الخدمات التي تقدم (السكري، 2013، ص 177).
2- مفهوم إدارة المعرفة:
تناولت العديد من المعاجم اللغوية العربية تعريف المعرفة لغويًا:
فقد أشار القاموس المحيط بأن: الأصل في كلمة معرفة اشتقاقها من الفعل عرّف ومعرفة الشيء: إدراكه بحاسة من الحواس (أغا، 2012، ص 22).
كما عرفها قاموس المنجد بأنها: مشتقة من الفعل عرّف عارفةً وعرفانًا ومعرفة الشيء: علمه. والمعرفة هي إدراك الشيء على ما هو عليه (المدلل، 2012، ص 22).
ومن ذلك يتضح أن المعرفة في اللغة العربية اشتقت من الفعل عرّف واقترنت في الغالب بالعلم كما في قوله تعالى مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (المائدة، الآية 83) (ماضي، 2010، ص 32)
أما في اللغة اللاتينية: فكلمة المعرفة مشتقة من conginition وهي تشير إلى المعرفة الإنسانية بأشكالها المختلفة بمعنى الإدراك – التعلم – الوعي – الانتباه – الذكاء (الجهني، 2010، ص 21).
وفي اللغة الإنجليزية: يمكن تناول مفهوم المعرفة وفقًا لثلاث أسس:
(‌أ) على أساس المصطلح: فهي مشتقة من الفعل know to.