Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج إرشادي تكاملي لتنمية السلوك التكيفي للأطفال المتلجلجين في المرحلة الابتدائية /
المؤلف
عفيفي، محمود عبدالمنعم محمود.
هيئة الاعداد
باحث / محمود عبدالمنعم محمود عفيفي
مشرف / عادل عبد الله محمد
مشرف / رحاب سمير طاحون
مناقش / أحمد شعبان محمد عطية
مناقش / أحمد ثابت فضل
الموضوع
الطلبة - علم نفس. التعليم الإبتدائي - مصر.
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
225 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة مدينة السادات - كلية التربية بالسادات - قسم علم النفس.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 249

from 249

المستخلص

تعد اللغة أرقي ما لدي الإنسان من مصادر القوة والتفرد، من المتفق عليه الآن أن الإنسان وحده دون غيره هو الذي يستخدم الأصوات المنطوقة في نظام محدد لتحقيق الاتصال بأبناء جنسه، وكل طفل في أي مكان وفي أي مجتمع قادر على اكتساب اللغة التي يتحدث بها مجتمعه بيسر وسهولة وفي فترة وجيزة. فاللغة تسمح لمستخدميها منذ طفولتهم المبكرة أن يشبعوا حاجاتهم وأن يعبروا عن رغباتهم وما يريدون الحصول عليه من البيئة المحيطة وهذه الوظيفة هي التي يطلق عليها وظيفة أنا أريد ، ومن المتفق عليه بين علماء اللغة أن وظيفة اللغة هي التعبير أو التواصل أو التفاهم رغم أن بعضهم يرفضون تقييد وظيفة اللغة بالتعبير أو التواصل ، فالتواصل هو إحدى وظائفها.ويشير رابير Ripr, (1960) إلي أن القدرة علي الكلام تنعكس علي شخصية الفرد من حيث قوتها وثقته بنفسه واعتزازه بذاته ، فالسنوات الأولي تؤثر علي قدرة الفرد علي الكلام وبالتالي تنعكس علي بناء شخصيته ، فالكلام أداة من أدوات استقلال الشخصية وأداة تواصل فعال مع الآخرين حيث إن الطفل يجرب التقليد للأصوات التي يسمعها ويتدرب علي التعبير كلما زادت قدرته علي التعبير كلما شعر بالنجاح والتشجيع والتحفيز والمساندة كلما حاول إتقان المهارة الكلامية بشكل أفضل (في: منال مقبل، 2015 4).
وتصحب اللجلجة سلوك تجنبي(Avoidance) ويرافقها تأثر في مفهوم الذات يشمل تعامل الشخص مع نفسه بوصفه شخصًا يفتقر إلى الكلام الطبيعي، مما يؤدي إلى اتخاذ سلوك ما لتجنب مواقف اللجلجة قبل حدوثها (Gagnon, & Ladouceur, 2017, 113-129).
ولقد وجد أن اللجلجة أكثر انتشارًا بين الذكور عنها بين الإناث الصغار ونسبة وجودها وهي (2 - 1) ولكن تفسير هذا الفرق ليس واضحًا إنما دانلوب Dunlopيقدم شرحًا لهذا الفرق يرجع اللجلجة في الطفل إلى خوفه من أن يقول شيئًا رديئًا Something Badأو يستخدم بعض التعبيرات المحرمة أو (الشقية) والتي ربما ما تجلب العقاب، ولكن الذكور بحكم لعبهم في الشارع يلتقطون مثل هذه التعبيرات أكثر من الإناث، والخوف يكون أعظم في حالة الذكور ولكن هذه النظرية في حاجة إلى مزيد من البحوث قبل قبولها وعلى الرغم من أن كل الطلاب يظهرون نوعًا من عدم الطلاقة إلا أن الإحصاءات توضح أن هناك نسبة (4 - 1) من البنين والبنات يصابون باللجلجة فالطلاب الذكور أكثر إصابة باللجلجة عن الإناث (إبراهيم الزريقات، 2019، 23).
وتعتبر إجادة الكلام من أهم مستلزمات الشخصية السوية، فالفرد الذي يكون لديه القدرة على الفهم والإفهام يكون ناجحاً في حياته العلمية، وذلك لأهمية وظيفة الكلام في حياة الفرد الأسرية والعلمية والاجتماعية، وبالكلام يستطيع الإنسان الحصول على ما يريده من متطلبات مادية ومعنوية (ليلى كرم الدين، 1995 : 29). وتأخر الكلام يؤدي بدوره إلى تأخر النضج الاجتماعي لدي الفرد، كما يغلب عليه
سلوك القلق والخجل والأنانية، والضجر وسرعة الاستثارة والغضب والاندفاع والشك بسلوك الآخرين، والتهرب من تحمل المسئولية، وفقدان الثقة بالنفس، ويتحمل الأهل جزءاً من المسئولية في تأخر النضج الاجتماعي، خاصة إذا ما اتسم سلوكهم بالحنان الزائد، أو القسوة الزائدة وعدم تحميل الطفل أي مسئولية لاتخاذ القرار حول تصرفاته (أحمد اللقاني، أمير القرشي، 2009، 51).
كما يتفق السلوكيون علي أن الاضطرابات النفسية مجرد استجابات قابلة للملاحظة من جانب الفرد الذي تظهر عليه والذي نصفه بالانحراف وعدم السواء، وهذه الاستجابات يتعلمها الفرد من خلال عمليات الاشتراط وتخضع شأنها في ذلك شأن سائر الأنماط السلوكية لنفس قوانين التعلم والاشتراط التي تخضع لها السلوك السوي، كما أنها قابلة للتعديل والتغير باستخدام نفس القوانين السابقة (صبحي الكفوري ، 2019 ، 350).
إن التكيف عملية من خلالها يعدل الفرد بناءه النفسي أو سلوكه ليستجيب بشروط المحيط الطبيعي والاجتماعي وتحقق لنفسه الشعور بالتوازن والرضا (حنان العناني، 2004 ، 34 ). والهدف من مقياس السلوك التكيفي هو تشخيص الحالة ، أو لوضع الخطط التربوية الفردية أو تقويم البرامج التربوية أو تقويم تطور الطفل ، وفي وضع خطط وبرامج تعديل السلوك للحد من السلوكات غير المرغوبة لدى الأطفال (مريم عيسى الشيراوي، 2013، 69).
والتنبؤ بنجاح الفرد في سلوكه التكيفي يتوقف في المقام الأول على ما يتوفر لنا من معلومات عن مختلف جوانب شخصيته، خصوصاً الدور الذي تلعبه أنماط التنشئة الاجتماعية في سلوك الفرد داخل إطار المجتمع الذي ينتمي إليه، ولا نستطيع أن نغفل أن التأثير من جانب المجتمع على أي فرد لا يكون في نفس الدرجة، وكذلك عنصر الفروق الفردية والقدرة على فهم الآخرين، والتصرف بحكمة في المواقف الاجتماعية تكون تابعة ضمن التفاعل الاجتماعي المعقد لإدراكات الأفراد الاجتماعية، والمعرفة الاجتماعية، وقدرات الأداء الاجتماعي (Bates, Luster & Vandenbelt, 2013, 109).
وهذا ما اهتمت به مقياس السلوك التكيفي ويشمل أبعاداً تتعلق بالمجال النمائي والذي يتكون من عشرة مجالات تتضمن (التصرفات الاستقلالية، النمو الجسمي، النشاط الاقتصادي، النمو اللغوي، مفهوم العدد والوقت، الأعمال المنزلية، النشاط المهني، التوجيه الذاتي، المسئولية، التنشئة الاجتماعية).
وكذلك المجال السلوكي والذي يتكون من أربعة عشر مجالا هي (السلوك المدمر والعنيف، السلوك المضاد للمجتمع، سلوك التمرد، سلوك لا يوثق به، الانسحاب، السلوك النمطي، السلوك غير المناسب في العلاقات الاجتماعية، عادات صوتية غير مقبولة وشاذة، عادات غير مقبولة وشاذة، سلوكيؤذى النفس، الميل للحركة الزائدة، السلوك الشاذ جنسيا، الاضطرابات النفسية والخصائص الاجتماعية، استعمال الأدوية).
التدريب التكاملي يوصي به الأخصائيين بإخضاع الطفل لخليط أو أكثر من جلسات الإرشاد يشترك فيها أخصائي في الحركة وشخص متخصص في الكلام واللغة يعمل كلا الأخصائيان مع الأطفال لكامل الجلسة مستخدمين خطة علاج مشتركة موضوعة لمعرفة الطريقة التي تعتمد فيها مهارات الحركة الحسية ومهارات اللغة والكلام. وهو طريقة في الإرشاد النفسي تتناول في خطوات متتالية منظمة الجوانب متباينة لمشكلات العميل ويحتاج فيها لمعاونة المرشد النفسي، حيث يقوم الأخير بتقديم برنامجه في صورة فنيات متعددة الأطر العلاجية والتي تنتمي لمدارس مختلفة بهدف إحاطة العميل بالرعاية الإرشادية والنفسية المتكاملة ورفع كفاءته وقدراته على مواجهة مشكلات حياته واتخاذ القرارات الصائبة في التوقيت الملائم (Corey, 2017, 65).
مما يتطلب انخراط الفرد في برنامج لتحسين اضطرابات النطق لديه وتعتبر البرامج التكاملية مناسبة لمثل هذه الحالة، والبرنامج التكاملي هو مجموعة من المثيرات المتضمنة في المواقف والإجراءات والأنشطة والخبرات التي توصف بأنها مخططة، ومتنوعة، ومنظمة، ومتكاملة، وذات مغزى سيكولوجي معين، وتستخدم أدوات وأساليب معينة مختارة بدقة في التنفيذ والتقويم، وتهدف إلى إحداث تغيير مقصود في سلوك المشاركين أثناء البرنامج وبعد انتهائه سواء أكان هذا التغيير راجعًا إلى التعلم أو التدريب أو التنمية أو الإرشاد أو العلاج النفسي بصورة عامة )حسين الدريني، ومحمد كامل، ٢٠٠٦، 5).
كما يهدف العلاج الكلامي التكاملي إلى الوصول إلى النطق على مستوى المقطع أو الكلمة فيتسم بالنطق السليم. وبالنسبة لبعض المتحدثين سوف يؤدى هذا إلى وضوح أكثر يقترب من الكلام الطبيعي وبالنسبة لمن يعانون من إعاقات سمعية فان هدف العلاج الكلامي هو تعليم النماذج الكلامية الجديدة وزيادة درجة وضوح كلامهم وبالنسبة للأفراد الذين لديهم عيوب في جهاز النطق يهدف العلاج الكلامي إلى إزالة النماذج الكلامية التي لا تنطق بشكل جيد حتى يتمكن مثل هؤلاء المتحدثين من تحقيق نماذج كلامية واضحة وطبيعية بدرجة كبير (Oster, 2012, 48).
ويهتم البرنامج التكاملي بأفراد أسرة الطفل وكذلك من يهتمون بأمر هؤلاء الأطفال ويتعاملون معهم مثل المدرسين والأخصائيين حيث تخصص جلسات خاصة لأولياء أمورهم وأفراد أسرتهم وكذلك معلميهم، حتى يكونوا على وعي بما يحدث لأبنائهم من تدريبات، ويكونوا ملمين بما يتلقاه هؤلاء الأطفال من تدريبات كلامية أثناء الجلسات حتى تتكامل كل القوي والجهود لتحسين وتكون ثروة لغوية صحيحة لدى كل طفل من الأطفال المعاقين عقليا القابلين للتعلم وللحفاظ على استمرار هذا التحسن الذي
يمكن أن يحدث للأبناء والضمان أن يكون التدريب مستمرا، لذا اهتمت الدراسة الحالية بتنمية السلوك التكيفي للأطفال المتلجلجين من خلال برنامج إرشادي تكاملي يطبق عليهم.