Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج إرشادي قائم على نظرية التعلم الاجتماعي الانفعالي في خفض سلوكيات التَّنَمُّر لدى عينة من المتنمرين بالمرحلة الإعدادية /
المؤلف
حمزة، رزق محمد عبد الكريم
هيئة الاعداد
باحث / رزق محمد عبد الكريم حمزة
مشرف / محمد السعيد أبو حلاوة
مشرف / إنعام أحمد الكاشف
مناقش / محمود فتحي عكاشة
مناقش / السيد محمد عبدالعال
الموضوع
علم نفس صحة نفسية
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
239 ص ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس
الناشر
تاريخ الإجازة
1/4/2024
مكان الإجازة
جامعة دمنهور - كلية التربية - علم نفس تربوى
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 248

from 248

المستخلص

التَّنَمُّر هو إيقاع الأذى على فرد أو أكثر بدنيًا أو نفسيًا أو عاطفيًا أو لفظيًا، ويتضمن كذلك التهديد بالأذى البدني أو الجسدي بالسلاح والابتزاز أو مخالفة الحقوق المدنية أو الاعتداء والضرب أو العمل ضمن عصابات ومحاولات القتل أو التهديد، كما يضاف إلى ذلك التحرش الجنسي، والتَّنَمُّر هو ذلك السلوك الذي يحصل من عدم التوازن بين فردين الأول يسمى متنمر والآخر يسمى الضحية (على الصبحين؛ ومحمد القضاة، 2013، 8).
ويُعد التَّنَمُّر سلوك عدواني مقصود متكرر غير مرغوب فيه، ويتضمن اختلال حقيقي أو متصور في القوة، وقد يتخذ تنمر المراهقين عدة أشكال: جسدية ولفظية وعلائقية أو اجتماعية، ويتضمن التَّنَمُّر الجسدي (الضرب والدفع والركل والعض واللكم) ويحتوي التَّنَمُّر اللفظي (على سبيل المثال، المناداة بالأسماء غير المرغوبة والسب والسخرية والمضايقة)، بينما يُشير التَّنَمُّر العلائقي إلى شكل غير مباشر من التَّنَمُّر، مثل الاستبعاد الاجتماعي ونشر الشائعات (Schott& Weiss, 2016,303).
وتذكر إحصائيات المعهد القومي للأطفال والتنمية البشرية في الولايات المتحدة أن أكثر من مليون تلميذ قد تورطوا في ممارسة سلوك التَّنَمُّر سواءً كانوا متنمرين أو ضحايا، كما أن أكثر من مائة وستين ألف تلميذ يهربون من المدارس خوفًا من تنمر الآخرين، كما أن ثلث الأطفال من سن (11-18) سنة قد واجهوا بعضًا من أشكال التَّنَمُّر أثناء وجودهم في المدرسة (Hillsberg& Spak, 2006)
وهذا يُعنى أن التَّنَمُّر يحدث في المدارس وأنه يُشكل حالة من العدوان يمكن أن يكون تأثيرها واسعًا على شخصية المتنمر والضحية (أسامة حميد الصوفي، وفاطمة هاشم المالكي، 2012، 148).
فظاهرة التَّنَمُّر المدرسي (School Bullying) تُعد من بين الصور السلوكية السلبية التي تطرحها المؤسسات التربوية عبر العالم، وذلك لما تسببه من تبعات مؤثرة على الصعيد الصحي والنفسي والسلوكي والاجتماعي والاقتصادي (سيد أحمد البهامي، 2012، 353).
ولقد أُجريت العديد من البحوث والدراسات التي تناولت برامج تداخلية تدريبية لخفض سلوك التَّنَمُّر لدى التلاميذ في مراحل التعليم المختلفة والتي أثبت نتائجها فعالية البرامج في خفض سلوك التَّنَمُّر المدرسي (Gredler, 2003; Smith, et. al, 2003, 591-599; Scott, 2001, 300-305; Meyer-Adams & Conner, 2008, 211-221; Boulton, 2005, 485-494; Beale, 2001,300-305 ؛ هالة إسماعيل، 2010، 137-170؛ أميمة سالم، 2012).
وقد أشارت العديد من الدراسات إلى فعالية برامج التعلم الاجتماعي الانفعالي في خفض مؤشرات التعرض للخطر مثل دراسة تامر محمد الشحات (2013)، كما أثبتت الدراسات التي أجراها كل من (Cohen, 2006; Durlak, et. al, 2007; Durlak, et. al, 2011) إلى فعالية برنامج التعلم الاجتماعي الانفعالي في خفض معدل المشكلات السلوكية مثل العدوان والعنف، وخفض معدل القلق والاكتئاب وتحسين الاتجاه نحو الذات والآخرين والمدرسة، وتحسين المهارات الاجتماعية والانفعالية، وتحسين السلوك نحو المدرسة وغرفة الصف.
مشكلة الدراسة:
التَّنَمُّر من المشكلات التي تؤثر سلبًا على التكيف النفسي والاجتماعي لأبنائنا من الأطفال والمراهقين، والذي يؤثر ليس فقط على التلميذ الذي يمارس التَّنَمُّر، وإنما على زملائه الواقعين كضحايا لهذا التَّنَمُّر بشكل مباشر أو غير مباشر، وبالتالي على النظام المدرسي بشكل عام، وقد أصبحت هذه المشكلة شائعة بشكل كبير في عصرنا الحاضر الأمر الذي يحتم علينا التصدي إليها وتضافر جهود المتخصصين في مجال البحث التربوي والنفسي والمربين والمعلمين وأولياء الأمور لمحاربة هذه الظاهرة (فكرى بهنساوي، وعلى حسن، 2015، 5)
وتُشير نتائج بعض الدراسات مثل دراسة Aboagye, et. al (2021) ، ودراسة Arnout, et. al (2020) ، ودراسة Pörhölä, et. al (2019) إلى أن ضحايا التَّنَمُّر يتعرضون لمشاكل جسمية ونفسية وعواقب قصيرة المدى وطويلة المدى؛ أما عن العواقب قصيرة المدى، حيثُ يكون الضحية مصاب جسديًا، وفاقد الثقة بالنفس، وفاقد الثقة بالأصدقاء وقدرتهم على حمايته وتأييده، أما العواقب طويلة المدى فتتمثل في التمسك بالأفكار السلبية عن النفس، التشاؤم المفرط، والقلق الاجتماعي والعزلة، والبحث عن الانتقام ومحاولة الانتحار.
كما أشارت نتائج دراسة Betts, et. al (2019) إلى أن 65,9% من الإناث تعرضن للتنمر في مقابل (34.1%) من الذكور، مما دفع الباحث لاستخدام برنامج إرشادي قائم على نظرية التعلم الاجتماعي الانفعالي في خفض سلوكيات التَّنَمُّر لدى عينه من المتنمرين بالمرحلة الإعدادية.
وعليه، سوف تتصدى الدراسة الحالية إلى خفض سلوك التَّنَمُّر لدى عينة من طلاب المرحلة الإعدادية والذين تعرضوا بالفعل لسلوك التَّنَمُّر من خلال محاولة الإجابة على السؤال الرئيسي التالي:
”ما فعالية برنامج إرشادي اجتماعي انفعالي في خفض سلوك التَّنَمُّر لدى أفراد عينة الدراسة؟
ويندرج تحته الأسئلة الفرعية التالية:
1. ما مدى إسهام المهارات الاجتماعية في خفض سلوكيات التَّنَمُّر؟
2. هل توجد فروق بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على مقياس سلوك التَّنَمُّر في الدراسة في القياس البَعْدي؟
3. هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس سلوك التَّنَمُّر المُستخدم في الدراسة في القياسين القَبْلي البَعْدي؟
4. هل توجد فروق بين متوسطات رتب درجات القياسين البَعْدي والتَتبُّعي لدى المجموعة التجريبية على مقياس سلوك التَّنَمُّر المُستخدم في الدراسة؟
أهداف الدراسة:
1. التعرف على فاعلية التدريب على نموذج التعلم الاجتماعي الانفعالي لخفض سلوك التَّنَمُّر لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
2. الكشف عن استمرارية فعالية التدريب على نموذج التعلم الاجتماعي الانفعالي لخفض سلوك التَّنَمُّر تلاميذ المرحلة الإعدادية.
3. التعرف على دلالة الفرق بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية ومتوسطات الرتب لدرجات أفراد المجموعة الضابطة على مقياس سلوك التَّنَمُّر المُستخدم في الدراسة في القياس البَعْدي.
4. التعرف على دلالة الفرق بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس سلوك التَّنَمُّر في القياس القَبْلي والبَعْدي.
5. التعرف على دلالة الفرق بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس سلوك التَّنَمُّر في القياسين البَعْدي والتَتبُّعي بعد شهر من تطبيق البرنامج الإرشادي على المجموعة التجريبية.
أهمية الدراسة:
أولًا: الأهمية النظرية للدراسة:
1. تنبع أهمية الدراسة الحالية من أهمية متغیراتها، حیثُ أن التعلم الاجتماعي الانفعالي یُحد من السلوکیات السلبیة ویُحسن السلوکیات الإيجابية والنظرة نحو الذات والآخرین، کما یُساعد على تعزیز النجاح، ویُحفز على مقاومة السلوکیات المدمرة، واتخاذ قرارات مسئولة ومدروسة والبحث عن فرص ایجابیة للنمو، ويسهم في بناء شخصیة التلاميذ ليكونوا مواطنين صالحين ذو قیم ایجابیة، ویُتیح للتلاميذ فرصة التعرف على مشاعرهم ویمکنهم من استخدام تلك المشاعر لتسهیل التعلم والنجاح في نهاية المطاف.
2. تُعد الدراسة الراهنة نقطة انطلاق للاهتمام بالتعلم الاجتماعي الانفعالي وتطبيقه في مؤسساتنا التعليمية من مرحلة ما قبل المدرسة إلى المرحلة الجامعية أسوة بالجمعية التعاونية الأکادیمیة للتعلم الاجتماعي الانفعالي (CASEL, 2021).
الأهمية التطبيقية للدراسة:
1. الاستفادة من نتائج هذه الدراسة في المجال التربوي لخلق مجتمع مدرسي آمن لطلابنا سواء العاديين أو ذوي الاحتياجات الخاصة مثل (اضطراب طيف التوحد، اضطراب المسلك، الإعاقة السمعية، الاضطرابات الانفعالية والسلوكية).
2. بناء وتطبيق برنامج إرشادي لخفض سلوك التَّنَمُّر لدى طلاب المرحلة الإعدادية، وذلك بالاعتماد بشكل أساسي على فنيات نظرية التعلم الاجتماعي الانفعالي.
منهج الدراسة:
استخدم الباحث المنهج التجريبي للتحقق من فعالية البرنامج الإرشادي القائم على نظرية التعلم الاجتماعي – الانفعالي في خفض سلوكيات التَّنَمُّر لدى عينة من المتنمرين بالمرحلة الإعدادية، وذلك باختيار مجموعتين من طلاب الصف الثاني الإعدادي إحداهما تجريبية والأخرى ضابطة وتم التحقق من التكافؤ بينهم في متغير الدراسة الأساسي (السلوك التَّنَمُّري) وتتلقى المجموعة التجريبية البرنامج، في حين لا يتم تطبيقه على المجموعة الضابطة، ويتم المقارنة بين درجاتهم في التطبيق البَعْدي لمقاييس الدراسة.
مجتمع وعينة الدراسة:
تكون مجتمع الدراسة من طلاب الصف الثاني الإعدادي بمحافظة البحيرة، بمدينة (أبو حمص)، بمحافظة (البحيرة). وتكونت عينة الدراسة من (20) تلميذ، عمريّ قَدرُهُ (13,50) وانحراف معياري (0,688)، تم تقسيمهم إلى مجموعتين، مجموعة تجريبية (10) طلاب، عمريّ قَدرُهُ (13,40) وانحراف معياري (0,699)، ومجموعة ضابطة (10) طلاب عمريّ قَدرُهُ (13,60) وانحراف معياري (0,699).
الأساليب الإحصائية المستخدمة:
قامت الباحثة بتفريغ وتحليل النتائج من خلال برنامج التحليل الإحصائي Statistical Package for the Social Sciences SPSS v26، وقد تم استخدام الأساليب الإحصائية التالية: والمتمثلة في المتوسط الحسابي، والانحراف المعياري، معامل ألفا كرونباخ، معامل ارتباط بيرسون، اختبار مان ويتنيTest Mann- Whitney، اختبار ويلكوكسن Wilcoxon(w).
أهم نتائج الدراسة:
1. أسفرت نتائج الفرض الأول: والذي ينص على: ”توجد فروق بين متوسطي أداء المجموعة التجريبية من (أفراد عينة الدراسة من التلاميذ المتنمرين) اللاتي تم تطبيق البرنامج الإرشادي القائم على نظرية التعلم الاجتماعي الانفعالي عليهم وأفراد المجموعة الضابطة اللاتي لم يتم تطبيق البرنامج الإرشادي عليهم على مقياس السلوك التَّنَمُّري.” عن صحة تحقق هذا الفرض، مما يُعني وجود فروق دالة إحصائيًا بين درجات المجموعة التجريبية والضابطة في القياس البَعْدي على مقياس الدراسة لدى عينة الدراسة لصالح المجموعة التجريبية. كما يعني ذلك أن المجموعة التجريبية قد تفوقت على المجموعة الضابطة في القياس البَعْدي لمقياس الدراسة.
2. كما أسفرت نتائج الفرض الثاني: والذي ينص على: ”توجد فروق بين متوسطات القياس القَبْلي والقياس البَعْدي لدى المجموعة التجريبية على مقياس السلوك التَّنَمُّري”. على صحة تحقق هذا الفرض، مما يعني وجود فروق دالة إحصائيًا بين درجات المجموعة التجريبية في القياسين القَبْلي والبَعْدي على مقياس الدراسة لصالح القياس البَعْدي. كما أشارت نتائج حجم الأثر باستخدام معادلة كوهين إلى أن حجم الفعالية بين القياسين القَبْلي والبَعْدي كبير، أي أن هناك أثرًا كبيرًا لفعالية البرنامج الإرشادي القائم على نظرية التعلم الاجتماعي الانفعالي لتحسين مستوى السلوك التَّنَمُّري لدى المجموعة التجريبية.
3. كما أسفرت نتائج الفرض الثالث: والذي ينص على: ”لا توجد فروق بين متوسطات القياس البَعْدي والقياس التَتبُّعي لدى المجموعة التجريبية من (الذكور المتنمرين) على مقياس السلوك التَّنَمُّري”. على صحة تحقق هذا الفرض، مما يتضح معه عدم وجود فروق جوهرية ذات دلالة إحصائية بين درجات القياس البَعْدي، ودرجات القياس التَتبُّعي في مقياس الدراسة، وهذا يدل على استمرارية فعالية جلسات البرنامج الإرشادي القائم على نظرية التعلم الاجتماعي الانفعالي في تحسين مستوى السلوك التَّنَمُّري لدى الذكور أفراد عينة الدراسة من المجموعة التجريبية.
التوصيات والبحوث المقترحة:
1. تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي في المدارس من حيثُ مراقبة سلوكيات التَّنَمُّر التي يمكن أن تظهر بين التلاميذ.
2. فرض عقوبة صارمة على الطلاب المتنمرين.
3. حث ضحايا التَّنَمُّر على الشكوى للأخصائي الاجتماعي.
4. إقامة ندوات توعوية توضح خطورة التَّنَمُّر المدرسي تستهدف أولياء الأمور والطلاب والمعلمين والأخصائيين.
5. إجراء دراسات مشابهة على مراحل صفية مختلفة تستهدف طلاب الثانوية العامة، والدبلومات الفنية، ومقارنة نتائجها مع نتائج الدراسة الحالية.