الفهرس 
مدخل الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 157 |  |  |
| | | from | 157 | | |
المستخلص
للمرحلة الجامعية أهميتها في حياة الطالب، وذلك بسبب اختلافها عن المراحل التعليمية الأخرى، من حيث المناهج والعلاقات مع الأساتذة والزملاء، إضافة إلى شعور الطالب في هذه المرحلة بالمسؤلية الذاتية والاستقلالية، والسعي لتحقيق النجاح وتحقيق الأهداف المستقبلية. وعلى الرغم من ذلك تزداد في هذه المرحلة المشكلات النفسية والأكاديمية، ما يؤثر سلباً على أداء الطالب وتفاعله مع البيئة المحيطة به وهذا قد يؤدي إلى إهمال الواجبات والغياب المستمر عن المحاضرات ، وأن الحياة الجامعية مليئة بالمهام الأكاديمية مثل: التكليفات والاختبارات القصيرة، والامتحانات والتدريبات الميدانية، غير أن كثيراً من الطلاب يعانون من مشكلة تأجيل إنهاء هذه المهمات، وهذا يجعلهم يشعرون بالندم والذنب لفقدانهم الفرص، ومع تكرار ذلك يصبح طالباً مسوفاً أكاديمياً ، خاصة وأن المرحلة الجامعية تتصف بكثرة الامتحانات والأوراق البحثية والمشروعات.
والتسويف الأكاديمي عملية تتفاعل فيها الجوانب المعرفية والوجدانية وتتبلور نتائجها في ميل الطالب لترك المهام الأكاديمية جانباً أو تجنب إكمالها، أو تأجيلها لوقت آخر غير الوقت المفترض عليه اداؤها فيه بدون أي أسباب تستدعي التأجيل ، وهو أحد أكثر المشكلات التي يعاني منها طلاب الجامعة، ويظهر ذلك من خلال الضيق والنفور عند تقديم المتطلبات والأبحاث والتكليفات ببعض الأنشطة والمهام ومحاولة الطلاب المستمرة لتأجيل إنجاز المهام في أوقاتها المحددة، واستذكارهم لها قبل الاختبارت بفترة قصيرة، كما أن لديهم الأعمال الحياتية الآخرى التي تعيقهم عن أداء الأعمال الأكاديمية ، حيث توجد عوامل متعددة تدفع طلاب الجامعة إلى تأجيل أداء مهامهم الأكاديمية، فيختلق الطالب أعذاراً زائفة في مختلف المواقف التعليمية، وعندما يأتي وقت الاستعداد للاختبارات يتجنب الجلوس للمذاكرة والاستذكار، ويؤجل أداء الأنشطة للآخر لحظة ممكنة باحثاً عن أشياء أخرى غير ضرورية ليؤديها، كما أنه يبالغ في تقدير الوقت اللازم لإكمال المهام، بينما يمكن أن يبدي غير المسوفين أعذاراً مقبولة في بعض المواقف التي تتطلب ذلك2011, 675) (Ferrari,.
وتلعب المثابرة الأكاديمية دوراً فعالاً في الأداء الأكاديمي، وهي أحد المتطلبات المهمة لتحقيق الانجاز للطالب الجامعي ، وهي تتطلب تحديد الأهداف، وتوظيف الدافعية والطاقة والنشاط والثقة بالنفس، لذا فإنه من المهم أن يكون لدى الطالب استراتيجيات تمكنه من مواجهة المشكلات، وذلك بتنمية الأفكار والمعتقدات والسلوكيات التي تؤدي إلى زيادة مثابرته ونشاطه، فالمثابرة أحد أهم مكونات السلوك الأكاديمي الذكي(Esonis,2009,45)،كما أن الشفقة بالذات كمتغير إيجابي في الشخصية يعمل على زيادة فهم الطالب لنفسه بدلاً من إصدار أحكام قاسية عليها وتوجيه اللوم لها ومحاولة الوصول إلى الإنجازات المطلوبة فيزيد الصمود الأكاديمي، ومن ثم تعمل على مقاومة الآثار السلبية التي يتعرض لها الطالب من إجهاد انفعالي مرتبط ببيئة التعلم فتلك الأعراض المصاحبة للإرهاق الأكاديمي ومنها تأجيل المهام الأكاديمية ( عادل محمود الشناوي،2016).
وتتمثل مشكلة الدراسة الحالية في الإجابة على السؤال الرئيسي التالي:
هل يمكن التوصل لنموذج بنائي يفسر العلاقات السببية المباشرة وغير المباشرة بين المثابرة الأكاديمية والشفقة بالذات والتسويف الأكاديمي لدى طلاب كلية التربية؟
ويتفرع منه الأسئلة الفرعية الآتية:
1) هل يوجد ارتباط بين التسويف الأكاديمي والمثابرة الأكاديمة لدى كلية التربية؟
2) هل يوجد ارتباط بين المثابرة الأكاديمية والشفقة بالذات لدى طلاب كلية التربية؟
3) هل يوجد ارتباط بين التسويف الأكاديمي والشفقة بالذات لدى طلاب كلية التربية؟
4) هل توجد تأثيرات مباشرة وغير مباشرة بين التسويف الأكاديمي والمثابرة الأكاديمية والشفقة بالذات لدى طلاب الجامعة؟ ويتفرع من هذا الفرض الرئيسي الفروض الفرعية الآتية:
أ) هل توجد تأثيرات مباشرة للتسويف الأكاديمي في المثابرة الأكاديمية لدى طلاب كلية التربية؟
ب) هل توجد تأثيرات مباشرة للشفقة بالذات في المثابرة الأكاديمية لدى طلاب كلية التربية؟
ت) هل توجد تاثيرات مباشرة للشفقة بالذات في التسويف الأكاديمي لدى طلاب كلية التربية؟
ث) هل يوجد تاثيرات غير مباشرة للشفقة بالذات في التسويف الأكاديمي من خلال المثابرة الأكاديمية لدى طلاب كلية التربية؟
5)ما أفضل نموذج سببي يوضح العلاقات بين التسويف الأكاديمي والمثابرة الأكاديمية والشفقة بالذات لدى طلاب كلية التربية؟
أهداف الدراسة:
1- التعرف على النموذج المفترض الذي يصف العلاقات بين المثابرة الأكاديمية والشفقة بالذات والتسويف الأكاديمي لدى طلاب كلية التربية.
2- التعرف على العلاقات السببية بين المثابرة الأكاديمية والشفقة بالذات والتسويف الأكاديمي لدى طلاب كلية التربية.
3- التعرف على التأثرات المباشرة وغير المباشرة بين متغيرات الدراسة في النموذج المفترض بين هذه المتغيرات.
أهمية الدراسة:
تظهر أهمية الدراسة في:
1- تناول الدراسة لطلبة المرحلة الجامعية نظراً لما تلعبه هذه المرحلة من دور فعال في العملية التعليمية بصفة خاصة وفي المجتمع بصفة عامة فهم بحاجة لزيادة الجوانب الإيجابية في شخصياتهم لكي يتمكنوا من توسيع خبراتهم.
2- تناول متغير الشفقة بالذات الذي حظي باهتمام الدراسات الأجنبية والعربية ،ومع هذا لا يزال في حاجة إلى دراسات أخرى.
3- الاستفادة من نتائج الدراسة في إعداد برامج ودورات تدريبة للطلبة موضع الدراسة لتبصيرهم بمكامن القوة في شخصيتهم وتنمية الجوانب الإيجابية وخفض الجوانب السلبية.
4- قد تسهم في التخطيط لإيجاد بعض الحلول للخفض من مستويات التسويف الأكاديمي لدى طلاب كلية التربية.
5- قد تساعد نتائج الدراسة في التوجه نحو عمل بحوث تجريبية وتصميم برامج إرشادية في موضوع رفع المثابرة الأكاديمية، وبخاصة لدى طلاب الجامعة الذي ينعكس بشكل إيجابي على حياتهم الأكاديمية والاجتماعية كتوجه حديث له آثاره النفسية والفكرية والسلوكية على المتعلمين.
6-قد تسهم في مساعدة أولياء الأمور والمرشدين والعاملين في المجال التربوي، عن طريقة تزويدهم ببعض الطرق التي تساعدهم في خفض أو التخفيف من التسويف الأكاديمي الذي يحتاجه الطلاب من خلال تأكيد دور المثابرة الأكاديمية.
عينة الدراسة:
وتشمل عينة الدراسة علي (688) طالباً وطالبة من طلاب كلية التربية للعام الدراسي (2022-2023م) بجامعة بني سويف.
أدوات الدراسة:
تم استخدام الأدوات التالية من إعداد الباحثة
مقياس المثابرة الأكاديمية.
مقياس الشفقة بالذات .
مقياس التسويف الأكاديمي.
الأساليب الإحصائية:
تم استخدام معامل ألفا كرونباخ، ومعامل الإرتباط ”بيرسون”، والتحليل العاملي التوكيدى، ونموذج المعادلة البنائية باستخدام أموس.
نتائج الدراسة:
توصلت نتائج الدراسة الحالية إلى:
1) يوجد ارتباط موجب دال احصائياً عند مستوى (0.01) بين المثابرة الأكاديمية والشفقة بالذات ، وارتباط سالب دال احصائياً بين المثابرة الأكاديمية والتسويف الأكاديمي ، وبين الشفقة بالذات والتسويف الأكاديمي.
2) يوجد تأثير مباشر دال احصائياً عند مستوى (0.01) للشفقة بالذات في كل من المثابرة الأكاديمية والتسويف الأكاديمي، وكذلك للمثابرة الأكاديمية في التسويف الأكاديمي، ويوجد تاثير غير مباشر دال إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) للشفقة بالذات في التسويف الأكاديمي خلال المثابرة الأكاديمية كمتغير وسيط.