Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحركة العلمية في الجامع الأزهر خلال العصر الفاطمي
( 361 هـ ــ 567 هـ / 972 م ــ 1171 م ) /
المؤلف
علي، محمد أبو الفضل عصمان.
هيئة الاعداد
باحث / محمد أبو الفضل عصمان علي
مشرف / ممدوح محمد حسن
مشرف / صفاء شكري نظير
مناقش / جمال احمد طه
مناقش / امام الشافعي محمد حمودي سليمان
الموضوع
جامع الأزهر العصر الفاطمي.
تاريخ النشر
2024 م.
عدد الصفحات
265 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
1/9/2024
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 283

from 283

المستخلص

يعد الجامع الأزهر في مقدمة الجامعات العلمية التي سارت مع التاريخ أجيالاً طوالاً ، فهو أطولها عمراً ، وأجلها أثراً في تاريخ الفكر العربي والإسلامي ، كما ينفرد الأزهر بضخامة ما أحدث من آثار في تاريخ العرب والمسلمين ، في شتى النواحي السياسية والاجتماعية ، الثقافية ، الفكرية ، الروحية والاقتصادية كذلك .
يعود تاريخ بناء الجامع الأزهر إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر ، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 358هـ / 969م ، وشرع في تأسيس القاهرة وقام بإنشاء القصر الكبير وأعده لنزول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ، وفي أثناء ذلك بدأ في إنشاء الجامع الأزهر ليصلي فيه الخليفة ، وليكون مسجداً جامعاً للمدينة حديثة النشأة أسوة بجامع عمرو بن العاص في الفسطاط وجامع ابن طولون في القطائع ، كذلك أُعد وقتها ليكون معهداً تعليمياً لتعليم المذهب الشيعي ونشره ، فبدأ في بنائه في جمادى الأولي 359هـ/ 970 م ، وأتم بناءه وأقيمت أول صلاة جمعة فيه في رمضان سنة 361هـ / 972م ، الجامع الأزهر مسجداً رسمياً للدولة الفاطمية ومركزاً لدعوتها الدينية ؛ فقد أمر جوهر الصقلي بقطع الدعوة للخلافة العباسية وأمر بإضافة عبارة « حيّ على خير العمل » إلى الأذان ؛ وعندما قدم الخليفة المعز لدين الله إلى القاهرة أقيمت في الأزهر أول صلاة للجمعة في السابع من رمضان سنة 361هـ/ 972م كما أقيمت أول حلقة للتدريس في عهد المعز أيضاً سنة 365هـ/ 975م تولاها قاضي القضاة أبو الحسن علي بن النعمان القيرواني وقرأ فيها كتاب أبيه المسمى « الاختصار » في الفقه الشيعي ، وتوالت بعد ذلك حلقات بني النعمان في الأزهر وهم من علماء المغرب الذين اصطفتهم الخلافة الفاطمية لدعوتها ، وقد تولوا رئاسة القضاء زهاء نصف قرن .
ويمثل الجامع الأزهر الدعامة الأولى التي استطاع الفاطميون من ألف سنة أن يحققوا بها أهدافهم الدينية والسياسية ، وأن يهيمنوا بها على العديد من انحاء العالم الاسلامي ؛ ولا يزال في وقتنا الحاضر المحراب الرابع الذي يقدسه ويجله المسلمون كافة ، في مشارق الأرض ومغاربها .
وانطلاقاً من أهمية ومكانة الجامع الأزهر جامعاً وجامعة ، وما قام به من دور واضح في الحياة العلمية في مصر خلال العصر الفاطمي ، ومن هنا وقع اختياري علي هذه الدراسة بهذا العنوان : الحركة العلمية في الجامع الأزهر خلال العصر الفاطمي ( 361 – 567هـ / 972 – 1171م ). فكان للجامع الأزهر دور بارز في الحياة العلمية منذ النشأة حيث استخدمه الفاطميين في نشر المذهب الشيعي في مصر ، وللجامع الأزهر أثره الواضح علي الحياة العلمية والثقافية في مصر خلال العصر الفاطمي كما أنه يعد الأول في مصر في تأدية دور المدارس والمعاهد النظامية وعلي وجه الخصوص في عصر الدولة الفاطمية .
وأتبعت في هذه الدراسة منهج البحث التاريخي القائم علي جمع المادة العلمية وتحليلها بما اقتضت مراحل البحث المختلفة خلال جمع المادة العلمية والصياغة التاريخية للموضوع واستخراج النتائج العلمية .
وقد تناولت هذا الموضوع وقسمته إلي مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. وكل فصل قسمته إلى مجموعة من العناصر الرئيسية والفرعية ؛ أما المقدمة : فوضحت فيها أهمية وأسباب اختيار الموضوع وأهدافه ، وأعقبت ذلك بدراسة تحليلية لأهم المصادر والمراجع التي تم الاعتماد عليها في هذه الدراسة. والفصل الأول: تحدثت فيه عن الحركة العلمية في مصر الإسلامية قبل الجامع الأزهر ، وذلك من خلال جامع عمرو بن العاص فهو أول جامع أنشأ في مصر بل في إفريقيا يتلي فيه القرآن الكريم ، ويروى فيه أحاديث النبي صلي الله عليه وسلم ، فقد كثرت الحلقات العلمية في مسجد عمرو الذي كان مركزًا علميًا لنشر الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة. . وكذلك جامع أحمد بن طولون ، الذي أصبح مشهورا ومحط الرحال ، ومجلس العلماء ، ثم تحدثت عن دخول الفاطميين مصر وإنشاء مدينة القاهرة وتأسيس الجامع الأزهر ليكون مركزا لنشر الدعـوة الشيعية في مصر ، ووضحت سياسة الفاطميين في مصر نحو أهل السنة حيث اضطهد الفاطميون أهل السنة لتثبيت أركان الدولة الفاطمية وحمايتها من أعدائها ، وذلك بنشر عقائدهم الشيعية المختلفة. والفصل الثاني: تناولت فيه الدعوة الشيعية وجهود الخلفاء الفاطميين في ازدهار الحركة العلمية في الجامع الأزهر خلال العصر الفاطمي ؛ فبعد أن استقر سلطان الخليفة المعز لدين الله ، وتم بناء الجامع الأزهر الذي أقامه للدعوة ، أفرغ جهده في إحكام دولته وتنظيمها ، فقصر التدريس في الأزهر على المذهب الشيعي الفاطمي ، واستجلب لهذه الدراسة العلماء والفقهاء في عصره ، وأجزل لهم العطاء ، وشرعوا يدرسون ويتفقهون في مذاهب الفاطميين الشيعية وتعاليمهم ويهدمون بذلك المذاهب الأخرى التي كانت شائعة في بغداد مقر الخلافة وسائر البلاد الإسلامية ، وقد وضحت بعض مظاهر الدعوة الشيعية مثل الأذان الفاطمي ، الدعاء الشيعي في خطبة الجمعة في الأزهر ؛ ثم تحدثت عن أبرز علماء الدعوة الشيعية في الجامع الأزهر من خلال مجالسهم ، وتحدثت عن اهتمام الخلفاء الفاطميين بالحركة العلمية في الجامع الأزهر ، موارد الأزهر المالية خلال العصر الفاطمي ، موظفو الجامع الأزهر ومكتبته وأروقته خلال العصر الفاطمي. ثم انتقلت إلى الفصل الثالث: فتناولت فيه العلوم النقلية في الجامع الأزهر خلال العصر الفاطمي مبينًا حلقات علوم القرآن ( التفـســير ــ القراءات )، حلقات الحـديـث وعلومه ، حلقات علم الفقـه ، حلقات علم اللغة والنحو ، حلقات الأدب والشعر ، حلقات الرواة والأخبار ( التاريخ ). وخصصت الفصل الرابع للحديث عن العلوم العقلية ومجالس القضاء والحسبة وأثرها على الحركة العلمية في الجامع الأزهر خلال العصر الفاطمي .
وقد خلصت هذه الراسة إلى عدد من النتائج ؛ لعل من أبرزها: 1ــ أن الجامع الأزهر يعد في مقدمة الجامعات العلمية التي سارت مع التاريخ أجيالاً طوالاً ، فهو أطولها عمراً ، وأجلها أثراً في تاريخ الفكر العربي والإسلامي ، 2ــ يعود تاريخ بناء الجامع الأزهر إلى بداية عهد الدولة الفاطمية في مصر ، بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر سنة 358هـ / 969م ، 3ــ أن الجامع الأزهر أسس ليكون مسجداً رسمياً للدولة الفاطمية ومركزاً لدعوتها الدينية ، 4ــ أن الجامع الأزهر كان منذ نشأته موضع عناية الخلفاء الفاطميين يتعهدونه بالعناية والرعاية، ويغدقون على من به من العلماء والطلبة العطايا والهبات ، ويذهبون إليه بأنفسهم للصلاة والوقوف على حاله ، مما كان له الأثر البالغ في حفز همم الشيوخ والطلبة إلى التفرغ للعلم ، 5ــ تحول الجامع الأزهر من جامعًا تؤدي فيه الصلاة فقط إلي مكانا للتعليم والدراسة أيضا ومشاركته في الحياة العقلية والعلمية في العصر الفاطمي