Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
برنامج إرشادي وجودي لتوكيد الهوية الفلسطينية لدى عينة من المراهقين/
المؤلف
جرادات؛ فوقية محمّد عارف
هيئة الاعداد
باحث / فوقية محمّد عارف جرادات
مشرف / سميرة محمّد شــنـد
مشرف / محمّد إبراهيـم عيد
مناقش / الفرحاتي السيد محمود الفرحاتي
مناقش / سارة حسام الدين مصطفى
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
ب-ع، 173ص:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - الصحة النفسية والارشاد النفسي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 198

from 198

المستخلص

الهوية الفلسطينية هوية متشابكة والكتابة عن تاريخها ليس بالسهل نتيجة للأحداث الكثيرة والمقعدة التي مرت بها وتعمل جاهدة على طمسها واستبدالها بهوية مخترعة جاءت من كلّ حدب وصوب من شتات الأرض مسروقة من ثقافات عديدة، وتعود الجذور التاريخية للهوية الفلسطينية لزمن الكنعانيين، إلا أن بعض المؤرخين يربط الهوية الفلسطينية مع ظهور الصهيونية التي تهدد الوجود الفلسطيني، ومع محاولا الطمس المستمرة أدى ذلك لتعزيز الهوية الفلسطينية حيث تعني الهوية الوجود في المقام الأول فهي الحامي الأساسي للدين والثقافة والحياة الاجتماعيّة والسياسية.
وتمثّل الهوية الفلسطينية واحدة من أكثر الهويات المثيرة للمشاعر والتفاعلات، وذلك لأنها نمت عبر الضدّية المباشرة مع المشروع الصهيوني، واختبرت على مر العقود الاقتلاع وفقدان الأرض والاحتلال والشتات. وقد تعايشت الهوية الفلسطينية على خطوط التماس وولدت من فوهة التحديات المصيرية دون أن تعرف ما الذي ينتظرها في اليوم التالي، فقد تمسي بحال وتصبح بحال آخر( شفيق الغبرا، 2013، 17).
وتنص القوانين الدوليّة: على أنّ لكل أقليّة تعيش ضمن مجتمع معين أحقيّه ممارسة ثقافته، ولغته واعتناق وممارسة دينه ولا يجوز حرمانهم أيّاً منها، واتخاذ التدابير التي تشجّع على هويتهم الأصلية من أجل الحفاظ على المعرفة والتاريخ والتقاليد والثقافة واللغة في الأراضي التي يقيمون فيها، وأن الدول يمنع عليها حرمانهم من هويتهم الثقافية والاجتماعية وتجريدهم من أراضيهم وأقاليمهم ومواردهم، ومنع أي تحريض أو تمييز عرقي وعنصري ضدّهم؛ والشعب الفلسطيني وثقافته وهويّته تشهد على مدى التمادي الاحتلالي في استهداف الهوية والثقافة والأرض، فسنت تشريعات بهدف سحق أي مؤسسة أو تمويل يهدف لممارسة الأنشطة الثقافية ورواية الخبرات والوقائع التي تتعارض مع الرواية الاحتلاليّة (Al- Orzza,& Hallowell, 2016, 85- 87).
ويرى Strohminger et al.(2017,551) أن الهوية تتضمن مكونات متعددة، فهي جسد وعقل وروح وأعضاء وأفكار ورغبات ونوايا وأهواء وسلوكيات، وقد أشار Schwartz et al.(2009, 4) لرؤية أريكسون للهوية وتطورها كتوازن بين تركيب الهوية وتشوشها، حيث يمثّل تركيبها انسجاماً بين الجوانب المختلفة لمعنى الفرد عن ذاته، ويشير تشوش الهوية إلى عدم وجود تماسك وتكامل بين الجوانب المختلفة لتعريف الفرد لذاته.
كما ترى ( Batool, (2017, 49- 50 أن الهوية تتشكل وتتبلور بمفهومها النفسي والاجتماعي في مرحلة المراهقة، وهي فترة حاسمة ومهمة في حياة الفرد، ومليئة بالتحديات والفرص التي ممكن أن تجعل من الفرد متميّزاً وينمو بشكل مختلف من جميع النواحي الجسمية والعقلية، وتؤثر هذه التغيرات في مجالات مختلفة منها الأكاديمية والنفسية والاجتماعية والعاطفية، وهذه الفترة يواجه المراهق فيها تحديات عديدة تؤثر في النمو السليم والصحيح لهويته النفسية والاجتماعية والشخصية.
أولاً: مشكلة الدراسة:
الهوية الفلسطينية ككل هوية مضطهدة، مرّت بمراحل ضمور وتجدد، وبمراحل استعداد وتأمل. وهي هوية عرفتها كل الجبهات والميادين وسط تعرّضها اللامتناهي للقساوة والفتك، فبعد كل تراجع تعيد المحاولة وكأنّ شيئاً لم يقع (شفيق الغبرا، 2013، 17). وقد وجد الشعب الفلسطيني نفسه في ظل مؤامرة وأمام خيارات صعبة جداً، فقد استباحت العصابات الصهيونية الأرض الفلسطينية والدم الفلسطيني منذ عام 48، حيث التهجير بالحديد والنار فقد هجر قرابة المليون نسمة من السكان الفلسطينيين إلى دول الجوار، إضافة للضفة الغربية وقطاع غزة، ودمّرت مئات المدن والقرى الفلسطينية أو أفرغت من سكانها، وبعد إعلان الاحتلال دولته بقي ما يقارب 160 ألف عربي فلسطيني في وطنهم وتحت السيادة الإسرائيلية، وهم الشريحة التي كانت في وقتها الأضعف ماديّاً واجتماعياً واقتصادياً، إلا أنهم سرعان ما حسّنوا من أحوالهم وزاد وعيهم السياسي والفكري والديني حتى أصبحوا اليوم رقماً صعباً في وجه سياسات القمع الإسرائيلية ( إبراهيم أبو جابر، 2023، 16- 17).
وعملية تكوين الهوية لا يمكن أن تبدأ من العدم، فهو يعتمد على مجموعة من الرموز التي تشكّل حجر الزاوية في بناء الهوية، التي تعمل على توحيد المجتمعات لأنها توفّر شعوراً بالانتماء والتواصل بين الناس وهذا يخلق ترابطاً بينهم، وتعدّ الهوية الوطنية وظيفة متأصلة في الدول القومية خاصّة مع تحوّل المجتمعات من الثقافة القبليّة. والتحولات السياسية والاقتصادية والإعلاميّة ساهمت بشكل مباشر في تكوين وتشكيل الهويّة الفلسطينية، فتحوّلت من الواقع السياسي وظهرت جنباً إلى جنب مع مفهوم القوميّة الذي انتشر في أنحاء أوروبا والذي أدى إلى ظهور ما يدعى بمعاداة السامية وتشكيل وطن لليهود في فلسطين، وقد شكّل استعمار فلسطين إلى تشكيل هوية فلسطينية متميّزة فريدة من نوعها مدمجة في الروايات الفردية مع القمع والطرد، وتطوّرت هذه الروايات مع استمرار الاحتلال وأُعيد بناؤها وفقاً لواقع سياسي محلي مختلف (Habashi, 2019, 77- 78).
وتتمثل المشكلة الرئيسية للدراسة الحالية في إحدى التحديات الخطيرة التي تواجه المراهقين والتي تعبر عن أزمة الهوية، وبحث المراهق عن كينونته وذاته وفرديته وبصمته الخاصة، ولأن الهوية الفلسطينية تتعرّض للعديد من الأحداث التي تعمل على تمزيقها وتفكيكها، حيث القتل والدمار والشتات والتهويد واستهدافٍ لكل ما هو فلسطيني وما يمكن أن يشكل خصوصية للهوية الفلسطينية، ولتوكيد أبعادها لدى المراهقين وتعزيز صمودهم وثباتهم في الدفاع عن الأرض والهوية والمقدسات والنضال من أجل العودة وتحقيق معنى الحياة.
وفي ضوء ما سبق يمكن تحديد مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال الرئيس التالي: ” ما فاعلية برنامج إرشادي وجودي في توكيد الهوية الفلسطينية لدى عينة من المراهقين؟” وما استمرارية نواتج البرنامج بعد فترة المتابعة.
ثانياً: أهداف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية إلى توكيد الهوية الفلسطينية لدى المراهق حيث أنّ الهوية الفلسطينية مهددة بمحاولات وممارسات الطمس والإبادة، كما أنها مهددة من قبل الإعلام الصهيوني وأدواته، وممارسات الاحتلال التهويدية التي تعمل على تهويد كل ما هو فلسطيني وعربي إسلامي بدءاً من المقررات الدراسية وتزييف التاريخ والهوية وسرقه المعالم الفلسطينية، وقد ضمن توكيد الهوية الفلسطينية أربعة أبعاد أساسية تتناسب مع طبيعة الدراسة وعينة البحث، وهي: الهوية القيمية، والهوية الاجتماعية، والهوية القومية، والهوية الشخصية، وذلك من خلال برنامج إرشادي قائم على الفكر الوجودي.
ثالثاً: أهمية الدراسة:
تتمثل أهمية الدراسة في جانبين،هما:
أ‌- الأهمية النظرية:
تستمد الدراسة أهميتها من أهمية الموضوع الذي تتبناه من حيث:
1. تناول مفهوم الهوية الفلسطينية وما مرّت به من محاولات طمس، وأهميته في الحفاظ على القضية الوطنية.
2. مرحلة المراهقة هي مرحلة الأزمة في الهوية وأزمة تأكيدها، فجاءت هذه الدراسة لتوكيد الهوية الفلسطينية لدى المراهق الفلسطيني.
3. إضافة معلومات عن الإرشاد الوجودي وما يرتبط به من جوانب فلسفية وعلمية وتطبيقية، وقدرته على ربط الجوانب الفلسفية لحياة الإنسان والبحث عن المعنى في الحياة، والبحث عن الهوية الفردية وتأكيد وجودها، ومساعدته على التأقلم بشكل جيد يتماشى مع القيم والمعتقدات والثوابت التي تحملها الهوية الفلسطينية.
ب‌- الأهمية التطبيقية:
1. في حال ثبوت فعالية البرنامج الإرشادي يمكن تطبيقه على عينات متشابهة وذلك يساهم استثمار الجانب المعنوي في حياة المراهقين.
2. قد تفيد الدراسة العاملين في المجال التربوي لتعزيز الهوية الفلسطينية.
3. إعداد مقياس توكيد الهوية الفلسطينية كأداة يمكن استخدامها في بحوث مستقبلية.
رابعاً: حدود الدراسة:
1. منهج الدراسة:
تعتمد الدراسة الحالية على استخدام المنهج التجريبي.
2. عينة الدراسة:
‌أ. عينة التحقق من الخصائص السيكومترية لمقياس توكيد الهوية الفلسطينية: وعددهم (150) طالباً ذكراً ممن تتراوح أعمارهم بين 15-16 عاماً في مدرسة حطين الأساسية، التابعة لمديرية التربية والتعليم في محافظة جنين، حيث طبّق عليهم مقياس توكيد الهوية الفلسطينية (إعداد الباحثة)، وقد استخدمت هذه العينة بهدف التحقق من صدق وثبات أدوات الدراسة.
‌ب. عينة التطبيق: تتكون من (34) طالباً في المرحلة العمرية 15- 16 عاماً تم تقسيمهم لمجموعتين بواقع (17) طالباً للمجوعة التجريبية بمتوسط حسابي 15,46 وانحراف معياري 0,41، و(17) طالباً للمجموعة الضابطة بمتوسط حسابي 15,53 وانحراف معياري 0,47 من ذوي الأرباع الأدنى على مقياس توكيد الهوية الفلسطينية، تمّ اختيارهم من مجموعة قوامها 150 طالباً ذكراً.
3. أدوات الدراسة:
- مقياس الهوية الفلسطينية (إعداد الباحثة).
- برنامج الإرشاد الوجودي (إعداد الباحثة).
4. الأساليب الإحصائية:
قامت الباحثة باختيار أنسب الأساليب الإحصائية المناسبة للتحقق من كفاءة أدوات الدراسة وتحليل البيانات بناءً على المنهج المستخدم وحجم العينة وفروضها وهي:
أولاً: الأساليب الإحصائية المتعلقة بنتائج الدراسة:
1- اختبار مان ويتني لدراسة الفروق بين مجموعات مستقلة.
2- اختبار ويلكوكسون لدراسة الفروق بين مجموعات مرتبطة.
ثانياً: الأساليب الإحصائية المتبعة للتحقق من كفاءة مقياس توكيد الهوية الفلسطينية:
1. معامل ارتباط بيرسون Person’ Correlation
2. أسلوب التحليل العاملي التوكيدي Factorial Analysis
3. معامل ألفا كرونباخCronbach Alfa Coefficient
خامساً: فروض الدراسة
1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية والضابطة في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية على مقياس توكيد الهوية الفلسطينية.
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي على مقياس توكيد الهوية الفلسطينية.
3. لا توجد فروق دالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي وذلك على مقياس توكيد الهوية الفلسطينية.
نتائج الدراسة:
1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.01) بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة على أبعاد مقياس توكيد الهوية الفلسطينية والدرجة الكلية في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة ( 0.01 ) بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية قبل وبعد تطبيق البرنامج المستخدم في الدراسة على جميع أبعاد مقياس توكيد الهوية الفلسطينية والدرجة الكلية في القياس القبلي والبعدي لصالح البعدي.
3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائياً بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسيين البعدي والتتبعي على جميع أبعاد مقياس توكيد الهوية الفلسطينية والدرجة الكلية.