الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يتناول موضوع هذه الدراسة ( جهود الإمام أبي حيان الأندلسي (ت 745) ه في الرد على أهل الكتاب من خلال كتابه البحر المحيط في التفسير. أولاً -أهمية الدراسة: أ)تكمن أهمية هذا البحث في كون الإمام أبي حيان من علماء القرن الثامن الهجري الذين كان لهم جهود مشكورة في بيان انحراف أهل الكتاب ونقد عقائدهم وفي إبراز جهوده ردا على الذين يزعمون أن الدراسات النقدية للأديان لم يتوصل إليها المسلمون إلا في عصور متأخرة حيث أكدت هذه الدراسة أن علم الأديان علم إسلامي أصيل كان العلماء المسلمين فضل السبق في نشأته ووضع جذوره وقواعده، وذلك بهدي من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. ب) وتأكد هذه الدراسة أنه ما زال في بطون كتب السابقين من علماء التراث ومؤلفاتهم مناهج إسلامية أصيلة في نقد عقائد أهل الكتاب سبق بها علماء النقد في الدراسات الحديثة بقرون مما يؤكد حيويتها ووصولها إلي الباحثين والقراء علي حد سواء وذلك رغبة في إحياء هذا التراث وبعثة من جديد حتي يعرف القاضي والداني أن تراثنا الإسلامي يحمل بين ثناياه علوماً متنوعة تحتاج الكشف عنها وإبرازها والاستفادة منها . ج)عمدة الدراسة في هذا البحث هو تفسير البحر المحيط وهو كتاب له أهميته العلمية. ثانياً مشكلة الدراسة:ـــ لم أقتصر في بحثي هذا على تنسق وتجميع المادة العلمية التي تناولها الإمام أبي حيان في عرض ونقد عقائد أهل الكتاب من خلال تراثه بل قابلت بين أقوال الإمام وأقوال غيره من علماء مقارنة الأديان مسلمين وغير مسلمين، مع الاستشهاد بفقرات العهد القديم والعهد الجديد وذلك حتى أثبت صحة أقوال الإمام، ودقتها في نقد عقائد أهل الكتاب، ولم تكن هذه الوقفة سهلة المنال؛ حيث إنها تلقي على الباحث أعباء ثقيلة تقتضي منه تحقيق الأقوال والنصوص وتحليلها وتدقيقها من أجل الوصول إلى مدلولها الصحيح؛ لذلك بذلت قصارى جهدي وفكري من أجل هذه الغاية. ثالثاً النتائج :- وقد توصلنا في هذه الدراسة إلى جملة النتائج التالية :- 1- ثبت لي من هذا البحث أن أبا حيان عاش بمصر قرابة ستة وستين عاما ًفقد حل بمصر سنة 679هـ ومات 745هـ . 2-تبين لي من هذا البحث أن العصر الذي عاشه أبو حيان هو عصر النشاط العلمي يدلل على ذلك شيوخه الذين أخذ عنهم وتلاميذه الذين نقلوا علمه وخلدوا ذكره وتراثه الفكري . 3-ثبت لي من هذا البحث أن أبا حيان وإن كان قد اهتم في كتابه البحر المحيط بالنواحي اللغوية وتوسع فيها لم يهمل الجوانب التفسيرية الأخرى كذكره المعاني اللغوية للآيات والأسباب الواردة في نزولها والناسخ والمنسوخ واوجه القراءات القرءانية والأحكام الفقهية فالكتاب اسم على مسمى . 4-جمع أبو حيان في تفسيره بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي فقد نقل عن رسول الله وصحابته والثقات التابعين كما جرت العادة في كتب التفسير أن ينقل اللاحق عن السابق, واجتهد أبو حيان فتكلم عن غوامض الأعراب وكان له ترجيحات في التفسير . 5-تبين لي من هذا البحث أن هناك جملة من الأسباب والعوامل حملت اليهود على تحريف كتاب الله وتبديل أحكامه وقد ظهرت صور هذا التحريف في كتبهم بوضوح وجلاء . 6-ثبت لي من هذا البحث أن النصارى حيال القتل والتنكيل والتعذيب الذي وقع عليهم من قبل قياصرة الرومان بعد عيسى حرفوا الدين وبدلوه. |