Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المضامين التربوية في كتابات باولو فريري مدخل لتحديد منظومة القيم الحاكمة للممارسات التربوية لدى معلمي المرحلة الثانوية بدولة الكويت /
المؤلف
مبارك، أحمد فيصل أحمد عيسى.
هيئة الاعداد
باحث / أحمد فيصل أحمد عيسى مبارك
مشرف / عبدالودود محمود مكروم
مشرف / على عبدربه حسين إسماعيل حماد
مناقش / ياسر مصطفى الجندى
مناقش / أمل معوض الهجرسى منيع
الموضوع
معلمي المرحلة الثانوية - الكويت. التعليم. الفكر التربوي في كتابات باولو فريري. إدارة العملية التعليمية.
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
مصدر الكتروني ( 240 صفحة ) :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية التربية - أصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 233

from 233

المستخلص

يعد التعليم أحد أهم ركائز نمو المجتمعات في أبعاده المختلفة، القيمية، والثقافية، والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، بل أن جودة التعليم وقدرته على صناعة إنسان ذو وجود مؤثر في بيئته قادر على انتاج المعرفة بوعي نقدي دون الاكتفاء بتداولها هي الغاية المرجوة، فالتعليم لا يعني أبداً مجرد نقل المعلومة وتلقين المعرفة المحصورة في المنهج المدرسي للمتعلمين، وإنما هي مسؤولية إنسانية بالدرجة الأولى تعمل على بناء الوعي الفردي والذي ينعكس بدوره على المجتمع من خلال تحرير العقل البشري من سطوة الممارسة السلطوية بصورها المختلفة، فضلاً عن أن التعليم يعد من صميم قيم المواطنة في سعيها لتنمية مستقبل البلدان وبناء حضارتها. تعد القيم التي يتبناها المعلم بمثابة الباعث والمحرك لممارساته مع المتعلمين لما يمثل لهم من قدوة قيمية ومعرفية يقتدون بها، وقد بين (خليفة، ١٩٩٢) أهمية الأنساق القيمية التي تنعكس على أداء التعلمين من خلال ما يتبناه المعلم في خطابه وتفاعله معهم، فتكمن أهمية القيم في الأسلوب الذي يتبعه المعلم مع المتعلمين من قبيل النظر إلى التعليم على أنه وسيلة لإشباع الحاجات المرتبطة بتحقيق الذات، واتباع الأسلوب الديمقراطي في إدارة العملية التعليمية، والسعي لتحصيل المعرفة باعتبارها وسيلة للنمو المهني، كما أن انعكاس ممارستها يظهر جلياً على أداء المتعلمين فهي تعد بمثابة عوامل مؤثرة على القدرات ونمو الإبداع، وما حالة التردي التي يمنى بها التعليم إلا نتيجة إما تعارض القيم بين التنظير والواقع العملي أو لعدم إيمان العنصر الأساس في العملية التعليمية وهو المعلم بالدور المناط به في تكوين البنية القيمية والمعرفية والثقافية لدى المتعلمين مما يؤدي إلى أن ينعكس هذا التراجع على مخرجات العملية التعليمية، فالقيم بالنسبة للمعلم ينبغي لها أن تمثل الفلسفة التي تعطي معناً للحياة ويعيش الفرد على أساسها في التعاطي مع المواقف والأحداث واتخاذ المواقف القرارات وإصدار الأحكام. مشكلة الدراسة وأسئلتها : إن التربية الحديثة ومتطلبات العصر تلح بالأدوار الفاعلة للمعلمين في مواجهة التحديات المؤثرة على مخرجات العملية التعليمية، ولا يمكن للمعلم أن يتصدى لهذا الدور إلاّ من خلال إيمانه بقوة التأثير بما يملك من الأدوات التي يتسلح بها، ولئلا يعيش المعلم الفجوة المعرفية نتيجة التراكم والتكاثر السريع للعلم والمعرفة المختلفة والتي تتسم بها طبيعة العصر مما ينبغي له أن يواكب المستجدات في المعارف والاطلاع المستمر في التربويات وفي مجال تخصصه بغية المعرفة والتحليل والنقد والتفسير، فيقوم بدور الباحث على أن يوظف هذا البحث والاطلاع في تنميته مهنياً وتعليم طلابه، كما هو الحال في الجانب الثقافي الذي يمس واقع المتعلمين، فيقوم المعلم بدور المحاور والمحلل الناقد الموضوعي حيث يقوم بمحاوره طلابه ومعرفة اتجاهاتهم وبيان الغث والسمين وبذلك يكسب المتعلمين القدرة على النقد الموضوعي ووضع الأمور في نصابها الصحيح (المفتي، ٢٠٢١)، وهذا ما يشير إليه باولو فريري في فلسفته التربوية من أن التدريس لا يمكن أن يختزل في الاتصال السطحي بالموضوع أو محتوياته، بل يمتد ليشمل الشروط التي يصبح فيها التعلم النقدي ممكناً، ويتضح أن دور المعلم هو دور المالك الهادئ ليقين يتعلق بتدريس لا يقتصر على المحتوى فحسب بل يمتد أيضاً إلى عملية التفكير الصحيح، فالكلمات التي يلقيها المعلم يجب أن تكون ذات طابع عملي تنعكس على واقع المتعلم وتترجم عملياَ في حياته (فريري، ٢٠٠٤). تتمثل مشكلة الدراسة في محاولة الإجابة عن السؤال التالي : إلى أي مدى يمكن الاحتكام إلى المضامين التربوية في كتابات باولو فريري في بناء منظومة قيم حاكمة للممارسات التربوية لدى معلمي المرحلة الثانوية بدولة الكويت. وعن هذا السؤال تتفرع التساؤلات التالية : ١- ما المعالم الرئيسية المميزة لأدبيات الفكر التربوي في كتابات باولو فريري، وما المضامين التربوية المرتبطة بها؟ ٢- ما مدى وعي معلمي المرحلة الثانوية بدولة الكويت بمنظومة القيم الحاكمة لممارسات التربوية وانعكاساتها على جودة أداء التعليمي؟ ٣- ما نوع وطبيعة المشكلات التي تعوق فعالية منظومة القيم كما يدركها معلمي التعليم الثانوي بدولة الكويت دون توجيه الممارسة وتحقيق المستوى الأعلى من الجودة التعليمية؟ ٤- ما متطلبات تفعيل منظومة القيم الحاكمة للممارسات التربوية لدى معلمي المرحلة الثانوية بدولة الكويت على ضوء المضامين التربوية في كتابات باولو فريري؟ أهداف الدراسة : تهدف الدراسة إلى محاولة الكشف عن المضامين القيمية في كتابات باولو فريري كمدخل لتحديد منظومة القيم الحاكمة للممارسات التربوية لمعلمي المرحلة الثانوية بدولة الكويت، وذلك من خلال : ١- الكشف عن المعالم الرئيسية المميزة لأدبيات الفكر التربوي في كتابات باولو فريري، وما المضامين التربوية المرتبطة بها. ٢- معرفة مدى وعي معلمي المرحلة الثانوية بدولة الكويت بمنظومة القيم الحاكمة للممارسات التربوية وانعكاساتها على جودة أداء التعليمي. ٣- التعرف على نوع وطبيعة المشكلات التي تعوق فعالية منظومة القيم كما يدركها معلمي التعليم الثانوي بدولة الكويت دون توجيه الممارسة وتحقيق المستوى الأعلى من الجودة التعليمية. ٤- الكشف عن متطلبات تفعيل منظومة القيم الحاكمة للممارسات التربوية لدى معلمي المرحلة الثانوية بدولة الكويت على ضوء المضامين التربوية في كتابات باولو فريري. منهج الدراسة : تقتضي طبيعة الدراسة الحالية استخدام : ١- منهج تحليل المضمون : بهدف الكشف عن المضامين التربوية في كتابات باولو فريري وتحديد القيم التربوية الحاكمة على فكره التربوي، ثم محاولة البحث عن إمكانية توظيفها على نموذج التربية في دولة الكويت في أبعاد مختلفة (إعداد المعلمين، المناهج، ومعايير تقييم الجودة). ٢- منهج وصفي : في محاولة للكشف عن واقع القيم التربوية الحاكمة للممارسات التربوية لدى معلمي المرحلة الثانوية، والمشكلات التي تعوق فعالية منظومة القيم وتحول دون تحقيق المستوى الأعلى من الجودة التعليمية، ومقترحات العلاج. عينة الدراسة وأدواتها : بعد الاطلاع على الدراسات السابقة والتعرف على الأدوات المستخدمة في تبيان المضامين التربوية في كتابات باولو فريري، والكشف عن منظومة القيم الحاكمة لممارسات المعلمين، سيتم استخدام الأدوات التالية للإجابة عن تساؤلات الدراسة وهي : ١- استبانة موجهه إلى عينة من معلمي المرحلة الثانوية بدولة الكويت حول منظومة القيم التربوية الحاكمة للممارسات التربوية. ٢- بطاقة ملاحظة (استمارة تحليل الممارسة) للوقوف على مدى وعي المعلمين بأهمية منظومة القيم وتطبيقهم لها في واقعهم العملي داخل الفصول الدراسية. نتائج البحث : كشفت النتائج عن التزام المعلمين في القيام بمسئولياتهم لما يمثلونه من نموذج للقدوة المجتمعية، وأشارت النتائج إلى دور المعلمين في توجيه وعي المتعلمين إلى دورهم المستقبلي في بناء الوطن على المستوى الحضاري وتشجيعهم على آليات التعبير المناسبة دون حرج أو خوف، وكشفت نتائج الدراسة عن ارتباط المعلمين بالقيم المعبرة عن ثقافة المجتمع والنابعة عن التأصيل الإسلامي واعتزازهم بالهوية العربية والإسلامية، وأشارت النتائج إلى اعتبار الأعباء الخاصة بالمناهج الدراسية والتي تتطلب جهداً من المعلم كأبرز التحديات التي تعيق دور المعلمين في الوفاء بمسئولياتهم لتنمية القيم في سلوك المتعلمين، وأما بالنسبة للمقترحات اللازمة لفعالية دور المعلمين في الوفاء بمسئولياتهم لتنمية القيم في سلوك المتعلمين فإن نتائج الدراسة أشارت لأهمية تهيئة المعلم المبتدئ من خلال الدورات التدريبية على أخلاقيات مهنة التعليم، وخرجت الدراسة بمشروع عمل مقترح يهدف إلى تدريب معلمي المرحلة الثانوية بدولة الكويت على المنظومة القيمية الحاكمة للممارسات التربوية وبنود الميثاق الأخلاقي الحاكمة لها. التوصيات : وعلى ضوء ما نتجت عنه الدراسة عبر أدواتها من استبانة وبطاقة تحليل ممارسة فإن الباحث يوصي بالتالي : 1- الاطلاع على أدبيات الفكر التربوي الغربي، ومواكبة ما يطرحه المفكرون الغرب في مجال القيم التربوية (باولو فريري نموذجاً) والاستفادة منه ميدانياً مع مراعاة خصوصية المجتمع وهويته. 2- أن تولي وزارة التربية في دولة الكويت مزيداً من الاهتمام في البُعد القيميّ وفق خطط منهجية مع متابعة أثرها ونتاجها على الفرد والمجتمع. 3- أن يعاد صياغة الميثاق الأخلاقي لمهنة التعليم في دولة الكويت بما يتناسب مع المستجدات في مجال التربية الحديثة والتأكيد على البُعد القيمي فيه. 4- تخصيص مساقات ومقررات دراسية منفردة تتناول التربية القيمية وانعكاسها على الفرد والمجتمع تنطلق من خصوصية المجتمع وتعالج تحدياته. 5- عمل دورات تدريبية مستمرة أثناء الخدمة لفئة المعلمين تمكنهم من الوقوف على آليات تدريس القيم وقياس ناتج التعلم فيها. 6- تدريب الطلاب المعلمين في كليات التربية من خلال مساقات خاصة تمكنهم من صناعة الموقف التعليمي المرتبط بالقيم. 7- تدريب المعلمين على استخدام استراتيجيات الحوار والتفكير الناقد وتوظيفها في شرح المحتوى التعليمي. 8- اشتمال المقررات الدراسية على البُعد القيمي والأخلاقي ضمن المحتوى التعليمي بحيث تكون جزءاً من جهد المعلم في التحضير للمادة العلمية. 9- التكامل المنهجي بين المقررات الدراسية في مجال القيم وتقييم المتعلمين على أساسها. 10- عقد الورش والمحاضرات المستمرة التي تؤكد على أهمية البُعد القيمي في ممارسة المعلمين أثناء الخدمة. 11- تعزيز الشراكة المجتمعية بين مؤسسات المجتمع المدني ووزارة التربية في مجال التطوّع وخدمة المجتمع لكل من المعلمين والتعلمين، والتأكيد على دورها في معايشة التحديات والمساهمة بوضع الرؤى والحلول.