Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج معرفي سلوكي في تحسين الأداء الوظيفي الأسري المدرك وأثره على جودة الحياة النفسية لدى المراهقين بالمرحلة الثانوية /
المؤلف
محمد، خلود محمد عبد الله
هيئة الاعداد
باحث / خلود محمد عبد الله محمد
kholoud.m.abdallah@gmail.com
مشرف / هبه محمود أبو النيل
مشرف / محمد مصطفى طه
الموضوع
الاسرة جودة الحياة المراهقين المرحلة الثانوية
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
264 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الصحة النفسية
الناشر
تاريخ الإجازة
6/6/2024
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 283

from 283

المستخلص

تعد الأسرة هي مهد التربية، ومنطلق التطبيع الاجتماعي، وهي التربة الأولى التي ينشأ الأبناء في كنفها وتُرسى دعائم شخصياتهم عن طريق عملية التنشئة الاجتماعية، فتتعدد أدوار الأسرة في حياة أبنائها حيث تَعهد لهم بتقديم الحماية والرعاية والإرشاد والتوجيه، والأسرة كنظام اجتماعي لها وظائف متعددة، فإن هي نجحت في أداء رسالتها ووظائفها فإنها ستؤثر بدرجة كبيرة في بناء الكيان النفسي والشخصي لأبنائها ولا سيما المراهقين، وهو ما يبرز أهمية الدور الذي تقوم به الأسرة والجو العائلي المستقر والعلاقات الوالدية السليمة والنموذج الأبوي على شخصية الأبناء وجودة حياتهم النفسية في مراحل العمر المختلفة.
وتحتل الأسرة أدورًا وظيفية بالغة الأهمية والتي لها تأثيرها المباشر في تحسين نمو أبنائها نفسيًا واجتماعيًا، وتتضح تلك الأهمية وذلك الدور الخطير للأسرة في حياة الأبناء ولا سيما المراهقين من خلال الدراسات والبحوث التي قامت بالتركيز علي دراسة الأداء الوظيفي الأسري لكونه بمثابة آلية للمحافظة على توازن المنظومة الأسرية، والمتمثل في مدي قدرة الأسرة علي القيام بوظائفها المختلفة تجاه إشباع الحاجات المادية والنفسية لأفرادها وتنشئة الأبناء ورعاية نموهم الجسمي والنفسي والعقلي والاجتماعي، وذلك في محاولة لدراسة العوامل والتأثيرات الأسرية بصورة أكثر تكاملاً ودينامية، فالأسرة الجيدة هي التي تتيح لأفرادها تنمية قدراتهم وإشباع حاجاتهم بطريقة صحية وبناءة (Coyle,2000,1-32).
ويتم الأداء الوظيفي الأسري من خلال شبكة العلاقات والتفاعلات داخل الأسرة وأدوار ومسئوليات أفراد الأسرة وأشكال الضبط التي تُمارس فيها، وأسلوب إشباع الاحتياجات النفسية للأفراد، واتجاهات وأساليب المعاملة التي ينتهجها الآباء في التنشئة والتماسك والمساندة بين الأعضاء بصورة تتعدي العلاقات الضرورية والجزئية، فالوظائف الأسرية هي مخرجات للتفاعل الأسري في صورته الكلية، فهي تعكس محصلة نتائج ذلك التفاعل ومدى القدرة علي تلبية احتياجات أفراد الأسرة ورعاية نموهم، كما أن الأداء الوظيفي للأسرة يعد مفهومًا مفتاحيًا وأساسيًا لفهم الصراع بين الآباء والأبناء، وكلما تقاربت وجهات نظر الآباء والأبناء في إدراك وتصور الأداء الوظيفي الأسري، كلما قلت الصراعات بينهم وازداد الترابط والتوافق داخل الأسرة، كما يتطلب النجاح في أداء الوظائف الأسرية التعاون بين أفراد الأسرة ووجود شبكة عمل أسرية يقوم فيها كل فرد بالدور المطلوب منه (Andrew, 2003,300).
ويعد مفهوم جودة الحياة النفسية أحد المفاهيم الأساسية في علم النفس الإيجابي المرتبطة بتحقيق الصحة النفسية للفرد. فمفهوم جودة الحياة مفهوم نسبي، إذ تختلف معانيه ودلالاته باختلاف الأفراد والثقافات، فالبعض يرى جودة الحياة في المال، والبعض الآخر يراها في الصحة، ومنا من يراها في السعادة، ومع ذلك يظل هذا المفهوم مظلة عامة يندرج تحتها الكثير من المضامين كالرضا عن الحياة، والأمن النفسي، والهناء الشخصي، والقناعة، والسعادة الشخصية، وتحقيق الذات، والإحساس بالرفاهية (النجار، 2011، 62).
والحديث عن جودة الحياة النفسية يلازمه بالضرورة الحديث عن الأسرة وما تقوم بتأديته من أدوار وظيفية تجاه أبنائها عامة والمراهقين خاصة، حيث يعد تصوّر المراهقين لحياتهم الأسرية وإدراكها واحدًا من الأساليب المتبعة لفحص واستكشاف الأداء والوظيفة العامة للأسرة، حيث تُدرك الوظيفة الأسرية كمصفوفة من المهام البيولوجية والاجتماعية والنفسية والأخلاقية والدينية التي تسهم بصورة كبيرة في تحسين جودة حياتهم النفسية (الشربيني، 1978).
ومن خلال ما سبق عرضه، ترى الباحثة أن الأسرة تمثل دائرة النفوذ الأكثر أهمية أثناء فترة المراهقة، كما تمتلك العديد من الإمكانيات لكي تعمل كمؤشر استقرار مهم في عملية تنشئة المراهقين نفسيًا واجتماعيًا من خلال تأديتها لوظائفها العديدة وأدوارها بصورة سليمة وإدراك الأبناء لتلك الأدوار والوظائف الأسرية هو الأمر الذي يتحقق معه جودة حياتهم النفسية، بالإضافة إلى عنصر التفاعل السائد خلال قيام الأسرة بوظائفها وعلي وجه التحديد الرابطة العاطفية التي توحد بين أفراد العائلة وتحقق استقلالية الفرد في النظام الأسري الأمر الذي يضمن التفاعل البناء مع المراهقين ودعم العلاقات المترابطة والدافئة والآمنة والداعمة بين أفرادها، ما يؤدي لتزويد المراهقين بالسياق والبيئة الأسرية الضرورية لازدهار قدراتهم علي إنجاز مهامهم التطورية الاجتماعية والنفسية.
مشكلة الدراسة:
يمكن صياغة مشكلة الدراسة في الأسئلة التالية:
1. ما الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي للأداء الوظيفي الأسري المدرك؟
2. ما الفروق بين القياسين القبلي والبعدي للأداء الوظيفي الأسري المدرك لدى المجموعة التجريبية؟
3. ما الفروق بين القياسين البعدي والتتبعي للأداء الوظيفي الأسري المدرك لدى المجموعة التجريبية؟
4. ما الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي لجودة الحياة النفسية؟
5. ما الفروق بين القياسين القبلي والبعدي لجودة الحياة النفسية لدى المجموعة التجريبية؟
6. ما الفروق بين القياسين البعدي والتتبعي لجودة الحياة النفسية لدى المجموعة التجريبية؟
أهداف الدراسة:
هدفت الدراسة الحالية إلى:
1. التعرف على فعالية البرنامج المعرفي السلوكي في تحسين الأداء الوظيفي الأسري المدرك، وأثره على جودة الحياة النفسية لدى المراهقين بالمرحلة الثانوية.
2. الكشف عن استمرارية فعالية البرنامج المعرفي السلوكي في تحسين الأداء الوظيفي الأسري المدرك وأثره على جودة الحياة النفسية لدى المراهقين بالمرحلة الثانوية.
أهمية الدراسة:
وفيما يلي نلقي الضوء على الأهمية النظرية والتطبيقية للدراسة:
أ‌. الأهمية النظرية:
1. تتمثل أهمية الدراسة النظرية في كون الأسرة هي أساس التكوين الاجتماعي لأي مجتمع، فهي الدرع الحصين لجميع المجتمعات، ومن غيرها لن يكون هناك مجتمع متماسك قوي.
2. الاهتمام بمرحلة المراهقة باعتبارها مرحلة بالغة الأهمية في تشكيل شخصية الأفراد، فهي فترة تطور الفرد التي تقوده من الطفولة إلى سن الرشد، وهي تتميز بتغيرات مهمة على المستوي البيولوجي والنفسي والاجتماعي، الأمر الذي يزيد من احتياج المراهق للتواصل الفعال مع الوالدين.
3. تتميز فترة المراهقة عن غيرها من فترات العمر بكثرة ما تمتلئ به من مشكلات تواجه المراهق في حياته اليومية، ومن أبرزها مشكلة علاقته مع الكبار وخصوصاً الآباء ومحاولة التخلص من السلطة والشعور بالاستقلال وتحسين جودة حياته النفسية، الأمر الذي دفع الباحثة للقيام بالدراسة الحالية.
4. محاولة لفت انتباه الآباء والأمهات إلى الآثار السلبية الناتجة عن انعدام الأداء الوظيفي الأسري المدرك أو انخفاضه لدى الأبناء الذي قد يؤدي إلى اختلال جودة الحياة النفسية والجسمية والاجتماعية.
ب‌. الأهمية التطبيقية:
1. توظيف مقياس الأداء الوظيفي الأسري المدرك وتفعيله كأداة فعالة لقياس الأداء الوظيفي الأسري المدرك لدى المرحلة الثانوية.
2. إمكانية إسهام نتائج تلك الدراسة في تقديم برامج تهدف إلى تحسين الأداء الوظيفي الأسري المدرك لدى المرحلة الثانوية.
3. يمكن أن تساعد هذه الدراسة في معرفة العوامل الأكثر إسهامًا في تحسين الأداء الوظيفي الأسري المدرك.
4. توظيف مقياس جودة الحياة النفسية وتفعيله كأداة فعالة لقياس جودة الحياة النفسية لدى المرحلة الثانوية.
فروض الدراسة:
1) توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطى درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي على مقياس الأداء الوظيفي الأسري المدرك لصالح أفراد المجموعة التجريبية.
2) توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس الأداء الوظيفي الأسري المدرك لصالح القياس البعدي.
3) لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس الأداء الوظيفي الأسري المدرك.
4) توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي على مقياس جودة الحياة النفسية لصالح أفراد المجموعة التجريبية.
5) توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات أفراد المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي على مقياس جودة الحياة النفسية لصالح القياس البعدي.
6) لا توجد فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات القياسين البعدي والتتبعي في مقياس جودة الحياة النفسية لدى المجموعة التجريبية.
محددات الدراسة:
تتحدد الدراسة الحالية بالمحددات التالية:
1- المحددات المكانية:
تم تطبيق أدوات الدراسة على الطلاب المراهقين بالمرحلة الثانوية في مدرستي السيدة عائشة الثانوية بنات، ومدرسة الديوان للغات الثانوية ببني سويف.
2- المحددات الزمنية:
تم تطبيق أدوات الدراسة الحالية خلال العام الدراسي 2023/2024.
3- المحددات المنهجية: تتمثل في:
أ. منهج الدراسة: تستند الدراسة إلى المنهج الشبه تجريبي، سعيًا لتحقيق أهدافها.
ب. عينة الدراسة: أجريت الدراسة على المراهقين بالمرحلة الثانوية في مدرستي السيدة عائشة الثانوية بنات، والديوان للغات الثانوية ببني سويف.
• عينة التحقق من الكفاءة السيكومترية:
تكونت عينة التحقق من الكفاءة السيكومترية من (300) طالبًا من طلاب المرحلة الثانوية مدرستي السيدة عائشة الثانوية بنات، والديوان للغات الثانوية ببني سويف، حيت تراوحت أعمارهم ما بين (15-18) عامًا.
• العينة الأساسية:
تكونت العينة الأساسية من (60) طالبًا وطالبة ينخفض لديهم الأداء الوظيفي الأسري المدرك وجودة الحياة النفسية، تم الاعتماد عليهم كعينة أساسية في الدراسة الحالية، وقد تراوحت أعمارهم ما بين (15 – 18) عامًا بمتوسط حسابي قدره (16.42) وانحراف معياري (1.11)، وقد تم تقسيمهم إلى مجموعتين تجريبية وضابطة، وذلك على النحو التالي: المجموعة التجريبية، وتتكون من (30) طالبًا وطالبة بمدرسة الديوان الخاصة لغات الثانوية، والمجموعة الضابطة، بمدرسة السيدة عائشة الثانوية بنات، وتتكون من (30) طالبة.
4- أدوات الدراسة: وتمثلت فيما يلي:
(1) مقياس الأداء الوظيفي الأسري المدرك (إعداد: الباحثة).
(2) مقياس جودة الحياة النفسية (إعداد: Ryff, 1995، تعريب: النجار، 2011).
(3) البرنامج المعرفي السلوكي (إعداد: الباحثة).
5-الأساليب الإحصائية:
تم إجراء المعالجة الإحصائية للبيانات التي تم الحصول عليها بالأساليب الإحصائية التالية:
أ. المتوسط الحسابي.
ب. الانحراف المعياري.
ج. معامل ارتباط بيرسون.
د. اختبار (ت) للعينات المستقلة.
وذلك من خلال حزمة البرامج الإحصائية للعلوم الاجتماعية، والمعروفة اختصارًا بـ SPSS.
نتائج الدراسة
أسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة في الأداء الوظيفي الأسري المدرك وجودة الحياة النفسية بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبية، كما أسفرت عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي درجات القياسين القبلي والبعدي في الأداء الوظيفي الأسري المدرك وجودة الحياة النفسية لدى أفراد المجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي، وأسفرت أيضًا عن عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي درجات القياسين البعدي والتتبعي في الأداء الوظيفي الأسري المدرك وجودة الحياة النفسية لدى المجموعة التجريبية.