الفهرس 
الإطــــار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 131 |  |  |
| | | from | 131 | | |
المستخلص
/1 مقدمة البحث Introduction:
يعتبر المورد البشري العمود الفقري للمؤسسات المعاصرة والمصدر الأساسي لتحقيق الميزة التنافسية والصمود في وجه المنافسة المتزايدة، وعليه فلكي تتمكن المؤسسات من البقاء والاستمرار، فيجب عليها استثمار كافة مواردها البشرية من الرجال والنساء، وتشير الاتفاقيات والمواثيق الدولية إلى ضرورة المساواة بين الجنسين بوصفها دعامة مهمة للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة على المدى البعيد سواء على مستوي الدول أو المؤسسات، وكذلك المزايا التي تجنيها المؤسسات من جراء التعرف على مواهب المرأة وصقلها والقضاء على التمييز بكافة صوره (عبد العال، 2023: 145).
فالمرأة لديها مجموعة من المهارات التي تجعلها مؤهلة لتولي المناصب الإدارية العليا، فهي تدير المهام الإدارية بكفاءة، وتتمتع بلمسة شخصية في الإدارة، مع رغبة قوية في تحقيق الاستقلال ودافع للتقدم الوظيفي في العمل، إضافةً إلى ذلك، تظهر النساء تصرفات أخلاقية أكثر من الرجال، حيث يُلاحظ احترامهن لمشاعر الآخرين وحرصهن على تجنب الأذى والبحث عن حلول فعّالة تقلل من الآثار الضارة، ومع ذلك، لم تلتفت الدراسات الإدارية بشكل كافٍ إلى دور المرأة في المجال الإداري حتى نهاية عام 1970، خاصة فيما يتعلق بالتركيز على تواجد النساء في المناصب الإدارية العليا (Bhojwaning, 2020:50).
وعلى الرغم من تمتع المرأة بالعديد من السمات التي تؤهلها لتولي المناصب الإدارية العليا، إلا أن هناك العديد من المعوقات التنظيمية، الشخصية والاجتماعية التي تحد تقلدها للمناصب الإدارية العليا، ولذلك لابد من وضع الإستراتيجيات والبدائل والتدابير التي تساعد المرأة نحو تدرجها الوظيفي والقضاء على أي عقبات أو تحديات تواجهها وتعرقل مسيرة تقدمها الوظيفي(Alzadjali et al., 2020:27) ، كما يتطلب نجاح المرأة وضع الحلول مع الاستفادة من نتائج الدراسات والأبحاث العلمية السابقة التي تستهدف تغلب المنظمات على تلك المشكلات وتهيئة المناخ الإداري المناسب والعمل على إزالة المعوقات المؤثرة على تولي المرأة للمناصب الإدارية العليا (Ali et al., 2020:338).
كما أن المعتقدات الشائعة بأن المناصب الإدارية العليا تتطلب مجموعة من الخصائص والصفات الشخصية لا تتوافر لدى المرأة وأنها أقل دافعية للتقدم وللترقية للوظائف العليا من الرجل وأقل استقراراً منه في العمل، كانت وما تزال افتراضات لم تثبت صحتها في الواقع العملي. وأن التمثيل غير المتكافئ للمرأة في المناصب الإدارية العليا من أهم المعوقات الإدارية سواء في منظمات الأعمال الخاصة وفي المؤسسات العامة أو ما يطلق عليه في الأدبيات الإدارية المعاصرة مصطلح السقف الزجاجي الذي يجسد المعوقات الوظيفية، التي تحول دون وصول المرأة إلى المناصب الإدارية العليا، وهو في الواقع ظاهرة عالمية، وإن اختلفت في الدرجة والمسار من بلد لآخر ومن سياق لآخر(Imadoğlu et al., 2020:87).
والخلاصة أنه من الملفت للنظر أن المرأة تلقى عند تقدمها والتحاقها بالعمل المساعدة الكاملة من القيادات التنظيمية، إلا أن تلك الحفاوة تبدأ بالتراجع عندما تعلن عن نيتها للتقدم للوظائف الإدارية العليا (الحاج والناصر، ۲۰۱۸ : 180)، وهو ما يقود للتساؤل عن السبب في ذلك؟ والإجابة هي أن هناك معوقات تؤثر على التقدم الوظيفي للمرأة في المناصب العليا.
وفي ضوء ما سبق، تأتي فكرة البحث لتحديد تأثير المعوقات التي تواجه المرأة (المعوقات التنظيمية، المعوقات الشخصية والمعوقات الاجتماعية) في تقدمها الوظيفي في المناصب الإدارية العليا، ومدى وجود فروق معنوية في آراء المستقصي منهم للمعوقات التي تواجه المرأة وتقدمها الوظيفي في المناصب الإدارية العليا وفقا للنوع والمستوى الإ