الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ”الواقع أن المنهج الرياضي هو الذى أكسب الفيزياء الحديثة قدرتها التنبؤية وعلى كل من يتحدث عن العلم التجريبي أن يذكر أن الملاحظة والتجربة لم يتمكنا من بناء العلم الحديث إلا لأنهما اقترنا بالاستنباط الرياضي. فالفيزياء عند نيوتن تختلف اختلافاً كبيراً عن صورة العلم الاستقرائي التي رسمها فرانسيس بيكن قبل جيلين من عهد نيوتن. لا نزاع فى أن التقدم العلمى الذى تم خلال القرن العشرين لم يسبق له مثيل ، ولقد تناول هذا التقدم جميع فروع العلم، ولكنه كان أبرز ما يكون في الفيزياء، حتى أنه أصبح مألوفا أن يقال إن هذا العصر سمت الفيزياء وأصبح فيه الفكر الفيزيائى منهجا يفرض نفسه على بقية العلوم. والفيزيائيون يستخدمون قواعد الرياضيات ومناهجها ليصوغوا النتائج التي توصلوا إليها ، ومع ذلك تختلف الفيزياء جوهريا مع الرياضيات في أنها لا يمكن أن تنفصل عن التجربة . وتبعا لذلك تتكون الفيزياء أساسا من علمين : الفيزياء التجريبية والفيزياء النظرية. يمكن القول بصفة عامة، إن الرياضيات، كما نعرفها اليوم، أي بوصفها علماً نظريا محضاً، إنما ظهرت عند اليونان، وخاصة بعد فيثاغورث ومدرسته - القرن السادس قبل الميلاد أما الأساس الذي بني اليونان عليه صرحهم الرياضي النظري فهو دون شك، الرياضيات التطبيقية التي عرفتها الحضارات الشرقية القديمة خاصة منها الحضارة المصرية والحضارة البابلية. |