الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص المدن هي أكثر من مجرد كونها البيئة المبنية، فهي جماعات من الأفراد والأسر ذات الخلفيات والاحتياجات والتطلعات المختلفة. وبما أن المدن هي المستقبل، فلقد قدرت الأمم المتحدة أن أكثر من 70 في المائة من سكان العالم سيعيشون في البلدات والمدن بحلول عام 2050. ومع وجود الكثير من الناس الذين يعيشون في المناطق الحضرية، فقد ظهرت فكرة المدن ”الصديقة للإنسان ” أو ”المدن الإنسانية” بناء على الهدف الحادي عشر لأهداف التنمية العالمية المستدامة وهو جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود ومستدامة بالإيمان بأنه يمكن للمدن، بالتخطيط والإدارة على أساس سليم عارف بالمخاطر، أن تصبح حاضنة للابتكار والنمو وأن تدفع قدماً بعجلة التنمية المستدامة (UN, 2016).من المهم أن تكون المدن فعالة وقوية اقتصادياً وسليمة بيئيا وممتعة للعيش فيها، وإذا كانت حياة المدينة هي المستقبل، فإن ذلك المستقبل يجب أن يكون قابلا للعيش وصحي وآمن ومستدام. إن مبدأ ”أنسنة المدينة” يتلخص في أن تصبح المدينة تتعاطف مع سكانها وتحترمهم وتلبي احتياجات جميع فئات المجتمع من الصغير للكبير ومن صحيح البدن إلى ذوي الاحتياجات الخاصة. لذلك من المهم إيجاد طرق لتحويل مدننا إلى أماكن أكثر ضيافة مع مجموعة واسعة من المرافق المجتمعية وأماكن التجمع والحدائق والتركيز على نوعية الحياة ونوعية وسائل الراحة، وتيسير الحركة فيها للجميع وخلق الظروف التي تسمح للناس في المدينة بالتطور والازدهار، وتلبية رغبات المجتمعات لا يمكن أن تحدث إلا عندما يشارك المواطنون في تشكيل مدنهم، ومشاركتهم يجب أن تكون متكاملة في عمليات التخطيط والتصميم والتنفيذ. يأخذ مفهوم المدن الانسانية كل هذه الاحتياجات السابقة في الحسبان فهي المدينة التي يتم فيها سن السياسات والممارسات والمبادرات لضمان ازدهار المساعي البشرية، وحيث يمكن للمواطنين والمجتمعات المحلية تشكيل مجتمع منصف ومشترك، وبأسعار معقولة. وسيتناول هذا البحث تحليل المشكلات التي تواجه المدن المصرية، وقياس مدي إنسانية المدينة المصرية من خلال أداة قياس مدي إنسانية المدن وتحديد آليات آنسنه المدينة الملائمة لتطبيقها في المدينة المصرية، ووضع إطار منهجي نحو تحويل المدينة المصرية إلي مدينة إنسانية. |