الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تجتمع في الحافظ الكرجي ثلاثة أمور تجعل لدراسته أهمية خاصة: وهي شخصيته بخلفيته العلمية الموسوعية: وكونه من مدرسة أهل الحديث: ثم أهميته التارخية؛ للحقبة العتيقة التي عاش فيها: والأمر الأخير هو كتابه (نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام) الذي فضل فيه أن يتخذ القرآن مظلة لآرائه في مختلف فروع المعرفة الإسلامية: فهو جدير بالدراسة من وجوه. وقد سبق أن درست آراؤه في أصول الفقه من خلال كتابه المذكور: وتولت دراستنا هذه بحث منهجه وآرائه في العقائد: ومن خلال دراستي له صارت لدي قناعة بأنه يستحق الدراسة من ناحيتين أخريين: الأولى: الكرجي له منهج في الاستدلال بالقرآن وتوسيع معانيه ودلالاته: واستنباط الإشارات من عباراته: وله اختيارات في التفسير: واستدراكات هامة على تفاسير من قبله: فمنهجه واختياراته في التفسير يستحق دراسة مستقلة. الثانية: يستحق الكرجي دراسة استدلاله بالقرآن على إثبات العقائد والرد على المخالفين: ومن هذه الناحية يمكن مقارنته بالقاضي عبد الجبار الهمداني (ت: 415ه): فهما ينتميان إلى عصر واحد من مدرستين مختلفتين: الحافظ من أهل الحديث: والقاضي رأس المعتزلة في عصره: بل هو مؤسس لمرحلة جديدة من علم الكلام المعتزلي |