الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص البحث "الطبيعة هي المعلم الأول للإنسان ومنها يستمد عناصره وكيفيات بنائها ... ومن خلال تفاعله معها ينمو إدراكه العقلي وتنمو أفكاره ومفاهيمه , ففي ضوء الظروف الطبيعية والمناخية تنمو وتتدرج حواس الإنسان على استقبال ما تطرحه الطبيعة من طاقات متباينة الصور والطبائع, أضواء ساطعة أو خافتة, أو أضواء ملونة بألوان السماء والسحاب, تتفاعل مع الكتل والمسطحات فتؤدى إلى تباينها بين مناطق مضيئة وأخرى تتفاوت في درجة الظلال.. حجوم متباينة ومساحات .. جبال .. سحب ..أمطار.. أنهار.. بحار.. كائنات حية ومتنوعة .. أشجار ونباتات ومصادر للغذاء". ( 1 ) وتحتوى الطبيعة على العديد من النظم والمظاهر الجمالية التي تعد مصدراً هاماً من مصادر إلهام الفنان, والفنان المبدع لا يرى الطبيعة بمنظار واحد فمخيلته العقلية والوجدانية لها تأثير في طريقة رؤيته, كما أن، عقيدة إيذاء الكون المحيط تلعب دوراً في رؤيته لها, والفنان وهو يتفحص الطبيعة لا يفصل نفسة عنها بل يتفاعل معها في صيغ وأشكال وألوان," ويعد التراث الجمالي والإنساني علامة على تفاعل الفنان مع الطبيعة ولتوافر هذه النظم في الطبيعة فإن قدرة الفنان على استخلاصها والتعرف عليها ضروري لمعرفة جوهر بنائها وتركيبها ليصبح إدراك هذا النظام هو أحد مصادر أعماله الفنية, وفى واقع الأمر فإن البناء الجمالي للعمل الفني يكمن في ترجمة النظم التي يستخلصها الفنان في العلاقات الموجودة في العناصر الطبيعية المحيطة به". ( 2 ) وبتأمل طبيعة بلادنا وتراثنا الفني والحضاري نجد أنها غنية بالعديد من الخامات الطبيعية وخاصة النباتات ومن أهمها النخيل حيث يعد النخيل من العناصر الطبيعية شديدة الثراء حيث يتميز بالعديد من النظم الإيقاعية والقيم الجمالية الكامنة فيه, وفى هذه الدراسة سوف نتناول دراسة براعم النخيل حيث يوجد في النخيل ما يسمى البرعم الطرفي العظيم والذى يعتبر أضخم برعم من براعم جميع النباتات المعروفة, والبرعم الطرفي العظيم هو أساس ومصدر تكوين كل الأعضاء والأنسجة في المجموع الهوائي للنخلة (الساق والوراق والبراعم الإبطية ) , والبراعم الإبطية هي التي تعطى بعد بلوغ النخلة الطلع أو الأكمام أو الأغاريض* وهى النوارات** التي تنمو وتتطور إلى السوباطات*** (العزوق والعراجين ) بما تحمله من ثمار. ) 3 ( أما قبل بلوغ النخلة فإن البراعم الإبطية تعطى عند تفتحها سرطانات تخرج من تحت سطح التربة عند قاعدة الساق , وغالباً ما يقتصر تكوين الفسائل**** على المناطق أسفل سطح التربة أو فوقها لأسباب بيئية تتمثل في تقص المغذيات في النخيل مثل نقص البرون والذى يؤدى الى حدوث تجعد وانكماش في برعم النخيل(الورق الأكرديون ) مما يعطيه مظهراً شكلياً مميز عن غيرة من البراعم كما يوضح شكل رقم (1) . |