![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تتناول هذه الدراسة ظاهرة التسلط وظاهرة العصيان التركي على عاصمة الخلافة العباسية؛ فمنذ انتقال عاصمة الخلافة من بغداد إلى سامراء بعد أن بناها الخليفة المعتصم وأقطع فيها القطائع لجنوده من الأتراك، ظلت سامراء عاصمة للخلافة العباسية ما يقرب من خمسين عام، تحولت خلالها إلى عاصمة عامرة بالحدائق والقصور، كما أصبحت مقراً للعصبية التركية، ومنذ آنذاك أخذت تبرز في حياة الخلافة العباسية شخصيات تركية كان لها أثر كبير في الحياة السياسية والحياة العامة واستطاعت تدريجياً السيطرة على مفاصل الخلافة. حتى عُرف العصر العباسي الثاني بعصر نفوذ الأتراك، بعدما شهد سلسلة من الخلفاء الضعاف الذين أصبحوا ألعوبة في أيدي الأتراك، فأخذوا يتحكمون في الخلفاء وسياسة الدولة إلى أن بلغ بهم الأمر اكتسابهم القدرة على تولية الوزراء والحجاب وقادة الجيوش وغيرهم، بل وتدخلوا بشكل فج في تولية وعزل الخلفاء العباسيين أنفسهم. وأدى حرص الأتراك على الاستئثار بالسلطة إلى توليتهم خلفاء عديمي الكفاءة ليكون الخليفة العباسي سهل القيادة وتابعاً لهم، مما جعل من الأتراك مصدر قلق واضطراب في أرجاء الدولة، ونتج عن ذلك كثرة شغب العامة من جهة لاستيائهم من الأحوال السياسية والعامة وإيقانهم من عدم قدرة الخليفة على حمايتهم، ومن جهة أخرى نتج قيام حركات عصيان شبه متتالية من الجنود أنفسهم ضد قاداتهم. |