الفهرس 
أداءها حسب مجلة تايمز للتعليـم العالي تجربة جامعة أكسفورديوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 304 |  |  |
| | | from | 304 | | |
المستخلص
يشكل العلم متغيراً أساسياً في الحياة البشرية منذ الأزل وفي الوقت الحالي ، فهو يعد من مقومات
الحياة رفيعة المستوى ويعد النظام التعليمي محوراُ أساسياً من محاور التنمية حيث يرتبط أثر التعليم
بتحقيق تطلعات الأفراد واحتياجاتهم التعليمية ، وكذلك باحتياجات المجتمع ، وتطوره في المجالات
الإنتاجية والمعرفية ، فالتعليم مهم في تحقيق التنمية البشرية وتعزيزها من خلال توسيع الخيارات
المتاحة لأفراد المجتمع في اكتساب المعارف والمهارات والانتفاع بها ، والتعليم العالي له دوراً
حاسم في تطوير وتقدم المجتمع لكونه أهم عامل من عوامل نجاح التنمية ، فهو الأساس لأي تغيير
تنموي في المجتمع ، ويسهم من خلال مؤسساته في خدمة المجتمع والارتقاء به حضارياً، وتطوير و
ارتقاء الإنسان بفكره وقيمه ومهاراته ، ليصبح مورداُ بشريا مبدعاَ ، ومفكرا ، ومنتجاً ، وتهدف نظم
التعليم العالي الحديثة إلى إرساء التعليم لأجل الاستقلالية ، ولتحقيق الكفاءة العالية في الأداء استجابة
لتحقيق سرعة التغيرات نحو الاستقلال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ( 1 ) .
وقد أصبحت الجامعة متعددة الوظائف والمهام بفعل التحولات التي شهدها مستهل القرن الحادي
والعشرون ، حيث أصبح على رأس مهامها و أهدافها البحث العلمي ، وإنتاج المعرفة وتطويرها ،
وإتاحة فرصة التعليم الجامعي للجماهير لتلبية حاجاتهم الثقافية والمهنية المتجددة ، وتعتبر وظائف
الجامعة الأساسية هي ( التدريس ، البحث العلمي ، خدمة المجتمع ) ( 2 ) ، ومن الأهداف الرئيسية
للتعليم الجامعي أنه مسئول عن إعداد القوى البشرية والقيادات الفكرية والعلمية والأدبية والمهنية
بمختلف مستوياتها ولجميع قطاعات ومؤسسات المجتمع ، وله دور مهم في مجال الخدمة العامة في
المجتمع والارتقاء به حضارياً .
وبذلك أصبحت الجامعة اليوم جزءا من حياة الناس تؤثر فيهم وتتأثر بهم ، وتسهم بدور فعال في
خدمتهم ، وباتت الجامعة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بمواجهة التحديات التي استجدت في
هذا العصر ، ولكي تقوم بهذا الدور فهي بحاجة إلى تصحيح مسار نظام التعليم بشكل عام والتعليم
الجامعي بشكل خاص بحيث تتحول الجامعات إلى مجتمعات للتعلم ، من خلال التعلم النشط والتعلم
التعاوني والعمل بروح الفريق ، وإقامة علاقات شراكة على المستوى المحلي والعالمي ، واستخدام
التكنولوجيا بشكل مكثف في جميع عملياتها و أنظمتها ، والعمل على نشر ثقافة التنمية المهنية ( 3 ) ،
وبناء إنسان قادر على مواجهة مجتمع المعرفة ومواجهة التحديات المتسارعة والمتنوعة ، ومن هذا
المنطلق توجهت الجهود إلى تحويل الجامعات إلى جامعات أكثر تفاعلاً وحيوية وفقاً لحاجات العصر
(1)أريج محمد عامر فوزي العويني(2016م)."استراتيجية مقترحة لتحول الجامعات الفلسطينية نحو الجامعة الذكية في ضوء متطلبات
اقتصاد المعرفة"، رسالة دكتوراه ، كلية التربية ، الجامعة الفلسطينية ، غزة ،ص19 .
(2) جمال علي خليل الدهشان ، سماح السيد محمد السيد (2020م). "رؤية مقترحة لتحول الجامعات المصرية الحكومية إلى جامعات
ذكية في ضوء مبادرة التحول الرقمي للجامعات" ، المجلة التربوية ، كلية التربية ،جامعة سوهاج ، العدد الثامن والسبعون ، أكتوبر ،
ص4.
(3)آمــال محمـد إبراهيــم إسماعيل (2022م) ." مقومات تحول جامعة جنوب الوادي رقميا نحو نموذج الجامعة الذكية كمدخل لمواكبة
الثورة الصناعية الرابعة "،مجلة جامعة جنوب الوادي الدولية للعلوم التربوية، العدد الثامن، كلية التربية بقنا ،جامعة جنوب الوادي ، ص
187.
4
، ومن أحدث هذه التحولات التي تسعى الجامعات للتحول نحوها الجامعة الذكية سواء على الصعيد
الإقليمي أو العالمي ، فعلى الصعيد الإقليمي ، تتجه الجامعات الحكومية نحو التحول إلى منظومة
الجامعات الذكية، كبداية للتغيير، حيث تعد الأداة الفاعلة لمواكبة ما يظهره العالم من ثورة معلوماتية
وعلمية في اكتساب المعرفة وإدارتها، وإنتاج المعلومة التفاعلية.
وفي سبيل تطبيقها.. اتفق المجلس الأعلى للجامعات ممثلا في وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مع
وزير الاتصالات ، على إعلان مبادرة التجمعات التكنولوجية للإبداع وريادة الأعمال بالجامعات على
مستوى محافظات الجمهورية، بهدف تنمية مهارات الشباب ، وطالب وزير التعليم العالي رؤساء
الجامعات بتقديم تصور للمكان الجغرافي لإنشاء مراكز الإبداع وريادة الأعمال فيه، حيث من
المخطط أن يتم إنشاء 27 تجمعا تكنولوجيا للإبداع وريادة الأعمال، بواقع تجمع لكل محافظة سيكون
مقره بالجامعة الحكومية ( 4 ) ، وفي هذا الصدد، شكلت لجنة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا
المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي لتقييم الوضع الراهن داخل كل جامعة على مستوى
توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات تمهيدا لتنفيذ أهداف منظومة الجامعة الذكية.
أما على الصعيد العالمي هدف الجامعة الذكية تطوير البنية التكنولوجية والمعلوماتية بالجامعات،
والإسهام في تخريج جيل قادر على المساهمة بشكل فعال في بناء مجتمع المعرفة والاندماج في
التحول الرقمي الذي تهدف الدولة إلى تحقيقه، والانتقال بالجامعة إلى مرحلة بناء نظم وخدمات
إلكترونية ذكية متكاملة تسهم في رفع كفاءة العملية التعليمية والإدارية بالجامعة. ( 5 )
وإن فكرة تحول الجامعات لجامعات ذكية، يسهم في التطور السريع للمنظومة، والتقليل في التعاملات
الورقية، مع سرعة نقل المعلومة، مبينا أنها خطوة للتطوير والتقدم ومواكبة الجامعات العالمية ، و
الجامعة الذكية من أهم أهدافها تعظيم دور تكنولوجيا المعلومات في تعزيز ريادة الجامعات في
التصنيفات العالمية، وإتاحة البحوث لجميع الطلاب، وتقديم الخدمات وإتاحة المقررات الإلكترونية،
والبحث المؤسسي والوصول للمعلومات بشكل سريع ومبسط، وإدارة الأرشفة لكل المحتويات
والوثائق المؤسسية ( 6 ) .
وتعتبر فكرة التحول لجامعات ذكية، فكرة تأخرت كثيرا، ومهمة للمنظومة التعليمية الجامعية ككل،
وتعتبر أحد أهم المعايير للاعتماد فى التصنيف الدولي للجامعات، بعد تحول العالم وانفتاحه على
التطبيق التقني والتكنولوجي،وضرورة وجود بحوث دولية مشتركة مع مؤسسات دولية، قائمة على
القواعد التكنولوجية الحديثة، وبالإمكانيات المتاحة للاتصالات، وتطبيقها في الجامعات، باعتبارها أهم
العناصر الحالية بمنظومة التعليم ( 7 ) ، ومن خلال تتبع ترتيب الجامعات عالميا اتضح أن العديد من
الجامعات تحتفظ بمكانتها وترتيبها؛ ويرجع ذلك إلى دمج التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في التعليم