الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إذا كانت هناك إضافة حقيقية قدمتها قارة أمريكا اللاتينية للفكر الإنسانى فى القرن العشرين: فهى ”لاهوت التحرير” الذى يعد إبداعاً لاتينياً خالصاً جدد رؤية المسيحية فى هذا القرن: فقد ظهرت هذه الحركة حينما كانت الأنظمة الشمولية و العسكرية تسيطر على معظم دول أمريكا اللاتينية: و جعلتها فى حالة من القهر و الاستبداد: إذ كان هناك تحالف غير معلن يكرس هذه الأوضاع بين القوى الرئيسية المسيطرة على هذه البلاد و هى: الطبقات الحاكمة: كبار الملاك و الإقطاعيين: و عدد من كبار رجال الكنيسة الذين كانوا ضماناً لاستمرار هذه الأوضاع الظالمة حتى صار الفقر و الظلم الاجتماعى قدارا ينبغى للمؤمنين أن يحافظوا عليه لكى يفوزوا بملكوت السموات. و قد أثارت هذه الأوضاع عدداً من رجال الكنيسة الكاثوليكية فى أمريكا اللاتينية فتفاعلوا معها و تبلورت لديهم رؤية ثورية أكثر اقتراباً من هموم و قضايا الفقراء: و بدأت تظهر مجموعات ثورية من القساوسة قامت بنقد المجتمع و السلطة و الكنيسة خاصة فى علاقتها بالمجتمع: فطالبوا بخروج الكنيسة من عزلتها و بانفتاحها على المجتمع: مؤكدين أن الكنيسة الحقة ليس لها وجود إلا على المستوى الشعبى و أعادوا قراءة التوارة و الإنجيل و التراث الكنسى قراءة منحازة للفقراء ضد الأغنياء: مؤكدين ان المسيح نبى الفقراء و مخلصهم: فقد جاء فقيرا: و لكنه أراد أن يخلص الجميع: جاء ليساعد الإنسان على بلوغ هدف حياته و تحقيق معنى وجوده بشكل كامل و هذا لم يتحقق إلا باتحاده بالله من جانب و بإخوته من جانب آخر |