الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعتبر الفلسفة اليونانية هي أقدم فلسفة عرفها تاريخ الفكر البشري، ويعتبر أيضاً فيثاغورث من أوائل المؤسسين لتلك الفلسفة ولذا وجدنا أثره علي إخوان الصفا كإحدى روافد الفكر الإسلامي في عصور لاحقة عليه وفلسفة إخوان الصفا كانت موسوعية شاملة، وهناك العديد من التشابهات بين إخوان الصفا والفيثاغوريين من عشق للفلسفة والتزام بالسرية، ونظر الفيثاغوريون إلي الأعداد نظرة تقديس فكل عدد له ميزة وله أهمية خاصة وتأثر إخوان الصفا بنظرية الأعداد عند الفيثاغوريين فصاروا علي نهجهم واحتل الواحد عندهم رمزية خاصة مشيراً إلي الإله الواحد وحسابياً حيث هو أصل الأعداد، ونري أيضاً أن ماهية الموسيقي وغايتها تكاد تتفق بين الفيثاغوريين وإخوان الصفا وإن اهتمام إخوان الصفا بالفلك والتنجيم لا يمكن فهمه إلا في ضوء براعة الفيثاغوريين من قبل السحر والتنجيم، ونجد أيضاً هذا التأثير المتبادل في فهمهم للنفس الإنسانية وما يتعلق بها من مسائل آخري في علاقاتها بالجسد ومراتبها وخلودها وفناءها والتناسخ والبعث والفضائل الأخلاقية، ونري أيضا أن الزهد في كتابات المؤرخين الذين عاصروا فيثاغورث تقشفه في حياته العملية وانتقت هذه النزعة الروحية أيضاً إلي إخوان الصفا ويعتبر مقام الزهد من أعلي المقامات عند إخوان الصفا وأيضاً من أعظم القيم التي حثت عليها الفلسفة الفيثاغورية قيمة الصداقة وانتقلت هذه القيمة برمتها إلي إخوان الصفا في نظام التكوين . ونستنتج من الكلام السابق أنه يكاد يكون إخوان الصفا تتبعوا الفيثاغوريين خطوة خطوة لكن يبدو الفارق الوحيد تأثر إخوان الصفا في بعض القضايا بالشريعة الإسلامية . |