![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد المُدَاوَلَة القَضَائِيّة إحدى المراحل الهامة الَّتِيْ تمر بها الخُصُوْمة، ومن وجهة نظر الدِرَاسَة إنما هِيَّ خاتمة المطاف إِذَا ما نظرنا إِلىَ نِطَاق الخُصُوْمة ذاتها؛ حيث تنَقّْضي هَذِهِ الأخيرة، ويصّدّرَ القَاضِي حُكّمه فِيِ الدَعّوَى؛ لذَلِكَ اهتم بها المُشّرِّع وأفرد لها بعض الضَمَانات والضوابط الَّتِيْ تحفظ شرعيتها وتجنبها خطر البُطّْلاَن، وبناء على ما سبق فإن المُدَاوَلَة القَضَائِيّة تقوم فِيِ طياتها عَلىَ عددًا مِن المَبَادِئ الإِجّرَائِيّة الَّتِيْ تحفظ صحتها وتكفل تَحّْقِيْق آثارها، كـ (مَبّْدَأ المُوَاجَهَة، مُرَاعَاة الإِجّرَاءات، اسّتِقْلاَل القَضَاء، حِيَاد القَاضِي). ولما كانت الإشكالية مِن جَانِبنا تُضئ تساؤلاً هامًا حول موقف المُشّرِّع، وهل يستوي (المِصّرِيّ والعِرَاقِيّ)، وهل نُظِمَ مِن القَوَاعِد القَانُوْنية ما يكفي لتَحّْقِيْق وجود المُدَاوَلَة وصحتها، أم أن هناك نقص يعتري النُصُوْصّ القَانُوْنية ويفقدها كمالها. لذَلِكَ كانت الأهمية مِن جَانِبنا تنحو نحو تفصيل نَظَرِيّة المُدَاوَلَة القَضَائِيّة كغيرها مِن النَظَرِيّات المعول عليها فِيِ الفِقّْه الإِجّرَائِيّ، وتحليل نُصُوْصّها، وما صّدّرَ عَنْ الفِقّْه والقَضَاء مِن اجتهادات بشأنها بلوغًا إِلىَ هدف الدِرَاسَة. وفي ضوء تفصيل كافة مفردات المُدَاوَلَة، قمنا بانتهاج كلاً مِن المنهج التحليلي، والمقارن؛ كي توضح الدِرَاسَة الإشكالية التي تعالجها، ومن ثم التوصل إِلىَ نتائج قيمة يستفيد منها الباحثين؛ وإلى توصيات تكون جديرة بالاعتبار يحرص المُشّرِّع عَلىَ تبنيها. |