الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن الفعل في اللغة العربية يُعَدُّ ركنًا أساسًا من أركان الكلام، وهو مصطلح من المصطلح اتالتيوجدتبوجودالنحو، وقد اتفق جُلُّ النحاةعلىتعريف الفعل؛ بَيْدَ أنهمقد اختلفوا -فيبعضالأحيان -فيطريقةالتعبيرعنذلكالتعريف. الفعللغةً: قالالخليلُ(ت175ه): ” فَعَلَيَ فْعَلُ فَعْلًاوفِعْلًا،فالفَعْلُ: المصدر،والفِعْل: الاسم ” وممايوضح سرتسميته بالفعل ماذهب إليهابنالأنباري(ت 328ه)بقوله: ” سميالفعلفعلًالأنهيدل على الفعلالحقيقي،ألاتريأنكإذاقلت (ضرب) دل على نفسالضربالذيهوالفعلفيالحقيقةفلمَّادلعليهسُميبهلأنهميُسمونالشيءبالشيء،إذاكانمنهبسببوهوكثيرفيكلامهم ” . وقالابنفارس(ت395ه) ” فعلالفاءوالعينواللامأصلٌصحيحيدلُّ على إحداثشيءمنعملٍوغيره ” وهو ” لفظيعبربهعنجميعالأفعال (الأحداث) لاشتراكالمتضاداتفيهألاتريأنالقائليقول (قامزيد) فنقول:فعل،وتقول (قعد) فنقول:فعل،ومثله (دحرج ودخل) إلى غيرذلكمنمختلفاتالأفعال،فصارتتسميةجامعة،قالاللهعزوجل(لايُسألعمّايفعل) .ولوجئتبغيرهذهالأحرف – أعنيالفاءوالعينواللام – عبارةعنالفعلينالمتضادينلاختلَّعليكهذاالأصل ولميطردذلكالقياس ” . وقد ذهبالراغب الأصفهاني(ت 502ه) إلى أن ” الفعلالتأثيرمنجهةمؤثروهوعاملماكانبإجادةأوغيرإجادة ولماكانبعلمأوبغيرعلم وقصدأوغيرقصد ولماكانمنالإنسانوالحيوانوالجماداتوالعملمثلهوالصنعأخصمنه ” . والفعل كما عبر عنه ابن سيده في محكمه هوكنايةعنحركةالإنسان. وأمَّا تعريف الفعل في اصطلاح النحاة فكالتالي: قالسيبويه(180ه):”أماالفعلفأمثلةأخذتمنلفظأحداثالأسماء،وبنيتلمامضي،ولمايكون،ولميقع،وماهوكائنلمينقطع . فأمابناءمامضيفذهبوسمعومكثوحمد،وأمابناءمالميقعفإنهقولك:آمرًا:اذهبواضرب،ومخبرًا:يذهبويضرب،وكذلكبناءمالمينقطعوهوكائنإذاأخبرته” . وقال الراغب الأصفهاني (502ه):”الفعلهوالهيئةالعارضةللمؤثرفيغيرهبسببالتأثير،أولاكالهيئةالحاصلةللقاطعبسببكونهقاطعاوفياصطلاحالنحاة:مادل على معنىفينفسهمقترنبأحدالأزمنةالثلاثة . والفعلالاصطلاحي:هولفظ (ضرب) القائمبالتلفظ . والفعلالحقيقي،هوالمصدر،كالضربمثلا . والفعلالعلاجي:مايحتاجحدوثه إلى تحريكعضوكالضرب،والشتم . والفعلغيرالعلاجي:مالايحتاجإليه،كالعلم،والظهر” . وللفعل علامات يعرف بها: وأشارابن جني (ت392ه) إلى علامات الفعلبقوله:”والفعل:ماحسنفيه (قد) أوكانأمرا،فأما (قد) فنحوقولك:قدقام،وقدقعد،وقديقوم،وقديقعد،وكونهأمرانحو:قمواقعد‟ . [وجمع ابن مالك علامات الفعل فقال:-] ”بِتَافَعَلْتَوَأَتَتْوَيَاافْعَلِيوَنُونِأَقْبِلَنَّفِعْلٌيَنْجَلِي وقالابنآجُرُّوم (ت723ه):”والفعلُ يُعرَفُ بقد، والسِّين، وسَوف، وتاء التأنيث الساكنة” . دلالاتالفعل: للفعلفيذاتهدلالاتثلاثةلفظيةوصناعيةومعنوية؛قال ابن جني(ت392ه):اعلمأنكلواحدةمنهذهالدلائلمعتدمراعيمؤثر؛إلاأنهافيالقوةوالضعف على ثلاثمراتب:فأقواهاالدلالةاللفظية،ثمتليهاالصناعية،ثمتليهاالمعنوية،ولنذكرمنذلكمايصحبهالغرض . فمنهجميعالأفعال،ففيكلواحدمنهاالأدلةالثلاثة،ألاتري إلى (قام ) ودلالةلفظه على مصدره،ودلالةبنائه (أيصيغته) على زمانه،ودلالةمعناه على فاعله،فهذهثلاثةدلائلمنلفظهوصيغته،ومعناه،وإنماكانتالدلالةالصناعيةأقويمنالمعنوية،منقبلأنهاوإنلمتكنلفظًا،فإنهاصورةيحملهااللفظ،ويخرجعليها،ويستقر على المثالالمعتزمبها،فلماكانتكذلكلحقتبحكمه،وجرتمجرياللفظالمنطوقبه،فدخلابذلكفيبابالمعلومبالمشاهدة . أماالمعنى،فإنمادلالتهلاحقةبعلومالاستدلال،وليستفيحيزالضروريات،ألاتريحينتسمع (ضرب) قدعرفتحدثهوزمنه،ثمتنظرفيمابعد،فتقول: هذافعل،ولابدلهمنفاعل،فليتشعريمنهو؟فتبحثحينئذ إلى أنتعلمأنالفاعلمنهو؟وماحاله؟منموضعآخرلامنمسموع (ضرب) ألاتريأنهيصلحأنيكونفاعلهكلمذكريصحمنهالفعلمجملًاغيرمفصل،فقولك:ضربزيد،وضربعمرو ... ونحوذلكشرعسواء،وليسلضرببأحدالفاعلينهؤلاء،ولاغيرهمخصوصليسلهبصاحبه،كمايخصبالضربدونغيرهمنالأحداث،وبالماضيدونغيرهمنالأبنية،ولوكنتإنماتستفيدالفاعلمنلفظ (ضرب) لامعناه،للزمكإذاقلت:قامأنتختلفدلالتهما على الحدثلاختلافلفظيهما،وليسالأمرفيهذاكذلك،بلدلالةضرب على الفاعلكدلالةقاموقعد،وأكلوشربوانطلق ... فقدعلمتأندلالةالمثال على الفاعلمنجهةمعناه،لامنجهةلفظه،ألاتريأنكلواحدمنهذهالأفعالوغيرهايحتاج إلى الفاعلحاجةواحدة،وهواستقلالهبه،وانتسابهإليه،وحدوثهعنهأوكونهبمنزلةالحادثعنه على ماهومبينفيبابالفاعل . قال ابنالعربي(ت543ه)”وكذلكعادةالعربأنتحملمعانيالأفعال على الأفعاللمابينهمامنالارتباطوالاتصال،وجهلتالنحويةهذا،فقالكثيرمنهم:إنحروفالجريبدلبعضهامنبعض،ويحملبعضهامعانيالبعض،فخفيعليهموضعفعلمكانفعل،وهوأوسعوأقيس،ولجؤوابجهلهم إلى الحروفالتييضيقفيهانطاقالكلاموالاحتمال‟ . الفعل بين الدلالة الأصليةوالفرعيةفيالنحو العربى: لقدسيطرتفكرةالأصلوالفرععلىمجملالتفكيراللغويالعربيمنذالعصرالقديموحتىالعصرالحديث،والمهتمُّبالفكراللغويالعربيوبعلوماللغةالعربية،سيُلاحظودونأدنىشكٍّشيوعظاهرةالأصلوالفرعفيالكتبوالأعمالاللغويةالقديمة؛مننحوية،وصرفية،وصوتية،وعَروضيةوبلاغية... إنظاهرةالأصلوالفرعحاضرةوموجودةفيالدراساتاللغويةكافةبمعانٍومدلولاتمختلفةومتباينة،وهيمنأكثرالقضاياوجودًافيالنحو العربيحتىصارتعلمًاعلىبعضالعلوم. لقدوردتكلمة ”الأصل” فيالمعاجمالقديمةوالحديثة،وتُطلَقعلىمعانٍمُتعدِّدة،والملاحظهوتقارُبهذهالمعانيرغماختلافطبيعةالمعاجم،فالخليلبنأحمدالفراهيدي (ت170هـ) يُعرِّف ”الأصل” بأنه: ”أسفلكلشيء،واستأصلتالشجرة؛أي: ثبُتأصلُها،واستأصلاللهفلانًا؛أي: لميدعلهأصلًا” . ووردفيلسانالعربلابنمنظور(ت711هـ): ”الأصلُ: أسفلكلشيء،وجمعهأصول،لايُكسَّرعلىغيرذلك،وهواليأْصُول،يُقال: أصلمؤصَّل،واستعملابن جني(ت392ه)الأصليةموضعالتأصُّل،فقال: الألفوإنكانتفيأكثرأحوالهمابدلًاأوزائدة،فإنهاإذاكانتبدلًامنالأصلجرتفيالأصيلةمجراه،وهذالمتنطقبهالعرب؛إنماهوشيءاستعملتهالأوائلفيبعضكلامها” .أمافي(المعجمالوسيط) فكلمة ”الأصل” جاءتبمعنى: أصلالشيء؛أي: ”أساسهالذييقومعليه،ومنشؤهالذيينبتمنه،والأصل: كرمالنسب ” . وردت كلمة ”الفرع” فياللغةتدلُّعلىالمعانيالآتيةفهي: عندالخليل: ”أعلىكلشيء،وجمعه: فروع،والفروع: صعودمنالأرض،ووادمُفْرِع: أفرعأهلَه؛أي: كفاهمفلايحتاجونإلىنُجْعة،والفرع: المالالمعدُّ،ويُقال: فرِعيفرَعفرعًا،ورجلأفرع: كثيرالشعر،والفارعوالفارعةوالأفرعوالفرعاءيُوصَفبهكثرةالشَّعَروطولُهعلىالرأس،ورجلمُفْرَعالكتف؛أي: عريض،وأفرعفلانإذاطالطولًا” .ولماكانالأصلأسفلالشيءوالفرعأعلاه،كانتالعلاقةبينهماتكاملية،كلواحدمنهمافيحاجةلوجودالآخرإلىحدٍّبعيديستحيلمعهالكلامعنالفرعفيغيابالأصل. واتَّفقجمهورنحاةالعربية - بصريونوكوفيون،قدامىومحدثون - علىفكرةواحدة،وهيأنالأصلفيالعملوالتأثيرللفعل،فالحرف،فالاسم. |