Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاتجاه النقدي في فكر الإمام فخر الدين الرازي وأثره على الإمام الشعراوي /
المؤلف
محمد، محمد داود رجب .
هيئة الاعداد
مشرف / محمد داود رجب محمد
مشرف / عامر يس محمد النجار
مشرف / عبد الحميد درويش عبد الحميد
مشرف / فتحى محمد احمد الزغبى
الموضوع
فلسفة.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
255ص. - ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
الناشر
تاريخ الإجازة
6/7/2021
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 259

from 259

المستخلص

تتطلب الفلسفة الاسلامية وفي القلب منها علم الكلام, أن يكون الدارس لها والباحث فيها على علم بالعقليات غير منكفئ على دواعي الحدوث و مقتضيات الحس و كُدر المادة ذلك أن القول في الفلسفة بعمومها والاسلامية على الخصوص و علم الكلام على الاخص يحتاج بديهةً نقيةً متفتحة تستطيع الجمع و إن شئت التوفيق بين النقل و العقل فلا تعزل النقل انطواءا عن مناط التكليف وتزهيدا في إعماله وتخويفا من استخدام العقل الذي هو أعدل الاشياء قسمة, ولا نغتر بأهواء النفس معتقدين أن في العقل غنية عن النقل, و من هنا نشأ علم الكلام الابن الشرعي للفكر الاسلامي الخالص إذ نشأ اولا وبالاساس من خلال إعمال الاوائل من القرون الاولى العقل لمحاولة فهم النص ( لمعرفة مراد الله من كلامه بقدر الطاقة البشرية).
ثم جاءت المحاولات للجمع بين النصوص التي يوهم ظاهرها التناقض لنصل بالتالي الى قضايا التنزيهات فكيف نفهم الآيات التي تنسب الى الله تعالى الاستواء واليد والوجه وغيرها .
ثم ماذا عن قوله سبحانه وتعالى ( ليس كمثله شيئ).
و من هنا تضافرت الدواعي لميلاد علم جديد يستقل بدراسة وفهم وبيان العقائد والتأصيل لها ,وكان على رأس الداعين الى تنزيه الباري تعالى عما لا يليق بكماله السادة الاشعرية المنتسبة الى الامام أبي الحسن الاشعري ت 303 هـ.
ومن بعده تتابعت الائمة في هذه المدرسة الى أن ظهر الامام فخر الدين الرازي ت 606هـ , فمثلَ مرحلة جديدة حاول الجمع بين علم الكلام الاسلامي الاصيل والفلسفة سواء ممن نبغوا فيها من بني جلدتنا من الفلاسفة الاسلاميين أو فلاسفة اليونان, ومن هنا فان الامام الرازي يمثل مرحلة تاريخية في علم الكلام حيث أن منهجه في الجمع بين علم الكلام والفلسفة جعل المصنفِين من بعده يحذون حذوه ويسيرون على دربه و هوما ظهر في أوضح صوره لدى عضد الدين الايجي في المواقف و سعد الدين التفتازاني في المقاصد, ولم يتوقف تأثير الامام الرازي على هذين فحسب بل ظلت مؤلفاته مصادر ومراجع لمن شاء أن يتخذ الى تنزيه ربه سبيلا .
و كان من بين من نالوا حظا وفيرا من فضل الرازي الامام الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي ملأ الدنيا بعلمه و ألِفَ الناس عامتهم وخاصتهم الاستماع اليه بل والاستمتاع بحديثه وخواطره
و من هنا جاء اختياري للموضوع .
ذلك أن المجتمع الإسلامي المعاصر يعاني من خلل فكري يتمثل في الخلط بين المفاهيم و في سوء الفهم للكثير من المصطلحات الدينية ، الأمر الذي تسبب في إحداث بلبلة في الفكر و اضطراب في الفهم وقصور في الرؤية الصحيحة للأمور ، و الأمر المثير للقلق هو انعكاس ذلك كله على السلوك بين طوائف الأمة التي وصل الأمر فيها إلى حد تكفير بعضها بعضا لأتفه الأسباب ( 1)
و بالمقابل ، فمناخ العصر تزايدت حدة الجدل حول الثوابت . أي المقدس و السبب في ذلك كله هو روح العصر المستمدة من الحضارة الغربية ، فقد أصبح الظن السائد أن التقدم هو فعل حر تلقائي يحكمه عقل الإنسان المجرد من كل قيود ، والمدفوع نحو تحقيقالمصلحة المباشرة الخ (2)لقد أتى على العلم الطبيعي حين من الدهر امتلأ فيه ثقة بنفسه , وخيلاءً بقدرته , وحينئذٍ حسب أوجست كونت أنه قد أعلن انتصاراً مظفراً على الدين و الميتافيزيقا جميعاً , ثم أتى على العلم الطبيعي حين آخر من الدهر أصبح فيه أكثر تواضعاً وأقل ثقة و خيلاء , فمن عجيب الأمور – كما يقرر برتراند راسل بحق – أن رجل الشارع لم يكد يؤمن بالعلم إيماناً كلياً حتى بدأ رجل المعمل يفقد إيمانه به , و بينماكانت فلسفة علم الطبيعة في الماضي متكبرة متسلطة, أضحت الفلسفة الجديدة لعلمالطبيعة متواضعة متلعثمة (3)وهذا ربما يلمس كبد الحقيقة فإن الانصراف عن عالم الروح إلى الحس المجرد أو المادية القاسية بكل ما تعنيه الكلمة و محاولة ربط السعادة بمدى إشباع اللذات محض حيوانية أهدرت كثيرا من معاني الإنسانية
(1) السلف والسلفية تأليف الدكتور / محمد عمارة تقديم الدكتور /، محمود حمدي زقزوق صــ 3 القاهرة 1431هــ – 2010 م
(2) المقدس و الحرية د / رفيق حبيب الطبعة الاولى 1418 هــ - 1990 م
(3)برتراند راسل : النظرة العلمية صـــ74 نقلاً عن (هوامش على العقيدة النظامية لإمام الحرمين الجويني) أ.د محمد عبد الفضيل القوصي مكتبة الإيمان 4 ش أحمد سوكارنو – العجوزة الطبعة الثانية 1426 ه 2006م صــــ6
وتلك الرؤية مادية في جوهرها ، لأنها تعرف التقدم من خلال الاستخدام و الاستغلال المطلق من أي قيود أخلاقية أو قيمية أو دينية ، وتظن أن منبع هذا التوجه ، من فكرة الرفاهية نفسها لأنها تعرف السعادة والإشباع من خلال مبدأ اللذة (1)تلك المادية المستعبدة لبعض من فتنوا بمبدأ اللذة ووجدوا فيها غاية أمانيهمو من ثم فلا يمانع من أي تصرف ولايبالي بمبدأ أو فضيلة, فيشكك أويطعن في صميم الهوية قصدا لتدميرالفكر والحضارة والثقافة واختلاق قطيعة بين ماضينا المضيء و حاضرنا المرير فترى مثلا بعضا ممن تسموا بأسمائنا و تدثروا بغشاء واهٍ باسم الثقافة وتصدروا المشهد, يدعو إلى الانسلاخ من اللغة والدين والتاريخ, ولذا فلا عجب– و الحال هكذا - أن نجد بعضاً ممن فقدوا هويتهم , بلغوا من القبح, أن يصدر ممن وكل إليهمأمرالنشئ و تربيته وتعليمه و توعيته بتاريخه وهويته, و إعداده للمستقبل في سابقة خطيرة من نوعها :أن تقوم وكيلة وزارة التربية والتعليم بتجميع بعض الكتب الدينية ككتاب ”منهج الإصلاحفيالإسلام ”للدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهرالأسبق رحمه الله وبعض كتب الإعجازالعلميفيالقرآن وغيرها من الكتب التي تتحدث عن دور المرأة في الحضارة الإسلاميةوأهمية الصلاة فيالإسلام, مبررة هذا الفعل الاجرامي بان هذه الكتب تحض على العنف وليست ضمن قائمة كتب الوزارة المصرح بها الأمرالذيأثار حفيظة الجميع بمن فيهم علماء الأزهر واستنكروا هذا الفعل الهمجي مشددين على أن الفكر يناقش بالفكر وليس بالحرق ..مطالبين بضرورة محاسبة من قام بهذا الإجرام(2)
(1) المقدس و الحرية د / رفيق حبيب الطبعة الأولى 1418 هــ - 1990 م
(2) منتحقيق : ل .ا: مروة غانم(*), جريدة عقيدتي العدد رقم (1156) بتاريخ الثاني من رجب 1436ه الموافق21 من ابريل 2015م
(*) مروة غانم هذا اسمها الصحفي و الأصل أن اسمها ا. مروة سمير عبد الرحمن محمد علي .....مواليد شبين القناطر 1979 م , حصلت على بكالوريوس الإعلام من جامعة القاهرة عام 2000 التحقت بالعمل بدار التحرير للطباعة والنشر كصحفية تحت التمرين في نفس العام وعينت بالجريدة عام 2008م تدرجت في بلاط صاحبة الجلالة فُرقِّيت إلى رئيس قسم عام 2015 , ثم مساعدا لرئيس التحرير بجريدة الجمهورية عام 2018م
حاضرت (غانم) بكلية الدراسات الإسلامية والعربية فرع البنات جامعة الأزهر بالقاهرة بقسم الصحافة والنشر بالكلية, نظرا لجهودها في جامعة الأزهر فقد تم تكريمها من العديد من الكليات ومنها: كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة, كلية العلوم الإسلامية للوافدين ,كليةالدراسات الإسلامية والعربية للبناتوأتساءل لماذا يتم تهميش هذه النماذج المضيئة التي تدعوا إلى الفضائل ترسيخا لأصالتنا وارتباطنا بعمقنا =
و نتساءل ماذا سيتبقى لنا من شخصيتنا بعد التخلي عن اللغة والدين والتاريخ وأي أمة تلك التي يمكنها أن تستولد من جديد في عالم تتقاتل الأمم والشعوب على امتلاك التاريخ و نشر لغتها بغية السيطرة !!!
بينما نرى المنصفين من المفكرين المخلصين في ولائهم لثقافتهم العربية وأهلها تنطق كتاباتهم بما يفصح عن مكنونهم :