الفهرس | Only 14 pages are availabe for public view |
Abstract تعتبر المهارات الشفهية أحد الأهداف الرئيسة للعديد من طرائق تعليم/تعلم اللغة الأجنبية حيث أعطيت الأولوية باعتبارها أحد نمطى التواصل اللغوي (الكتابى والشفهى). ويتضمن الاتصال اللغوى الشفهي مكونين هما : الفهم والتعبير اللذان يتداخلان فى علاقة قوية وتأثير وتأثر متبادلين ودائمين لا يفصلهما إلا الدراسة فالتحدث أو التعبير الشفهى، والذى يعد عملية تستهدف تبادل الأفكار والآراء والمشاعر بين المتحاورين الذين يستخدمون المعرفة الصوتية والمعجمية والنحوية من أجل تحقيق التواصل، إلا أنه لا يقتصر فقط على القدرة على وضع كلمات بجانب بعضها البعض أو قول هذه الكلمات بشكل صحيح، ولكنه أيضًا ينطوى على توصيل رسالة محددة. وتحظى تنمية التفكير الناقد بمزيد من الإهتمام لكونه يؤدي إلى فهم أعمق للمحتوى المعرفي الذي يتعلمه الطلاب، كما أنه يحول عملية اكتساب المعرفة من عملية سلبية إلى نشاط عقلي يؤدي إلى إتقان المحتوى عن طريق ربط عناصره فيما بينها بحيث يمكن الطلاب من تبنى أفكار دقيقة وصحيح. لذا، فإن التفكير الناقد، الذى يعد نشاط عقلاني في المقام الأول، يستند إلى طرح الأسئلة المسبقة والآراء التى تتطلب نشاط ذهنى وممارسة لغوية يعتمدان على التصور والجدل. ويمكن دراسة التفاعل الجدلي من خلال مجالين : أولاً مجال للعقلانية أى مواجهة الأفكار بين المتحدثين، وثانياً مجال للحوار أى المواجهة اللفظية حيث يريد كل متحدث إنتاج أفضل شكل من أشكال التعبير عن أفكاره. وإذا كان التركيز على المجال الأول، فإن التحليلات تكون منطقية ومعيارية، أما إذا كان التركيز على المجال الثانى، فإن التحليلات تكون ذات طبيعة لغوية وصفية. وللتعبيرالشفهى عن الأفكار، فإنه من الضرورى مرور المتعلم بمواقف اتصالية متنوعة يمكنه من خلالها إنتاج أداء لغوي مناسب لأن اللغة يتم تعلمها في المواقف من خلال التوضيح والإقناع وليس من خلال قوائم المفردات أو التعبيرات. وتعد الجدلية البراجماتية مدخل حجاجي يستخدم لتحليل وتقييم الحجج التي يطرحها مجموعة من المتحدثين أثناء ممارستهم اللغوية. وتجمع هذه التسمية بين مصطلحي : الجدلية والبراجماتية : فالبراجماتية يعنى بها أن الحوارأو النقاش يمثلان أداءا لغويا، أما الجدلية فتعنى أن كلا الطرفين يحاول إزالة اختلاف الرأي من خلال مناقشة منهجية منظمة. ويقدم المدخل الجدلى البراجماتى أربعة مراحل لتلك المناقشة وهى : المواجهة، الإفتتاحية، الإقناعية، والخاتمة أو الإستنتاج. بالنسبة لمرحلة المواجهة فهى تعد البداية وفيها يجب على المتحاورين تحديد أوجه الإختلاف الموجود فى الرأي، وإدراك وجود مناقشة منظمة، وإمكانية حل أو إزالة هذا الاختلاف فى الرأي عبر تلك المناقشة. أما المرحلة الافتتاحية فتكمن فى توزيع الأدوار المختلفة في هذا النقاش حيث يعرض المؤيد أطروحته ويحاول المعارض دحضها، فالأول يدافع عن وجهة نظره والآخر يهاجمها. وبالنسبة للمرحلة الثالثة وهى الإقناعية التي تمثل جوهر النقاش حيث يجب على المعارض تفنيد اعتراضه من خلال ما يقدمه من حجج. أما المرحلة الأخيرة وهي الخاتمة أو الاستنتاج، حيث يغلق النقاش في حالتين : إما الموافقة على الحجج المقدمة أو التنازل فى ذات الوقت عن رأيه نظرا لعدم تدعيمه. |