Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
هنري الأول الصياد الألماني وسياسته الداخلية(919- 936م)/
المؤلف
سلام، حنان رأفت عبداللطيف حسين.
هيئة الاعداد
باحث / حنان رأفت عبداللطيف حسين سلام
مشرف / صلاح محمد ضبيع
مشرف / أسامة إبراهيم حسيب
مشرف / صلاح محمد ضبيع
الموضوع
العصور الوسطى.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
360 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
15/11/2021
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 360

from 360

المستخلص

تعرضت ألمانيا لجانب من الأخطار الداخلية والخارجية في عهد الملك كونراد الأول(911-918م) ، فقد كثرت الحروب الأهلية والثورات الداخلية في عهده وتجددت الأخطار الخارجية حيث أخذ السوابيون والبافاريون يقاومون جهود الملك كونراد الأول في توحيد المملكة تحت سلطته الفعلية وتجدد خطر الهنغاريين (المجريين) على ألمانيا مرة أخري ، فأصبحت ألمانيا محاطة بالأخطار من جميع النواحي مما دفع الملك كونراد الأول إلي الاعتراف بضعفه وهو على فراش الموت ونصح من حوله بضرورة اختيار ملك قوي يخلفه إذا أرادوا إنقاذ ألمانيا ويبدو أن التفكير في الصالح العام تغلب حينئذ علية ، فحذرهم من اختيار أحد أفراد أسرته واعترف بضعفه ورشح خصمه العنيد هنري الأول الصياد (919-936م) لتولي العرش الألماني من بعده ، علي الرغم من الخلاف المستمر بينهما علي ملكية الأراضي في ثورنجيا دون تردد لأنه اعتقد أنه أصلح فرد يستطيع انتشال البلاد من ضعفها .
وسارت الأمور في الاتجاه الذى أراده الملك كونراد الأول ، حيث قام دوق فرانكونيا ايبرهارد الثالث شقيق كونراد الأول ووريثه بنقل وصية أخيه إلي الرايخستاج (البرلمان الإمبراطوري ) في مدينة فرتزلار عام 919م ، وقد أقر نبلاء فرانكونيا وساكسونيا المجتمعون بانتخاب الملك هنري الأول الصياد ملكاً علي ألمانيا عام 919م . ويقال إن اختيار الملك هنري الأول لمنصب الملكية تم أثناء انشغاله برياضة الصيد ومن ثم لقب في التاريخ باسم هنري الأول الصياد، ومع تولية هنرى الأول العرش الألماني يبدأ عصر حكام الأسرة السكسونية التي حكمت ألمانيا ما يزيد عن قرن من الزمان ، وقد ظلت دوقية ساكسونيا أقوي دوقيات ألمانيا في ذلك الوقت .
والجدير بالذكر أن اختيار هنري الأول الصياد ملكاً علي ألمانيا لم يلق رضا الجميع وذلك لأنه حاكم قوي والأمراء الألمان لا يقبلون حاكماً قوياً ينقص من سيادتهم علي أراضيهم وربما قبلوه في بداية الأمر لجمع شمل البلاد أو خوفاً من قوته ، وعلي ذلك واجه هنري العديد من المشاكل في الداخل مع أمراء الدولة الذين كانوا يحاولون توسيع رقعة أراضيهم ، وبسط نفوذهم على تلك الاراضي، ورفض السلطة المركزية ، والاستقلال بمقاطعتهم ، وتجلت في هذه المرحلة صورة الإقطاع الذي يري في ضعف الدولة زيادة لنفوذه ، وظهرت قوة الملك هنري الأول في معالجة هذه القضية المعقدة لأن الخطر الداخلي أقوي بكثير من الأخطار الخارجية ، وعالج هنري مشاكله مع الإقطاع باللين والسياسة تارة ، وبالقوة والتهديد تارة أخري ، ولذلك تمكن من توطيد دعائم حكمه في أسرته من بعده.
وعلي أيه حال، فقد عرض هيريجر رئيس أساقفة ماينز ، علي الملك هنري الأول أن يتوجه إلى الكنيسة ليتم إعلانه كملك ، وذلك وفقاً للمراسيم الكنسية المعتادة ، ولكنه رفض التوجه إلى كنيسة رسمية رفيعة المستوي ، ومن ثم كان بذلك الملك الوحيد في عصره الذي لم يخضع لتلك الطقوس الكنسية المعتادة ، لأنه رغب أن يكون ملكاً بموافقة الشعب وليس بموجب كنسي .
والجدير بالذكر أن الملك هنري الأول كان له موقفاً تجاه كبار الدوقات فقد طلب منهم إعلان ولائهم له ، وتقديم فروض التبعية بوصفهم أتباعه الإقطاعيين وأصر أيضاً علي الحد من نفوذهم عن طريق حرمانهم من كل سيطرة علي الكونتات أو الحكام المحليين ، وجعل هؤلاء الموظفين مسئولين أمام الملك مباشرة أما الأساقفة ومقدمو الأديرة فقد أعاد إليهم أراضيهم التي اغتصبت منهم خلال حكم لويس الطفل (899-911م) ، وجعلهم يتمتعون في هذه الأراضي بالسلطة التي تمتع بها الكونتات ، وبذلك أصبحوا يتبعون للتاج الملكي تبعية مباشرة .