الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أهمية موضوع الدراسة تنبع أهمية مسألة عزل وتنحى المحكم من أهمية شخص المحكم الذى يتولى سلطته الفصل فى الخصومة التحكيمية, فكما أن القاضى هو الشخصية الرئيسية فى قضاء الدولة بما يستوجب العناية بتنظيم القواعد التى تحكم عمله وتضمن حياده, فإن المحكم هو الشخصية الرئيسية فى التحكيم ويجب دائما أن يكون متمتعاً بثقة الخصوم, ولذا فإنه إذا وجد من الظروف والملابسات التى من شأنها التأثير على هذه الثقة, يكون لطرفى التحكيم الحق فى الاتفاق على عزل المحكم وإن لم يتوصل الطرفان إلى هذا الاتفاق, يجوز لأى منهما اللجوء للقضاء لطلب إنهاء مهمة المحكم. وإذا كان المحكم من أهم عناصر التحكيم إذ يقوم بدور أساسى ورئيسي فى الوصول إلى حسم النزاع المعروض عليه بحكم ملزم, بما يحقق العدالة والاستقرار لمركز الخصوم, فإن توافر الصفات والشروط القانونية والاتفاقية فى المحكم أساس نجاح عملية التحكيم, فبقدر دقة توافر الصفات المؤهلة للمحكم وكفائته, تكون سلامة إجراءات التحكيم وصحة الحكم الصادر فيه. كما تكمن أهمية مسألة عزل المحكم وتنحيه فى النظر الى أسباب وإجراءات العزل والتنحى, وأثر ذلك على سير الدعوى التحكيمية ومسئولية المحكم, إذ أنه ليس من صالح الدعوى أن يستمر محكم فى نظرها والفصل فيها, قامت فى حقه أسباب جدية لعزله أو إقالته؛ لأن ذلك سيؤدى فى نهاية المطاف, وبعد بذل الجهد والمال والوقت إلى خلل فى حكم التحكيم, الأمر الذى يؤدى إلى بطلانه لتحقق أسباب العزل. علاوه على ذلك, فإن ازدياد ثقة الخصوم فى حياد ونزاهة المحكمين يساعد فى التنفيذ الاختيارى لحكم التحكيم, ومنع تعرض الحكم للبطلان أو رفض التنفيذ الجبرى, وبالتالى يكون التحكيم أكثر فاعليه فى الواقع العملى لثقة الخصوم فى عدالة قضاء المحكم, كما يؤدى توافر الصفات القانونية الواجب توافرها فى المحكم إلى ازدياد الثقة فى التحكيم كوسيلة لحسم النزاعات بحكم يتسم بالعدل لصدورة من أشخاص يتحلون بالنزاهة والكفاءة التى تناسب هذا النظام. |