الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص كان وضع المرأة فى الهند يخضع للعديد من التغيرات الكبيرة على مدى آلاف السنين الماضية ، وقد نادى العديد من الإصلاحيين فى العصور الوسطى بتعزيز حقوق المرأة مساواة بالرجل.عاشت المرأة مضطهدة ، ومجالها الوحيد فى الحياة ، هو تربية الأطفال ، وإرضاء الرجال ، بل هى مخلوق أحط من الرجل ، والدليل على هذا قول بعض الفلاسفة وأهل الفكر ، أن وجدان المرأة أضعف من وجداننا ، بقدر ضعف عقلها عن عقلنا.فالمرأة التى لم تتزوج ، والمرأة الأرملة ، يعتبرهم المجتمع الهندوسى من المنبوذين ، حيث المنبوذ لديهم فى منزلة الحيوان ، أما المرأة التى فقدت زوجها فعليها أن تظل طوال حياتها فى حداد ، ولم تعامل معاملة الإنسان لأنها أصبحت مصدر للشؤم فى نظرهم ، وكذلك مدنسة لكل شيئ تلمسه ، ومن الأفضل لها أن تحرق مع زوجها ، وإلا ذاقت الذل والهوان الذى يفوق النار .لقد واجهت المرأة فى الماضى صعوبات كثيرة ، حيث لا يسمح لها باختراع الأشياء وإذا اخترعت شيئاً نسب إلى زوجها ، وبما أن المرأة هى نصف المجتمع ، قدس المصريون القدماء دور المراة ، وحفظوها كمصدر للخصب والعطاء حتى وصلت إلى درجة أنها أصبحت زوجة الإله ، وجعلوها فى أساطيرهم مثل ايزيس فى قصة أوزريس ، فهى ملكة تجلب الخيرات لبلادها كما كانت الملكة حتشبسوت ، وكليوباترا .كانت المرأة فى الهند قبل الإسلام تتخذ مملوكة ، وينزل الرجل منها منزلة المالك - أو المعبود ، وهى محتوم عليها ، أن تظل مملوكة لأبيها بكراً ، ولبعلها زوجة ، ولأولادها ايِّماً ، ثم بعد هذا الهوان ، والذل ، يقدمونها ضحية على نيران زوجها المتوفى ، يحرقونها معه بالنار وهى حية ، حيث كانوا يلبسونها أفخر ثيابها وحليِّها ، ويأتون بها وكأنها عروس فى ليلة الزفاف ، ثم يلقونها فوق الجثة المحترقة لتأكلها النيران ، وكان للزوج أن يتزوج إذا ماتت زوجته ، وبقيت هذه العادة البشعة ، يتوارثها الأبناء عن الآباء حتى جاء الإسلام ، بنور تعاليمه ، واستنقذ المرأة من المصير الأسود ، فأبطل هذه العادة البشعة وحرم العمل بها وعاقب عليها .وكان الهنود يحرمون المرأة من جميع الحقوق الملكية ، ومن الإرث أيضاً وعليها أن ترضى بقوانين الزواج ، المتبعة عندهم ، فهم يسلمونها إلى أى رجل من الرجال ، بغير رضاها أو استشارتها ، وهى ملزمة أن تخضع له ، فهو المالك ولا يجوز لها أن تتخلص من حيازته إلى آخر أنفاس حياتها ، وكان الشعب الهندى ، يعتقد ، أن المرأة هى مادة الإثم وعنوان الانحطاط الخلقى ، والروحى ، ولا يسلم لها حتى بوجود الشخصية المستقلة كإنسان كامل .لقد عانت المرأة على مر التاريخ والواقع المعاصر فى الديانات السابقة للإسلام من اضطهاد مؤلم ومن ظلم جائر ، وبخس واعتداء وانتهاك لكرامتها وحريتها ، وبالمقابل فى الإسلام توجد صور مشرقة ووقائع كريمة من إجلال وتكريم وتقديس .وعندما جاء الإسلام بدأ بمظالم المرأة والتى قضى على هذه المظالم نهائياً ، كما اعتنى بإحساس الرجل أن المرأة مخلوق مثله فى الإنسانية ، وقد نص الإسلام على إحسان العشرة الزوجية ، والتزام الرجل بواجبه ، وقد أبغض الشرع الطلاق وغلظ فى عقوبته من إلزام للرجل بواجبات صعبة . فعندما دخل الإسلام بلاد الهند أعاد للمرأة حريتها واسترد كرامتها ، فهو الخط المستقيم ، والطريق الصحيح ، والإسلام هو الحل الوحيد بجميع شرائعه السماوية ، الذى رسم للمرأة طريقاً محدوداً ، وانهجها منهاجاً صحيحاً ، وأوضح لها دورها فى الحياة ومسؤولياتها فى المجتمع ، واظهر قيمتها مع الآخرين ، وسن لها فى القوانين حقوقاً وواجبات ، وأعطاها ما لم يعطه من قبله ولا من بعده أحد من الأمم والشعوب.لقد أطل الدين الإسلامى ببشائر الخير العدل والمساواة للمرأة ، حيث جعل الإسلام الزواج وسيلة لربط الرجل بالمرأة ، وقضى على فوضى الجاهلية فى الأمور الجنسية ، ورفع من شأن المرأة وأبعدها عن أن تكون مجرد متعة ، فالإسلام أعز المرأة ، وانتشلها من حضيض الذل ومرارة الحرمان ، وجعل لها المكانة العليا فى المجتمع ، ثم بعد هذا ، ساوى بين الرجل والمرأة فى أكثر المجالات ، ومن حيث الإرث والعمل فى اكتساب المال والرزق الحلال ، فقد فرض لها الإسلام فرضاً معلوماً من الإرث ولم يحرمها .إن الشريعة الإسلامية هى الوحيدة التى منحت المرأة الكثير من الحقوق والواجبات ، وحباها الرسول العظيم صلى الله عليه وآله وسلم بفيض من الرعاية والعناية واللطف ، ووضعها فى المكان اللائق بحالها ، ولقد احتوى القرآن الكريم على آيات كثيرة توضح ما للمرأة من حقوق وواجبات ، على أفضل وأهدى وأقوم وأصلح ما يكون لكل زمان ومكان .هذه بعض المبادئ الإسلامية والتعاليم السماوية ، التى فتحت القلوب المغلقة ، وأنارت البصائر عند ذوى الألباب ، فلم تمض بضع سنوات على بعث دعوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وظهور الشريعة الإلهية السمحاء التى تفيض بالعدل والإنصاف ، حتى أصبح الإسلام عقيدة الملايين من البشر . |