الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تعد دراسة الأساطير وآثارها على الفلسفة من الموضوعات التي مازالت في طور النشأة، ويرجع ذلك إلى النظرة السابقة التي كان ينظر بها الباحثون إلى الأسطورة على أنها حديث خرافي يتعارض تماماً مع النظرة الفلسفية العقلانية المنهجية التي تعد جنيناً بديعاً وثمرة رائعة لتزاوج الأفكار، لذا أهتم الباحثون حتى منتصف القرن العشرين بالتماس أثر الأسطورة في الفلسفة اليونانية عن طريق بنية التصورات الشرقية (مصرية،عراقية، هندية، فارسية، صينية) وما تحويه من أديان ومعتقدات، أما في النصف الثاني من القرن العشرين فقد تطورت تلك النظرة، ولا سيما في كتابات البنيويين، والفينولوجين، وعلماء الآثار الذين أثبتوا أن الفلاسفة قد نهلوا الكثير من الأساطير بغض النظر عن بيئاتها ومصدرها، وذهبوا يعيدون إنتاج مضمونها في نسق عقلي، وسياق مجرد يمكن البرهنة على صحته. لذا جاءت الدراسة تحت عنوان ”جدلية تأليه البشر وتأنيس الآلهة دراسة في علم تاريخ الأفكار من الفكر الشرقي القديم إلى الفكر الهيليني” وأصبح الهدف منها أثبات أن الأساطير علماً له قواعده ونظرياته صور أفكار الشعوب القديمة، وعمق معتقداتهم، وأثبت وجود سياق أسطوري سابق على النسق الفلسفي، فاعل ومؤثر في أنساقها، وكيف كانت الأسطورة سابقة على الفلسفة شرقية كانت أو غربية في التعويل على الكثير من الأفكار الفلسفية، ورد الكثير من النظريات الفلسفية للسياق الأسطوري، ومعرفة إلى أي مدى تم التأثير والتأثر بين الوافد الشرقي متمثلاً في الحضارات الشرقية, والموروث الغربي متمثلاً في معتقد اليونان، وذلك من خلال النسيج الأسطوري المتطور. |