Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج تدريبي مستند لنظرية بوربا لتحسين الذكاء الأخلاقي وأثره فى خفض السلوك الانسحابي لتلاميذ المؤسسات الإيوائية /
المؤلف
مرعي، إيمان عدلي احمد سيد.
هيئة الاعداد
باحث / إيمان عدلي احمد سيد مرعي
مشرف / فاطمة حلمي فرير
مشرف / مروة مختار بغدادى
الموضوع
علم نفس تربوي.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
173 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس التربوى
الناشر
تاريخ الإجازة
4/8/2021
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - علم النفس التربوي
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 185

from 185

المستخلص

يعد الذكاء الأخلاقي من الموضوعات الحديثة في الأدب التربوي والنفسي، حيث يشكل دوراً هاماً في تحقيق الصحة النفسية للفرد كالاستقرار النفسي، والقدرة على التكيف، والتعامل مع الآخرين عبر مراحل نموه المختلفة, بالإضافة إلى الصحة المجتمعية كشعور أفراد المجتمع بالأمان، وأنهم أصحاء ومترابطون (ميشيل بوربا,25:20:2003) ويرى جاردنر (Gardener, 2003) أن الذكاء الأخلاقي لا ينفصل عن الذكاء الاجتماعي، فهو يتضمن مدى امتلاك الفرد للقيم والميول والفضائل والضمير واحترام الآخرين، والعطف عليهم، والتسامح معهم والعدالة، وإن هذه الخصائص جميعها تنبثق من العلاقات الاجتماعية للفرد مع الآخرين.
وفي هذا الصدد أشار كلاركن أن تنمية الذكاء الأخلاقي مهم في مجتمعنا ومدارسنا حيث يساعد على تطبيق المبادئ الأخلاقية في حياتنا الشخصية, ويهدف إلى جعل الأفراد والمدارس والنظم الاجتماعية أكثر فاعلية وإيجابية, ولابد أن يتم اعتماده جنبا إلى جنب المفاهيم والأفكار المرتبطة بالتعلم بحيث تبرز دور الأخلاق بطريقة أكثر وضوحا(Clarken,2010,1).
وقد أكدت العديد من الأدبيات النفسية والتربوية أنه يمكن تعليم الذكاء الأخلاقي في السنوات الأولى من حياة الطفل في حال إكسابه العادات الأخلاقية كضبط النفس, والعدالة, وإبداء الاحترام, وتطوير الإحساس الداخلي بمفهومي الخطأ والصح لمواجهة المؤثرات الخارجية, بالإضافة إلى توفير بيئة تسودها المناقشات والحوارات التي تخص الموضوعات الأخلاقية (بوربا,2003؛حسين2005؛ الناصر2009).
وعلى الرغم من أن مؤسسات الرعاية الاجتماعية تبذل قصارى جهدها في سبيل توفير احتياجات الأطفال (نزلاء المؤسسات الإيوائية) محاولة تعويضهم بعض ما فقدوه في بيئتهم الطبيعية، وذلك في حدود مواردها وإمكانياتها المتاحة إلا أنها لا يمكن أن تقوم مقام الأسرة وأن تصل بهؤلاء الأطفال إلى مستوي نظرائهم من الأطفال الذين ينعمون بالعيش في كنف أسرهم الطبيعية(شاهين,2011).
وهذا ما اكدته ودلت عليه العديد من الدراسات والبحوث التي اجريت في هذا النطاق حيث جاء الاتجاه العام لها مؤكدًا على وجود العديد من المشكلات الاجتماعية والنفسية والآثار السلبية المترتبة على حرمان الأطفال من آبائهم وإلحاقهم بالمؤسسات الإيوائية ومنها دراسةLyons& Schoefer,2000) ) والتي بينت نتائجها انتشار سلوك العنف بين أطفال المؤسسات الإيوائية و ضعف قدرتهم على إقامة علاقات اجتماعية ناجحة مع أقرانهم كما أشارت إلى تدنى مستوي نموهم الخلقي مقارنة بنظرائهم من الأطفال العاديين، ودراسة (منى عثمان, 2003)، ودراسة كل من(( Angla, 2004; Alltucker, 2004 , ودراسة ”رمضان أبو الفتوح السيد, 2004) التي خلصت إلى أن الطفل المحروم من الرعاية الأسرية يميل للانطواء والانسحاب من الحياة الاجتماعية ويتدنى تقديره لذاته هذا فضلا عن شعوره بالقلق والخوف، ( شعبان عزام,2015).
إن مثل هؤلاء الأطفال لا يكونون صداقات بسبب افتقارهم للمهارات الاجتماعية المناسبة لفعل ذلك, ويتصف هؤلاء الأطفال بالسلوك الانسحابى الذي يعد ظاهرة سلوكية معقدة ذات جوانب متعددة، وقد تكون هذه الظاهرة دليلا على عجز في الأداء، أوعجز في المها رات، كذلك يفشل الأطفال المنسحبون في المشاركة في الأنشطة الجماعية كما أنهم يترددون في تفاعلهم مع الآخرين مما يؤدي إلي تجاهلهم ومعاملتهم معاملة سيئة تؤدي إلي زيادة انعزالهم الأمر الذى يقود للإكتئاب والخجل والخوف فهو استجابة أكثر شدة في سعى الطفل إلى تجنب الآخرين تجنب متعمد على عكس الخجل(مريم سمعان،2010 ،ص 27, جمال القاسم، 2000،ص 162).
ومن خلال ما توصلت إليه نتائج العديد من الدراسات حول السلوك الإنسحابي تبين أن هناك الكثير من المظاهر السلبية التي يسلكها المنسحبون منها: العزلة الاجتماعية...عدم أداء نشاطات مشتركة مع الآخرين.. عدم الشعور بالسعادة ومعاناة تصل إلى حد الاكتئاب كما قد ينطوي على سلوكيات أخرى مثل القلق، الكسل، الخمول.. عدم الوعي بالذات، الشعور بالنقص والدونية، سهولة الانقياد.. ( يوسف ميخائيل, 1993؛ عبدالستارابرهيم,:1994 ؛ سهير كامل, 1998 ؛ أميرة عبد العزيز,2009 ؛ ماجدة السيد,2015 ). وهنا تذكر (سهير كامل,1998)أن نقص المهارات الإجتماعية للمنسحب قد يؤدي إلى السلوك العدواني وعدم تحمل المسئولية الاجتماعية. بالإضافة إلى التحصيل الدراسي المتدني وعدم التكيف داخل المدرسة (حميدة العربي,2015).
من هنا تتضح أهمية الذكاء الأخلاقي للتلاميذ ذوي السلوك الإنسحابي فباستقراء نتائج الدراسات السابقة التي أجريت حول الذكاء الأخلاقي والتي أشارت إلى قدرة الذكاء الأخلاقي في علاج المظاهر السلبية للسلوك الإنسحابي وزيادة تكيف الفرد مع بيئتة,أي خفض العزلة الإجتماعية ومنها دراسة (Belohlave,2007:15) والتي أشارت إلى أن الذكاء الأخلاقي يهدف لخلق تفاعل وظيفي بين الفرد وبيئته, كما أكد ( صالح محمد العريني,2008: 537) أنه يساعد علي إعادة تنظيم رؤية الأفراد للعالم الخارجي, من حيث نوع وطبيعة ومعايير الحياة الخلقية الاجتماعية التي يعيشونها, كما يشير (Norcia,2010:16) بأنه يعود بالفوائد على الفرد والمدارس والمجتمع والمنظمات ويجعلها أكثر إيجابية ويحسن من العلاقات ويعزز السلوك الجيد, ويضمن إستمرارية الحياة الاجتماعية, وأشارت (جليلة عبد المنعم مرسي,2011: 139) إلى أن الذكاء الأخلاقي يساعد الفرد على تقبل ضغوط الحياة, حيث يستطيع أن يجد مبررا لكل ما يمكن أن يسبب له نوع من الضيق أو الألم.
ومن هنا تسعى الدراسة إلى الإجابة عن السؤال الآتي:
ما فعالية برنامج قائم على نظرية بوربا في تحسين الذكاء الأخلاقي وأثره في خفض السلوك الانسحابي لدى تلاميذ المؤسسات الإيوائية؟ والذي يتفرع منه الأسئلة الآتية:
س1- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في أداء التلاميذ على مقياس الذكاء الأخلاقي القبلي والبعدي تعزى إلى البرنامج التدريبي؟
س2- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في أداء التلاميذ على مقياس السلوك الإنسحابي القبلي والبعدي تعزى إلى البرنامج التدريبي؟
أهداف الدراسة: تهدف الدراسة الحالية إلى:
1- التحقق من مدى فعالية برنامج تدريبي مستند لنظرية بوربا في تحسين الذكاء الأخلاقي وأثره في خفض السلوك الإنسحابي لعينة من تلاميذ المؤسسات الإيوائية.
2- التحقق من مدى إستمرارية فعالية البرنامج التدريبي في تحسين الذكاء الأخلاقي وأثره في خفض السلوك الإنسحابي إلى ما بعد تطبيق البرنامج.
أهمية الدرسة:
( أ ) الأهمية النظرية(الأكاديمية)
تكمن الأهمية النظرية لهذه الدراسة في حداثة موضوعها، والحاجة للبحث فيه، والمتوقع إضافته من نتائج للمعرفة العلمية في هذا المجال. حيث لم يتم دراسة الذكاء الأخلاقي بالدرجة الكافية والمناسبة له على الصعيدين العربي والمصري - على حد علم الباحثة- فالمؤسسات التعليمية لها دور هام ومسؤولية كبيرة تجاه تلاميذها في تعزيز وتنمية الذكاء الأخلاقي لديهم والذي قد ينعكس على اسلوبهم في حل المشكلات الحياتية التي قد تعترضهم, فمن خلال الذكاءالأخلاقي يتعلم التلاميذ مهارات نقدية للحياة تساعدهم على التصرف بطريقة صحيحة في المواقف المزعجة, كماتساعدهم في حل الصراعات والمشكلات والضغوط التي تواجههم.
(ب) الأهمية العملية (التطبيقية)
1- ستفيد هذه الدراسة القائمين على المؤسسات الإيوائية للأطفال ومراكز الإصلاح بشكل عام في تطبيق البرنامج من خلال أنشطة تدريبية في الذكاء الأخلاقي من أجل تهيئة نزلائها للحياة داخل وخارج المؤسسة.
2- هذه الدراسة ستضيف إضافة إيجابية لعلم النفس المعرفي والتربوي وستفتح المجال في إضافة الذكاء الأخلاقي ضمن خطط المرشدين والمناهج الدراسية في المدارس والجامعات من خلال مساق علم النفس الأخلاقي.
3- يزودالمختصين في المجال التربوي بأداة قياس وبرنامج للذكاء الأخلاقي والسلوك الإنسحابي باعتبار هذا الذكاء من الموضوعات البحثية الحديثة في علم النفس التربوي.
منهج الدراسة ومتغيراتها:
المنهج شبه التجريبي ذو المجموعة الواحدة سوف يتم استخدامة في الكشف عن فعالية برنامج تدريبي مستند لنظرية بوربا(كمتغير مستقل) في تحسين الذكاء الأخلاقي(كمتغير تابع),واستعماله أيضا(متغير مستقل) في خفض السلوك الإنسحابي لأفراد العينة(كمتغير تابع ثاني).
عينة الدراسة:
اشتملت عينة الدراسة الأساسية على (8) تلاميذ من ذوي الذكاء الأخلاقي المنخفض و السلوك الإنسحابي المرتفع بالمرحلة العمرية ما بين(9:12) سنة بجمعية رعاية مؤسسات الأيتام بمحافظة بني سويف، تعرضوا للبرنامج التدريبى, ومتوسط أعمارهم (11.6), بانحراف معياري(78.)؛وقد تم اختيارعينة الدراسة من تلاميذ جمعية رعاية مؤسسات الأيتام بمحافظة بني سويف لكثرة عدد نزلائها ولعدم تعرضهم لبرامج تدريبيةمن قبل تناولت الذكاءالأخلاقي،وذلك وفقاًلسجلات بيانات التلاميذ.
أدوات الدراسة:
أولا: مقياس السلوك الانسحابي:إعداد عادل عبدالله (2008)
ثانيا: مقياس الذكاء الأخلاقي (إعداد الباحثة).
ثالثا: البرنامج التدريبي ( إعداد الباحثة).
الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
تم استخدام الأساليب الإحصائية اللابارامترية المناسبة لاختبار صحة فروض الدراسة والتي تمثلت في اختبار ”مان وتني” لدلالة الفروق بين الرتب غير المرتبطة,واختبار” ويلك كسون” لدلالة الفروق بين الرتب المرتبطة. وتمت جميع المعالجات الإحصائية باستخدام البرنامج الإحصائي( V.12) SPSS.
نتائج الدراسة:
أظهرت نتائج الدراسة إلي وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب درجات المجموعة التجريبية فى القياسين القبلى والبعدى للذكاء الاخلاقي لصالح القياس البعدى , بينما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية فى القياسين البعدى والتتبعى للذكاء الاخلاقي, توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج وبعده في السلوك الانسحابي لصالح التطبيق البعدي, كما أشارت إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية قبل تطبيق البرنامج وبعده في السلوك الانسحابي لصالح التطبيق البعدي, بينما لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للسلوك الانسحابي.
وقد تم مناقشة وتفسير نتائج الدراسة في ضوء الإطار النظري والدراسات والبحوث المرتبطة بموضوع الدراسة, كما تم تقديم مجموعة من التوصيات والبحوث المقترحة, والتي اسفرت نتائج الدراسة عن الحاجة إليها.