الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص جاءت هذه الدراسة محاولة إماطة اللثام عن ظاهرة الاغتراب على اعتبار أنّها سمة بارزة طبعت الحياة الإنسانية، وانعكست على الأدب بصفة عامة، والشعر بصفة خاصة. والشاعر الأمويّ ذو الرمة واحد من الشعراء الذين تسربت الغربة إلى أنفاسهم، لاسيما أنه يعيش ظروفاً خاصة تتمثل في عيشه وحيداً في الفلاة، وإصابته بمرض استمرّ لفترة طويلة في طفولته، وأشدّ ما جعله يشعر بالغربة عدم قبول محبوبته له، فنال منه الاغتراب في إحساسه الداخلي ورؤيته للعالم من حوله، فشعر بالضياع والحيرة وقسوة الوحدة ، وكذلك شَعرَ بعجز عن تحقيق طموحات ذاته المستترة، فتمكنت الظاهرة من روحه وانغمست في اللاشعور لديه، فشقت طريقها قصداً منه أو من دون قصد إلى أعماله الشعرية في ديوانه. اتخذت الدراسة من ديوان ذي الرمّة حقلاً لها بتناول ظاهرة الاغتراب بأنواعها وأنماطها الأدبيّة المختلفة كالاغتراب ( المكاني – الاجتماعي – النفسي). وقد بدأنا البحث بتعريف الاغتراب عند الدارسين القدامى والمحدثين عربياً وغربياً، وقبل الحديث عن الاغتراب تم التعريف بذي الرمة وحياته وعصره ومحيطه الاجتماعي وأسلوبه ومكانته. |