الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص جاء مولد مدينة المنصورة فى فترة مصيرية من أصعب الفترات التى مرت فى تاريخ الأمة الإسلامية، حيث قد تكالب عليها الأعداء كما تتكالب الأكلة على قصعتها، فقد تآمر وتعاضد عليها قطبا الشر فى العالم فى العصور الوسطى الصليبيون والتتار، ويصف ابن الأثير، المتوفى (630هـ/1228م) حال المسلمين آنذاك قائلا: ”وأشرف الإسلام وكافة أهله على خطة خسف فى شرق الأرض وغربها، وأقبل التتر من المشرق حتى وصلوا إلى نواحى العراق وأذربيجان وأران،،، وأقبل الفرنج من المغرب فملكوا مثل دمياط فى الديار المصرية، وصار الناس فى مصر وبلاد الشام يتوقعون البلاء صباحاً ومساءاً”. كانت الدولة الأيوبية التى كان من المفترض أنها تحمل راية الجهاد ضد الصليبيين فى ذلك الوقت، تعيش فى صراعات مستمرة بين أفرادها الذين يتنافسون فيما بينهم على السلطة، ويقيمون التحالفات فيما بينهم ضد بعضهم الآخر، وأحياناً يتحالفون مع أعداء الأمة الإسلامية من الصليبيين ضد بعضهم، ولم يراعوا ما بذله مؤسس الدولة الأيوبية المجاهد الناصر صلاح الدين الأيوبى من عرق وجهد ودم فى سبيل تأسيس هذه الدولة لتكون حصناً للمسلمين يحتمون به، ورادعاً للصليبيين يهابونه ويفكرون ألف مرة فى مناوئة المسلمين، وقد عاش هذا المجاهد العظيم مجاهداً، مقيماً لفرائضه، متمسكاً بدينه، تقياً قوي الإيمان، ولم يكن همه زخرف الدنيا وزينتها، فمات وليس فى خزنته سوى سبع وأربعين، وقيل ست وثلاثين درهماً، وجراماً أو ديناراً واحداً ذهباً صورياً. |