الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ارتبط اسم ماء العينين واشتهر بمقاومة الاستعمار الإسباني والفرنسي الذي فرض سيطرته على الأراضي المغربية عام 1906م، واجتمع لديه جيش كبير من تلاميذه، وأسندت إليه القبائل قيادة الجهاد، وكان على اتصال دائم بسلاطين الدولة العلوية في المغرب، واستطاع أن يحدث تأثيرًا تاريخيًا ملحوظًا في أحداث عصره بما تبنى من الدعوة إلى توحيد القبائل والطرق الصوفية. تأثرت عقيدة ماء العينين بعوامل متعددة فهو في الأصل أشعري العقيدة، ثم تبنى فكرة وحدة الوجود في التوحيد والصفات بسبب تأثره بمؤلفات ابن عربي وفكر مدرسته، ثم تأثر بأمور السحر والتنجيم في ربط الذكر والدعاء بحركات الكواكب والنجوم بسبب تأثره بمؤلفات البوني، ثم بالفكر الباطني في الأسلوب العام لتأويل النصوص خاصة ما يتعلق منها بالعقيدة، والغلو في شأن الأولياء، والقول باطلاعهم على الغيب ووجوب طاعتهم وحفظهم الذي لا يكاد يختلف عنده عن العصمة ، كما اهتم من خلال منهجه بتوضيح الفروق بين المعرفة الصوفية وغيرها عن طريق بيان طبيعتها، وأداتها، ووسائل التعبير عنها، ودرجاتها، وخصائصها وقيمتها، وحدودها، وصلتها بالعلم الشرعي، وأسباب التعارض الظاهري بينهما ، وكانت له نزعة تجديدية ظهرت من خلال دعوته إلى الجمع بين الطرق الصوفية التي رأى أن من شأنها أن تعطي للتصوف كيانًا نشطًا ينفتح به على قضايا المجتمع، وتنشيط التبادل الثقافي بين سائر الأقاليم المغربية وإقامة الزوايا التي استقطبت العلماء والأدباء، وكان لها نشاط كبير في خدمة المجتمع. ويسعى الصوفي عند ماء العينين من خلال الأعمال والمجاهدات إلى الكمال الإنساني، ولحين حصول ذلك الكمال عليه أن يظل تحت أمر ونهي شيخه فلا يخالفه ولا يعترض عليه ولو بباطنه، وكأنه يفنى فيه تأهبًا للفناء الأكبر في الله متجاوزًا بذلك الحدود التي وضعها الشرع لعلاقة الإنسان بالإنسان، ولقد اصطبغت أعمال التصوف عنده بنظرية وحدة الوجود التي آمن بها بحيث تصب كلها في هدف واحد هو استرجاع الحقيقة الوجودية لديه ، كما اهتم ماء العينين بتوصيف طبيعة الانعكاس الروحي للمفاهيم الصوفية من خلال ربط الأعمال بنتائجها كالأنوار والمكاشفات والكرامات والولاية وأخيرًا الكمال الإنساني. |