الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن موضوع ”النكبات والمحن السياسية في الأندلس” منذ بداية عصر ملوك الطوائف إلى نهاية عصر المرابطين (422-541هـ/ 1031-1147م) يعد من الموضوعات المهمة التي تناولت هذه الفترة التاريخية. وقد كانت هناك أسباب لهذه النكبات والمحن التي حدثت لهذه الشخصيات, فقد تعددت أسباب هذه النكبات لهؤلاء الشخصيات, فمن أسبابها الوشايات والخيانات من قبل الأعداء والخصوم من حاشية أو بطانة الأمير أو الملك والتي كانت نتيجة غيرة أو حقد وحسد هؤلاء الأعداء لهذا الوزير أو الفقيه أو القاضي, وقد تنوعت أشكال النهايات فمنها ما يكون بالقتل أو السجن أو النفي أو الحرق أو العزل من المناصب, ولا شك أن الطمع و السعى للوصول إلى الجاه و النفوذ و السلطان والسيطرة على أكبر قدر من الأراضى و ممتلكات الإمارات الأخرى هي من أبرز أسباب هذه النكبات . ومن أمثلة الشخصيات التي تعرضت لنكبات ومحن المعتمد بن عباد ونفيه والي إغمات والشاعر ابن زيدون وسجنه والفقيه ابن الحديدي وزير القادر بن ذي النون أمير طليطلة والقاضي وغيرهم.هذا بالإضافة إلى نكبات بعض الشخصيات من المتصوفة والأمراء في عصر دولة المرابطين مثل الصوفي ابن برجان وابن العريف والأمير واجدي اللمتوني وأبو بكر بن علي بن تاشفين وغيرهم. وكانت من نتائج هذه النكبات أن نتج عن تعرض هذه الشخصيات لهذه النكبات إلى فقدان هؤلاء لمناصبهم وحياتهم, إما بالنفي أو القتل أو الحرق أو السجن, وكذلك خسارة الدولة أو الإمارة في فقد وزير أو أمير كان ذا كفاءة إدارية وسياسية مثل الوزير الفقيه ابن الحديدي والذي كان بمثابة الذراع الأيمن للقادر بن يحي بن ذي النون أمير طليطلة, والذي بوفاته انتهت قوة الدولة النونية بطليطلة وأدت بعد ذلك إلى سقوطها في أيدي الأسبان, أيضاً نجد في عصر دولة المرابطين تعرضاً لنكبات بعض الأمراء والمتصوفة هذه, وكان من نتيجة هذه النكبات التي حولت مبدأ دولة المرابطين و-هو الجهاد في سبيل الله- إلى دولة تسعى إلى فرض سيطرتها وتحقيق أكبر قدر من مكاسبها السياسية. مما أدى في نهاية الأمر إلى انهيارها وزوالها. |