Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج تدريبى في تحسين المساندة الاجتماعية وأثره على النضج الخلقي لدي عينة من المراهقين بالصف الأول الثانوي /
المؤلف
محمد، خلود محمد عبدالله.
هيئة الاعداد
باحث / خلود محمد عبد الله محمد
مشرف / محمد مصطفى طه
مشرف / أحمد عكاشة علي
الموضوع
المساندة الاجتماعية.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
212 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
الناشر
تاريخ الإجازة
27/2/2021
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 228

from 228

المستخلص

يحظي مفهوم المساندة الاجتماعية باهتمام كبير من جانب الباحثين ، ويرجع ذلك إلى أن المساندة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد من خلال الجماعات التي ينتمي إليها تقوم بدور كبير في خفض الآثار السلبية لأحداث الحياة الضاغطة والمواقف السيئة التي يتعرض لها ، كما أنها تحسن الصحة الجسمية والخلقية للفرد، لذا تعد المساندة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد من خلال الآخرين عاملاً مهمًا في صحته النفسية والجسمية والخلقية، وبالتالي فإنه في حالة انعدام هذه المساندة أوانخفاضها تزداد الآثار السلبية للأحداث والمواقف السيئة التي يتعرض لها الفرد؛ مما يؤدى إلى اختلال صحته النفسية والجسمية والخلقية.
كما أن الفرد الذي يحظى بمساندة اجتماعية من الآخرين المحاطين به يصبح شخصًا متمتعًا بدرجة عالية من النضج الخلقي؛ مما يساعده على تشرب ما يسود مجتمعه من قيم وعادات وتقاليد بحيث يتخذ الفرد هذه العادات والتقاليد والقيم إطارًا مرجعيًا يحتكم إليه فيما يصدر عنه من أفعال وتصرفات بالإضافة إلى تقييمه الشخصي لأفعال الآخرين وتصرفاتهم ، ونتيجة لذلك يكون أقل تعرضًا للاضطرابات النفسية والخلقية .
ويشير الشناوي ، وعبد الرحمن (1994، 3-4) إلى أنه ربما تكون بدايات ظهوراصطلاح المساندة الاجتماعية حديثا في العلوم الإنسانية مع تناول علماء الاجتماع لهذا المفهوم في إطار تناولهم للعلاقات الاجتماعية، حيث تعتمد المساندة الاجتماعية في تقديرها على إدراك الأفراد لشبكاتهم الاجتماعية، باعتبارها الأطر التي تشتمل على الأفراد الذين يثقون فيهم ويستندون على علاقاتهم بهم ، ففي سلسلة من البحوث حدد الباحثون المساندة الاجتماعية بأنها تعبير عن مدى وجود الاشخاص الذين يتركون لدى الفرد انطباعًا بأنهم في وسعهم أن يعتنوا به وأنهم يقدرونه ويحبونه.
وتأخذ المساندة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد عدة أشكال؛ فقد تكون مادية كالمساندة بالمال عندما يمر الفرد بضائقة مالية، وقد تكون مساندة بالمعلومات كالنصحية عندما يواجه الفرد مشكلة في حياته ويحتاج لمن ينصحه ويساعده في حل تلك المشكلة ؛ وقد تكون مساندة تقييمية لذات الشخص كما تشمل أيضًا مساندة الصحبة الاجتماعية، والمساندة التقديرية، والمساندة الانفعالية، وكذلك المساندة الأسرية.
ونظرًا لما يتميز به العصر الذي نحياه اليوم بتعقيد أساليب الحياة والتداخل المتزايد بين مختلف مظاهرها وجوانبها ، ومجتمع تشيع فيه غلبة النزعات المادية وتسيطر فيه على كثير من مجالات الحياة وأنشطتها دون مراعاة لأية قيم روحية أو خلقية ؛ لذا يتطلب ذلك توجيه أكبر قدر ممكن من الاهتمام بالجانب الخلقي؛ حيث يمثل جانبًا مهمًا من جوانب النمو في الشخصية، ويمثل بعدًا أساسيًا في توجيه السلوك الإنساني، بل ونجاح الحياة الإنسانية بصفة عامة .
ويرى كل من فؤاد (١٩٨٦ ، ٦٢) والدسوقي ( 1991 ، ١٣٤ ) أن الجانب الخلقي يمثل جانبًا مهمًا في بنية الشخصية فهو يختص بالقيم والمثل والعادات والمعايير التي تسهم في بقاء المجتمعات ، كما يساعد الفرد في الوصول إلى حالة السواء ، ويقصد بالسواء هنا مدى اتساق السلوك مع المعايير الأخلاقية السائدة في المجتمع والمتعارف عليها إذ يواجه شباب هذا العصر الكثير من التيارات الأخلاقية المتناقضة؛ حيث تعتبر مقاومته لها مظهرًا من مظاهر النضج الخلقي ، وأن النقص في هذا الجانب يعتبر مسئولاً إلى حد كبير عما نعانيه من مشكلات ، ولن نكون مبالغين إذا قلنا أن الكثير من مشكلات مجتمعنا الراهن هي مشكلات خلقية في صميمها ، وأن جميعها تعبر عن أزمة أخلاقية ناتجة عن خواء وقصور في نمو الجانب الخلقي . لذا يجب الاهتمام بالجانب الخلقي، حيث أصبح الجانب الخلقي في دراسات علم النفس يمثل بعدًا أساسيًا في تكوين الشخصية؛ فلا يمكن أن تنمو شخصية سوية بدون تكامل جوانب النمو الإنساني .
ويشير أبو حطب ،وصادق (1995، 344) إلى أن النضج الخلقي يحتل أهمية خاصة وحيوية في حياة الفرد أيا كان وخاصة في مرحلة المراهقة؛ حيث يواجه المراهق في هذه المرحلة إحدى التحديات المهمة في حياته، وهي تنمية الضمير واكتساب قيم المجتمع التي تعتبر مهمة في ضبط السلوك وتوجيهه الوجهة الصحيحة . ويتفق مع وجهة النظر هذه كل من سلامة (1994، 148) والجسماني ) ١٩٩٤ ، ٢١٠ ( ويضيفان أن مرحلة المراهقة تنفرد أكثر من أية مرحلة أخرى من مراحل العمر بالاهتمام الشديد بالقيم والمعايير الخلقية حيث يحدث تحول كبير في نظرة المراهق لتلك المعايير والأحكام ، وقد يرجع ذلك إلى نمو القدرات العقلية التي تؤدي إلى زيادة الوعی لدى الفرد بالقضايا والقيم التي تزيد من قدرته على مناقشة تلك القضايا، ومن ناحية أخري فإن التغير الذي يطرأ على التوقعات والمطالب الاجتماعية للمراهق أثناء تخطيه لتلك المرحلة المهمة في حياته تجعله يحتاج إلى إعادة تقييم للقيم والمعايير القائمة .
وفي ضوء ما سبق ترى الباحثة أنه إذا كانت هناك حاجة إلى دراسة الجانب الخلقي من كافة المراحل العمرية، فإن الحاجة ماسة إلى ضرورة التركيز على دراسة هذا الجانب المهم أثناء مرحلة المراهقة ؛ حيث تعد هذه المرحلة من أهم المراحل وأخطرها، والتي يمر بها الفرد لما تحتويه من تغيرات خاصة في السلوك الأخلاقي وما تتضمنه من أزمات غالبًا ما تجعل المراهق يتأرجح بين طرفين بعيدين؛ مما يجعله في حالة توتر وتذبذب وبالتالي يصبح في حالة من عدم الاستقرار من الناحية الأخلاقية وغالبًا ما يظل في صراع دائم بين الاتجاهات و القيم والمثل التي تحيط به، ومن هنا كان اختيار الباحثة لمرحلة المراهقة استنادًا إلى تأكيد معظم الدراسات على اهمية و خطورة هذه المرحلة في حياة الفرد .
مشكلة الدراسة
يمكن صياغة مشكلة الدراسة فى الأسئلة التالية:
1) ما الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي للمساندة الاجتماعية؟
2) ما الفروق بين القياسين القبلي والبعدي للمساندة الاجتماعية لدى المجموعة التجريبية؟
3) ما الفروق بين القياسين البعدي والتتبعي للمساندة الاجتماعية لدى المجموعة التجريبية؟
4) ما الفروق بين المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس البعدي للنضج الخلقي؟
5) ما الفروق بين القياسين القبلي والبعدي للنضج الخلقي لدى المجموعة التجريبية؟
6) ما الفروق بين القياسين البعدي والتتبعي للنضج الخلقي لدى المجموعة التجريبية؟
أهداف الدراسة
هدفت الدراسة الحالية إلى:
1- التعرف على فعالية البرنامج التدريبي في تحسين المساندة الاجتماعية، وأثره على النضج الخلقي لدي عينة من المراهقين بالصف الأول الثانوي.
2- الكشف عن استمرارية فعالية البرنامج التدريبي في تحسين المساندة الاجتماعية وأثره على النضج الخلقي لدي عينة من المراهقين بالصف الأول الثانوي.
أهمية الدراسة
وفيما يلى نلقي الضوء على الأهمية النظرية والتطبيقية للدراسة :
أ‌. الأهمية النظرية :
1. الاهتمام بمرحلة المراهقة وما لهذه المرحلة من أهمية بالغة فى تشكيل شخصية الأفراد ، فهم عدة الأمم وأمل الشعوب فى المستقبل ، وهم محل اهتمام الأسرة والمجتمع والهيئات الوالدية المعنية .
2. تمثل الدراسة الحالية إضافة جديدة فى ظل الدراسات المهتمة بالمساندة الإجتماعية.
3. محاولة لفت انتباه الآباء والأمهات إلى الآثار السلبية الناتجة عن انعدام المساندة الاجتماعية أو انخفاضها، التى قد تؤدي إلى اختلال الصحة النفسية والجسمية والخلقية .
ب‌. الأهمية التطبيقية :
1. توظيف مقياس المساندة الاجتماعية وتفعيله كأداة فعالة لقياس المساندة الاجتماعية لدى المرحلة الثانوية .
2. إمكانية إسهام نتائج هذه الدراسة فى تقديم برامج تهدف إلى تنمية المساندة الاجتماعية لدى المرحلة الثانوية .
3. يمكن أن تساعد هذه الدراسة فى معرفة المتغيرات الأكثر إسهامًا فى المساندة الاجتماعية.
4. توفير قدر من المعلومات عن المساندة الاجتماعية لمخططي المناهج الدراسية والمعلمين والآباء يمكن من خلالها تحقيق مساندة اجتماعية إيجابية لدي الطلاب .
فروض الدراسة
1. توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة فى مقياس المساندة الاجتماعية بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبية.
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب درجات القياسين القبلي والبعدي فى مقياس المساندة الاجتماعية لدى أفراد المجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي.
3. لا توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي فى مقياس المساندة الاجتماعية لدى المجموعة التجريبية.
4. توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة فى مقياس النضج الخلقي بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبية.
5. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين القبلي والبعدي فى مقياس النضج الخلقي لدى أفراد المجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي.
6. لا توجد فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي فى مقياس النضج الخلقي لدى المجموعة التجريبية.
محددات الدراسة : تتحدد الدراسة الحالية بالمحددات التالية:
1- المحددات المكانية
تم تطبيق أدوات الدراسة على عينة من طلاب الصف الأول الثانوى في مدرستي السيدة عائشة الثانوية بنات، و خاتم المرسلين الثانوية ببني سويف.
2- المحددات الزمنية
تم تطبيق أدوات الدراسة الحالية فى العام الدراسي 2019/2020.
3- المحددات المنهجية
تتمثل في:
أ‌- منهج الدراسة
تستند الدراسة إلى المنهج شبه التجريبي، سعيًا لتحقيق أهدافها.
ب‌- عينة الدراسة
أُجريت الدراسة على عينة من طلاب الصف الأول الثانوى في مدرستي السيدة عائشة الثانوية بنات، و خاتم المرسلين الثانوية ببني سويف.
عينة التحقق من الكفاءة السيكومترية:
تكونت عينة التحقق من الكفاءة السيكومترية من (150) من طلاب الصف الأول الثانوي بمدرستي السيدة عائشة الثانوية بنات، و خاتم المرسلين الثانوية ببني سويف ، حيث تراوحت أعمارهم ما بين (15 - 16) عامًا.
• العينة الأساسية:
تكونت العينة الأساسية بإجمالي عدد الطلاب (51) طالبًا بمدرستي السيدة عائشة الثانوية بنات، و خاتم المرسلين الثانوية ببني سويف، وقد تم تطبيق مقياس المساندة الاجتماعية عليهم فتم استبعاد (9) طلاب ترتفع لديهم المساندة الاجتماعية، ومن هنا سارت العينة مكونة من (42) طالبًا، وتم تطبيق اختبار النضج الخلقي عليهم فتم استبعاد (12) طالبًا لديهم نضج خلقي مرتفع، ومن هنا سارت العينة (30) طالبًا تم الاعتماد عليهم كعينة أساسية في الدراسة الحالية، وقد تراوحت أعمار الطلاب ما بين (15 – 16) عامًا بمتوسط عمري قدره (15.53) وانحراف معياري (0.38).
4-أدوات الدراسة : وتمثلت فيما يلي:
(1) مقياس المساندة الاجتماعية (إعداد: عفاف دانيال، 2008).
(2) اختبار النضج الخلقي (إعداد: كولبرج وآخرون، تعريب: إبراهيم قشقوش، 1984).
(3) البرنامج التدريبي (إعداد الباحثة).
5-الأساليب الإحصائية :
تم إجراء المعالجة الإحصائية للبيانات التي تم الحصول عليها بالأساليب الإحصائية التالية:
• اختبار مان – وتيني للدلالة الإحصائية اللابارامترية (للبيانات غير المرتبطة).
• اختبار ويلكوكسون للدلالة الإحصائية اللابارامترية (للبيانات المرتبطة).
• المتوسط الحسابي.
• الانحراف المعياري.
• معامل ارتباط بيرسون.
وذلك من خلال حزمة البرامج الإحصائية للعلوم الاجتماعية والمعروفة اختصارًا بSPSS.
نتائج الدراسة
أسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلاله إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعتين التجريبية والضابطة فى المساندة الاجتماعية والنضج الخلقي بعد تطبيق البرنامج لصالح المجموعة التجريبية، كما أسفرت عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي رتب درجات القياسين القبلي والبعدي فى المساندة الاجتماعية والنضج الخلقي لدى أفراد المجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي، وأسفرت أيضًا عن عدم وجود فروق ذات دلاله إحصائية بين متوسطي رتب درجات القياسين البعدي والتتبعي فى المساندة الاجتماعية والنضج الخلقي لدى المجموعة التجريبية.