الفهرس 
التمهيديوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 480 |  |  |
| | | from | 480 | | |
المستخلص
إن بعض علماء اللغة المحدثين يرى أن معنى كلمة ما لا يمكن تحديده إلا بمعرفة معدل الاستعمالات اللغوية من ناحية، ومعدل استعمالات الأفراد والفئات في مجتمع واحد من ناحية أخرى، ومعدل الاستعمالات اللغوية بمعنى حصر التراكيب التي ترد فيها الكلمة، أي أنه يريد أن يقول إن الوصول إلى المعنى الحقيقي للكلمة يكاد يكون مستحيلا، ولذلك تبقى الحاجة إلى البحث في الدلالة التركيبية أو المعنى النحوي الدلالي مطلبا ملحا ومهما
وقد يكون مفيدا أن نحدد أن الفكرة التي ينطلق منها هذا البحث هي فكرة التعانق الحميم بين النحو والدلالة، هذا التعانق يحدد العلاقة التي تؤدي إلى الفهم الصحيح لأنواع المعنى.
ومن أجل تحقيق الفكرة الأساسية للبحث ووصولا لتحقيق الهدف العام له، رأي الباحث ربط فكرة البحث وهي المعنى النحوي بكتاب من كتب التفسير، ألا وهو المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، لابن عطية
أسباب اختيار الموضوع:
1-الكشف عن التقاء النحو بالدلالة في تراثنا النحوي، من خلال المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية.
2-الكشف عن دور النحو العربي في اهتمامه بالمعنى.
3-إبراز الدلالة التركيبية، في واحد من كتب تفسير القرآن الكريم.
4-محاولة حل الصعوبات الكامنة في تحديد الدلالة التركيبية للجملة في سياقاتها المختلفة.
5-لم يقم أحد من الباحثين على حد علمي بالربط بين النحو والدلالة في كتاب المحرر الوجيز ،فأردت أن أقدم خدمة للباحثين في علوم العربية والتفسير دراسة متخصصة في هذا الجانب.
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى بيان ما يأتي:
1- تعرف عنصر الدلالة والمعنى في النحو العربي الذي يذخر بكثير من النظريات.
2- لفت الانتباه إلى الدور الذي يؤديه ويقوم به المعنى النحوي في النص القرآني.
3-بيان المفهوم والغاية من النحو والدلالة وأثر تعانقهما على الدرس اللغوي.
4-الوصول لبيان الدلالة في الظواهر النحوية.
5-إبراز دور العنصر الدلالي في تحديد الوظيفة النحوية.
6-إيضاح أثر العلاقات النحوية على دلالة التركيب القرآني.
نتائج البحث:
بعد رحلة ممتعة في ثنايا هذا البحث الثري, يحسن بي أن أشير إلى أبرز النتائج والتوصيات التي توصلت إليها من خلال دراستي لتفسير ابن عطية المسمى بالمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز, وهي كالتالي:
1- كان لصقل شخصية ابن عطية أثر بالغ في ثراء المادة العلمية وتميزها في تفسيره لآيات القرآن العظيم.
2-يعد المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز موسوعة تفسيرية للقرآن الكريم, حيث برزت الآلة اللغوية في هذا التفسير بروزًا ظاهرًا, فوجدنا فيه البيان اللغوي والتفسير النحوي والإشارة الصرفية, والإيضاح الدلالي والكشف المعجمي.
3-الغاية من تعانق النحو والدلالة معرفة خصائص التراكيب وأسراره البيانية وصولا للدلالات المكتنزة داخل التراكيب اللغوية.
4-إرادة المعنى هو الذي لأجله تواطئ الناس على أسلوب خطاب محدد, فقد حوى هذا الأسلوب منظومة نحوية تضبط لهم طريقة التخاطب, فاتفقوا على قواعد معينة من شأنها أن توصل المراد للمعنى المطلوب.
5-اتجه علماء اللغة العربية عدة اتجاهات في تفسيرهم ونظرتهم للدلالة المنبثقة من اللفظ والمعنى من اتجاه بسيط إلى تطور كبير؛ حتى شكلوا نظريات لها أصولها المكتملة, ثم أتى بعدهم علماء الغرب فبنوا على نظريات علمائنا اتجاهاتهم ونظرياتهم الخاصة, وسعوا في تطوير علم الدلالة.
6-ظل الدرس اللغوي في العصور السابقة مستقلاً في الدراسة والتأثير, حتى جاء العصر الحديث, فدرس العلاقة الترابطية بين العلوم اللغوية المختلفة, فظهرت مناح عدة اتجهت نحو دمج النحو بالدلالة عبر اتجاهات متعددة.
7-واجه التركيب العربي صعوبات عدة حالت دون تحديد دلالات تراكيبه اللغوية؛ وما ذاك إلا لاحتواء التركيب على عدة دلالات مختلفة, حيث أعمل ابن عطية العديد من القرائن الداخلية والخارجية لتحديد الدلالة المرادة في تفسيره.
التوصيات:
وقد اوصى الباحث بالاتى:
- أثر الاختلاف في بنية المفردة القرآنية في تفسير ابن عطية على دلالة التركيب.
- أثر الوقف والابتداء في تحرير المعنى في تفسير ابن عطية.
- تأثير التأنيث والتذكير الوارد في التركيب على دلالة النص في تفسير ابن عطية.
- عود الضمير في التركيب عند ابن عطية في تفسيره ودلالاته المتعددة.
- أثر الاستثناء بأنواعه في تحديد الدلالة في تفسير ابن عطية.
- الوحدة المعجمية وأثرها في إبراز الدلالة عند ابن عطية في تفسيره.
- اختلاف الإعراب في النص القرآني وأثره على دلالة النص عند ابن عطية.
- المعنى النحوي في أمهات كتب التفسير التي برز فيها إعمال الجانب النحوي والدلالي.