Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النقائض والتناقض في الشعر الأموي :
المؤلف
المطيري، موضي عيد شمروخ.
هيئة الاعداد
باحث / موضي عيد شمروخ المطيري
مشرف / وليد أحمد سمير
مناقش / يحيى محمد نبوى خاطر
مناقش / وليد أحمد سمير
الموضوع
الشعر العربي تاريخ ونقد العصر الأموي.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
200 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة بنها - كلية الاداب - قسم اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 213

from 213

المستخلص

لقد تميز العهد الأموي بثراء الحركات الفكرية والاجتماعية والسياسية ، ونشطت وتطورت أغراض عديدة على مسرح الحوادث في هذا العهد ، ومن بين هذه الموضوعات : الشعر السياسي ونشط هذا النوع من الشعر في بيئة العراق حيث ولي الأمر ، والغزل بنوعيه – العذري والحسي – ونشط في بيئة الحجاز حيث العوامل التي ساعدت على نموه وتطوره وازدهاره ، والنقائض ذلك الفن الجديد والذي نشأ ونشط في بيئة العراق .
والنقائض غرض شعري ظهرت بوادره في العهد الجاهلي واستمر في عصر صدر الإسلام ، واشتعل وتوهج في العهد الأموي حيث زعماء هذا الفن جرير والفرزدق والأخطل ، ومربد البصره وجمهوره المتعطش لمثل هذا النوع من الشعر ، وقد حظى هذا الغرض الشعري بنشاط متميز وقوي في هذا العهد ، كما مني بتطور وتغيير كبيرين مما جعله وليد هذا العصر دون غيره من عصور الأدب العربي.
ولعل من أهم العوامل والأسباب وراء اختياري لموضوع” النقائض والتناقض في الشعر الأموي ، صورة المرأة نموذجاً ” تتمثل في الواقع الجديد الذي فرضته طبيعة استقرار القبائل العربية في العراق وبالأخص في الكوفة والبصرة بعد استقرار الدين الإسلامي في هذه البقاع ، فقد تكيفت هذه القبائل مع واقعها الجديد المعايش ، حتى وجدت أمامها الفراغ الذي أحال أيامها المختلفة إلى حروب بألسنة الشعراء أحياناً وبقرع ألسنة السيوف أحياناً أخرى .
وهنا يظهر دور الأسواق الشعرية المتعددة التي حفلت بها بيئة العراق في هذه العهد من أمثال : سوق البصرة والمربد اللذين يمثلان المسرح الذي يتجمع فيه الناس للمشاهدة والتثقيف وقضاء وقت الفراغ ، وتشجيع شعراء النقائض في العهد الأموي في هجائهم وفخرهم وسائر فنونهم الشعرية المتنوعة .
وكان أكثر الشعراء اهتماماً بهذا الفن الشعري جرير والفرزدق والأخطل ، إذ بدأ الهجاء بين جرير والفرزدق ثم أدخل الأخطل حلبة الهجاء مرغماً عندما اشتد إور التهاجي بينه وبين ابن عطية الخطفي واستمر أمداً طويلاً إلى أن توفي الأخطل وترك جريرا والفرزدق يتهاجيان.
وقد كانت العصبيات القبلية التي أشعلتها السياسة الأموية من أهم العوامل والأسباب التي أدت إلى بروز وشيوع هذا الفن الشعري ” النقائض والتناقض في الشعر الأموي ، صورة المرأة نموذجاً ” ، فالنقائض الأموية قد شهدت بداية الدولة وعاصرت صراعها المرير من أجل الوصول إلى سدة الحكم وترسيخ قيم سياسية جديدة وافدة على ثقافة ووعي المجتمع العربي في ذلك الوقت كحرية المرأة وأهميتها في المجتمع الأموي آن ذاك.
ولقد اشترك شعراء العهد الأموي في هذه التحالفات والصراعات التي فرضتها طبيعة السياسة في العهد الأموي والتي أحيت عداوات وتحالفات جديدة ، كوقوف أحد الشعراء العهد الأموي في صف قبيلتين متعاديتين ، أو الارتماء في أحضان قبيلة أخرى غير قبيلته يدافع عنها وينال عطاياها ، دون أن يكسبه عداوة أي منهما أو يحرمه عطاياه وجوائزه .
ومن ثمّ فإن الهدف من دراسة موضوع ” النقائض والتناقض في الشعر الأموي ، صورة المرأة نموذجاً ” ، هو ما نلمسه من روح الحرية في القول التي سادت في هذا العصر ، فالشعراء الأمويون يقولون ما يحلو لهم وما وسعهم القول دون تحزب وتعصب لفريق ضد أخر ، فالفيصل في هذه المعركة الشعرية التي تحتدم بين الشعراء هو المهارة الفنية في القصائد الشعرية لا غير ودون انحياز لطرف على حساب الطرف الأخر . فالعصبية القبلية في العهد الأموي عصبية عربية وليست عصبية دينية ، فخلفاء العهد الأموي يتعصبون لكل ما هو عربي لا كل ما هو إسلامي ، فقد كان الأخطل النصراني التغلبي شاعر الخليفة الأموي الرسمي عبد الملك بن مروان – على الرغم من نصرانيته – يدخل على الخليفة الموي شارب الخمر حتى الثمالة ، لعبت بعقله الخمر ، واضع الصليب على صدره دون مبالاة ودون أن يرى هو والخليفة الأموي حرجاً من ذلك يؤخذ عليه ( ).
وهناك دراسات سابقة دارت حول ” النقائض والتناقض في الشعر الأموي ، صورة المرأة نموذجاً ” ومنها:
أولاً : دراسات تناولت شعراء العهد الأموي وإبداعاتهم الشعرية ومنها :
1 - فن الهجاء وتطوره عند العرب لإيليا حاوي .
2 – المرأة في الشعر الجاهلي للدكتور أحمد محمد الحوفي .
3 – الهجاء والهجاءون في الجاهلية – وفي صدر الإسلام للدكتور محمد محمد حسين .
4 – تاريخ الأدب العربي ، العصر الجاهلي ، والعصر الإسلامي ، والتطور والتجديد في الشعر الأموي للدكتور شوقي ضيف .
5 – نقائض جرير والفرزدق للدكتور محمود غناوي الزهيري .
6 – تاريخ النقائض في الشعر العربي للدكتور أحمد الشايب
7 – نقائض جرير والفرزدق رؤية جديدة للدكتور فوزي أمين.
ثانياً : دراسات أخرى ومنها ما ينتمي لبعض الأبحاث والمقالات المعهودة التي تناولت شعراء العهد الأموي خاصة الأعداد التي نشرت عن النقائض في الشعر الأموي بمجلة فصول ، ومجلة الشعر ، ومجلة فكر وإبداع ، وكان أكثر اعتمادنا على ما كتبه الدكتور عز الدين إسماعيل والدكتور فوزي أمين والدكتور محمد بدوي المختون والدكتور عبد الفتاح يوسف .
وهناك مصادر تناولت” النقائض والتناقض في الشعر الأموي ، صورة المرأة نموذجاً ” ، مثل : نقائض جرير والفرزدق لأبي عبيدة معمر بن المثنى ، ونقائض جرير والأخطل لأبي تمام ، وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ، وغيرها من المصادر التي تعرضت للعهد الأموي والتي تشهد بأن هذا العصر يمثل قمة العصر الذهبي للثقافة العربية الأصلية ، إذ ما جاء بعدها ليمثل درجة أقل منه في المنزلة والمكانة والرقي للثقافة العربية الأصلية .
هذا إلى الدواوين الشعرية المتمثلة في ديوان جرير بشرح محمد بن الحبيب ، وديوان الفرزدق ، وديوان الأخطل ، وديوان الراعي النميري ، وديوان الأحوص الأنصاري ، وشرح ديوان الحماسة لأبي تمام .... ألخ .
وفي إطار ما تقدم وسعياً لما يلي فقد جعلنا البحث في أربعة فصول ، فضلاً عن المقدمة والخاتمة .
بدأت بتمهيد تحدثت فيه عن مفهوم النقائض لغة وإصطلاحاً ، ثم تناولت نشأة النقائض الأموية وعوامل نموها وتحول الهجاء إلى نقائض شعرية ، ثم تحدثت عن مجموعة من العوامل المهمة التي أدت إلى تطور فن النقائض ونضوجها ووصولها إلى الصورة الفنية المعهودة والمتعارف عليها في العهد الأموي ، وتنقسم هذه العوامل إلى عوامل اجتماعية ، وعوامل عقلية ، وعوامل ذاتية ، وعوامل شعرية ، ثم تناولت أهم شعراء النقائض ، وانتماءاتهم القبلية والسياسية والمذهبية ، ومنزلتهم في الشعر ، وشخصيتهم وصفاتهم ، وأسباب التهاجي بينهم ، وصلتهم بالبيت الأموي الحاكم وأثر ذلك كله على شعرهم .
أما الفصل الأول ففيه درست مكانة المرأة في العصر الأموي ، وهو يشمل مكانة المرأة في العهدين الجاهلي والإسلامي ، وكيف أن الإسلام أعلى من مكانة المرأة ورفع شأنها ، وكفل لها حقوقها وحريتها حسب ما تقضيه الشريعة الإسلامية السمحة ، من خلال الضوابط والأحكام التي تستهدف الرجال والنساء على السواء مع مراعاة الخصوصية لكل منهما ، ثم تناولت الحديث عن مكانة المرأة في العهد الأموي وأن صورة المرأة لدى الشعراء الأمويين احتلت حيزاً واسعاً في شعرهم ، وهي امتداد طبيعي للصورة في العهد الجاهلي ، في احتفظها بألوانها البدوية التقليدية مع وجود لمسات حضارية واضحة بحكم البيئة والتطور الذي طرأ على هذا العهد .
وأما الفصل الثاني ففيه درست هجاء المرأة في الشعر الجاهلي والإسلامي وهو يشمل هجاء الزوجة ، وهجاء الأم ، وهجاء البنت ، مع وضع القرينة الفاصلة بينهما ، فيرتبط هجاء الزوجة بذم بعض الأمور المتصلة بها ، ويرتبط هجاء الأم بالمعايرة مع إحصاء مثالبها والطعن فيها ، ويرتبط هجاء البنت بذم بعض الرذائل الخلقية فيها .
وأما الفصل الثالث ففيه تناولت هجاء المرأة في الشعر الأموي ، فقد كانت رياح الهجاء عاتية في هذا العهد ، وقد مست الأم والزوجة والبنت ، وسائر نساء القبيلة ، حتى غدا الهجاء في نقائض شعراء العهد الأموي بعيداً عن سمو المبادئ والخلق القويم ؛ فقد جرت البذاءة والفحش على ألسنة شعراء النقائض في العهد الأموي ، هجاء قائم على هتك العورات ونهش الأعراض ، ولقد لقى رواجاً وقبولاً لدى الشعراء الأمويين وجمهور المربد على حد سواء .
والفصل الرابع فيه درست الناحية الفنية في ” النقائض والتناقض في الشعر الأموي ، صورة المرأة نموذجاً ” ، درست اللغة الشعرية لدى شعراء النقائض في العهد الأموي ، فجاء الحديث موزعاً بين المفردات والألفاظ التي تميزت بها لغة الشعر في ذلك العهد ، من حيث السهولة والصعوبة والبعد عن الوعورة والغرابة والتأثر بالبيئة الحضارية ، كما أوضحت التأثيرات المختلفة في لغة الشعر في العهد الأموي ، كتأثر الشعراء بلغة القرآن الكريم وألفاظ الحديث النبوي الشريف ، فضلاً عن الأساليب المتنوعة التي لجأ إليها شعراء النقائض والتناقض في الشعر الأموي .
ودرست الصورة الشعرية في النقائض والتناقض في الشعر الأموي ، فجاء الحديث موزعاً بين مفهومها وأهميتها في البناء الشعري ، ثم تحدثت عن الصورة الجزئية بنوعيها من تشبيه واستعارة وغير ذلك ، والصورة الكلية التي تصور لوحة فنية متكاملة الأركان والأجزاء . ثم درست الموسيقى الداخلية التي شاع ظهورها في النقائض والتناقض في الشعر الأموي ، ومن أهمها التكرار والطباق .
وقد اتبعت في دراسة ” النقائض والتناقض في الشعر الأموي ، صورة المرأة نموذجاً ” بالمنهج التكاملي ، إذ استفدت من المنهج الفني الذي كان له النصيب الأكبر في تقويم العمل الشعري ودراسته دراسة فنية ، وقد ظهر هذا المنهج بوضوح في دراسة الفصل الرابع – الدراسة الفنية – إضافة إلى الإفادة منه في الفصل الأول والثاني والثالث ، بصورة أقل من الأخرى . كما أفدت من المنهج التاريخي في المنهج التكاملي التوصل إلى تراجم شعراء النقائض والتناقض في الشعر الأموي ، الذين أوردت ذكرهم ، ثم في تتبع الوقائع والأحداث التاريخية المختلفة فيما يخص بتوظيف الأيام والمواضع في شعر النقائض والتناقض في الشعر الأموي .
بالإضافة إلى المنهج النفسي والمنهج الوصفي والمنهج الاستقرائي وغيرهما .
ثم تأتي الخاتمة لتشمل أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة خلال فصول الرسالة .