الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 308 |  |  |
| | | from | 308 | | |
المستخلص
يستجيب هذا البحث لضواغط فكرية ونقدية، لعل أولها هو وطأة الإحساس بالهوية العربية والإسلامية، وما تواجهه من إكراهات شديدة تنعكس، بشكل مباشر أو غير مباشر، على الوعي بالذات من خلال ما ترسخ في الذاكرة العربية والإسلامية عن بعض الشخصيات الجدلية التي تشكلت من خلال السرد التاريخي أو غيره من النصوص أو الأعمال الإبداعية المختلفة؛ ما يرسم أبعادا تخييلية لتلك الشخصية وما تثيره من تساؤلات مختلفة ومتعددة. إن جزءًا أساسيًا من هذه الأبعاد يبرز لنا بأشكال متعددة من خلال الممارسات اليومية على صعيد النص الإبداعي الذي يعيد إنتاجها بطرائق مختلفة ويقدم قراءات متعددة للنص، بوصفها مصادر للإبداع والإنتاج والتخييل.أما الدوافع الأخرى لاختيار هذا البحث، فأوجز أهمها فيما يأتي:الأول: هو افتقار المكتبة العربية، خلا ما تمت الإشارة إليه، إلى أبحاث تعيد قراءة النص التاريخي من منظور أدبي وتخييلي؛ فثمة كتب لا تصل إلى عدد أصابع اليد الواحدة تتناول ممارسته في هذا القطر أو ذاك، أو هذا الاتجاه أو ذلك، أو لدى ناقد أو آخر. ولاحظنا مثل ذلك لدى استعراض الدراسات السابقة، وهي قليلة جدًا. الثاني: يأتي هذا البحث في إطار ذلك المنهج الجديد الداعي إلى إعادة قراءة النص التاريخي من منطلق ارتباط وثيق بين النص التاريخي وإعادة قراءته في سياقه بالثقافة والأدب والنقد؛ وذلك استنادًا إلى معطيات اللغة التي قد يصعب الإحاطة بمضامينها المتعددة من القراءة الأولى، إنما تتجلى عطاء وإخصابا وتفتقا كلما استضاءت بقراءة نافذة نحو استنطاق النص من خلال آليات التحليل والتعليل والتفكيك وتقليب النص على احتمالاته المتعددة ضمن السياق المنبثق عنه النص وإعادة صياغته وفق رؤية شمولية متكاملة. الثالث: يتجلى في أن الوقوف على صناعة الأخبار والحكايات التي تملأ المصادر هنا وهناك، صحيحة كانت أم موضوعة، يكشف كيف يمكن أن تتفاعل هذه وتلك معا لتكون صورة متخيلة لدى السامع لتلك الشخصية المروي عنها من ذلك الخبر أو تلك الحكاية.إذًا، تحاول الدراسة الاقتراب من ”الصورة” التي شكلت ملامح عمرو بن العاص، سياسيًا وفاتحًا وداهية يضرب بها المثل عبر الأزمان هنا وهناك، ومن ”الحكاية” التي صنعها الرواة، والتي قدمتها كتب التاريخ القديم أوالمعاصر، سواء التي سطرها مؤرخون أو عرضها أدباء أو أبدعها التخييل التاريخي في صورة رواية أو قصة أو خبر؛ نقف عند المعلومة التاريخية بحثًا عن جماليات الأدب ومعطيات السياق.