الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص بعد رحلة طويلة صاحبت فيها الشاعر عبد الكريم راضي جعفر من خلال نتاجه الشعري ، فوقفت على ما خطت أنامله من صور شعرية . وهنا لابد لي من وقفة أجمل فيها أهم النتائج التي توصلت إليها على النحو الآتي : -إنماز شعر الشاعر بأسلوب ظهر بشكل واضح في قصائده جميعها، نجد السلاسة والوضوح تارة ، والغموض وكسر أفق التوقع تارة أخرى ، وهذا الأمر فرضته ثقافة الشاعر فهو لا يكتب لنفسه ، إنما يكتب للعامة وبمختلف مستواهم ، وهذا ما يجعلنا نكرر تعريف البلاغة ( مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحته )، فهو ي ا رعي دائماً مقتضى الحال .اثر الشاعر بالموروث القديم من شعر ونثر وأغان وحكايات مختلفة كان قد سمعها أيام الطفولة أو في مرحلة من م ا رحل حياته وكان قد استعملها عنصر من عناصر التشويق لجذب انتباه المتلقي . -تنوعت مصادر الصورة في شعر الشاعر ، إذ استعمل أكثر من مصدر في بناء صوره التي ظهرت بصورة منسجمة مع الموضوع . -كثرة الدلالات ال ا رمزة في شعر الشاعر ، فحين تق أ ر دواوينه الشعرية نشعر أننا أمام صور رمزية كثيرة ، وهذه الصور- على ما يبدو-قد فرضها الواقع . تأثر الشاعر بالطبيعة تأث ا رً كبي ا رً ، وهذا الأمر لا يختلف عليه اثنان إطلاقاً ، فالطبيعة هي الملهم الأول للشاعر ، لأن الفرد أول ما يفتح عينه تكون الطبيعة حاضرة أمامه حتى أصبحت علاقة الشاعر بالطبيعة علاقة تلازمية اتضحت من خلال نتاجه الشعري ، ولا تخلو قصيدة من قصائده من مفردات لها علاقة ظاهرة أو مضمرة بالطبيعة ومعنى ذلك إن للطبيعة نبضاً خاصاً في شعره. -شيوع الاستعارة في شعره شيوعاً بار ا زً ، والملاحظ أن الشاعر كان مولعاً في استعمال الاستعا ا رت فضلاً عن استعمال التشبيه بأشكاله المتنوعة ، ولم تغب الكناية عن شعره فقد جسد وجسم الاشياء تكثيفاً للدوافع الانفعالية . -تأثر الشاعر بالقرآن الكريم فاقتبس تعالق مع القرآن تعالقاً نصياً -إن أكثر البحور الشعرية استعمالاً في شعر الشاعر هو بحر المتدارك إذ احتل المرتبة الأولى في شعره تلاه بحر المتقارب فعالق ايقاعياً بينهما في قصائد كثيرة بضمنها قصائده النثرية . -من خلال الاطلاع على نتاج الشاعر وجدنا هناك تداخلاً في الأجناس الأدبية أدت إلى التنوع في استعمال البحور الشعرية ، فنجد في بعض قصائد الشاعر إنه ينتقل بانسيابية تامة من بحر إلى آخر من دون أن يحدث أي اضط ا رب . وهذا سببه أن الشاعر كان عارفاً بأسباب صنعته متمكناً من أدائه . -استعان الشاعر بالجناس والتضاد والتك ا رر من أجل خلق الإيقاع الداخلي في قصائده ، فاستعمل تلك الفنون من أجل عة جو موسيقي تستأنس به الأذن، وتتفق مع تدفق الوجدان . فضلاً عن إيلائه بعض الاصوات التي تحتوي على إيقاع عالٍ اهتماماً خاصاً شكل التك ا رر ظاهرة أسلوبية وصوتية في شعر الشاعر ،إذ عول على ذلك التك ا رر في بعض قصائده النثرية ، وهذا الأمر مرده إلى أن الشاعر حاول التعويض عن إيقاع الوزن ، لأن قصيدة النثر كما هو معروف خالية من الوزن والقافية فوجد في التك ا رر وسيلة فاعلة في الاستغناء عن الجانب الايقاعي . -تنوعت الحقول الدلالية في شعر الشاعر ، إذ استعمل كثي ا رً من الحقول الدلالية التي وظفها توظيفاً يتناغم مع القصيدة وموضوعاتها . -شكل الحزن سمة بارزة في شعر الشاعر ، وهذا الأمر طبيعياً ، لأن الشاعر يحمل معاناة وطن أنهكته الحروب ، والثو ا رت ، ودب فيه الفقر . -لم تكن سمة الحزن هي السمة الوحيدة في شعر الشاعر بل كانت هناك سمة الحب فوجدنا لحب الوطن صدىً واسعاً في قصائده ، فضلا عن حب الأسرة المتمثل بالأب والأم والمحبوبة . |