الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لا تقتصر المسئولية الدولية على معالجة الآثار التى تنجم عن الحوادث النووية، وإنما تشمل أيضاً ما يسمى بالدور الوقائى المتمثل فى منع الضرر النووى قبل حدوثه باتباع كافة وسائل الأمان النووى والضوابط التى يضعها الخبراء والمتخصصون فى هذا المجال، وعلى المجتمع الدولى أن يتبنى تطوير مفهوم المسئولية الدولية- أسوةً بتطوير أساسها- كى تواكب التحديات التى ظهرت على الساحة الدولية، ومنها هذا الخطر النووى الذى ينذر بعواقب وخيمة إذا لم يتم التعامل معه بروح من التعاون الجاد بين الدول والمنظمات الدولية المتخصصة. وتطبيقاً لذلك، فقد تناولنا فى الباب التمهيدى مفهوم التلوث البيئى وأنواعه، وبَيَّنَّا أن أخطرها على الإطلاق التلوث الإشعاعى النووى، وتناولنا طبيعة هذه الظاهرة وأسبابها، وأهم الحوادث النووية التى شهدها كوكب الأرض، والرعب النووى الذى خلفته تلك الكوراث وانقسام الرأى العام العالمى حول استخدام الطاقة النووية، وتلك مقدمة مهمة لكون القانون الدولى للبيئة ذو طابع فنى فأردنا أن نرفق هذا الباب التمهيدى بموضوع رسالتنا ليكون أشبه بالتقرير الفنى الذى يستند إليه الباحث فى معرفة كنه وطبيعة تلك الظاهرة، فيستطيع على ضوءه تكييفها تكييفاً قانونياً صحيحاً. وقد تناولنا فى الباب الأول، الجانب الوقائى للمسئولية الدولية، المتمثل فى الجهود الدولية للوقاية من الأضرار النووية، مع استعراض دور المنظمات الدولية العالمية والإقليمية والمتخصصة، وكذلك الحماية فى ظل القانون الدولى والتشريعات الداخلية، بالإضافة إلى ما استقر من مبادئ دولية، وأحكام قضائية دولية، أسهمت فى حماية البيئة من أخطار تلك الظاهرة. ثم تناولنا فى الباب الثانى، الشق العلاجى للمسئولية الدولية، المتمثل فى دراسة أحكام المسئولية الدولية عن الأضرار النووية، والأسس التى تبنى عليها، وحالات انتفائها، فى ضوء الإتفاقيات الدولية الخاصة بالمسئولية عن الأضرار النووية، مع سرد خصائص المسئولية المدنية فى المجال النووى وأحكامها، وشروطها، وآثارها. |