الفهرس 
الخلفية التاريخية لظاهرة الإحياء الإسلامي في مصريوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 487 |  |  |
| | | from | 487 | | |
المستخلص
أولًا: مشكلة الدراسة
تتحدد مشكلة الدراسة في محاولة رصد ملامح التدين كما تظهر في حياة الأفراد، وفي خطابهم اليومي، وفي مختلف ممارسات وأنشطة حياتهم الاجتماعية في ظل ما يشهده المجتمع المصري من تغيرات على مستوى كافة الأنساق والأبنية الاقتصادية والسياسية والدينية والاجتماعية والثقافية. إضافة إلى محاولة التعرف على الأبعاد الاجتماعية لثقافة التدين كما هي سائدة وتمارس في المجتمع، بما تتضمنه من جوانب مادية (مختلف ممارسات وأشكال السلوك الديني اليومي: المأكل، المشرب، الملبس... إلخ) ومعنوية (القيم والأفكار والمفاهيم الثقافية والمعتقدات والرموز الدينية) وبما تحققه من وظائف وما تشبعه من حاجات للأفراد، وبتميزها كأسلوب حياة. فضلًا عن تناول تداعيات السلوك الديني (التدين) ومصاحباته على الحياة اليومية للأفراد والجماعات في المجتمع.
ثانيًا: أهمية الدراسة
تتجلى أهمية تناول موضوع ملامح التدين في الحياة اليومية فيما يلي:
1- الأهمية النظرية
تتمثل الأهمية النظرية للدراسة في تبنيها لبعض الاتجاهات النظرية المفسرة لسوسيولوجيا الحياة اليومية: كالفينومينولوجياPhenomenology ، والإثنوميثودولوجياEthnomethodology ، وذلك انطلاقًا من منظور فكري جديد في علم الاجتماع يركز على دراسة الوجود الاجتماعي كما يتبدى في الوقائع والأحداث الاجتماعية اليومية للأفراد، ويطلق عليه: ”علم الاجتماع الحياة اليومية” أو ”علم اجتماع الوجود الاجتماعي”، حيث يهتم بالدراسة الكيفية للحياة اليومية؛ وهو ما يتيح إمكانية دراسة واقع ظاهرة التدين في عالم الحياة اليومية.
2- الأهمية التطبيقية
تأتي الأهمية التطبيقية للدراسة في محاولة تقديم صورة حية وواقعية عن ثقافة التدين باعتبارها تمثل جزء أصيل ومكون أساسي من مكونات ثقافة المجتمع المصري، فضلًا عن اهتمام الدراسة بتداعيات تلك الثقافة ومصاحباتها على ممارسات وعلاقات الحياة اليومية؛ وهو ما يسهم بشكل مباشر في فهم البنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع، وما قد يطرأ عليها من تغير في ظل التحولات العالمية والمحلية المحيطة؛ وهو ما يخدم المهتمين بدراسة الشخصية المصرية، حيث يعد التدين أحد المقومات الأساسية التي تقوم عليها (الشخصية المصرية)، فعلاقة المصري بالدين أصيلة منذ قديم الأزل.
ثالثًا: أهداف الدراسة
تسعى الدراسة الراهنة لتحقيق هدف رئيس هو: التعرف على ملامح التدين كما في مختلف ممارسات الحياة اليومية لدى الأفراد في المجتمع.
رابعًا: تساؤلات الدراسة
تنطلق الدراسة الراهنة من تساؤل رئيس هو: ما ملامح التدين السائدة في الحياة اليومية؟
خامسًا: الإطار النظري للدراسة
انطلقت الدراسة الراهنة في تناولها لموضوع التدين في الحياة اليومية من إطار نظري محدد يسعى إلى الاستفادة من الاتجاهات النظرية المفسرة لسوسيولوجيا الحياة اليومية، التي تشمل: منظور علم اجتماع الحياة اليومية (علم اجتماع الوجود الاجتماعي)، هذا إلى جانب الفينومينولوجيا الاجتماعية (الفلسفة الظاهراتية) Phenomenology والإثنوميثودولوجيا (المنهجية الشعبية أو منهجية الجماعة) Ethnomethodology. كما تبنت الدراسة بعض القضايا النظرية التي طرحتها التفاعلية الرمزية Symbolic Interactive. إضافة إلى الإسهام النظري الذي قدمه العالم الأنثروبولوجيا الأمريكي Clifford Geertz في درسته للدين كنسق ثقافي، والباحث السويسري باتريك هايني Patrick Haenni الذي رصد أحد الأنماط الجديدة من التدين الإسلامي، في كتابه ”إسلام السوق” الصادر بالفرنسية عام 2005م، وأيضًا القضية التي تناولها الباحث الفرنسي باتريك ميشيل Patrick Michel وأطلق عليها استهلاكية العلاقة بالدين.
سادسًا: الإجراءات المنهجية للدراسة
1- تحديد المفاهيم الأساسية للدراسة، والتي تتمثل في: التدين، الحياة اليومية، الخطاب الديني اليومي.
2- مبررات اختيار مجتمعي الدراسة، والتي تتجسد في: حي السيدة زينب (كحي شعبي تقليدي)، حي شرق مدينة نصر (كحي راقي) بمدينة القاهرة.
3- محددات اختيار ممارسات الحياة اليومية: تناولت الدراسة بعض ممارسات الحياة اليومية: وقد تم تصنيفها لتشمل: ممارسات يومية عادية متكررة، وممارسات أخرى غير عادية (دورية، طقسية، ظرفية).
4- أسس اختيار حالات المقابلات المتعمقة.
5- مناهج وأدوات جمع البيانات
استعانت الدراسة بمجموعة من المناهج والأدوات البحثية في إطار جمع المادة الميدانية، والتي تتمثل في الاعتماد على المنهج الأنثروبولوجي وبعض أدواته البحثية (الملاحظة، والملاحظة بالمشاركة، والمقابلة المتعمقة، ودليل العمل الميداني، والإخباريون)، ومنهج دراسة المجتمع المحلي، ومنهج تحليل المضمون.
6- المجال الزمني للدراسة.
7- صعوبات الدراسة.
سابعًا: محتويات الدراسة
وقد جاءت الدراسة في شكلها النهائي في بابين يضمان عشرة فصول. فجاء الباب الأول بعنوان: ”الإطار النظري والمنهجي للدراسة”، ويضم أربعة فصول، من الفصل الأول وحتى الفصل الرابع، حيث يهتم الفصل الأول: الإطار النظري للدراسة، بمناقشة الاتجاهات النظرية المفسرة لسوسيولوجيا التدين، وبعض القضايا النظرية التي طرحتها التفاعلية الرمزية Symbolic Interactive. إضافة إلى الإسهامات النظرية لدى كل من كليفورد جيرتز Clifford Geertz، وباتريك هايني Patrick Haenni، باتريك ميشيل Patrick Michel في تفسير ظاهرة التدين. ويتضمن الفصل الثاني عرضًا ورؤية نقدية للدراسات السابقة المرتبطة بموضوع التدين. ويسعى الفصل الثالث لتقديم عرضًا تاريخيًا لظاهرة الإحياء الديني (الإسلامي) في مصر. ويتناول الفصل الرابع: مفاهيم الدراسة والإجراءات المنهجية.
أما الباب الثاني، فقد جاء بعنوان ”الدراسة الميدانية”، ويضم ستة فصول، من الفصل الخامس وحتى الفصل العاشر، حيث يعرض الفصل الخامس الملامح العامة لمجتمعي الدراسة. ويركز الفصل السادس على التدين في الممارسات اليومية الروتينية التي تتم على مدار فترات اليوم المختلفة (من الصباح، والظهيرة، وحتى المساء)، وعلى مختلف الأماكن التي ينتقل إليها الأفراد (البيت، الشارع، المواصلات، أماكن العمل، المؤسسة التعليمية أي المدرسة أو الجامعة، المراكز التجارية ومحلات الشراء). بعد ذلك يناقش الفصل السابع ممارسات التدين كما تعكسها العادات والتقاليد الاجتماعية، حيث يهتم بتناول الممارسات الدينية التي ترتبط بمواقف أو أحداث معينة في حياة الفرد (كالممارسات المرتبطة بالميلاد، والزواج، والموت)، وغير ذلك من الممارسات التي ترتبط بموعد أو مناسبة زمنية معينة، والتي منها المناسبات التي ترتبط بتتابع وتعاقب فصول السنة (كممارسات الاحتفالات بالأعياد الدينية). ويلي ذلك الفصل الثامن الذي يستعرض الممارسات الدينية التي يستعين بها الأفراد في الوقاية والحفظ والتحصين، أو في التداوي وعلاج الأمراض: العضوية (الجسمية) أو حتى الأعراض المرضية البسيطة أو الأمراض النفسية أو الروحية، وهو ما قد يمتد إلى حل المشكلات الاجتماعية التي تواجه الأفراد عبر مختلف المواقف والأحداث التي يمرون بها في حياتهم اليومية. ويعرض الفصل لمختلف ممارسات الوقاية والعلاج، التي تتضمن: تبني الممارسات الدينية الخالصة، أو الممارسات التي تأخذ الطابع الديني - السحري، أي التي يمزج فيها الأفراد بين الممارسات الدينية - السحرية، هذا إلى جانب الممارسات الاعتقادية التي تتجسد في الاستشفاء بالأولياء والصالحين. ويتضمن الفصل التاسع صور الخطاب الديني اليومي (الشفاهية، المكتوبة، الإلكترونية)، وما يتضمنه من مضامين ودلالات رمزية دينية، وعلاقته ذلك بالسياق الاجتماعي المحيط، يلي ذلك توضيح لأهم خصائص الخطاب الديني، وموضوعاته. أما الفصل العاشر والأخير فقد خصص لتوضيح الأبعاد الاجتماعية المرتبطة بثقافة التدين، والتي تتجسد في تناول أهم الخصائص المميزة لثقافة التدين، وأهم أنماط التدين وأشكاله السائدة في المجتمع، وأبرز آليات تشكيل وبلورة ثقافة التدين وعوامل تدعيم انتشارها في المجتمع. وفي النهاية تعرض الدراسة مناقشة ختامية لأهم النتائج والاستخلاصات، مع محاولة إلقاء الضوء على تداعيات التدين ومصاحباته على عالم الحياة اليومية، بما يتضمنه من ممارسات وأنشطة وتفاعلات وعلاقات اجتماعية.
ثامنًا: أهم النتائج والاستخلاصات
توصلت الدراسة لعدة نتائج واستخلاصات عامة نعرض لها فيما يلي:
- يعد التدين ظاهرة تاريخية سوسيوثقافية ذات جذور عميقة (سياسة، وهابية خليجية، حداثية، ثقافية شعبية) تتصل بالأوضاع المحلية والإقليمية والعالمية التي ساهمت بدورها في تكوين السياق الاجتماعي لتشكيل ملامح الحالة الدينية المعاصرة (التدين) للمجتمع المصري وفي بلورة ثقافته المجتمعية.
- يمثل التدين جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد، ومن ممارساتهم اليومية، حيث يتجسد التدين في الممارسات اليومية الروتينية العادية، والتي تشمل ممارسات الأفراد منذ الاستيقاظ وحتى النوم. كما أوضحت النتائج أنه تتنوع الأنشطة التنبؤية ذات الصبغة الدينية التي يقوم بها الأفراد في حياتهم اليومية، لتشمل: تفسير الأحلام والرؤى ذات الدلالة الدينية، واستطلاع الغيب والتنبؤ بالمستقبل، والبحث عن الأشياء المفقودة، فضلًا عن دور المعتقدات الدينية للأفراد في تشكيل تلك الأنشطة التنبؤية، وفي المحافظة عليها وتعزيز بقائها واستمرارها بما يؤثر في حياة الأفراد اليومية؟
- كما تتجسد ملامح التدين في الممارسات الأخرى غير العادية أو غير الروتينية وغير المعتادة، كالتي ترتبط بالزمن، سواء ارتبطت بمواقف أو أحداث معينة في حياة الفرد (كممارسات الميلاد، والزواج، والموت)، أم بموعد أو مناسبة زمنية معينة من خلال تتابع وتعاقب فصول السنة (كالاحتفالات والمناسبات الدينية)، أم غير ذلك من الممارسات الوقائية والعلاجية التي يلجأ إليها الفرد لحل ما يواجهه من صعوبات ومشكلات حياتية.
- كشفت النتائج عن تبني المبحوثون للعلاج الديني، كأحد طرق العلاج، التي يلجأ إليها الأفراد على مستوى مجتمعي الدراسة. وقد تنوعت استخدامات العلاج الديني وتوظيفاته في مختلف ممارسات ومواقف الحياة اليومية، فقد تكون بهدف تحقيق أهداف وقائية، أو علاجية أو الإثنين معًا، وتشمل ممارسات الوقاية والعلاج ذات الصبغة الدينية على ممارسات دينية خالصة، وممارسات أخرى دينية - سحرية، وثالثة اعتقادية.
- كما توصلت الدراسة إلى أن الخطاب الديني اليومي المعاصر يعد خطابًا اجتماعيًا؛ حيث يقترب من الأفراد، ويعبر عن وسطهم المعيشي، وبيئتهم الاجتماعية وما يدور بها من أحداث وممارسات، ومن تفاعلات يومية ذات دلالات دينية، وهو أيضًا خطاب تفاعلي وواقعي وحي ومنفتح يتفاعل مع الأحداث المحيطة التي يعيشها ويحيها الأفراد في المجتمع. كما أنه خطاب ثقافي حيث يعد مرآة حقيقية تعكس ثقافة المجتمع. إضافة إلى كونه خطاب معاصر متجدد ومتغير يتغير مع العالم الخارجي، فهو خطاب يعيد إنتاج نفسه من جديد ليتواكب مع مقتضيات ومستجدات الواقع الاجتماعي، ومع متطلبات الحياة اليومية للأفراد، وذلك من خلال الاعتماد على الوسائل والتقنيات التكنولوجية الحديثة.
- وكشفت الدراسة أيضًا عن أهمية وجدوى الرموز غير اللغوية (أي الرموز غير الكلامية وغير الشفاهية) في خطاب الحياة اليومية؛ حيث تتضمن معاني وصور ورموز صامتة، قد تكون أكثر فاعلية وانتشارًا في التفاعل اليومي للأفراد، وهي بخلاف رموز اللغة الأخرى المنطوقة أو المكتوبة.
- وفي هذا الإطار، فقد تنوعت موضوعات الخطاب اليومي، لتشمل العديد من الموضوعات ذات الدلالة الدينية: سواء تم التحدث بها في الأحاديث اليومية المباشرة للأفراد، أم التي تظهر بشكل مكتوب، أم التي يتم تداولها عبر الشبكات الإلكترونية، حيث تتصل تلك الممارسات مختلف الأنشطة والممارسات التي يؤديها الأفراد على مدار اليوم، فضلًا عن مختلف مناسبات الحياة اليومية التي تحدث على مدار العام. إضافة إلى ارتباط الخطاب الديني بسلوك الأفراد الاجتماعي وبتفاعلاتهم اليومية: كالتحية، والاستقبال، والتوديع، والترحيب... إلخ، هذا إلى جانب تناول الخطاب للعديد من الموضوعات التي تتصل بالعبادات والعادات والمعاملات، كما تطرق الخطاب الاجتماعي اليومي للحديث عن حجاب المرأة وزيها وعملها خارج البيت؛ وهو ما يعكس مدى كون الخطاب الديني اليومي أكثر تعبيرًا عن الواقع المعاش مقارنة بالخطاب الرسمي الديني المؤسسي.
- يوظف الأفراد فهمهم للدين توظيفًا نفعيًا أو أدائيًا أو وسيليًا، وذلك وفقًا لاختلاف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية المتباينة.
- توصلت النتائج إلى تميز ثفافة التدين بمجتمعي الدراسة بعدة خصائص ومميزات، والتي تتجسد في كون ثقافة التدين ثقافة مادية، ومعنوية، ومكتسبة، وتكيفية توافقية، ومتغيرة، وإشباعية نفعية، ورمزية، وإلكترونية.
- أوضحت النتائج أنه تتعدد أنماط التدين وصوره وأشكاله بمجتمعي الدراسة، والتي تتمثل في: التدين الشكلي المظهري، والتدين المجتمعي المُعاش، والتدين السلفي المحافظ المتشدد، والتدين العابد الزاهد في الحياة، والتدين السياسي، وتدين السوق (التدين الاقتصادي)، وأخيرًا التدين الشبابي الإلكتروني. وفي هذا الإطار، كشفت النتائج أن نمط التدين الشكلي والتدين الشبابي والتدين السياسي يعدون من أكثر أنماط التدين ظهورًا وانتشارًا في ممارسات الحياة اليومية لدى الأفراد بمجتمعي الدراسة. وجدير بالذكر، أن كافة أنماط التدين اليومي سالفة الذكر ليست منعزلة عن بعضها البعض؛ بل تتعايش وتتفاعل مع بعضها بشكل مستمر ودائم وفقًا لمتغيرات الحياة المحيطة، ووفقًا لظروف الأفراد وأوضاعهم الاجتماعية، فتلتقي حينًا وتتباعد وتتصارع أحيانًا أخرى. كما أنها ليست في قوالب جامدة ثابتة؛ بل هي أنماط متحولة، بمعنى أنها قابلة للتغير من فترة إلى أخرى، فقد يتبنى الفرد أحد تلك الأنماط في مرحلة معينة من مراحل عمره، بينما يتبنى نمط آخر في مرحلة أخرى من مراحل عمره. فقد يتبني الفرد وهو شاب نمط (التدين الشبابي الإلكتروني مثلًا)؛ بينما يتبنى نمط آخر وهو كبير في السن (النمط العابد الزاهد في الحياة مثلًا). كما قد يتبنى الفرد الواحد أكثر من نمط للتدين وينتقل بينهم وذلك تبعًا لحاجاته وظروفه الاجتماعية ووفقًا لرغبته في تسير أموره وقضاء حاجاته اليومية.
- كما كشفت الدراسة عن تباين الفئات الاجتماعية في تبنيها لنمط التدين، فقد أوضحت النتائج أن الشباب وصغار السن وبعض متوسطي السن على مستوى مجتمعي الدراسة أكثر تبنيًا لنمط التدين الشبابي الإلكتروني، أما كبار السن وبعض متوسطي السن فهم أكثر ميلًا لنمط التدين العابد الزاهد في الحياة. وكانت الإناث أكثر ميلًا لتبني التدين الشكلي المظهري. في حين تبنت كافة الشرائح الاجتماعية على اختلاف مستوياتها الاقتصادية الاجتماعية نمط التدين المجتمعي المعاش. وتبنت جماعات الإسلام السياسي (الإخوان والسلفيين) نمط التدين السياسي والتدين السلفي المحافظ المتشدد. وكان التجار وأصحاب المحلات التجارية أكثر حرصًا على تبني نمط تدين السوق.
- ارتبط تبني الأفراد لممارسات التدين أو الممارسات الدينية بأبعاد وآليات عدة، والتي ساهمت بدورها في تشكيل ثقافة التدين واستمرارها واطرادها وبقائها في الوجود الاجتماعي، وتتمثل تلك الآليات في: الأسرة، والمؤسسة التعليمية والمقررات الدراسية، والمؤسسة الدينية الرسمية (المسجد)، والمراكز الدينية المتخصصة والجمعيات الخيرية والأهلية، فضلًا عن فاعلية دور وسائل الإعلام والقنوات الفضائية الإسلامية وغيرها من وسائل الاتصال الجماهيري، والدعاة الجدد وخطاب الدعوة العصرية، ومختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة وأجهزة الاتصال المستخدمة، وثقافة المجتمع بما تتضمنه من عادات اجتماعية ومعتقدات وأمثال شعبية، والأصدقاء وجماعة الرفاق، والفتاوي الدينية، والاتصال الثقافي الخارجي.
- لقد ساهمت العولمة وثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وغيرها من وسائل الاتصال الجماهيري في تشكيل ثقافة التدين وفي صياغتها وإعادة إنتاجها؛ وذلك بهدف الاستمرار والبقاء في الوجود الاجتماعي.
- توصلت الدراسة الميدانية إلى وجود العديد من التداعيات المصاحبة لعملية التدين التي أثرت (بشكل إيجابي أو سلبي) بدورها على واقع وحياة الأفراد، وعلى علاقاتهم وتفاعلاتهم اليومية؛ وهو ما يمتد ليشمل كافة الأبنية الاجتماعية والثقافية للمجتمع المصري ككل.
First: Problem of the Study
The problem of the study is determined in the attempt to monitor the manifestations of religiosity as they appear in the lives of individuals, in their daily discourse and in the various practices and activities of their social life in the light of the changes witnessed in the Egyptian society in all economic, political, religious, social and cultural structures. In addition to trying to identify the social dimensions of the culture of religiosity as it is known and practiced in society, including the material aspects (the various practices and forms of daily religious behavior: food, drink, clothing, etc.) and moral (values, ideas, cultural concepts, beliefs and religious symbols), it fulfills important functions such as satisfying the needs of individuals, and leading them to a way of life. Besides, daily lives of individuals and groups in society, are linked with the implications of religious behavior (religiosity).
Second: Importance of the Study
The importance of this study follows that Religiosity is an everyday life subject on the theoretical as well as in the applied level.
1. Theoretical Importance
The theoretical importance of the study lies in its application of some of sociological theoretical approaches on everyday life experiences, such as phenomenology and ethnomethodology, from a new sociological perspective that focuses on social existence as manifested in the everyday social and individual events, as well as social existence manifested in everyday life reality of religiosity.
2. Practical Importance
The practical importance of the study lies in the fact that it studies a vivid and realistic picture of the religiosity as an integral part of the culture of Egyptian society, as well as dealing with implications of everyday life relations and practices. All this leads to understanding the social and cultural structure, as well as the changes that may occur in the light of the global and local transformations surrounding it. Thus, this study serves the social interest in studying the Egyptian personality, where religiosity is one of the basic principles upon which the Egyptian character is based.
Third: Objectives of the Study
The main goal of the current study is to recognize the features of religiosity with its various individual everyday life practices in society, and this goal has several sub-goals.
Fourth: Study Questions
The current study is based on the following question: What are the characteristics of religiosity prevailing in everyday life?
Fifth: Theoretical Framework of the Study
The present study starts with Religiosity in everyday life from a specific theoretical framework that deals with trends explaining everyday life practices according to social phenomenology, and ethnomethodology (folk methodology or group methodology). The study also adopted some theoretical issues posed by Symbolic Interaction theory. In addition to the theoretical contribution made by the American anthropologist Clifford Geertz in his study of religion as a cultural coordinator, and the Swiss researcher Patrick Haenni, who observed one of the new patterns of Islamic religiosity, in his book ”Islam Market” published in French in 2005, Michel Patrick studied consumerism in relation to religion.
Sixth: Methodological Procedures for the Study
1. Identifying the basic concepts of the study, which are: religiosity, everyday life, everyday religious discourse.
2. selecting the communities of the study, which are chosen from Al - Sayeda Zeinab as a traditional and East Nasr City as nontraditional neighborhoods in Cairo.
3. Choosing everyday life practices: The study dealt with some of the practices of everyday life: they are classified as: ordinary everyday repetitive practices, and other unusual practices (periodic, ritual,…and others).
4. Performing in-depth interviews.
5. Gathering data collection through anthropological methods and tools.
The study used a set of research methods and tools in the collection of field material, which are based on the anthropological approach and some of its research tools (observation, participation observation, in-depth interview, field work manual, newsletters), and applying community study and content analysis methodologies.
6-Applying the research through the time domain of the study.
7-Overcoming the difficulties of study and reaching the final results.
Seventh: Contents of the study
Finally, the study is divided into two parts containing ten chapters. The first part, entitled ”Theoretical and Methodological Framework of the Study”, consists of four chapters: The first chapter deals with the theoretical framework of the study, discussing the theoretical approaches of sociology to religiosity, and some theoretical issues presented by Symbolic Interactionism, in addition to theoretical contributions of Clifford Geertz, Patrick Haenni, Patrick Michel, in interpreting the phenomenon of religiosity. Chapter II contains a presentation and a critical review of the literature related to religiosity. The third chapter seeks to present a historical review of the phenomenon of religious revival (especially Islamic) in Egypt. Chapter four presents the concepts of the study and methodological procedures.
The second part, entitled ”Field Study”, consists of six chapters. The fifth chapter presents the general profiles of the two communities of the study. Chapter 6 focuses on religiosity in the daily routines that take place throughout the day (morning, afternoon, and evening) on various places where people move (houses, streets, transportations, workplaces, schools, universities, shopping centers and shops). Chapter 7 discusses religious practices as reflected in traditions and customs. It deals with religious practices that relate to particular situations or events in an individual’s life (such as birth, marriage, and death practices), and other practices that are related to a specific time or occasion, including those associated with the sequence and succession of the seasons (such as observances). This is followed by chapter 8, which reviews the religious practices used by individuals in prevention, preservation and immunization, or in the treatment of diseases: physical or even mild illness or mental or psychological illness, which may extend to solving the social problems facing individuals through various situations they experience in their everyday lives. The chapter presents various practices of prevention and treatment, which include: adoption of pure religious practices, or religious-magical practices, through which individuals combine religious practices with magic, as well as the practices of faith that are embodied in the healing of the patients as well as in the healthy persons. Chapter 9 contains pictures of the everyday religious discourse and its forms (oral, written, electronic), and the implications of religious symbols and secular symbols, and its relationship to the surrounding social context, followed by an explanation of the most important characteristics of religious discourse and its themes. The tenth and final chapter was devoted for the social dimensions associated with the culture of religiosity, which are reflected in addressing the most important characteristics of the culture of religiosity, the most important forms of religiosity and its prevailing forms in society, and the most important mechanisms for shaping and crystallizing the culture of religiosity. Finally, the study presents a final discussion of the most important results as well as the conclusion, attempting to shed light on the implications of religiosity and its correlations with the world of everyday life, including its practices, activities, interactions and social relations.
Eighth: The most important results and conclusions
The study reached various main conclusions which are:
- Religiosity is a historical phenomenon formed of deep cultural, political issues, Wahhabism, modern and popular culture related to the local, regional and global situations which all contributed to the formation of the social context shaping the contemporary religious situations of Egyptian society which are crystallized by the culture.
- Religion is an integral part of the lives of individuals, as well as their everyday practices. It is embodied in everyday routine; including practices of individuals from the moment they wake up till they go to sleep. The results also show that the predictive activities of individuals in their everyday lives vary from: interpretation of dreams and visions of religious significance, exploring the unseen, predicting the future, searching for lost things, as well as the role of religious beliefs in shaping these predictive activities, in addition to their effectiveness and role in preservation and survival of individuals and their daily life.
- The characteristics of religiosity are embodied in other usual, or unusual practices, such as those related to time, whether related to certain situations or events in an individual’s life (such as birth, marriage, death) or a particular time or date through the succession of seasons (Such as celebrations and religious events), and other preventive and healing practices that the individual resort to solve the difficulties and the problems of life.
- The results revealed that the individuals in the community adopt religious treatment. The uses and practices of religious therapy have varied in various everyday life practices and attitudes, with the aim of achieving prevention of evil way, therapeutic results or both. Religious prevention of evil eye and treatment practices include purely religious practices, religious-magic practices, and other beliefs.
- The study also discovered that contemporary religious discourse is a social discourse, which penetrated into individual’s life, expresses their living conditions, social environment, events and practices, and everyday interactions giving them religious connotations. It is also an interactive, realistic, lively and open discourse that interacts with events. All of the stated above are experienced and lived by individuals in society. It is also a cultural discourse where it is a true mirror reflecting the culture of society. In addition to being a modern, changing and re-changing discourse with the outside world, it is a discourse that reproduces itself to cope with the requirements and developments of the social reality and the requirements of the everyday lives of individuals through the adoption of modern means of technologies.
- The study also revealed the importance of non-verbal symbols (as nonverbal characters) in everyday life discourse, which include silent meanings, images and symbols, which may be more effective and pervasive in the everyday life interaction of individuals than other spoken or written symbols.
- In this context, the topics of everyday life discourse have varied to include many topics of religious significance: whether they are spoken in direct everyday conversations of individuals, appear on written, or transmitted via electronic networks messages. These practices relate to various activities and practices performed by individuals throughout their day, as well as various everyday life events that occur throughout the year. Besides, religious discourse dealing with the behavior of social individuals and their everyday interactions such as greetings, receptions, farewells, it includes, too, discourse addressing many topics related to worship, customs and transactions, and everyday social discourse related to women veiling and their work outside home. Thus, this reflects how everyday religious discourse is more reflective of the reality than the official religious discourse.
- Individuals employ their understanding of religion as beneficial, instrumental or civil, depending on their different socio-economic levels.
- The results of the study revealed that the culture of religiosity is characterized by a number of characteristics, which are based on the fact that the culture of religiosity is materialistic, moral, acquired, adaptive, changing, and utilitarian.
- The results showed that the patterns of religiosity and its forms vary in the two communities of the study, which are: Formal religious religiosity, community religious religiosity, strict conservative Salafi religiosity, mystic religiosity in life, political religiosity, and economic religiosity. In this context, the results revealed that the pattern of formal religiosity, religious religiosity and political religiosity are ones of the most prevalent forms of religiosity in the everyday life practices of individuals in the community. It should be noted that all the above mentioned patterns of religiosity are not isolated from each other; they coexist and interact with each other continuously and in accordance with the mundane social situations, and sometimes meet and diverge and sometimes struggle. They are not static rigid molds; they are mutated patterns, meaning they can change from one period to another. One may adopt one of these patterns at a certain stage of his life, while adopting another different stage of his life. A young person may adopt a pattern (for example, online e-religiosity), while another is adopted at a later age (e.g. mysticism in life). The individual may adopt more than one pattern of religiosity and move among them according to his needs and social circumstances and according to his desire to go about his affairs and to meet his everyday needs.
- The results revealed that young people of average age in the community are more adopting the online e-religiosity style. The elderly and some of the average age group are more inclined to the mystic religiosity style in life. Females were more inclined to adopt formal masculine religiosity. While all segments of society at different socio-economic levels adopted a pattern of community-based religiosity. Political Islam groups (the Muslim Brotherhood and the Salafis) adopted a patterns of political and Salafi religiosities. Traders and shopkeepers were keen to adopt patterns of market debts than others.
- The adoption of individuals to religious practices has many dimensions and mechanisms, which in turn contributed to the formation of the culture of religiosity and its persistence and in social existence. These mechanisms are: the family, the educational institution and curricula, the official religious institution (mosque), as well as the effectiveness of the role of the media, Islamic satellite channels and other means of mass communication, new preachers and the new call letter, and various modern technological means and communication devices used and the culture of the community including Of popular beliefs and social habits like, friends and comrades group, religious fatwas, cultural and contact with the outside.
- Globalization, the revolution of communications and information technology, and other mass media have contributed to the formation, formulation and reproduction of a culture of religiosity, with a view to sustaining social existence.
- The field study discovered that there are many repercussions associated with the process of religiosity, which affected (in a positive or negative way) the reality and life of individuals, and their relations and daily interactions; which extend to all social and cultural structures of the Egyptian society as a whole.