Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مناظرات فلسفية بين المفكرين العرب والمستشرقين فى النصف الثانى من القرن (19) حتى أواخر النصف الأول من القرن (20) :
المؤلف
محمود، أسماء محمود أنور.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء محمود أنور محمود
مشرف / إبراهيم محمد إبراهيم صقر
مشرف / مديحـة حمدى عبد العال
مشرف / أشــرف محمود أمــين
الموضوع
المستشرقين.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
333 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
20/5/2018
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 333

from 333

المستخلص

ملخص الرسالة:
اهتمت الدراسات الاستشراقية بكل ما هو شرقى من كل الجوانب الحياتية, وبالرغم من أن الاستشراق بدء فى أول الأمر بمحاولات فردية قام بها بعض الغربيين لترجمة القرآن الكريم؛ إلا أنه ما لبث أن أصبح علماً قائماً بذاته, يهتم بأحوال الشرق فى كافة المجالات سياسياً وجغرافياً وتاريخياً واجتماعياً ودينياً وعسكرياُ. وكثيراً ما ارتبط الاستشراق بالاستعمار خاصة فى القرن التاسع عشر حيث الاحتلال الأجنبى للعالم الإسلامى , فظهر المستشرق فى العالم العربى والإسلامى بشخصه أو بكتاباته يثير الفتن ويوقع الخلافات من خلال كتاباته المسيئة عن الإسلام والمسلمين.
فتصدى المفكرون العرب لمطاعن المستشرقين وتفنيد مزاعمهم, وقام جمال الدين الأفغانى(1839ـ1897م) بالرد على ارنست رينان(1823ـ1892م) الذى دعا إلى التفرقة بين الشرق والغرب على أساس أن الغرب هو القوى المستعمرة؛ لذلك يجب خضوع الشرق لها خضوعاً كلياً, كما قال بدونية الشعوب العربية والإسلامية؛ لأنها شعوب سامية ليس لديها القدرة على التفكير والإبداع, ومن ثم لا تسطيع تدبير أمورها, وادعى أن الإسلام وما يحتوى من مبادىء تتعارض والروح العلمية, وعليه, فليس للعرب والمسلمين حضارة تحمل طابعهم. فوضح الأفغانى ما كان للشرق من حضارة يخضع لها الغرب, وأكد على أن الإرث الحضارى حلالاً لجميع الشعوب, وليس حكراً على أحد, حيث إنه لم تقم حضارة بمفردها دون الاستناد إلى غيرها من الحضارات, ثم بيّن وهن نظرية رينان فى تقسيم الشعوب إلى آرية وسامية, ونفى القول بدونية الشعوب السامية, فأكد كذب رينان وزعمه, وجاء بما يدل على اسهام العقل العربى والمسلم فى بناء الحضارة الإنسانية بما قدم من علم قام على أساسه العلم الحديث, كما دافع عن أصالة الفلسفة الإسلامية.
ورد الإمام محمد عبده(1849ـ1905م) على جابرييل هانوتو(1853ـ1944م) فيما ذهب إليه من مزاعم, حيث قال بعجز العرب عن تحصيل العلوم وتدنى مستواهم العلمى, وفشل دور التعليم فى مصر فى العملية التعليمية والتربوية ومن ثم تخلف المجتمع, كما ادعى أن تدهور الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية للبلاد الإسلامية كان نتيجة لأن الدين الإسلامى لا يشجع العلم, ويضيق الخناق على ملكة التفكير. فأخد الإمام على عاتقه مهمة الرد على هانوتو فوضح له ما غاب عنه من حقائق تخص الدعوة الإسلام لتحصيل العلوم ورفعة المجتمع, ثم قام بوضع خطط إصلاحية من شأنها إصلاح مناهج التعليم ودوره, كما وضع تصوره عن المستبد العادل ظناً منه أنه السبيل للإصلاح السياسى, وعمل على إصلاح الإقتصاد بتشجيع الاستثمار المحلى, والتوزيع العادل للثروات, وحاول إصلاح الحياة الاجتماعية فى مصر خاصة والبلاد الإسلامية عامة عن طريق الدعوة إلى التربية والتهذيب من خلال الإصلاح الدينى.
كما تصدى قاسم أمين(1863ـ1908م) بالرد على الدوق داركور(1835ـ1895م) حيث تناول الدوق الأوضاع السياسية والاجتماعية فى المجتمع المصرى بالنقد, وأعزى الأوضاع السياسية المتدهورة فى البلاد إلى جبن المصرى ورضاه بالذل, وقال بأن سبب الجهل المنتشر بينهم يرجع للكسل والجمود المتأصل فى نفوسهم؛ نتيجة لاعتناقهم الإسلام الذى يقمع الحريات ويحد من التفكير, وسلط الضوء على أوضاع المرأة المصرية وخصص جزءاً كبيراً من كتابه عنها؛ حيث أرجع جهل المرأة وعدم مشاركتها فى الحياة العامة بجانب الرجل إلى الدين الإسلامى الذى حجب عقلها وجسدها عن العالم. فوقف قاسم عند تلك الإفتراءات موضحاً أسباب التدهور السياسى الحقيقية التى هى نتيجة لفساد الحكام المتوالين على حكم مصر, وبيّن أسباب رضا المصرى بأحواله الاجتماعية المتدهورة التى كانت نتيجة أيضاً لظلم الحكام واستبدادهم كما أكد أن الإسلام دين الحريات, فقد كفل حرية الرأى والإعتقاد, ولم يُسجل فى تاريخ الإنسانية أن أحداً أُكره على الدخول فى الإسلام بل لكل إنسان الحق فى اعتقاد ما يشاء, ولا سلطة لأحد فى ذلك.
ثم أبعد قاسم شبهة تخلف المرأة وتدنى حالها عن الإسلام, فبيّن أنها سبب عادات وتقاليد وتقاليد بالية, ودعا إلى التخلص منها, وكانت دعوته لإصلاح المجتمع عن طريق دفاعه عن الحريات عامة,وجهاده للحصول عليها, فالحرية السياسية فى تصوره تُنال عن طريق رفض الاستبداد السياسى والعمل على مناهضته, والحرية الفكرية عن طريق تحرير العقول من براثن الجهل ونشر أفكار جديدة تعمل على تقدم المجتمع, وحرية المرأة بتحريرها من قيد الجهل والأعراف البالية, والمناداة بخروجها للتعليم والعمل, فكانت تلك دعوته المدوية فى أرجاء العالم العربى والإسلامى, حيث الثورة على الموروث.
وقام مصطفى الغلايينى(1885ـ1944م) بالرد على اللورد كرومر(1841ـ1917م) حين وصف كرومر الإسلام بأنه دين متعصب يحث تابعيه على كراهية من ليسوا على دينهم ويدعوهم لمحاربتهم, كما أنه يدعو إلى سفك الدماء من خلال ما يسمى فى الشرع الإسلامى بالجهاد والقصاص, بالإضافة إلى أنه دين يدعو إلى الكسل والقنوط, وعاب على اللغة العربية داعياً لحصرها فى حيز العامية الضيق, عاملاً على اندثارها, كما هاجم العادات والتقاليد فى المجتمع المصرى. فدافع الغلايينى عن الدين الإسلامى داعياً إلى التمسك بثوابت الأمة من دين ولغة وعادات وتقاليد, وحث المسلمين والعرب على التطوير لمواكبة التقدم العلمى, فبذل الجهد الكبيرفى نفض غبار الجهل عن عقولهم وتوعيتهم بأن ما هم عليه من كسل وقنوط إنما هو الذى جعل كرومر وأمثاله يرمون الدين بما ليس فيه.