الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يهتم علماء الاجتماع فى الوقت الحاضر اهتماما كبيرا بموضوع التنمية , وقد اتجه هذا الاهتمام اتجاهات متعددة من حيث دراسة عمليات التنمية او اتجاهها او خطواتها , كما ربط الكثيرون بين التنمية والأيديولوجيا فناقش بعضهم الايديولوجيا الاشتراكية وعلاقتها بالتنمية وناقش اخرون الايديولوجيا الرأسمالية وعلاقتها بالتنمية ولكن الملاحظ أن هؤلاء وأولئك قد اقتصرت اسهاماتهم على تناول قضايا كل من هذين الاتجاهين فى علاقتهما بالتنمية من الناحية النظرية فقط ولم يحاول الكثيرون فهم تطبيق هذه القضايا على واقع مجتمعنا النامى فى قطاعيه الريفى والحضرى على السواء وذلك لان اخطر ما يواجه عمليات التنمية فى المجتمعات النامية ومن بينها بالطبع مجتمعنا المصرى هو محاولة التعسف فى تطبيق قضايا هذه الاتجاهات النظرية على هذه المجتمعات كما لو كانت معادلة رياضية بسيطة من الدرجة الاولى دون مراعاة لطبيعة الابنية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية للمجتمعات النامية وهى أبنية نشأت فى ظل ظروف تاريخية وتطورت بفضل أوضاع نشأت عنها هذه الأبنية، وتعتبر المعوقات الثقافية من أهم التحديات التى تواجه عملية التنمية فى مجتمعات العالم الثالث بما فيها من متناقضات ثقافية يمكن الاستدلال عليها من مصادر متعددة لثقافة هذه المجتمعات فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن الاستدلال على المتناقضات الثقافية من خلال الأمثلة العامية التى يحض بعضها على شئ (القرش الأبيض ينفع فى اليوم الاسود), فى المقابل بعضها الاخر يحض على نقيضه (اصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب) وذلك يؤثر بطبيعة الحال على أنماط السلوك الفردى والجمعى وبالتالى يؤثر على مدى تقبل المواطنين لمشروعات وبرامج التنمية. |